شربل بعيني ترنيمة حب


ما تفرّقه السياسة 

يوحّده شربل بعيني

 

   بمناسبة اليوبيل الفضّي لصدور أول ديوان شعري للشاعر والكاتب المسرحي والأديب شربل بعيني بعنوان "مراهقة" عام 1968.

   إجتمع العديد من الجمعيّات والأدباء ورجال الدين، وقرروا إقامة احتفال كبير تكريماً للشاعر المعطاء شربل بعيني، يتحدث فيه سعادة سفير لبنان في أستراليا الدكتور لطيف أبو الحسن، وسيادة المطران يوسف حتي، وفضيلة الشيخ تاج الدين الهلالي، والشاعر الكبير نعيم خوري، والدكتور قاسم مصطفى، والاستاذ نبيل قدومي، والزميل الشاعر شوقي مسلماني، والأديبة كارولين طاشمان، والمهندس رفيق غنّوم.

   لماذا شربل بعيني؟

   شربل وهب حياته للأدب مذ كان في لبنان، فهو الشعلة المضيئة في رابطة إحياء التراث العربي، وهو الحركة الدائمة في مدرسة راهبات العائلة المقدسة، وهو باختصار الذي جعل منزله بيت الأدب والأدباء، باستضافته دائماً روّاد الفكر من أي بلد عربي، وخاصة الذين منحتهم رابطة إحياء التراث العربي جائزة جبران العالمية، مثل الدكتور الأديب عصام حداد، والسفير الشاعر محمد الشرفي، والأديب الدكتور رفعت السعيد، وغيرهم ممن كان صلة الوصل بينهم وبين الرابطة كالأديب المعروف بسلسلة قبسات من الأدب المهجري الأستاذ نعمان حرب، والشاعر الكبير نزار قبّاني وغيرهم وغيرهم.

   وشربل بعيني الذي عبر الحدود من "مجدليا" قريته الوادعة في الشمال اللبناني إلى سيدني، عاد إلى العالم العربي والعالم أجمع بمؤلفاته التي فاقت العشرين ديواناً وأكثر، أختار من "كيف أينعت السنابل" هذه القصائد القصيرة:

جلجلتي

.. وَيَحْسُبونَ أَ نَّني سَأتْعَبْ

مِنْ حِمْلِكِ الثَّقِيلِ..

يا مَدينَتي

بَيروت..

يا صَلِيبِيَ الْمُذهَّبْ

أَنَّى وُجِدْتُ.. 

تُوجَدُ جُلْجُلَتِي

**

حنان

الْبَحْرُ يَنْدَهُنِي،

فَهَلْ مِنْ مانِعٍ

أَنْ يَرْتَمِيْ الأَطْفالُ 

في الأحْضانِ

قَدْ حَوَّلوا الدُّنْيا جَحيماً حاقِداً

وَالطِّفْلُ لا يَنْمُو

بِغَيْرِ حَنَانِ!!

**

لقاء

أَتَيْتَ ؟!..

فَكَيْفَ يَكُونُ اللِّقاءُ

وَكُلُّ الدُّروبِ حَواجِزْ

وَفي زَغْرَداتِ الشُّعوبِ أَنِينٌ

وَفَوْقَ العُيونِ مَخارِزْ

وَأَصْغَرُ غِرٍّ يَجِيءُ إِلَيْنا

وَيَفْرُضُ حَظْراً عَلَيْنا

وَعَنْتَرُ قَوْمي بَتَرْنا يَدَيْهِ

لِكَيْ لا يُبَارِزْ؟!

   فلا عجب أن يوزّع معهد الأبجدية في جبيل الذي يرأسه الدكتور الشاعر عصام حداد جائزة شربل بعيني برعاية السفير البابوي في الجزائر المطران فرحات، وسيادة المطران الراعي، والعقيد عبدوني ممثلاً قائد الجيش اللبناني، حيث فاز هذا العام طوني القصيفي، وكريستيان عقل، ورلى فراعة.

   شربل بعيني الديناميكي ترجم له الدكتور آميل الشدياق "الرباعيات" الى الانكليزية مشكوراً، فكيف لا نكرّم شربل بعيني؟.

التلغراف، العدد 2094، 3/12/1993

**

شربل بعيني ترنيمة حب 

لا يضاهيه إلا هو


   يتعجّب كل إنسان ويحتار عندما يتعرّف إلى شربل بعيني في كتاباته ومؤلفاته الشعرية والأدبية والمسرحية، وأكثر، عندما يقرأ لشربل في صحف لبنانية تارة، وعربية تارة اخرى، وصحف ومجلات عربية في دول أجنبية.

   شربل بعيني ترنيمة حب لا يضاهيه إلا هو، ببراءة يتحدّث، وبقدسيّة يكتب، وبطهارة القلب النظيف من الشوائب والحقد ينظم الشعر باللغة المحكية في آن، وأخرى في الفصحى، ناهيك عن كتابته وإخراجه وتنفيذه لمسرحيّات عديدة. 

   كل هذه الأمور يمسك زمامها شاعر الوحدة الإنسانية شربل بعيني الذي قررت الجالية العربية على اختلاف الآراء تكريمه في يوبيله الفضّي، بمناسبة صدور أول كتاب له بعنوان "مراهقة" منذ ربع قرن، بحضور سعادة سفير لبنان الدكتور الدكتور لطيف أبو الحسن، وسيادة المطران يوسف حتي، وفضيلة الشيخ تاج الدين الهلالي، والشاعر الكبير نعيم خوري، والدكتور قاسم مصطفى، والاستاذ نبيل قدومي، والزميل الشاعر شوقي مسلماني، والأديبة كارولين طاشمان، والمهندس رفيق غنّوم.

   تكريماً لشربل، قال الأديب الكبير نعمان حرب في جريدة الثقافة السورية: "إن هذا المهرجان الأدبي الكبير الذي تقيمه الجالية العربية بكافة منظماتها وهيئاتها المختلفة لتكريم الأدب في شخص شربل بعيني، هو مهرجان لكل أديب ينطق بالضاد في العالم، وهو وسام شرف على صدر كل أديب عربي، ووشم على غلاف القلب العربي أينما كان لا يمحى ولا يزول".

   وقال الأديب الصديق محمد زهير الباشا: "ها هوذا صوت الشاعر شربل بعيني ينادي بسقوط الباستيل، فترتفع في شوارع مدينة النور أغنيات الحب، وتلتهب الأنفاس، فتحنو على الصدور آهات المعذبين، خاصة وهو الذي قطف من رؤوس "المجانين" موسماً رصع به خزانته التي أثمرت الريف وأينعت أوراق السنابل".

   وكذلك كتب الشاعر مفيد نبزو من سوريا:

أنت لحن من ينابيع الأزل

زف يا شربل أشعاراً إليا

كرمة العاصي عروساً لم تزل

تعشق الأرز الذي في مجدليّا

   شربل بعيني دائماً السباق إلى لقاء الأدباء والشعراء والكلمة الواعية. هنيئاً ومرحى لك يا شربل.

النهار، العدد 828، 18/11/1993

**

اكرم المغوّش وشربل بعيني 

وبنو معروف


   الأديب والشاعر والإعلامي المعروف الأخ العزيز شربل بعيني الناشر والمالك لمؤسسة الغربة الإعلامية في سيدني كان وما زال بيته ومؤسسته الإعلامية مضافة عامرة لكافة المهتمين بالحقل الثقافي والأدبي. ويقول لي دائما نحن اصلنا دروز ونعتز بذلك و"نيالو" من يحافظ على اصل بني معروف، وهل اعظم من المعروف؟

    وفي زاويته (ستوب (stop التي كان يكتبها بجريدة صدى لبنان في سيدني التي كان صاحب الامتياز ورئيس تحريرها الصديق العزيز جوزاف بو ملحم نشر مقالاً بعنوان: الزميل أكرم المغوش والعائلات الدرزية وهذا نصه:

   لا يخلو نشاط أدبي أو ثقافي في جاليتنا من وجود الزميل أكرم المغوّش لولب الحركه الثقافية كما وصفه الاستاذ كلاك بعيني، ولا اعتقد ان احدا يعرف (اكرم) اكثر مني نظرا للصداقه الحميمة التي تربطني به منذ عدة سنوات. ولا أذيع سراً اذا قلت انه كان واسطة تعارف بيننا كادباء مهجريين وبين الأديب نعمان حرب والعديد من أدباء سوريا المعروفين. كما انه لا يبخل بوقته من أجل تحقيق غاية يؤمن بها.

   الشيء الوحيد الذي "ينكرزني" به هو انه يريد إرجاع نسبك، شئت أم ابيت، الى الطائفة الدرزية الكريمة، والويل لك اذا جادلته او خالفته الرأي. لانه سيتلو على مسمعك موسوعة كامله بأسماء العائلات اللبنانية والسورية المتحدرة من أصل درزي، فكيف ستفلت منه إذن؟

الفايس بوك 2014

**

شربل بعيني 

قديس الكلمة


   أخي الاستاذ شربل بعيني اطيب السلام وأحر التهاني.

   كنت ابحث عن لقب جديد لك بعد الألقاب التي لا تعد ولا تحصى تكريماً لشخصك الكريم المميز ومسيرتك الأدبية الرائدة ونحن نحيا في استراليا العظيمة جنة الله على الارض، وانت جسر التواصل العابر للقارات الذي تعمل ليلا نهارا دون كلل او ملل من أجل وحدة العرب والناطقين بها بالمحبة لان الله محبة وهو شعارك الدائم.

وأعود لاقول لك: ان شربل بعيني قديس الكلمة هو القريب من الراهب شربل مخلوف قديس الانسانية والمحبة.

   لان الكلمة الطيبة التي تخرج من الطيب مثلها مثل الإيمان الصحيح، والمؤمن الذي يجسد بمحبته القول الصحيح بالإيمان الاكبر بالله العلي العظيم المعظم قولا وفعلا وإيماناً.

   اطيب السلام، وأحر التهاني، واطيب الشكر للاساتذة الاعزاء الكرام الذين نالوا جائزة معهد جبيل للأبجدية الذي اختاركم عميده الدكتور الشاعر والاديب الخالد الاستاذ الحي معنا وبيننا عصام حداد الذي اطلق (جائزة شربل بعيني العربية العالمية).

   ولا يسعني الا ان اشكر الاستاذ الفنان الاعلامي المميز الصديق والاخ العزيز بادرو الحجه، وحضرة الأب الاديب يوسف جزراوي المحترم (اديب الروح وراهب المحبة) على تألقه الإنساني والروحي والأدبي، والكلمة الطيبة.

   حياكم الله

الفايس بوك 2016

**

شربل بعيني شاعر ثائر 

على التخلّف والطائفيّة


   قد يكون الشاعر، وبحق، صوت الأمة، ومنبر الكلمة الحرّة، وثورة المظلوم على الطغاة والمستبدين. كيف لا، عندما يكون الشاعر كالاستاذ شربل بعيني، الذي رفض الطائفيّة والطائفيين، وفضّل الانكفاء عن بلد ترعرع فيه وأحبه حتى الجنون، يوم رأى القاتل هو الحاكم، والجندي سلعة بأيدي زعماء تقليديين، نصبوا أنفسهم حكاماً لا يعرفون إلا الدمار، والذبح، والسحل، لشعب لا يستطيع أن يقول إلاّ نعم.

   لكن ثورة الشاعر شربل بعيني بشعره الملتزم، بالعاميّة والفصحى، كان سبب تركه لبلده لبنان عام 1971 الذي أحب حتى الثمالة.

   والاستاذ بعيني له العديد من الدواوين الشعرية، كان قد نشرها في لبنان وأستراليا، وهي: 

ـ مراهقة،  1968 لبنان، 1983 سيدني.

ـ قصائد مبعثرة، 1970، لبنان. 

ـ مجانين، 1976، 1986، سيدني. 

ـ مشّي معي، 1982.

ـ رباعيات، 1983.

قصائد ريفية، 1983.

ـ من كل ذقن شعرة، 1984.

ـ من خزانة شربل بعيني، 1985.

ـ الغربة الطويلة، 1985.

ـ القراءة السهلة، مدرسي، 1985

سامي وهدى، مدرسي، 1985.

   بالاضافة إلى هذه الدواوين، له مئات القصائد المنشورة في بعض الصحف المهجرية، كما أنه قد نشر في لبنان، وقبل مجيئه لأستراليا، العديد من قصائده، في عدة صحف منها "النهار"، و "الأنوار"، و"البيرق"، و"الدبّور"، و"الأنباء"، وغيرها.

   يقول الشاعر بعيني رداً على الطائفيين، والعنصريين:

عم تسألوني إنت شو دينك؟!

وما بتستحوا؟!

قلب ألله بتجرحوا..

