..
..
تحية أخوية واحتراماً..
بشكر عميق، وإحساس دافق بالإمتنان، تلقيت رسالتكم التي تحمل لي نبأ اختياري للحصول على جائزة جبران العالمية التقديرية لعام 1993.
وإذ أـوجه لكم بخالص الشكر على التقدير المبالغ فيه كثيراً لشخصي ولجهدي، فإنني أتمنى وبإخلاص شديد أن أنجح في الحضور بنفسي مستمتعاً بلقياكم، والتعرف على دنياكم، وعلى جهودكم في إحياء التراث العربي، وفي التمسك بعبير الوطن.
سأكون ممتناً لو أتحتم لي فرصة التعرف على ترتيباتكم.. مكان الاحتفال (البلدة)، ومدى قربها أو بعدها عن مهبط أفضل خط طيران متاح.. المدة المفترض بقاؤها في أستراليا.. هل سيكون ثمة برنامج محدد.. الخ؟ وذلك حتى يمكن أن افسح وقتاً في زمن هو مرتبك بطبعه.
بشوق بالغ أتطلع للتعرف عليكم عن قرب.
أرجو أن تتفضلوا بقبول احترامي ومودتي.
د. رفعت السعيد
القاهرة في 5/9/1993
**
ملحوظة1: إسمي رفعت محمد السعيد
ملحوظة2: حيث تمنحني الجماعات المتأسلمة شرف ملاحقتي واهدار دمي، سكون مطلوباً لدى حضوري اليكم بعض إجراءات التأمين، فلا يعرف إلا محدودون جداً الفندق الذي أقيم فيه، وسأحتاج إلى تحركات مؤمنة بشكل شخصي أ] دون أمن رسمي.
ملحوظة 3: لستم مضطرين لسداد أية نفقات الإقامة أو السفر.
مع الشكر
رفعت
**
أسئلة مهمة
..
..
تحيتي واحترامي
تلقيت بامتنان رسالتك الثانية.. وإليك مشروعي..
إذا وافقتم، فيمكنني أن أغادر على إير سنغافورة يوم 18 نوفمبر، لأصل سيدني يوم 19 قادماً من سنغافورة.
أما العودة، فيمكنها أن تكون يوم 1 ديسمبر أو بعده بقليل.
الآن، أتمنى أن تصلني رسالة منكم تحدد لي ما يلي:
1ـ هل هذا الترتيب ملائم أم لا؟
2- الجو في هذا الوقت، حتى استعد بالملابس الملائمة
3ـ ما هو المطلوب مني تحديداً، هل أعد كلمة؟ كم دقيقة؟ وماذا تتناول؟
4ـ هل لديكم أية مشاريع لمحاضرات منفصلة.. حتى أستعد؟ وعلى أية حال أنا على استعداد لإلقاء محاضرة أو أكثر عن جماعات التأسلم السياسي.
5ـ هل هناك تصور لبرنامج ما.. لفترة الزيارة؟
بالإضافة إلى كافة لأسئلة والإجابات الأخرى، متوقعاً أن أتلقى منك رداً سريعاً.
وحتى نلتقي لك تحيتي ومحبتي وتقديري
مع خالص الشكر
رفعت السعيد
1-10-1993
**
الشوق القديم
..
..
ماذا فعلت بأخيك؟
أما كفاك كل الشوق القديم، والحب المعتق مثل نبيذ يزداد حلاوة كلما مضى عليه الزمن؟
أما كفاك كل ما كان ، فتجدد الشوق، وتفجّر أشجار الحب، وتجعلني مصلوباً بين فكيّ كسارة البندق، أشتاق إليكم وأعشق سيدني؟
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
وأتمسّك بمعركتي في مصر كطوق نجاة، وأظلّ معلقاً بين الشوق والطموح، العشق للأصدقاء، والعشق للوطن، وأنت تضع الملح القاسي في الجرح الدامي، فكفاك.. كفاك يا متعب.
لم أختلِ بك في سيدني لأقول لك إنك اخترت أجمل النساء، وأكثرهن حناناً.. وذكاء.. عرفت كيف تختار الأفضل.
هل أشكرك على اهتمامك الدافىء؟ أم لا شكر على واجب؟
أم أشكر الوالدة على اهتمامها بي، بل على اهتمامها المتدفق بك؟
أم أشكر سيدني التي تحتضنكما؟
يا شربل..
كلما مضى الوقت تعتق الحب.. وأصبح موجعاً، فرحماك .
امنح تحياتي للوالدة العزيزة..
وامنح سيدني صلواتي.. وتعلقي..
وامنحني قدرة على الفراق.
وإلى لقاء يا أعز الأصدقاء
رفعت السعيد
1 أكتوبر 1996
**
الشوق الموجع
..
..