الدين مش ملك البشر

الـ لعبوا بإسمو متل ما بيلعب قدر

الدين ملك أللـه

يعني التقي الـ عمرو ندر

وبالحب غازل مشلحو

بيوصل لأللـه

كيف ما صلّى.

   نعم، الشعر الملتزم هو قضية بحد ذاته، هكذا يعبّر شربل بعيني بقصيدة حول الزعامة التقليدية، فيقول:

وين صرنا؟.. وليش بلعتنا الدروب

وغبارها محّى أسامينا

وكل عمرا الشمس ساعات الغروب

تتحمم بميّة سواقينا

.. وتشعّ ضحكتها، إذا منضحك، شعوب

وتغصّ بالدمعه لو بكينا

حْرام الدولاب يدور بالمقلوب

وختيارنا ينطر على المينا

كرمال عين الثعلب المغضوب

العامل ناطور الأرض والكرمات

وبالسرّ عم يسرق دوالينا

   ومهما كتبنا نجد أننا بحاجة لنشر أكثر من ذلك، لأن شربل بعيني شاعر ملاحم، يقول في كتابه "مجانين" الذي أعاد طبعه حديثاً:

بؤمن بأللـه.. وعيب أكّد هالأيمان

بؤمن بعيسى وبالرسول كْمان

بؤمن بإنجيلي وبالقرآن

بؤمن بوحدة شعب

عاش برضى وبحبّ

ع أرض لبنان

   وصدق الشاعر بعيني عندما سمّى ديوانه الحديث "مجانين" حين قال:

أنا ما بفهم يمين

أنا ما بفهم يسار

أنا بفهم إنّو النار

لازم توقف مهما صار

بحيث الـ عم بيموتوا هيك

ما انوجدوا بخاتم لبيّك

ولا بقنديل علاء الدين

هودي أهلي المحبين

هودي ربيوا جار وجار

   قصائد كثيرة، جميلة رائعة، أنشدها الشاعر الطيّب شربل بعيني، من القلب إلى القلب، ليؤكد من خلالها انه عدو الطائفيّة والمتعصّبين، شاعر الغربة الطويلة، شاعر الثورة والالتزام، شاعر الوطنيّة الصادقة الفيّاضة بالتضحية، وشاعر الإيمان بوطن العدالة والمساواة، الذي ينشده كل حر آمن بوطن يتساوى فيه الأفراد بالحقوق والواجبات.

النهار، العدد 490، 23 أيار 1986

**

"قرف" شربل بعيني 

و"عيب الشّومه" 

يهزّان الجالية العربيّة في أستراليا!

   

   أحدث الشاعر والكاتب المسرحي شربل بعيني، في قصيدته "قرف" ومسرحيّته "يا عيب الشّوم"، ضجّة كبيرة، جعلت الأنظار تتّجه إليه، لتعرف ماذا يحدث. وكأنّ التحدّث أو استعمال مفردات نافرة هادفة، ممنوعان على شربل بعيني!!

   لماذا شربل بعيني: لا.. ونزار قبّاني: نعم؟!

   لماذا شربل بعيني: لا.. ومظفّر النوّاب: نعم؟!

   شربل "المشاغب" هو المنتصر في النهاية، لأنّه قال الحقيقة، ومَن يمتلك القرار الصّواب هو المستهدف في هذا الزّمن المقرف.

   شربل بعيني، الذي لـم يجرّح بأحد قطّ، تعرّض للتجريح الشّخصي من قِبَل أناس لـم يدركوا أبعاد كلماته، وبقي كما هو، محبّاً للجميع، يستقبلهم بابتسامته المعهودة وقلبه الطيّب. أليس هو القائل يوم تكريمه: "إن القلم الذي يكرِّم يُكرَّم، والقلم الذي يَشتُم يُشتَم". وبسبب القرف السائد في أوساط الجالية، قصدنا الشاعر شربل بعيني لنقف على رأيه في هذا الحوار:

ـ أستاذ شربل، هناك عملان جديدان لك، سيكونان محور لقائنا اليوم: مسرحيّة "يا عيب الشّوم" وقصيدة "قرف". وسنبدأ بالمسرحيّة، كيف خطر اسمها على بالك؟

ـ عبارة "يا عيب الشّوم" متداولة على ألسنة الناس منذ غدر قايين بأخيه هابيل. ولكن، ولحسن حظّي، لـم يفكّر أحد من قبل بتحويلها إلى اسم مسرحي كما حدث الآن.

ـ نقدك في المسرحيّة كان جارحاً، لماذا؟

ـ سأجيبك على سؤالك هذا بعبارات وردت في المسرحيّة، على لسان إحدى التلميذات: "إذا رحت لعند الحكيم تا تفحص حالك، ما بيقلَّك عينك منيحة، إجرك منيحة، كرشك منيح. بيقلّك: عينك رمدانة بدّا قطرة، إجرك مكسورة بدّا تجبير، كرشك منفوخ لازم توقّف شرب البيرة، ونحنا بهالجالية لازم نداوي الجرح وما نخاف".. هل هذا يكفي أستاذ أكرم؟

ـ أجل.. ولكنّك خوّفت النّاس، لدرجة أصبحوا معها، يفكّرون أن كل ابنة تاهت، هي ابنتهم؟!

ـ وهذا دليل قاطع على صحّة ما أقول. صدّقني أن لا أحد يخاف من اللاشيء، وطالما أن هناك أشياء اسمها: المجتمع الفاسد، الحريّة المطلقة، الإباحيّة الزائدة، فعلينا أن ندقّ ناقوس الخطر، وعلى الأهل أن ينتبهوا، والويل ثـمّ الويل لمن يدسّ رأسه، كالنعامة، بالرمل. أو لمن يبني بيته بدون أساس، فلسوف تجتاحه السيول وتتقاذفه الرياح.

ـ الصحافة، الأدب، الفنّ، الجامعة اللبنانية، المخدّرات، الطلاق، طاولات الشرف، وغيرها من المواضيع الهامة. كيف تمكّنت من معالجتها بمسرحيّة واحدة؟

ـ جميع المواضيع التي ذكرت، لملمتها وجمّعتها في شخصيّة واحدة، هي الإنسان المغترب. فعندما كتبت "يا عيب الشّوم" وحّدت كل تلك الآفات في تلك الشّخصيّة الواحدة، ليجيء عملي واحداً، والدواء واحداً، والحلّ واحداً.

ـ معظم الذين حضروا مسرحيّتك أعجبوا بها، رغم أنّك تتهكم عليهم، وتنشر غسيلهم على السطوح. فما تفسيرك لهذا؟

ـ لجوئي إلى النكتة المتواصلة طوال مدّة العرض، سهّل أمامي الوصول إلى قلوب من أنتقدهم، فلقد شعروا، منذ إزاحة الستارة، أنني أحاول التقويم لا التحطيم، وأنني أطرح أمامهم الغثّ والسمين، وأدعوهم للاختيار. المسرحيّة كتبت بعناية فائقة، واستغرق درسها عدّة أشهر، قبل الموافقة على عرضها.

   تصوّر أن الموسيقار "ستيف وود" ملحّن أغنية ريما الياس "يا بلبل"، التي ترجمها إلى الانكليزيّة الأستاذ آميل الشدياق، قال بالحرف الواحد: "لـم أكن أتصوّر أن موضوعاً كهذا سيطرح للمعالجة على مدرسة كاثوليكيّة، كمدرسة سيّدة لبنان، وأمام شعب عريق بتحفّظه، كالشعب اللبناني. إن وصول الفتاة اللبنانية إلى "كينغز كروس" ليس بالأمر السّهل، ومعالجته أصعب ممّا يتصوره عقل، وقد نجح العمل".

 ـ وطاولات الشّرف.. لماذا أنت ناقم عليها؟

ـ أنا أسمّيها "طاولات الأونطة"، وأعتبرها من أشدّ الأمراض الاجتماعيّة فتكاً، إذ أنها تخلق طبقيّة مذلّة في مجتمعنا الاغترابي، تميّز، أو بالأحرى، تفرّق بين الأخ وأخيه، ترفع الغني وتحطّ من قدر الفقير.

   إنّها مسخرة العصر، وأدعو الجميع إلى مقاطعة الحفلات التي تتصدّرها طاولات الشّرف، تماماً، كما فعل الأطفال الصّغار في المسرحيّة.

ـ والآن، دعنا من المسرحيّة، وحدّثنا عن قصيدة "قرف".

ـ عندما دعتني جمعيّة أبناء بنت جبيل الخيريّة للمشاركة بتكريم الشاعر المحامي محمود بيضون، أصبت بالهلع والدوار، كيف لا، وبلدة بنت جبيل تتعرّض كل يوم لقصف صاروخي، ولإعتقالات مستمرّة، ولإحتلالات خبيثة تقشعرّ من هولها الأبدان. كما أن ابنها البار محمود بيضون قد تعرّض للتنكيل والاضطهاد والسجن لمدّة تزيد عن عشرين سنة. إذن، فأوضاع بنت جبيل، تحت الاحتلال الإسرائيلي، مقرفة. واعتقال الشاعر محمود بيضون مقرفة للغاية. فما كان منّي إلاّ أن كتبت "قرف"، وقد استقبلتها بنت جبيل البطلة بالهتاف والتصفيق المتواصلين، واعتبرها الدكتور علي بزّي من الدرر الشعريّة.

ـ والكلمات النابية؟!

ـ الكلمة كلمة.. والمعاجم التي لا تحتوي على كل المفردات المتداولة، تعتبر ناقصة ومرفوضة. ثـمّ أنّ الأوضاع التي ذكرت تتطلّب كلمات كهذه. وأعترف أمام القارىء، أنني قصّرت في تصوير قرفي، وكان لزاماً عليّ أن ألعن أعداء الشّعب والكلمة أكثر، وأن أكيل لهم الشّتائـم بكيل أكبر. ودعك من خزعبلات الشعر، وقيمة الشعر، والذوق الشعري، فالجريمة التي تمارس بحقّنا تتطلّب منّا شجاعة فائقة، وقصائد بحجم المأساة.

ـ ولكن، هناك من ينتقد القصيدة..

ـ أنا أشفق عليهم حقّاً لأنهم أميّون، طبّالون، ثرثارون، حاقدون، لا يقدرون على فكّ الحروف الهجائيّة، ومع ذلك يحاولون دسّ أنوفهم في أعمال أدبيّة، لـم ولن يدركوا أبعادها.

   يا ناس، يا بشر، للنقد أحكام، أصول، إختصاصيّون، أساليب، إقناعات، طرق معبّدة، طرق محفّرة، جبال، تلال، سهول، أزهار، صور، ومحبّة تجعلك تقف أمام من ينتقدك بخشوع واحترام. أمّا ما حصل معي، فشيء لن يصدّقه عقل. يا عيب الشّوم، يا عيب الشّوم، يا عيب الشّوم!!

ـ ولكن هناك من انتقد القصيدة، ولـم تتعكّر صداقتك معه.

ـ بالطبع لا.. ولن تتعكّر، لأن من يحترم نفسه لا بدّ من احترامه، لذلك ينقسم منتقدو القصيدة إلى عدّة أقسام: إمّا انتقدوها عن محبّة يُشكرون عليها، وإمّا عن نقص يعانون منه، أو أن صراحة شربل بعيني باتت تزعجهم لحد الكره والتجريح الشخصي، ومحاربته في لقمة عيشه، وأخجل أن أخبرك ما فعل أحد "الشويعريين" المرضى، وكيف اتصل بالمراجع الدينيّة والمدنيّة والإعلاميّة والأدبيّة "لخنق شربل بعيني وتحجيمه وطرده من عمله".

ـ كل هذا بسبب "قرف"؟!

ـ .. وصدّقني أن موقفهم من شربل بعيني نابع من الحسد والحقد والأنانيّة، وليس من تطلّعات شعريّة كما يدّعون. إذن، فليخيّطوا بغير هذه المسلّة، لأنّها أصبحت مزنجرة من كثرة الاستعمال.

ـ هذا يعني أنّك راضٍ عن القصيدة؟

ـ إنّها أجمل وأعمق وأروع ما كتبت.. وأشكر اللـه، ألف مرّة في الثانية، أنني بيّنت قرف النّاس من حكّامهم، ومن أذناب حكّامهم، ومن كلّ الّذين يسيئون إليهم، إن كان سياسياً أو اجتماعياً، أو أدبياً، وأتمنّى أن تتغيّر ظروفنا السيّئة إلى الأفضل، كي لا أضطر إلى كتابة قصيدة تنسينا "قرف".

ـ ماذا يود أن يقول شربل بعيني في نهاية هذا اللقاء؟

ـ أودّ أن أشكر القرّاء على محبّتهم الدائمة لي، وعلى إيمانهم القوي بصدق كلماتي، وأنني، حين أكتب، أحاول أن أكون صوتهم، وان أتحمّل عذاباتهم، كي تأتي كلماتي مثقلة بالمعاناة الإنسانيّة، كما أدعوهم إلى مراجعة "قرف" واستنباط معانيها، وسبر أغوارها، وتسلّق أبعادها، لأنّها جديرة بالدراسة والإعجاب. وألف شكر لك أستاذ أكرم، على إتاحة هذه الفرصة لي لتوضيح بعض الأمور.

 حاشية: لـم تنشر جريدة النهار هذا اللقاء لأسباب اجهلها.. لذلك قررت نشره في هذا الكتاب لاهميته.

**

ديوان جديد مثير للشاعر 

شربل بعيني باسم قرف


   صدر حديثاً كتاب جديد للشاعر والكاتب المسرحي الاستاذ شربل بعيني بعنوان "قرف".

و"قرف" قصيدة أطلقها الشاعر بعيني في يوم تكريم أبناء "بنت جبيل" للشاعر المحامي الاستاذ محمود بيضون.

   بعضهم انتقد القصيدة، وبعضهم دافع عنها، وفي كلتا الحالتين كانت القصيدة موضوعاً مثيراً للجدل بين بعض الشعراء والكتّاب، وكيف لا، وكل يغني على ليلاه.

   شربل بعيني قال كلمته وتركها، لمن لم يسمع بالقصيدة، بهذا الديوان الجديد. المهم أن شربل يتحمّل مسؤولية ما يكتبه بالكامل، ويبقى كما هو شربل بعيني الانسان الخلوق، والأديب والكاتب المسرحي الذي صار منزله مقرَّ الأدب والأدباء، وهنا بيت القصيد. وإليكم بعض المقاطع التي أحدثت ضجة كبرى:

اشْتَقْنَالِكْ يَا بِنْت الْخَيْرْ

وْبِنْت الأَرْض الْمَفْجُوعَه

بْلادِي.. اللِّي غَنَّاهَا الطَّيْرْ

لَيشْ غِرْقَانِه بِدْمُوعَا؟!

بْتُوقَعْ كِلّ مَا تْجِدّ السَّيْرْ

وْبِتْفَشْكِلْنَا بِوْقُوعَا

حَرْقُوا الْجَامِعْ.. حَرْقُوا الدَّيْرْ

وْخَنْقُوا الْكِلْمِه الْمَسْمُوعَه

وْرِكْبُوهَا مَلْيُونْ "زْبَيْرْ"

وْهِيِّي تَحْتُنْ مَوْجُوعَه!!

**

بدِّي سِبُّنْ.. بدِّي فِشّْ

خُلْقِي.. وْقُول الْـ مَا بْيِنْقَالْ

أَرْضِي عَمْ يِحْكِمْهَا الْغُشّْ

غَطُّوا عَوْرِتْهَا بِالْمَالْ

الْـ مَا بْيِنْغَرّ بْسِحْر الْقِرْشْ

بِتْعَلِّمْ عَ زْنُودُو حْبَالْ

الْـ مَا بْيِمْشِي.. بْيِمْشِي بِالدَّفْشْ

اللِّي بْيُوقَعْ بِتْجِرُّو جْمَالْ

اللِّي بْيِحْكِي.. فِي بْتِمُّو قَشّْ

اللِّي بْيِهْرُبْ.. خِسْرُو الِعْيَالْ

مَا بْتِسْمَعْ غِيرْ كِلْمِةْ "هِشّْ"

جْحَاشْ.. وْنَاقِصْهُنْ خِيَّالْ!!

**

شُو رْبِحْنَا مِنْ حَرْب سْنِينْ؟!

كِذَاب الْـ بِيقُول الْعَكْسْ:

رْبِحْنَا أَطْفَال مْسَاكِينْ

مَا شَافُوا بِعْيُونُنْ شَمْسْ

رْبِحْنَا إِخْوِه مَلْجُومِينْ

خِصْيُوهُنْ بِـ كِلْمِةْ "هِسّْ"

رْبِحْنَا أَحْزَاب دْكَاكِينْ

بِتْقَتِّلْ أَعْضَاءَا بَسّْ!!

رْبِحْنَا كِتَّابْ مْلاعِينْ

عَاشُوا عَ الْقَبْض وْعَ الدَّسّْ

رْبِحْنَا الدِّينْ الْـ مَنُّو دِينْ

الْـ تَاجَرْ بِاللِّفْت وْبِالْخَسّْ

رْبِحْنَا حُكَّامْ شْيَاطِينْ

لَوْ مِتْنَا.. مُشْ رَحْ بِتْحِسّْ

كَبْسُونَا طُون وْسَرْدِينْ

وِالْعُلْبِه.. سَمُّوهَا حَبْسْ

رْبِحْنَا شَوْفَاتْ فْسَاتِينْ

سَوْدَا.. مَا بْتِتْلاقَى بْعِرْسْ!!

نِحْنَا مْنِخْلَقْ مَقْبُورِينْ

نِسّْ.. وْعَمْ بِيزَمِّطْ مَوْتْ

لا بَقَى تْزَمِّطْ يَا نِسّْ!!

   شربل بعيني لم يتحدَّ أحداً، ولن يقبل التحدّي، وقلبه مفتوح للجميع، وما كتبه ويكتب عنه، إلا خير دليل على صحة ما نقول. 

النهار، العدد 823، 14/10/1993

**

شربل بعيني يتخطّى الشعر 

في مناجاة علي

 

   كتب الفيلسوف الخالد كمال جنبلاط مقالاً مستفيضاً في رثاء الزعيم العربي جمال عبد الناصر جاء فيه: ان اعظم ما أتت به المسيحية هي المحبة، وأعظم ما أتت به المحمديّة هو العدل، ومن يجمع بين الاثنين كان حظنا به كبيراً.

   ولعل تلك المقولة العظيمة تنطبق أيضاً على الشاعر الديناميكي الشاب شربل بعيني، الذي تخطّى حدود الشعر عندما أصدر ديوانه اللاهوتي "ألله ونقطة زيت" بلغة فلسفية لا يعرفها الا الراسخون بالعلم، وربما لأمر آخر أصدر شاعرنا ديوانه الجديد "مناجاة علي" والذي يعتبر من الدواوين المهمة، لأنه يكتب سيرة أمير المؤمنين بلغة شعرية محكية، والكتابة في هذا الموضوع ليست سهلة، وأنت أمام عالم فقيه وشاعر وأمير للمؤمنين:

مِدِّلِّي إِيدَكْ، ساعِدْني..

صَلِيـبِي تْقِيلْ وْفزْعانْ

أُوقَعْ.. وِالْوَقْعَه تْبَعِّدْني

وْيِسْرِقْني غْبار النّسْيانْ!!

**

لازِمْ إِخْلَقْ عالَمْ تاني

يِفْهَمْ كِلْماتَكْ كِلاَّ

يْوَحِّدْ أَدْيانو بِدْيانِه

بْتِرْفُضْ نِتْقاسَمْ أَللَّه.

   قال رسول الله: أنا مدينة العلم وعلي بابها"

   أجل شربل أهدى ديوانه للأديب العربي الكبير جورج جرداق "الذي غنّى علياً بن أبي طالب، كرم الله وجهه، صوت العدالة الانسانية، كما لم يغنّه أحد من قبل".:

نصراني.. ونادر غنّيلك

غنيّه، لحنا معروف

غنّوها الكل مقابيلك

دقّوا كلماتا ع دفوف

ع الزقفه الـ صارت تحكيلك

كيف طارت من بين كفوف

نغمه، تا النغمه تصليلك

وبمعبد عينيك تطوف

   شربل بعيني في "مناجاة علي" يسجّل سبقاً شعرياً فلسفياً، وإذا قيل: لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقّار"، فنقول: لا شاعر غنى علياً غير شربل والايمان لا يتجزأ:

يَسُوع الْـ عَلَّمْني حِبّ

يا عَلِي.. مِتْجَسَّدْ فِيكْ

شَارَكْتُو بْآلام الصَّلْبْ

وْخِفَّفْت عْذابُو يا شْريكْ.

**

مُشْ رَحْ فَسِّرْ.. حَكْيي مْفَسَّرْ:

سَيِّدْنا مْحَمَّدْ شُو قالْ؟:

إِنْتَ بْتِشْبَهْ عِيسى أَكْتَرْ

بَيْنو وْبَيْنَكْ وِحْدِةْ حالْ.

**

بِالْقَناعَهْ.. غْلِبْت الفَقْرْ

وْما انْذِلَّيْت لْسِحْر الْمالْ

تْرَقِّعْ بِالصِّرْمايِه العُقْرْ

تا تْعَلِّمْ كلّ الأَجْيالْ.

   ومن لم يقرأ هذا الديوان عليه أن يطلع عليه وهو متوفر في المكتبة العربية في لاكمبا.. وبارك الله بشاعرنا المؤمن الموحد شربل بعيني.

النهار، العدد 726، 7/11/1991

**

قبسات الاديب الكبير نعمان حرب: شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات


   عندما كنت اجري المقابلات الصحفية بين الحين والآخر مع شاعر الغربة الطويلة شربل بعيني كان يستهل كلامه مردداً:

ـ اخي اكرم.. المحبة هي ينبوع لا ينضب ومن يحب لا يكره، كل الشرائع والاديان تدعو الى المحبة، وكل الادباء والشعراء الحقيقيين يدعون الى المحبة، لان الله محبة، فدعك من متسولي الادب والسياسة والاديان لانهم لا يعرفون المحبة، ومن لا يعرف المحبة لا يعرف الله.

   ومعرفتي بالعزيز شربل تعود لفترة زمنية طويلة فهو كان اول من نشر كتاباً مطبوعاً في استراليا، وساعد الكثيرين على هندسة وتنضيد كتبهم كي تكون صالحة للطباعة في استراليا العظيمة، لا بل قام بنشر العديد من الكتب من ماله الخاص مثلاً:

ـ البيت في ساحة عرنوس للدكتورة سمر العطار.

ـ كي لا ننسى للاعلامي الفقيد بطرس عنداري.

ـ قال صنين للشاعر الفقيد نعيم خوري.

   وغيرها من الكتب التي اعطاها الحياة في مجتمعنا الاسترالي المميّز، الذي يصفه البعض "بالغربة" والعكس هو الصحيح.. كوننا نحيا ونعيش في استراليا مواطنين اعزاء، بينما نعيش غرباء في بلادنا بسبب الانظمة التعسفية السيئة. نعيش غرباء كما يقول الامام علي (الفقر في الوطن غربة).

   وكنت قد زودت الاديب الكبير الاستاذ نعمان حرب قبل رحيله الى دار الخلود بمعلومات عن الادباء والشعراء العرب في استراليا، ومنهم الاديب والشاعر شربل بعيني الذي اصبح الصديق المقرّب له، فعنَون "قبسته" عنه (شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات) بغية نشرها ضمن سلسلة مؤلفاته (قبسات من الادب المهجري)، ولكن المنية وافته قبل أن يحقق أمنيته، التي سأعمل جاهداً على تحقيقها يإذن الله.

   ومنّذ اسابيع  اصدر الاستاذ شربل بعيني كتاباً الكترونياً بعنوان (فافي) أي "فاطمة ناعوت"، وقعه وأرسله الى آلاف القراء عبر النت، ليصبح أول من وقع كتاباً الكترونياً في المغتربات، ان لم يكم في الوطن العربي أيضاً، ومنه أختار هذه القصيدة التي غناها الفنان اسماعيل فاضل بحضور الشاعرة فاطمة ناعوت في قاعة غرانفيل تاون هول:

ـ1ـ

الشّعرُ يؤرّقه ألمُ

تبكيه الأحرفُ والقلمُ

داواهُ الطبُّ بأدويةٍ

لم تنفعْ مَن فيهِ سقَمُ

ـ2ـ

مسكينٌ.. كم عانَى وجعاً

ما زال يَضجُّ ويحتدمُ!

صحراءُ الهجرِ تحيطُ به

والعطشُ الكافرُ ينتقِمُ...

ـ3ـ

ناجى المعبودَ.. فأوحى له

إسماً.. من وهجِهِ يبتسمُ

هي "فافي" وجهٌ مصريٌّ

هيَ شمسٌ صاغتها الحِكمُ

ـ4ـ

هي مجدُ النيلِ.. ورونقُهُ

هيَ حرفٌ.. تشتاقهُ قممُ

هي بوحُ الحبّ.. مُمَوسقةٌ

يختالُ برفقتها النّغمُ

إن كان "طبيبٌ" لا يشفي

ناداهُ إلى الحُبِّ.. الهَرَمُ

   هذا وقد نشر من قبل عشرات الكتب والدواوين الشعرية الالكترونية والورقية في استراليا، ويعد الآن بالاشتراك مع الاديب الصديق كلارك بعيني لاصدار اول موسوعة إلكترونية بعنوان (شربل بعيني بأقلامهم) تضم الالاف من المقالات والقصائد التي كتبت عنه سلباً ام ايجاباً، مع صور اصحابها، وهذه هي قمة الديمقرطية التي اعتدنا عليها  من صاحب مؤسسة الغربة الاعلامية.