عزيزي شربل
تسلمت الفاكس المغموس بالحب العاطر. لك كل الشكر وكل الحب.
تسلمت المجلة (ليلى)، والحوار مكتوب بحرفية عالية.
تحياتي بلا حدود .. هل ثمة أمل في أن تأتي للقاهرة؟
إن القاهرة تستحق أن ترى وأن تعانق ولو لبعض الوقت.. وأبوابها مفتوحة لك.. فأهلاً وسهلاً.
أحوالي لا بأس بها، فقط هي مغلفة بشوق موجع. ما أحلى أن يكون الشوق موجعاً وان ينتمي الوجع إلى الشوق..
أرجو أن تتواصل رسائلك، فأنا بحاجة إلى تواصلها.. ولك كل الحب.
تحياتي للوالدة العزيزة
رفعت
**
صباح الفل
..
..
يا شربل
صباح الفل
كيف واتتك الشجاعة أن ترسل مظروفاً فيه مجلتك وحدها، دون حتى كلمة واحدة..
عام سعيد لك ولتلك التي أنستك كل شيء، حتى الأسماء، فتوجت اسمها على المجلة.
المجلة جميلة.. ويمكن أن تكون أداة ممتعة لنشر الفكر والثقافة.. فقط ألاحظ أن كلها إبداع أدبي، ماذا عن قليل، ولو قليل، من الثقافة والفكر.
لكن المشروع يليق بك.
تحيّاتي مرة أخرى مؤملاً أن أراك .
أتمنى أن تكون بخير.
عام سعيد لكم ولكل الأصدقاء والأحباء.
وبأمل أن نلتقي لك كل الحب.. وكل الحب لا يكفي.
مع خالص الود
رفعت
**
بالحب أكتفي
..
..
تحيتي لك بلا حدود، وكذلك محبتي.
أمس تلقيت "الرسالة".. يا ناس حرام كل هذا الاهتمام بشخصي، فأنا لا أستحق أكثر.
على أية حال سآخذه على محمل الحب، وبالحب أكتفي.
أحوالي لا بأس بها. أواصل الكتابة. تجاسرت فكتبت شيئاً أسميته "رمال"، وهو ما أتمنى أن أسمع رأيكما فيه.
أما المذكرات فقد أحدثت ضجيجاً ودوياً لم يزل يتردد، ولست أدري لماذا؟ نالت جائزة أفضل كتاب لعام 2000، ولست أدري لماذا أيضاً.
على أية حال أترك لك الحكم.
شوقي للكتابة كثير، لكن الجلسة ستبدأ بعد دقائق فهل تقبل العذر؟
دورة الشورى تنتهي في يونيو القادم.. وإلى ذلك الحين أنا باق..
مع كل الحب
رفعت
15-2-2001
**
بعض من دين
..
..
عزيزي شربل
محبتي بغير حدود..
وحاجتي أيضاً للقاء..
لكن لا حيلة لي، فهل لديك جامعة مجنونة، أو جمعية أكثر جناناً، تمنحني فرصة أن أنتزع نفسي من نفسي لآتي إليكم؟
حاول..
لك ولليلى محبتي..
هل هذه الكلمات صالحة للنشر؟
إن كان الأمر كذلك، فهذا بعض من دين واجب الأداء لنزار ولك.
ولك كل الحب
رفعت
**
ويذهب نزار
..
..
ويذهب نزار قبّاني، فهل يتبقّى لنا شيء من شعر أو فنّ؟!
يذهب الذي استطاع أن يطوّع اللغة، وأن يجعل من الكلمات أنغاماً، ومن الآهات ألحاناً.
يذهب الذي قال فسكت الجميع، وسكت فلـم يترك مجالاً لأي قول ولأي شعر..
هل غادر نزار من متردم؟
و..
صمتنا فلم نترك مجالاً لقائل
وقلنا فلم نترك مجالاً لصامت
فما من شعر بعد نزار.
وما من قول بع د صمته.
ونزار رجل متعب، جارح، يبدو عاقاً، فإذا به مطيعاً ومخلصاً. يبدو غاضباً من عربه ومن عروبته، فإذا به أكثر عروبة منا جميعاً.
أمسك بالكلمة فصنع منها سكيناً يدمي يديك وأنت تطالعه، تشعر بقسوة الكلمة وقسوة نزار، ثم تجد نفسك تعيد الإمساك بالسكين من ذات الموقع الجارح.
فالعذاب مع نزار عذب.. أليست هذه المفارقة اللغوية تلخص لنا كل التحدي الشعري عند نزار، إذ حاكم العرب حكاماً يتحكمون ومحكومين يخضعون.