الهيرالد 2013

**

فافي.. 

ديوان شربل بعيني الجديد


   أهداني الشاعر المهجري الكبير شربل بعيني ديوانه الجديد "فافي"، المؤلف من 156 صفحة من الحجم الوسط، فرُحت أقلّب صفحاته بسرعة فائقة لأعرف من هي "فافي"، وما نوع القصائد التي يحتويها الديوان،  فإذا بي أكتشف أنه يتغنّى، كي لا أقول يتغزّل، بالشاعرة المصرية المناضلة فاطمة ناعوت، التي التقاها في سيدني ثلاثة أيام فقط، كان حصيلتها ديوان شعري رائع، قدّمه من شهد على أحداثه الإعلامي المعروف جوزاف بو ملحم. 

المقدمة:

   إذا كان المكتوب يُقرأ من عنوانه، فديوان "فافي" يُقرأ من مقدمته، التي صاغها الاستاذ بو ملحم بأسلوب شاعري فتّاك، أي أنه لا يتركك تتنفّس وأنت تلتهم عباراته الفريدة بعينيك، فيبدأ دون استئذان، وينتهي دون استئذان، كونه يملك ناصية الكلام، وما عليك سوى الاستمتاع:

"كأنّه حبّ من العالم العلوي قد هبط إلى هذه الأرض.

   حبّ عاش بين الكلمات، ونما على التويتر، وترعرع على الفايس بوك، فشهد له الإيمايل.

   حب أرفعُ من السقوط في الماديات، لا يلعب الجسدُ فيه دوراً. إنه منعتق من كل القيود، متفلّت من كل الضوابط.

   أقسمَ بالله أنه يحبّها أختاً نادرة، وأقسم بالله أنها مغرمة به أخاً مميزاً".

   هذه بعض عبارات جوزاف بو ملحم القاطعة كسيف، الناعمة كريشة والجميلة كزهرة، والويل ثم الويل لمن يقول العكس. يريد أن يدافع عن حبّ شربل بعيني لملهمته فاطمة ناعوت ولو بالقسم الشديد. إنه شاهد حق على أحداث عاينها بأم عينه:

   "بأمّ عيني رأيته يقبّل يدها بشدّة، فتذكّرت جبران وفيروز في قصيدة المحبة التي "لا تعرف عمقها إلا ساعة الفراق".

   إنه يعرف كل شاردة وواردة مرّت بقصائد الديوان، كيف لا، وهو الثالث بينهما أنّى اتجها:

   "علوياً هو يحبّها كثيراً، ويدعو الناس الى محبّتها. أما أرضياً فهو يغار عليها وعلى سمعتها. يغار عليها حتى من حاله، فكان دائماً يأمرني مستجدياً أن أكون بصحبتهما".

   هنا يتبادر إلى ذهني سؤال: هل كان إعجاب شربل بعيني أشد من إعجاب جوزاف بو ملحم بـ "فافي"؟ لا أعتقد:

   "لا غروَ.. فهي الجميلة بكل تقاسيمها، الجذابة المقنعة في كل ما تكتب"

   مجنون من يعتقد أن شربل وجوزاف هما المعجبان الوحيدان بها، إنهم بالآلاف، وها هو شربل يتأفف من كثرتهم في قصيدة "ارثوا لحالي" فيقول:

زحمةٌ قاتلةٌ يسببها المعجبونَ في حلقي،

أفتّش عن كلمةٍ أستدرجُها بها،

فإذا بهم يسبقونني إليها،

يجاهرون بها دون خوف.

حبُّهم لها مَلِكٌ تاجُه هرمٌ.

حبّي لها عبدٌ قيدُه قبرٌ.

هم الأقوى.. وأنا الأضعف.

فارثوا لحالي.

   في ختام المقدمة، انسحب الاعلامي من معمعة الاعجاب ليترك الساحة لصديقه الشاعر، فرفع يديه نحو السماء وصاح:

"حسبي فقط أني شاهدٌ بأمِّ العين على حبّ لا نظير له على هذه الأرض".

**

قصائد الديوان:

   يتألّف الديوان من 27 قصيدة، دخلتها فقرات كثيرة بقلم فاطمة ناعوت، أي أن الكتاب ليس لشربل بعيني فقط، بل هناك جنينات ورد كثيرة للملهمة "فافي".

يبدأ الكتاب بقصيدة "أختي":

والدي،

كان يحلمُ بابنةٍ تزيّن شبّانَه الستة.

شرط أن تكون شاعرة.

فالشعرُ كان غذاءَه اليومي.

والدتي..

كانت تردّد على مسمعي:

لو رزقني الله بابنة

لأسميتها "فرح".

وأطلّ الفرحُ مع "فافي".

وينتهي بقصيدة "ارثوا لحالي":

الكلّ يعلمُ،

أنني "مجنونُ فافي".

أعلنتُ جنوني لحظةَ إزاحةِ الستار

عن لقائنا الأول.

وبعد مراجعةِ صفحتها على "الفايس بوك"

وجدتُ أن عددَ المجانين بها،

أكثرُ من دقّاتِ قلبي.

توقف قلبي عن النبضان

تضامناً معي.

  والقصيدتان تثبتان أن حب شربل لـ"فافي" مجرد إعجاب شديد، أقرب الى الأخوّة منه الى الغرام. كما أن القصائد كلها لم تأتِ على ذكر حب "فافي" لشربل.. هي دائماً تصده، أو بالأحرى هو من يريدها أن تصده، كي لا يفسّر الحاقدون أشعاره عكس ما أراد:

غريب أمري مع "فافي"

لا قلبها لي..

ولا الابتسامة..

حتى ولا المكان..

فكيف ارتقي سلالم العشق

وانا مقعد في غربتي.

   "فافي" بخيلة عليه حتى بالرسائل، هي في واد وهو في واد، ومع ذلك أبدع:

اذا تكارمت علي "فافي"

تكتب جملة واحدة،

كلماتها لا تتعدى أوراق زهرة!

   حتى انها لم تعره اهتمامها، رغم كثرة المحاولات الجريئة التي قام بها:

أهديتها دواويني الشعرية

الموشحة بأجمل قصائد الغزل.

قرأتِ القصائدَ

ولم تهتمّ بغزلي.

وقّعتُها لها بعبارات 

تستمطرُ الدموعَ

ولم تعرْني اهتماماً..

حملتْ ابتسامتَها..

ورحلتْ.

   هل نجح شربل في وصف جمال "فافي"؟ أنا شخصياً أبصم له بالعشرة في هذا المجال، أما هو، رغم إبداعه في وصفها، يجد نفسه مقصراً:

أعتذر منكم جميعاً..

لم أوفّق في وصف جمال "فافي"..

كل القصائد السابقة 

سقطتْ فنياً أمام حسنها.

وصفي لها لم يكن دقيقاً...

خذلتني عيناي..

فسامحوني.

**

نبذة عن فاطمة ناعوت:

   المرأة التي لقبّها شربل بعيني بـ "جندارك" مصر، وشبهها بـ "كليوباترا"، ووصفها بـ "ينبوع رحمة"، وناداها "أختي"، وأجبرته على إعلان جنونه: "أنا مجنون فافي".. من هي؟

كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية معروفة. خرجت في كلية الهندسة قسم العمارة جامعة عين شمس. لها، حتى الآن، تسعة عشر كتابًا ما بين الشعر والترجمات والنقد الأدبي والثقافي والكتب الفكرية. 

   تكتب عددًا من الأعمدة الأسبوعية الثابتة ومقالات دورية في صحف ومجلات مصرية وعربية منها: جريدة المصري اليوم، جريدة الوطن، مجلة ٧ أيام، مجلة نصف الدنيا، جريدة اليوم السابع- جريدة الحياة اللندنية، مجلة “روز” الإماراتية، وغيرها.

   شاركت في العديد من ورش الترجمة العالمية مع نخبة من شعراء ومترجمي العالم. وترجمت روايات وكتب لكل من فرجينيا وولف، فيليب روث، تشيمامندا نجوزي آديتشي- جون ريفنسكروفت، هيلين فيشر، تشينوا آتشيبي، عطفًا على عدد ضخم من شعراء العالم. 

   تناولت تجربتَها أطروحاتٌ علمية وأكاديمية. مثلّت اسم مصر في العديد من المهرجانات الأدبية والمؤتمرات الثقافية الدولية. 

   تُرجمت قصائدها إلى العديد من اللغات الأجنبية. عضو مكتبة الشعر الإسكتلندية، وعضو نادي القلم الدولي. تهتم مقالاتها بوجه عام بالبحث عن الجمال وقضايا العدالة والمساواة وحقوق المرأة والأقليات. وفازت مؤخراً بحائزة شربل بعيني لعام 2013.

**

نبذة عن شربل بعيني:

   الشاعر الذي وصفته "فافي" بـ "غيمة تمطر شعراً"، وطلبت منه أن يخبرها "من أي قبسة نور خلقه الله"، وسألته أن يعلّم الناس "كيف الشعر وكيف الحب"، وفضلته على حاتم الطائي "يا أكرم من الطائي"، من هو:

   ولد شربل بعيني عام 1951، في بلدة مجدليا ـ قضاء زغرتا، لبنان الشمالي. هاجر إلى أستراليا عام 1971، بعد أن تعرّض لاعتداء من قبل أشباح المكتب الثاني اللبناني يومذاك. ألقى العديد من الأمسيات الشعرية في الوطن والمهجر.

   حاصل على شهادتين جامعيتين في التعليم الإثني وطريقة طرحه في مجتمع يتكلم لغة أخرى. مارس مهنة التعليم في معهد سيدة لبنان ـ هاريس بارك ـ سيدني، من عام 1980 لغاية 2009. تبنّت وزارة التربية في ولاية نيو ساوث ويلز مؤلفاته المدرسية، وعملت على طبعها، وما زالت تدرس في معظم المدارس العربية والأسترالية.

   أصدر صحيفة "صوت الأرز" ومجلة "ليلى" الورقيتين، ويشرف الآن على مؤسسة الغربة الاعلامية التي تضم تلفزيوناً وإذاعتين ومجلة. ونشر أكثر من 41 مجموعة شعرية، وصدر أكثر من 30 كتاباً عن أدبه، ومئات، لا بل آلاف القصائد والمقالات عنه.

   كُرّم في حياته مرّات عديدة من قبل مؤسسات حكومية واجتماعية وإعلامية وثقافية وفنيّة في الوطن والمهجر. ولقبه الاديب السوري نعمان حرب بـ "شاعر العصر في المغتربات"، ومنحته الجامعة اللبنانية الثقافية ـ قارة أميركا الشمالية جائزة : أمير الشعراء في بلاد الانتشار اللبناني"، كما وصفه الاعلامي طوني شربل بـ "سيف الادب المهجري".

    توزّع باسمه جائزة عالمية أوجدها الدكتور عصام حداد في مدينة جبيل اللبنانية.

الختام:

   شاعرة مثل فاطمة ناعوت، وشاعر مثل شربل بعيني، لهما هذا المستوى الراقي من الأدب، يحق لهما أن يتغزلا بمن يشاءان، وأن يمدحا من يختاران، فالكلمات تنصاع لهما، ليتلاعبا بها كيفما يريدان، تارة يبنيان وطناً، وتارة أخرى يخلقان حبيبين، وطوراً يثوّران أمة.

   فإذا تغزّل شربل بفاطمة، فإنما يتغزّل برونق عطائها، بسحر كلامها، وبجمال إنسانيتها. هي وجه اجتماعي وأدبي رائع، فلن ترفعها كلمة، ولن تخلدها قصيدة. هي خالدة شاء النقد أم أبى. وجودها الفكري راسخ، وديمومتها الادبية أبدية.

   شربل بعيني في ديوانه "فافي" أثبت للجميع أن بإمكان الشاعر أن يتغزّل بمن يشاء، وساعة يشاء، دون أن يراه، أو يلتقيه، أو يساكنه الوطن.. أو أن يحبّه. 

ديوان "فافي"، شربل بعيني، سيدني 2013 

**

الجالية تكرّم الشاعر شربل بعيني برعاية السفير لطيف ابو الحسن


   عام 1992 كرمت الجالية الاسلامية خاصة والعربية عامة الشاعر والاديب المعروف الاستاذ شربل بعيني بمناسبة اصداره ديوان (مناجاة علي) بحضور ورعاية السفير اللبناني الدكتور لطيف أبو الحسن الذي افتتح المهرجان بهذه الكلمة المؤثرة:

   كلّما دخلت منزل شربل بعيني تطالعك ظاهرتان تمتلكان فيك القلب والعقل. الظاهرة الأولى، هي تلك الإبتسامة المشعّة على شفاه أهل الدار، المشفوعة بكلمة (يا أهلا وسهلا) الصادرة من القلب. وما هذه الإبتسامة إلاّ مرآة تعكس ذلك الكنز الثـمين من المحبّة والصداقة، الذي يجمعه شربل بعيني وذووه بين حناياهم. تشعر بأنك واحد من أهل البيت، والدة عطوفة أعطت العالـم ما في المحبّة من رونق عندما ولدت شربل بعيني.

والظاهرة الثانية، التي تمتلك حواسك وعقلك، هي ذلك الشعار ـ الرمز المعلّق في أبرز مكان على جدار قاعة الإستقبال، ليراه القاصي والداني، ولو نطق لسمعته يقول: الخلق كلّهم عيال اللـه. إنه رمز وحدة الأديان والطوائف اللبنانية، جمعها شربل في بيته وقلبه وعقله، وجسّدها في مناجاة علي، ونطق بها في مزموره السابع:

دينك ديني.. دين الحبّ

الحبّ اللي بيجمع أكوان

وعلى مبدأ المحبّة، توحّدت الأديان في عالـم شربل بعيني.

في مناجاة علي تلتقي المحبّة والإيمان على مبدأ سمو الأديان، ونبذ التفرقة والتعصّب، فاللـه، كما قال السيّد المسيح، محبّة: (من أقام في المحبّة أقام في اللـه وأقام اللـه فيه)، والشرعة الوحيدة التي يتحتّم على الإنسان أن يعيش بها ولها، كما قال ميخائيل نعيمة، هي شرعة المحبّة، محبّة كل الناس، وكل الكائنات.

فلا عجب، إذاً، ولا غرو أن ينهل شربل بعيني من ينبوع عليّ، يغرف منه ما شاء، ويرتوي من حكمته وطهارته ليؤسّس معه علاقة فكريّة روحيّة، تنطلق من هذه الشرعة السرمديّة، شرعة محبّة كل الناس والكائنات.

عندما يناجي شربل بعيني عليّاً، تشعر بأنك أمام معزوفة موسيقيّة تشابكت فيها تعاليـم الأديان السماويّة بتناغم عذب، تنقلك من محيط الإيمان إلى محيط المحبّة، ومن عالـم الإنسان الأرضي إلى مجرّة الإنسانيّة، وفوق هذا وذاك ينكشف لك بأن (الخلق كلّهم عيال اللـه، أحبّهم إليه أنفعهم لعياله.

مناجاة علي، بالإضافة إلى كونه عملاً أدبياً رائعاً، هو وجه مشرق في حياة شربل بعيني، استحوذ على المزيد من إعجابنا وتقديرنا، إذ أنه تطرّق إلى موضوع يلامس حياتنا الواقعيّة، ويعكس أبهى ما في العلاقات الإجتماعيّة بين مختلف المذاهب من مزايا إنسانيّة وروحيّة، وهو بعمله هذا يعيد إلى ذاكرتنا روائع بولس سلامة وجورج جرداق وغيرهم من الذين عرفوا قدر الإمام علي بن أبي طالب.. وقَدَرَه.

قيمة هذا العمل هي في ذاته، ونزداد انبهاراً به كونه أنتج في المهجر، ليكون نبراساً للأدب المنتشر، وقدوة في التلاحم الديني. إنه رسالة المهجر إلى الوطن، أو بالأحرى، دعوة إلى نبذ العصبيّة الطائفيّة والتعصّب الأعمى، اللذين كادا أن يفتّتا الوطن. إنه رسالة إلى أولئك الذين يأخذون من التعصّب ستاراً، لا بل حصناً يبثّون من ورائه سموم التفرقة، تارة باسم الدين، وطوراً باسم الوطن، والدين والوطن منهم براء.

إبن لبنان البار هو من حمل راية التلاحم والتلاقي والمحبّة والإنصهار. بهذه الأقانيم تبنى الأوطان. فهنيئاً لشربل بعيني بهذا التكريم، وهنيئاً للبنان الواحد الموحّد، وللجالية اللبنانية الواحدة الموحدة، بشربل بعيني.

   وكان لكلمة البروفسور نديم نعيمة (ابن شقيق الاديب الاكبر ميخائيل نعيمة) الوقع الطيّب فقال:

   لـم أكن أدري، منذ تركت لبنان، وذلك منذ أسبوعين، أنني أترك لبنان إليه!!. إنني، هذه الليلة، وكأنني في لبنان، إلاّ أنّكم، وصدقوني، لبنان الأجمل.

أشعر لأول مرّة، منذ ستة عشر سنة، أنني أنتقل من لبنان الممزّق إلى لبنان السوّي. تركت لبنان الجريح، فإذا بي هنا معكم في لبنان المعافى. تركت لبنان الطائفي، فإذا بي معكم في لبنان المرتفع فوق الطائفيّة. تركت لبنان الغائص في مشكلاته السياسيّة وفي مختلف ما شوّه وجهه من قذارات، فإذا بي معكم في لبنان الجميل، الذي عرفناه جميلاً قبل كل هذه القذارات.

غريبة هي الغربة!.. غريبة: لأنها تجعل واحدكم يحن بشوق محرق، ويخرج مجلواً نظيفاً معافى، كما تخرج عشتروت من الصدفة، وإلاّ فما معنى هذه المناسبة اليوم؟.. شاعر مسيحي أو ماروني يتغنّى بعلي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب يتحوّل في ناظريه وأنظارنا جميعاً إلى مثل من الخير والحق والجمال.

في الآية الكريمة: {أما الزبد فيذهب جُفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. زبد كل هذا الذي حلّ بلبنان من حرب وتشريد وقتل وانقسام. إنه زبد سيذهب جفاء. زبد أيضاً، ربّما التاريخ، إذا لـم يستنر بهذه المنارة الكبرى

كم تبدو الحياة برقعاً مفزعاً ومخيفاً من غير هذه المناسبات الإنسانيّة، التي أنارتنا عبر العصور.

لولا هذه المنارات، وأبرزها وجه علي، لكانت الدنيا كلّها بلا قيمة، على حدّ تعبيره: "أتفه من قشّة في فـم جرادة". أهنّئك يا أخي شربل بعيني على هذه الأغاني التي غنّيتها لعلي. ما قلته جميل وجليل جدّاً، وأجمل منه أنك قدوة رائعة للذين، من مثقفينا، سيستطيعون أن يعرفوا أولئك الذين نفعوا الناس في التاريخ، وجعلوا هذه الأرض أهلاً لأن يسكنوا.

كما تكلّم الشيخ كامل وهبه والشاعرة الاسترالية آن فيربرن وأدباء وشعراء واعلاميين حيث اشادوا بالشاعر بعيني العلماني الحضاري.

    يذكر ان الاديب والشاعر الكبير جورج جرداق صاحب اغنية هذه ليلتي للسيدة ام كلثوم قد منحه جائزة تقديرية كما قدمت له الجالية الاسلامية العلوية لوحة تقديرية من وحي الديوان، وأترككم مع كلمة جورج جرداق الرائعة:

   في مثل هذه المناسبة مجال واسع لكلام كثير. غير أني سأوجز، ففي الإيجاز ما ليس في الإسهاب من خفّة الوطأة على القارىء أو السامع.

عظماء الخلق الحقيقيّون هم عظماء كل زمان ومكان. وهم شرف للإنسانيّة كلّها، لا يستطيع احتكارهم أحد من هنا أو هناك، لأنهم كالضياء الذي ينتشر على الجميع.

ولأن الإنسانيّة في النتيجة واحدة، ولأن التفريق بين قوم وقوم، أو بين طائفة من البشر وطائفة، هو عمل هامشي لا جوهري، وآني وطارىء على الحقيقة وعلى الخصائص الإنسانيّة بأصولها ومجاريها وغاياتها، فإن سيرة كل عظيم في الفكر والخلق والمسلك، أياً كان زمانه ومكانه، وأياً كان قومه، ومهما حاول هؤلاء أو هؤلاء احتكاره، هي ملكي وملكك وملك الناس، كل الناس، البيض والسود والصفر والمجاورين لك والغائبين عنك وراء البحار السبعة.

وفي طليعة عظماء الفكر والخلق والسيرة، منائر الأزمنة، هداة الناس جميعاً: الإمام الأعظم علي بن أبي طالب.

وإذا كان الجمال السامي لا يستشفّه فيراه ويهواه إلاّ صاحب النظر الصائب، والمخيّلة الكاشفة، والروح الصافي، والذوق الرفيع.

وإذا كانت القيم الكبرى لا يدرك معانيها فينتشي بعبقها ويحيا لها وفيها إلاّ من أودعه اللـه القدرة على الإتحاد بجوهر الأحياء والأشياء على السواء.

وإذا كان أصحاب الجمال السامي، والقيم الكبرى، لا يستظلّهم ويدفأ بوجودهم، فيطمئن من خلالهم إلى خير الوجود ونعمة الحياة الواحدة والعدالة المنبثقة من قوة الكون المركزيّة التي هي اللـه، إلاّ الطيّبون الخيّرون المهيّئون فطرياً لأن يكونوا رسلاً للإخاء والمحبّة والرحمة، لا بالأحياء وحدهم بل بأشياء الوجود الصامتة كذلك.

إذا كان الأمر على هذه الصورة، فلا بدّ من أن يكون شربل بعيني من أصحاب النظر الصائب، والمخيّلة الكاشفة، والروح الصّافي، وممن أودعهم اللـه القدرة على الإتحاد بجوهر الأحياء والأشياء جميعاً، ومن الطيّبين الخيّرين المهيّئين فطرياً لأن يكونوا رسلاً للإخاء والمحبّة والرحمة، لكي يتمكّن من أن يستشف جمال الروح السامي في عبقري المعاني الإنسانيّة علي بن أبي طالب، وأن ينتشي بعبق القيم التي يمثّلها الإمام الأعظم، ويستظلّه ويدفأ بوجوده، ويطمئن من خلاله إلى نعمة الحياة الواحدة في خلق اللـه.

هكذا هو، وهكذا كان كتابه الشعري مناجاة علي، الذي آثر أن ينظمه بلغته المحكيّة لتأتي أوثق صلة بحقيقته، وأدق تعبيراً عن مشاعره، وأقرب إلى العفويّة الخالصة.

في هذا الكتاب ما يدلّ على رغبة الإنسان الحقّ في العودة إلى الينابيع الصافية، التي لـم تعكّرها الهموم الآنية الهامشية، التي طالما أبعدت المرء عن أصوله، وحجبت عن عقله وقلبه ووجدانه غاية وجوده. والآنيّ قد يدوم ألوف السنين، ولكنه يظل آنيّاً بالنسبة لعمر الزمان السرمدي.

لبناني آخر ينضم إلى جملة اللبنانيين المثاليين، الذين كان طليعتهم جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة، ويشير إلى إحدى المنائر الكبرى في ظلمات التاريخ، ويقول لك: هذا هو علي بن أبي طالب، فاستنر أنت أيضاً بنوره، وامشِ على ضوئه في طريق العدالة والمحبّة والرحمة والخير، أو اختصر وقل: في طريق الحياة الصافية الواحدة التي لا تتجزأ إلاّ هامشياً وآنيّاً.

تحيّتي إلى الشاعر شربل بعيني تصحب تحيّة لبنان إلى الخيّرين من أبنائه المهاجرين، وإلى كل من سعى منهم إلى حقيقة، وأبرز قيمة، وكرّم صاحب جهد كبير.. وشكراً لكم جميعاً.

   وأخيراً تحدث الشاعر بعيني شاكراً الضيوف الرسمين والمتكلمين وقرأ بعض القصائد التي يناجي بها الامام علي، والمعروف ان الشاعر بعيني هو اديب منفتح على جميع الثقافات والمؤمن بالله الواحد الاحد وقبول الاخر.

معظم الصحف العربية 1992

**

يوم كرّم السفير لطيف أبو الحسن شربل بعيني

   

   عام 1987 اقام سفير لبنان لدى استراليا ونيوزلندا الدكتور لطيف ابو الحسن حفلة تكريم على شرف الاديب والشاعر المميز الاستاذ شربل سركيس بعيني تقديراً لنشاطاته الثقافية والفكرية والوطنية والاجتماعية والخيرية والتربوية وخاصة بعد عودته من بغداد حيث لبى دعوة رسمية للمشاركة في مهرجان المربد العراقي، العربي، العالمي .