ونزار يحرضنا ليس فقط على حكامنا، وإنما على أنفسنا، كي نتملك بعضاً من حب لأوطاننا، وقليلاً من الإحترام لأنفسنا كي نرفض أن نضع رقابنا تحت أقدامهم.. وهل تداس رقاب تأبى أن تداس؟
يا عزيزي نزار..
كيف يطاوعك قلبك أن ترحل ونحن في أشد الحاجة إليك؟
أهذا ما عاهدتنا عليه؟
عتاباً يا نزار وليس وداعاً.. فما من وداع وشعرك باقٍ.. يؤرقنا.. يوخزنا، يقلقنا، ويعلمنا أن الحب عطاء.
**
تهنئة
..
..
الأخ العزيز شربل بعيني
لـم يضف المجلس القاري للجامعة الثقافيّة في العالـم أكثـر من أنّه اعترف بواقع واقعيّ، معترف به من جميع من يعرفون فضلك وإبداعك وشموخك.
متمنيّاً لك دوام العطاء..
تقبّل تحيّتي ومحبّتي لك وللعزيزة ليلى..
وإلى اللقاء".
رفعت السعيد
القاهرة ـ 29/11/2000
**
مكالمة
..
..
عزيزي العزيز شربل
هل تكفي كل المحبة، وكل المودة؟ لعلها لا تكفي.. ولا حيلة لنا إلا أن نتلاعب بالأحرف والكلمات كي نبحث عن مقررات جديدة غير تلك التي لم تعد لا كافية ولا وافية.
والبعيد البعيد يخلق الجوى، فهو يؤرق ويوجع ويشعرك بمجابهة المستحيل.
يا سيدي.. يا فلاح.. يا..
الرقم الذي تطلبه هو رقم الفاكس، ويمكنه أن يتحول إلى تليفون إذا أمرناه بذلك، لكننا لم نعرف بأنك الطالب.
......
فهل أتلقى مكالمة؟
تحياتي إلى زوجتك الشجاعة، فلا بد أنها تمتلك شجاعة فائقة إذ تقترب من لهيبك. ألف ألف مبروك.. ونثمن أن نسمع أبناء بأولاد وبنات.
أين كتاباتك الجديدة؟ وأشعارك المشتعلة؟؟
هل يمكن أن أحملك سلاماً وشوقاً لكل سيدني، ولكل من قابلت، وأحببت، وصاحبت، وأشتاق.
وهل يمكن أن تشكر لي سمر العطار، لقد فضحتني يا عم.. والحياة وصلتني، ومثل نجوم السينما انهالت طلبات صحفية أن أكتب مذكراتي، وهذا هم جديد.. ولكن هل أتجاسر؟
أحوالي أنا لا بأس.. صدر لي كتاب في باريس بالفرنسية
Cantre L'integrisme Islamiste
وسيصدر قريباً كتاب بالعربية.. المتأسلمون: العنف والمقولات.
وأواصل.. ويغتاظون، وأتحرك في كوكبة من الحراس كأي قبضاي بما يخنقني ويشعرني أن زمان السجن أفضل.. لكن التحدي جميل.
وحشتني، ومسامراتنا لا بد أ، تستكمل.
سلامي كثير وأكثر من أية كميات مدركة، وكذلك محبتي.. وسلام خاص للشجاعة التي احبتك. أعرف أن ذوقك راق.. مع حب وأشواق
رفعت
**
ماذا فعلتم بي؟
..
..
يا شربل..
أفصح يا فتى..
ماذا فعلتم؟!..
الأيام التي قضيتها معكم غيّرتني، نقلت وجداني من مكان لآخر.
عندما تواريتم في المطار عن ناظريّ، أحسست أنني أترك الوطن متّجهاً إلى الغربة. فقلوبكم وعواطفكم نسجت وطناً حبيباً وحانياً.
لست أبالغ، لقد أصبح الأمر مختلطاً!..
هل تصنع المودّة هذا القدر من الإنتقال الوجداني؟
يا عزيزي العزيز، يا شاعر الغبراء والبطحاء.. علمني كيف تكون الكلمات القادرة على الشكر والإمتنان بعد كل ما فعلتم.
لقد غيّرتموني، وأشعلتم عواطفي، وهي التي اعتادت على الحياد الصّارم، وأعدتـم إليها دفء الطفولة الحانية المتخلّصة من تراكمات الفعل القاسي القادر على أن يثلـم، حد سكّين، العواطف، فيجعلها عاجزة عن أن تقطع حواجز النفس لتنطلق.
فماذا فعلتم بي؟..
في الأفلام المصرية تصرخ الفتاة التي ضحكوا عليها قائلة: "شرّبوني حاجة صفراء.. وسكرت". فماذا سقيتموني حتى أسكر بعطر محبّتكم، وأظل معلّقاً بسمائكم، مشتاقاً إلى جلساتكم، وإلى جرس ضحكاتكم؟.