   وقد حضر التكريم عميد السفراء العرب سفير السعودية الاستاذ عبد الرحمن العوهلي وسفير العراق الاستاذ انور الحديثي وعدد من الدبلوماسين وهيئة التراث الاساتذة كامل المر، نعيم خوري، فؤاد نمور، عصمت الايوبي، جرجس بصبوص طوق وسكرتير رابطة احياء التراث العربي الزميل اكرم برجس المغّوش وراهبات العائلة المقدسة برئاسة الام كونستانس الباشا ورئيسة راهبات البترون الضيفة الدكتورة فيرونا زيادة.

   تحدث السفير ابو الحسن مشيداً بالشاعر بعيني والضيوف الكرام وقال: نحن فخورون بك وبامثالك باندفاعك الوطني والادبي ومشاركتك في مهرجان  المربد الى جانب كبار شعراء وادباء العرب والعالم. 

   والمعروف ان الاستاذ شربل كان الشاعر الوحيد من استراليا الذي تلقى الدعوة وشارك بهذا المهرجان الرفيع .

   وتحدث الشاعر بعيني شعراً ونثراً شاكراً للسفير ابو الحسن والسيدة عقيلته هذا التكريم معتبراً انه لكل الادباء والشعراء والناشطين العرب ثقافياً ووطنياً والقى عدة قصائد اهداها لسفير الادب والوطنية الصحيحة السفير ابو الحسن.. توجها بقصيدته العصماء التي هزت المربد الشعري على حد تعبير الأب الدكتور يوسف سعيد، هذا المهرجان الذي حضره ايضاً القائد الفذ الاستاذ شبلي العيسمي الذي خُطف مؤخرا من لبنان.

   وخلص الى القول ان الدبلوماسية اللبنانية التي يمثلها سفيرنا الدكتور لطيف ابو الحسن هي بالف خير لانه مثال حي لبني معروف الذين ارسوا قواعد الحرية والديمقراطية منذ اسس دولة لبنان اميرنا المعني الكبير وشهيد الحرية الامير فخر الدين وسفيرنا على خطاه يسير ويمضي .

   كما تحدث السفراء والشعراء والراهبات حيث اثنوا على الشاعر بعيني وشكروا السفير ابو الحسن وعقيلته.. ونؤكد معهم ان جالية يتواجد فيها امثال الشاعر الكبير شربل بعيني صاحب المؤلفات ومؤسس ومصمم جائزة جبران التي ما زالت تمنحها رابطة إحياء التراث العربي، وصاحب ومؤسس مجلة وتلفزيون الغربة الالكتروني والذي استضاف في دارته كبار الضيوف من شعراء وادباء وسفراء ورجال دين ودنيا منهم الدكتور نديم نعيمه وعصام حداد ومحمد الشرفي وهنري زغيب ولطيف ابو الحسن وسواهم  ولن انسى ما حييت تكريمه للمرحوم والدي عندما زارنا في سدني.

   يبقى ان نقول ليقتدوا بشربل بعيني وكفى.

الهيرالد 2013 

**

ألو أستراليا.. 

هون جوزاف بو ملحم


   إذا أردت أن تتكلّم عن إعلامي مهجري سخّر جريدته "صدى لبنان" لخدمة الأدب المهجري، ما عليك إلا أن ترفع القبّعة لابن عيمار البار الاستاذ الصديق جوزاف بو ملحم.

   وخير دليل على ذلك كتابه "الثورة في شعر شربل بعيني"، الذي جمعت فيه مقالات نقدية لمحطات مختلفة من رحلة شاعر الغربة الطويلة مع القلم. فمن الشعر الذي "دار دورته الأولى"، الى النثر الذي "ذرّ رماداً بوجه اللهيب أو ثرى عفّر محيا الثريات اللامعات"، الى المسرح الذي "يصوّر مسيرة الهجرة اللبنانية الى استراليا"، الى اللاهوت و"العربشة نحو الله"، الى الغزل و"نوتة للحلمات القدسية"، إلى الثورة الطاغية في يوم محمد زهير الباشا، الى شربل بعيني الذي "كيف لي ان اسلط الضوء على من كل "البرجكتورات" عليه".

   عبارات مقطوفة من كروم بلدته الشمالية "عيمار"، تحار في أية خانة تضعها: النثر أم الشعر. وتحار أكثر عندما تجد أن جوزاف بو ملحم انتقد أعز أصدقائه دون خوف أو رعدة، وأن شربل جمع ما أهداه جوزاف من خيرات ضمن ضقتيّ كتاب.

   هذا هو الأدب الصحيح، المنبثق من أخلاق صحيحة. فإما أن يكون الادب بمستوى ادب جوزاف بو ملحم او يصبح على حد تعبيره "أدب العرطشة القليل الادب".

   وفي الختام، لا يسعني إلا أن أشكر شربل بعيني على مقدمته الرائعة للكتاب، التي سلطت الضوء على رحلته المشرّفة مع جوزاف، بأسلوب فكاهي رائع، جعلنا نتعرّف على جوزاف الصديق المخلص، بعد أن عرفناه إعلامياً مميزاً.

   ألف مبروك يا صديقي جوزاف هذا المولود الادبي الرائع.

الغربة 2014

**

الشاعر شربل بعيني مؤسس ومصمم جائزة جبران للأدب العربي


   عندما أسسنا رابطة احياء التراث العربي انتخبت سكرتيراً لها فاقترح علينا الشاعر والاديب المعروف شربل بعيني توزيع جائزة كل عام باسم الاديب العالمي جبران خليل جبران فأخذنا بالاقتراح وكان المصمم والمؤسس لهذه الجائزة المعنوية الشاعر الاديب شربل بعيني.

   وفي عام (1987) جرى أول احتفال لتوزيع الجائزة التي قدمها سفير لبنان لدى استراليا ونيوزلندا الدكتور الاديب لطيف ابو الحسن، نالها الشاعر شربل بعيني والدكتورة الاديبة سمر العطار وتسلمها الاديب فؤاد نمور نيابة عن الاديبة انجال عون، كما تسلم سكرتير رابطة احياء التراث العربي الاعلامي اكرم برجس المغّوش جائزة الاديب الكبير نعمان حرب صاحب المؤلفات العديدة عن ادباء المهجر وابطال التاريخ العربي النزيه والمشرف وخاصة في محافظة السويداء جبل القائد العظيم سلطان باشا الاطرش .

   وامانة للتاريخ يهمنا ان نذكر ان جسر التواصل الذي بنيته مع راعي الادب المهجري الاستاذ نعمان حرب وجريدة الثقافة السورية وادباء المهجر كان خير من ادى الرسالة وعمق المحبة الشاعر شربل بعيني لان المحبة رسالة والله محبة. .

وامانة للتاريخ يهمنا ايضاً ان نؤكد ان المؤسس لهذه الجائزة هو المبدع شربل بعيني صاحب المؤلفات العديدة في الشعر والنثر والقصة والمسرح والادب واكثر المؤلفات التي كتبت عنه، والاهم انه قدم منزله في مسقط رأسه ليحولوه الى متحف، مثل دارته في سيدني التي كانت وما زالت مشرعة الابواب حسب وصية والديه رحمهما الله بعيداً عن السياسة الهدامة. وهو الاديب الذي اسس مؤسسة الغربة الاعلامية المسموعة والمقروءة والمكتوبة. يبقى ان علينا ان نذكّر بعض الذين يتعاطون الادب والاعلام ان يكونوا صادقين ويتشبهوا بالشاعر الاعلامي شربل بعيني لان التشبه بالكرام فضيلة وكفى.

الفايس بوك 2014

**

وديع الصافي وشربل بعيني

مقطع من مقال طويل:


   ونستذكر ايضاً مداعبات فقيدنا المطرب الكبير وديع الصافي مع الاستاذ شربل بعيني، بعد تقديم احدى الحفلات، خاصة حول اللهجات حيث انتقد، رحمه الله، شربل الذي يقول بدلاً من بيي: بيّا وامّا، فيرد عليه الاستاذ شربل:

ـ وهل القاف تبعك يا استاذ وديع اجمل من بَيّا وامَّا؟

    فيقول له فقيدنا الغالي وهو يضحك:

ـ انت نسيت انو اصلك مجبول بالقاف، ونسيت انك من عنا من الشوف، وأن عائلة بعيني من أهم العائلات الدرزية؟

   نضحك نحن.. بينما شربل بعيني يمدحه بقصيدة ما زلت أحتفظ بها:

قَلْبَكْ صَافِي.. وْصَوْتَكْ صَافِي

أَصْفَى مِنْ شَلاّل الْوادِي

وْمَلْيُون بُلْبُل فَوْق حْفافِي

عِمْلُولَك جَوْقِة رِدّادِي

لَوْ طَبْعِتْ رَسْمَكْ عَ الْعُمْلِه

قدَّامْ إِسْمَكْ بكْتُبْ جُمْلِه:

حَقَّكْ.. مُشْ رَحْ تُوفِي بْلادي

فوقف الوديع وقبّله، وسأله لماذا لا يرجع الى لبنان، فأجابه شربل:

بَدِّي إِرْجَعْ.. بَدِّي إِرْجَعْ..

عَ جْناحْ صَوْتَكْ طفْل

عَ بْلادْ شَوَّهْ ضِحْكِتَا الْمَدْفَعْ

وْشَرَّدْ جَمِيعْ الأَهْلْ

وديع.. كل ما أُوفَكْ بْتِدْمَعْ

بْيِبْكِي الْجَبَلْ والسَّهْلْ

 فرد عليه مطربنا الخالد بموال حيا فيه نخوته وادبه وشكره.

الهيرالد 2013

**

مبروك درع التكريم


   اطيب التهاني للاستاذ الشاعر الاديب والإعلامي والكاتب والمؤلف المسرحي والناقد ورجل الوفاء وذاكرة الأدباء والشعراء العرب في استراليا والعالم الاستاذ شربل بعيني.

   ما شاء الله لم يعد يتسع منزله للجوائز والدروع والميداليات والشهادات التي تأتيه من كل حدب وصوب. ولم اسمع بأديب أو شاعر نال مثل هذا الكم من الجوائز، رغم أن العديد من المؤسسات العربية في الوطن وبلاد الانتشار يوجهون للاستاذ شربل سركيس بعيني دعوات للتكريم ويعتذر لظروف قاهرة بسبب إدارته وتأسيسه مؤسسة الغربة الاعلامية: تلفزيون - اذاعه - مجلة - جريدة - دار نشر حيث لم يمض أسبوع الا ونقرأ عن صدور كتاب للاستاذ الموسوعة والمكتبة شربل بعيني.

   ففي أقل من ستة أشهر صدر عن مؤسسة الغربة ديوان شعر عن الشاعرة والاديبة فاطمة ناعوت بعنوان "فافي" أحدث ضجة أدبية كبرى.

   كما أصدر بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل الدكتور عصام حداد كتاباً بعنوان "عزيزي شربل بعيني" جمع فيه كل ما أهداه الدكتور الراحل من مقالات ورسائل.

   ومن أسبوع أصدر ديواناً شعرياً للشاعر عصام  ملكي بعنوان "شربل بعيني زينة الشعراء"، وهو الديوان الأول في العالم الذي يخصصه شاعر لمديح شاعر آخر، فكسر الشاعر ملكي بذلك جليد التنافس بين أصحاب المهنة الواحدة، وأعلن للجميع أن المحبة هي الأقوى.

   كما أنه نشر كتاباً رائعاً للدكتور الشاعر الاعلامي جميل ميلاد الدويهي بعنوان "شربل بعيني شاعر الغربة السوداء" جمع فيه كل ما أهداه الدكتور الدويهي من قصائد ومقالات نقدية، وقد تتعجبون، اذا قرأتم النسخة الالكترونية، من وجود نقد صارم لبعض أعماله الأدبية من قبل باحث أكاديمي، ومع ذلك أعجب شربل بها، وجمعها في كتاب منح عليه الدكتور جميل الدويهي جائزة شربل بعيني لعام 2014، وهذا نادر جداً، إذ أن الجميع يهابون انتقاد الآخرين لهم، ما عدا شربل.. وخير دليل على ذلك سلسلة شربل بعيني بأقلامهم "11 جزءاً" إذ نشر فيها شتائم البعض له دون أن يأبه.

   وقد لا أذيع سراً اذا قلت انه ساعدني كثيراً كي أجمع القبسة 11 من قبسات الأديب العربي السوري الراحل نعمان حرب، والتي كان يحلم بإصدارها، وأعلن عن ذلك في كتبه ومقالاته ورسائله، قبل أن توافيه المنية، وليس هذا فقط، بل نشرها شربل أيضاً، بعد أن اخترت لها عنواناً توّج به فقيدنا نعمان الصفحة الأولى من مجلة الثقافة السورية: شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات.

   أكتفي بهذا القدر كي لا أعدد الكتب الكثيرة التي ألفها وأهداها لنا في غربة لا ترحم.

   الف مبروك للاستاذ شربل بعيني بدرع التكريم من مجلس للجالية اللبنانية، الذي قدمه له رئيس المجلس السيد علي كرنيب، باحتفال رسمي وشعبي بعيد تحرير الجنوب. ولقد كان الاستاذ شربل نجم الاحتفال تعريفا وخطابة، وأترككم مع قصيدته الرائعة:

ـ1ـ

جايي بعيدك.. يا تحرير

إسكب عَ جْريك الأشعار

وغنيلك والقلب كبير

غنيّه تمجّد أحرار

رفضوا الذل.. وكسروا النير

وخلّوا الإعدى تدوق العار

متل جنوبك صعب يصير

مكلل بأكاليل الغار

شعبو كبير كتير كتير

أكبر من صيحات النار

ما بيتلاقى طفل زغير

أطفالو، بالشده، كبار

رح ينسوا عنتر والزير

لمّا بيحكوا للتاريخ

كيف قاوم هاك الختيار

ـ2ـ

إسمك مشهور ومحبوب

عايش بعيون الأجيال

إسمك بالدنيي مكتوب

بدمعة أم.. بدم رجال

مسيّج بشرايين قلوب

عم تنبض فيها الآمال

رح غيّر اسمك يا جنوب

وسمّيك جنوب الأبطال

أواخر أيار 2014

**

تحية للشاعر شربل بعيني وللفنان اسماعيل فاضل


   الاستاذ شربل بعيني الشاعر والاديب والكاتب المسرحي ورئيس تحرير مؤسسة الغربة الاعلامية تلفزيون / مجلة / راديو. 

   الف مبروك على نيلك وساما ودرعا وميدالية صديقك الخالد الشاعر السفير الاستاذ عبد الوهاب البياتي الذي عرفته عن كثب في المربد / العراق.

   وهل أجمل من أن ينشد قصيدتك (بغداد انت حبيبتي) التي ألقيتها في مهرجان تكريم البياتي النجم الكبير الرائع الاستاذ اسماعيل فاضل. 

   هذا الوسام الدرع صار اخاً لعشرات الأوسمة التي زينت صدرك وصالونات قصرك الثقافي وارشيفك العامر بمؤلفاتك الشعرية والأدبية والمسرحية والمؤلفات التي كتبت عنك وما زال الادباء والشعراء يكتبون عن مسيرتك الرائدة في جميع أنحاء العالم حيث ينتشر أحرار العروبة، وسأكون واحداً منهم بإذن الله متى انتهيت من جمع كتابي "شربل بعيني ترنيمة حب". 

حياك الله والف مبروك..

   وتبقى انت شربل بعيني الوسام الاكبر لانك أسست جائزة جبران التي توزعها رابطة احياء التراث العربي يوم كنت انا أكرم برجس المغوَش من مؤسيسها وأمين سرها وسكرتيرها ويوم قدمها لك سفير لبنان الدكتور لطيف ابو الحسن، ولي بالنيابة عن الاديب الخالد نعمان حرب، على اثر نجاحاتك وتفوقك وكرمك الأدبي والأخلاقي.

   وتفضل الدكتور الاديب الشاعر الخالد عصام حداد، رحمه الله، بإنشاء جائزة تحمل اسمك. وكان لي شرف اجراء مقابلة صحفية معه في دارتك العامرة (قصر شربل بعيني الثقافي) في سيدني، وصار معهد الابجدية في جبيل الذي أسسه، وكان مديره العام، يمنحها للمتفوقين والمتفوقات الذين ينتخبهم جمهور المثقفين العرب في وسع العالم الرحب في عدة حقول ادبية وثقافية واجتماعية ونجاحات في جميع الاختصاصات.. وقد كان لي شرف الفوز بها عن الاعلام منذ عشرين سنة تقريباً.

   أخيراً، أحب أن أقول بأن الشاعر حيدر كريم قدّم شربل بعيني ليلقي قصيدته كعميد للأدب المهجري، ولم يحتج أحد من الشعراء والادباء الذين كانوا هناك. لأن الكل يعلم أن شربل بعيني والد الأدب المهجري، وقد اعطاه فكره ووقته وماله، ونشر العشرات من الكتب، وكتبت عنه آلاف المقالات وعشرات المؤلفات، وما زال يعطي. 

   ولكي أختبر معدن هذا الصديق الكبير، سألته ونحن عائدان في سيارته:

ـ ألم تفرح بلقب عميد الأدب المهجري الذي قدموك به؟

فضحك وقال:

ـ أنا أفرح باسمي فقط: شربل بعيني.. وما الألقاب سوى ثياب فضفاضة لا يفرح بها سوى أصحاب الرؤوس الفارغة. ولكن لمعلوماتك أخي أكرم هذا اللقب ليس بجديد علي فلقد لقبتني به قامات أدبية كبرى، من بينهم الشاعر العراقي العملاق يحيى السماوي.

فسألته مجدداً:

ـ ألم تنزعج لأنهم تركوك للآخر كي تلقي قصيدتك؟.

ـ أنا من طلب ذلك.. لأنني أؤمن أن الكلمة الجميلة ستشع أينما ألقيت وفي أي وقت كان.

ـ ألم تفرح وانت تستمع الى صوت الفنان الكبير اسماعيل فاضل وهو يغني قصيدتك: بغداد أنت حبيبتي؟.

ـ كدت أطير من الفرح.. وفي نفس الوقت شكرت الله على نعمة الصوت الرائع التي وهبها لأخي وصديقي الفنان القدير اسماعيل فاضل.

   هذا هو شربل بعيني لم أسمعه قط يحارب أحداً، أو يقف حجر عثرة في طريق تقدم أي كان، لا بل كان وما زال يمد يد المساعدة لكل من يطلبها.

   اطيب السلام والف مبروك يا أخي شربل.

   وأنت أيضاً يا أخي اسماعيل فاضل الف مبروك على تكريمك، لا بل تكريمنا بصوتك الخلاب. وإليكم قصيدة بغداد أنت حبيبتي:

بَغْدادُ أنْتِ حَبيبتِي.. لا تَخْجَلي

منذُ الوُجُودِ، خُلِقْتِ يا بَغْدادُ لي

أحْبَبْتُ وَجْهَكِ.. وَالْغَرامُ حِكايَةٌ

مِثْلَ الدِّماءِ تَدَفَّقَتْ بِمَفاصِلي

لَوَّنْتُ بِالشَّفَقِ الْجَميل شَوارِعاً

خِلْتُ الشَّوارِعَ أمْسَكَتْ بِأنامِلي

كَمْ مِنْ قَصائدِ حُبِّنا غَنّى الْهَوَا

وَتَشامَخَتْ فَوْقَ الرُّبوعِ مَنازِلي

قَسَماً بِحُبِّكِ.. إنْ تَكَحَّلَ مَوْطِنٌ

إلا بِدَمْعِ الْعَيْنِ لَنْ تَتَكَحَّلي

لا لَسْتُ أَنْسى يَوْمَ جِئْتُكِ مُغْرَماً

وَتَراقَصَتْ قُرْبَ الفُراتِ جَداوِلي

وَتَهامَسَتْ أَمْواجُ دِجْلَةَ: ها أنا

ماءُ السَّعادَةِ.. غُبَّنِي بِتَمَهُّلِ

أَوْدَعْتُ فيكِ طُفولَةً يَحْلو لَها

أن تَسْتَبيحَ عَواطِفي وَتَأَمُّلي

إسْمِي على شَفَةِ الصباحِ كَتَبْتُهُ

إبْنُ العراقِ أنا.. أنا.. إنْ تَسْأَلِي

مَهْما ابْتَعَدْتُ.. لَنْ أُطيلَ تَشَرُّدي

فَتَأَلّقي، وَتَزَيّنِي، وتَدَلَّلِي

إِنِّي أُصَدِّقُ بَيْتَ شِعْرٍ رائِعِ:

"ما الْحُبُّ إلاّ لِلْحَبيبِ الأوَّلِ"

الفايس بوك 2015

**

شهادة حق

 

   أخي الاستاذ الشاعر الاعلامي شربل بعيني الغالي..

   حياك الله وانت وسام رفيع المستوى على قمم الادب العربي الصحيح حيث عرفتك عن كثب من خلال رحلتنا الطويلة عبر الاعلام العربي، وكان لي شرف اجراء مقابلات صحفية عديدة معك نشرتها في صحف عربية في سيدني منها (نهار) عميد الاعلام العربي الصديق العزيز الراحل المرحوم بطرس عنداري، حيث كنت انا مديرا لتحريرها لاكثر من ٢٠ عاما تقريبا، و(صوت المغترب) و(النهضة) و(جريدة ومجلة الثقافة) باصداريها الأسبوعي والشهري في الجمهورية العربية السورية، وأسسنا معا رابطة احياء التراث العربي وتناوبنا انا وانت على أمانة سرها وسكرتيريتها العامة.

   وكما تفضلت بكلامك وانت رجل الوفاء بأنني مددت جسر التواصل معكم ورابطة التراث والحركات الأدبية والثقافية في استراليا ومع الاديب الكبير الخالد الاستاذ نعمان حرب الذي منحك هذا اللقب الارفع الذي يليق بك (شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات) والذي الف عنك كتابا وضعت انا مقدمته.

   كما انني عرفّتك على سعادة سفير الجمهورية اللبنانية الدكتور الاديب لطيف ابو الحسن لدى استراليا ونيوزلنده في أول قدومه الى كانبرا الذي قدم لنا اول جائزة للاديب اللبناني العربي العالمي جبران خليل جبران والتي أسستها انت باسم رابطة احياء التراث العربي، وتسلمتها انا نيابة عن الاديب الخالد نعمان حرب، وكنت انت السباق بمراسلة الشاعر الكبير نزار قباني وزيارتك له في لندن رحمه الله، وكنت أعطيتني هاتفه وعنوانه وتحدثت معه مرارا كما تلقيت عدة رسائل منه حيث سألته لماذا لم نقرأ لك قصيدة تحيي فيها القائد العظيم سلطان باشا الاطرش ابو الثورات العربية المظفرة وشيخ المجاهدين الاكبر ورفاقه اجدادنا الابطال الذين سقوا ياسمين دمشق بأرواحهم ودمائهم، مع ان جميع الشعراء والادباء العرب والاجانب حيوا القائد العظيم سلطان باشا الاطرش، الذي حرر سورية ولبنان وقاتل الصهاينة، وعاش فلاحا ياكل بتعبه وعرق جبينه من ارضه التي نذر حياتها لها لانها الوطن، والوطن هو الله، فكتب لي قائلا (أخي الحبيب أكرم واين نحن من جهاد ابو الثورات العربية القائد العظيم سلطان باشا الاطرش العظيم ورفاقه الابطال ولا يوجد كلام لنقوله ( لعطوفته طيب الله ذكره الا السلام عليك يا سلطان العروبة السلام على روحك الطيبة وجهادك العظيم).

   ونحن نعتز بك اخي شربل.. وانت صاحب عشرات المؤلفات الشعرية والادبية والمسرحية والقصصية الخاصة بك اضافة الى عشرات الكتب والمؤلفات التي كتبها ادباء وشعراء عن مسيرتك التي لم ولن تتوقف بإذن الله نظرا لمصداقيتك ومحبتك وشعارك الدائم: الله محبة والإنسانية محبة والوطنية محبة في العالم.

   كما انك الشاعر العربي الوحيد في استراليا الذي شارك بدعوة رسمية في مهرجان المربد في بغداد (سوق عكاظ) الشعر العربي العالمي الذي حضره ايضاً المفكر والقائد العربي الشهيد الحي وشيخ المناضلين الاكبر الاستاذ الجليل شبلي العيسمي المخطوف من لبنان منذ اكثر من ٤ سنوات وهو في التسعين من عمره والإعمار بيد الله، وهذا حال الابطال الشرفاء في عالمنا العربي التعيس.

   ولا ننسى اخي شربل استضافتكم في قصركم الثقافي لكافة الشخصيات والقامات الدبلوماسية والروحية والادبية والشعرية والفنية وتكريمهم بنيلهم جائزة جبران، حيث اجريت انا معهم مقابلات صحفيه منهم السفير الدكتور الاديب لطيف ابو الحسن، الشاعر السفير اليمني محمد الشرفي، الدكتورة سمر العطار رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة سيدني، سيادة المطران المفكر عبده خليفة، الاخت الاديبة كونستانس الباشا رئيسة دير راهبات العائلة المقدسة المارونيات، الامام الشيخ خالد زيدان، المفتي الشيخ تاج الدين الهلالي، الشاعر انطوان رعد، الشاعر اللبناني هنري زغيب، الدكتور المفكر رفعت السعيد، مطرب المطربين وديع الصافي، البروفيسور اللبناني نديم نعيمه ابن شقيق المفكر الكبير ميخائيل نعيمه والشاعر الدكتور عصام حداد مدير عام معهد دار الأبجدية في جبيل لبنان الذي أسس (جائزة شربل بعيني العالمية) التي نلتها انا بكل فخر، والاستاذ فؤاد نمور رئيس رابطة احياء التراث العربي وامثالهم.