اصطحبت معي في الطّائرة "القرف". أي عنوان هذا؟ ذكّرني برواية لي إسمها "البصقة"، تعهّد النّاشر أن يوزّع معها
مناديل ورقيّة.
لكن "القرف" يتجسّد داخلنا عندما تضع أيدينا عليه. ببساطة، تمدّ يدك، تسحب يدنا اللاهيّة أو المتلاهيّة، وتضعها في نار الحقيقة. تحرق صمتنا بالحقيقة.
فواصل يا عزيزي إحراقنا.. فنحن نستحقّ أكثـر حتّى نتحرّك، ونقول ما يجب أن يقال، ونفعل ما يجب أن يفعل.
هل أطلب منك شيئاً؟
طبعاً لن أستطيع الكتابة للجميع، حتى العناوين ليست عندي، فابعث بمحبّتي وإعجابي وتقديري وحبّي للأحبّاء فؤاد نمّور، وكامل المر، وإيلي ناصيف.. هم وحريمهم وأولادهم.. دفء مودتهم ما زال وسيظل يربكني.
أحتاج إلى تواصلك، فاكتب. أكتب شعراً أو نثراً، أو حتى إبعث داخل مغلّف واحدة من ضحكاتك المنطلقة، التي تبدو وكأنك قد فتحت أمامها كل بوّابات قلبك.
صدقني أنا لا أجد كلمات لائقة.. فاغفر لي.. واقبل محبتي.
أخوك
رفعت
**
أيام حلوة
..
..
يا شربل
محبّتي لك ولكم بلا حدود.
زرت بلاداً كثيرة.
جبت العالـم طولاً وعرضاً، لكن سيدني تعلّقت بالقلب، سرت في شراييني ورفضت أن تغادر:
وما حبّ الديار شغفنَ قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
فما حيلتي!!..
ولـم أزل أستعيد ذكرى أيام حلوة، وصدرك الفتيّ يتحدّى العالـم، مقتحماً كل من أمامك، وأنا أحبّ المقتحمين.
أتمنّى أن تكونوا جميعاً بخير، ومستمتعين بحياة حلوة في بلد حلو، حلو بكم أنتم.
يا سيّدي.. أحوالي أنا لا بأس بها. ولكنّ مناكفتي للمتأسلمين تتصاعد، وهم مغتاظون، وكلّما ازدادوا غيظاً امتلأ القلب بسعادة غريبة.
هل هي نزعة شريرة عندي؟.. أم هو العشق للوطن والناس؟.. أم هو العهد الذي قطعته على نفسي أمامك؟.. لـم أقله لك.. لـم أحوّله إلى كلمات.. ولكن عندما تأمّلت ملامحك الشجيّة، وبسمتك الصاخبة، وصخبك المتّزن، وتحدّيك المترفّع عن كل ما يغري.. عاهدت النفس أن أواصل لأكون مثلك.
يا شربل..
تعلقت بكم، وأحلم بالعودة، وما عهد في نفس إلا أحقق لها حلماً.. ولهذا سأحاول.. فقط أبحث عما يمكنني فعلها.
سلامي لكم جميعاً. أشواقي بلا حدود. قلبي يمتلىء بما يفيض عن طاقته من محبة، وأحذّرك، أحذرك لا تذهب إلى الشارع إياه إلا معي..
مع محبتي.. اسكبها تحت أقدامكم انتظاراً ليوم آتي فيه لأرتمي بأحضانك وأنال بركتك.
أقطف كل ورود حديقتك، وامنح فؤاد نمور بعضاً منها وكامل بعضاً آخر، ولكل الأصدقاء وردة وردة..
أما الأم العزيزة فقبّل عني يديها وقل لها إنني عندما رأيتها تجسدت أمامي جبال لبنان الجميلة، الخضراء.. الزاهية والشامخة.
وسلامي..
رفعت
ـ الورقة المرفقة أثارت ولم تزل لغطاً وغيظاً لكن أحداً لم يمتلك ملاحظة جدية عليها، فهل لديك ملاحظات
أرجوك اعط نسخة منها لمن تجد أنه يهتم عندك.
**
غيرة
..
..
العزيز شربل..
محبّتي بغير حدود..
وكلّها لا تكفي.. إلى درجة أن (ليلاك) سوف تشعر بالغيرة لو عرفت وقاست ـ بمعنى القياس وليس القسوة ـ مقياس هذه المحبّة.
أشواقي وقبلاتي..
سريعاً أكتب، فالضيوف مستعجلون، وأنتهز الفرصة لأرسل لك اشتراكي في مجلة ليلى، وعندما ينتهي أرجو فقط تذكيري.
خاص الحب، حتى نلتقي.. وآمل أن نلتقي.
رفعت
**