   وكيف ننسى عندما كرمت المغفور له المرحوم والدي ابو كمال برجس المغوَش في دارتكم العامرة مع اهلك الاعزاء والرحمة لوالديك الغالين والمتوفين المرحومين الابرار والشهداء الابطال ولنا عودة الى الماضي المجيد ونحن في رحاب مؤسسة الغربة الاسترالية العربية العالمية التي أسستها (تلفزيون / مجلات متنوعة / اذاعات) والتي تعمل رئيسا للتحرير واعمل معك في التحرير وإدارة العلاقات العامة بكل اعتزاز.

 حياك الله وشكرا جزيلًا.

الفايس بوك 2014

**

شربل بعيني 

والإيمان الصحيح


   اخي الحبيب شربل اطيب السلام لك والاساتذة الاخوة والاخوات الاعزاء..

   ونحن جميعا والبشرية كلها نؤمن بإله واحد ولا فرق بين مذهب ودين وإنسان ومخلوقات تعيش بارواحها على هذه البسيطة، لان الموت حق ويجمع الجميع ولا يستطيع اي إنسان مهما كبرت أمواله ومراكزه ومهما طغى وتجبر وتكبر ان يقف أمام إرادة الله العلي العظيم.

   والإيمان بالله لا يتزعزع عند رجال الله الصالحين ولا عند النساء المؤمنات العظيمات الصالحات في الكون كله، حيث تجد بالإيمان الصحيح والصادق مع الصالحين والصالحات في جميع الأطياف البشرية.

   ونحن نحيا في استراليا العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وجنة الله على الارض لمن يعرف معنى الحياة الحرة الكريمة، نجد ان الدوائر الحكومية من اعلى قمة الى أدناها بالمراكز وهي خليط من المجتمع الاسترالي التعددي بما فيها جاليتنا العربية التي تعتبر ركنا أساسيا في هذه التعددية الحضارية العظيمة، حيث وصل الى مراكز القرار من ابناء الجالية العربية الاسترالية اكثر من ٢٠٠ وزير ونائب ورئيس ولاية ومجلس نواب وبلدية واعضاء مجالس شيوخ وبلديات ناهيك عن رجالات الاعمال والاقتصاد وآلاكاديمين والأطباء والمهندسين والمحامين والإعلاميين والكتاب والادباء والفنانين والحرفيين والتجار.

   ومع الاسف نجد الفرقه تتفوق على الوحدة في هذا المجتمع الاسترالي العظيم لان الجالية العربية بمعظمها نقلت وتنقل خلافاتها المذهبية والدينية والعشائرية والحزبيات العمياء الى من يخصها، ولم يتعلموا من مبادىء القانون الاسترالي العظيم حرية المواطنة واحترامها وتقديسها والديمقراطية الصحيحة وحقوق الانسان والحيوان مع جمال الطبيعة ووفرة الخيرات على اختلاف أنواعها على مدار العام وبأسعار عادية.

   حيث لا ثري ولا معدوم و لا كبير ولا صغير بالمراتب امام القانون، والموضوع طويل نثبت منها ان رئيس ولاية فيكتوريا (ملبورن) الرئيس النائب الشاب ستيف براكس العمالي، وهو بالأصل من مدينة زحلة اللبنانية، كان قد فاز بانتخابات ديمقراطية عدة مرات واصبح في اكبر مركز وقرار على مستوى القارة الاسترالية، وفجأة استقال من مركزه لان الشرطة ضبطت ابنه الشاب وهو في عمر الربيع يقود سيارته وهو سكران، وعندما علم بالخبر استقال من رئاسته لولاية فيكتوريا التي تعتبر مساحتها ما يقارب بلاد الشام في بلادنا !!!

   فهل في لبنان والدول العربية مثل الرئيس اللبناني الاصل يفعل ذلك؟

   والسؤال برسم اصحاب القرار اللاقرار في لبنان وبلادنا العربية وبعض الطواويس بدون ريش الذين يدَعون (السيادة) وينصبون أنفسهم في زعامات خرافية من ابناء الجالية اللبنانية والعربية وسواها وهم من "برا رخام ومن جوا صخام" ....

   والذين يوزعون ويتلقون دروعا وشهادات وهمية على "شكلو شكشكلو" على قاعدة (تعالوا شوفونا) ونحن شايفين !!!

   الله يكون بعونكم لعلكم تتقون ...

   ولم يتعلموا من القوانين الخلاقَة لاستراليا العظيمة التي نعتز ونفتخر بها.

   ونعود الى اخي الاستاذ المؤمن شربل بعيني ومسحة القداسة حيث كنت اقرأ عن القديس العظيم شربل، وعن آراء الناس على اختلاف أديانهم من خلال الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي حيث أغمضت عينيّ، وانا أفكر، وكنت اتمعن وأفكر ايضا بأخي الاستاذ شربل ورفقتي له على مدى ثلاثين عاما تقريبا، ومحبته للناس كل الناس دونما فرق بين الدين والمذهب والجنسية واللون وهو مربي وشاعر وأديب وكاتب واعلامي ومن معلمي معهد سيدة لبنان (هاريس بارك/ سيدني/ استراليا).

   وكنت أتلقى الدعوات لمهرجانات تربوية ومسرحيات يمثل فيها اكثر من 600 طالب وطالبة من إعداد وإخراج الاستاذ شربل بعيني، وللعلم ان المعهد صرح علمي تربوي يزيد أعداد تلاميذه على اكثر من 2000 تلميذ وتلميذه كانوا وما زالوا يتعلمون اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية الى جانب جميع المواد وكنت انقل وقائع الاحتفالات الى الصحيفة التي كنت أمثلها، وقد استحدثت زاوية باسم (وجه الأسبوع) منذ اكثر من عشرين عاما وخصصتها للكتابة عن بنات وصبايا الجالية العربية اللواتي لهن دور ثقافي وعلمي وأكاديمي وكتبت عن معظمهن وبعضهن في الحقول الطبية والمحاماة والهندسة الى اخره وبينما كنت اتحدث معهن، واجدهن يتقن اللغة العربية جيدا وهن من مواليد استراليا كن يقلن لي الفضل هو للاستاذ شربل بعيني .

   نعم الفضل هو للاستاذ شربل بعيني الذي تعاونا معا وأطلقنا رابطة احياء التراث العربي وكنت كما أسلفت امينا للسر وسكرتيرا لها وهو اي شربل من اطلق وأسس جائزة جبران العالمية، ومديت جسورا مع الاستاذ الكبير المرحوم نعمان حرب الذي يعتبر جسر التواصل مع ادباء وشعراء العرب في العالم والوطن العربي من العرين السويداء عاصمة قرار الثورات العربية بقيادة ابو الثوار والثورات القائد العظيم البطل الخالد سلطان باشا الاطرش، الذي قال فيه شربل هذه القصيدة الرائعة:

عندَ البطولةِ ردّدي

إسمَ العظيمِ وغرّدي

يا أمّةً يحلو لها

صوتَ الرّدى.. وتشرّدي

حيي بشعرك فارساً

طردَ العدى بمهندِ

أعلى الجبال تضمّه

للأرض غنّي وانشدي

أحنت فرنسا رأسها

حين التقتْ بموحّدِ

لا لست أنسى صرخةً

فيها لهيبُ تمجّدي:

لنْ يبقى غازٍ بيننا

يا أرضَ أجدادي اشْهدي

سلطانُ باشا مجدهُ

دخلَ الزمان بسؤددِ

من مثلُهُ صانَ الحمى

لتشعَّ شمسٌ في غدي

يا أجملَ الأسماءِ قلْ

منْ شلّ أعصابَ اليدِ؟

منْ شرّدَ الشعبَ الذي

أوصلتَهُ للفرقدِ؟

إني أنادي "أطرشاً"

كي تستجيبَ معابدي

فالكفرُ اضحى سيداً

واللهُ وحدَه سيّدي

   ولا ننسى وكيف ننسى الاستاذ شربل بعيني الذي شرع دارته لكافة الادباء والشعراء والقادة الروحين والدبلوماسين الشرفاء امثال الدكتور لطيف ابو الحسن سفير الجمهورية اللبنانية لدى استراليا ونيوزلنده وأمثاله من اصحاب السيادة الحقة.

   نعم اخي الاستاذ المؤمن شربل بعيني صاحب مسحة قداسة لانه بالممارسة والإيمان الحقيقي بالله العلي العظيم رفض الانضواء والانطواء تحت رايات تنظيمات وأحزاب مذهبية ودينية لانه يعتبر ان الأديان كلها لله، وان أجداده كانوا على مذهب التوحيد ومن بني معروف الدروز، وبفعل الحروب العبثية والاحتلات الاستعمارية قادت الأقدار بعض أجداده من مزرعة الشوف الى مجدليا في الشمال اللبناني وبفعل المصاهرة اصبحوا مسيحين موارنة لا فرق لان الله واحد احد.. (وليس كل من قال ويقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات(.

الفايس بوك نيسان 2016

**

جائزة شربل بعيني

جائزة الجوائز  


   نهار الخميس الواقع في 26 أيار وزعت جائزة شربل بعيني على مستحقيها لعام 2016، باحتفال رائع اقتصر على بعض الفائزين القدامى والفائزين الجدد، وقد سلمت الجوائز حسب الترتيب الهجائي، فنادى عريف الحفل الدكتور علي بزّي على الموسيقار مجدي بولس ليسلم الجائزة للدكتور آميل شدياق، الذي ألقى قصيدة مفعمة بالمحبة.

   ثم تقدم النائب الاسترالي السابق طوني عيسى ليسلم الجائزة للاعلامي جوزيف خوري الذي تكلّم عن الانسانية والتواضع عند الشاعر.

   بعده سلّم مدرب فرقة ارز لبنان الاستاذ ايلي عاقوري الجائزة للشاعر روميو عويس الذي ألقى قصيدة بالعامية ضمنها محبته وتقديره للجائزة ولمعهد الابجدية في مدينة جبيل.

   أما الاديب السوري محمد زهير الباشا فقد ناب عنه باستلام الجائزة والقاء كلمته الفنان سيمون داغر، وسلمه اياها الدكتور صفوت رياض.

   الشاعر السوري مفيد نبزو أرسل كلمة رائعة ألقاها الاعلامي أكرم برجس المغوّش بعد أن تسلّم الجائزة نيابة عنه من الاستاذ ايلي ناصيف.

   أما كلمة ابن محردة الاديب محفوض جروّج فقد ألقاها الاعلامي مارون تادروس بعد أن سلمه الجائزة الاعلامي ممدوح سكرية.

   المرنمة ميرنا نعمة لم تتمكن من الحضور لاسباب صحية، فناب عنها ياستلام الجائزة الاستاذ ايلي كلتوم، الذي تسلمها من الفنانة هند جبران.

   أما ابنة الارز وبيروت وغزة الاديبة هدلا القصّار فقد نابت عنها بالقاء كلمتها الجميلة واستلام جائزتها الفنانة مارسيل منصور، وسلمها الجائزة الشاعر شوقي مسلماني.

   الأب العلامة يوسف جزراوي ناجى بغداد بعد أن تسلم جائزته من الدكتور موفق ساوا رئيس تحرير جريدة العراقية.

   ومسك الختام جاء دور الشاعر يحيى السماوي لتقدم له الجائزة سفيرة السلام الدكتورة بهية ابو حمد، وليلقي كلمة وجدانية رائعة استحق عليها قبلة على جبينه من الشاعر شربل بعيني وهو يهمس في أذنه: لا يهمني اذا مت الآن فلقد أعطيتني حقّي.

   ولأن النائب السابق اللبناني الأصل طوني عيسى لم يتمكن من استلام جائزته التي فاز بها من 16 سنة بسبب ارتباط سابق، سلّمه اياها الدكتور علي بزّي من أجل التقاط صورة له وهو يستلمها تضاف الى موقع الجائزة.

   وبما أن رئيس البيت الثقافي الفني الاستاذ أحمد المهدي موجود في الحفل، فقد فاجأ الشاعر شربل بعيني بتسليمه درع التقدير الذي لم يتمكن من استلامه شخصياً في أدليد لأسباب صحية.

   وفي الختام أجمع المدعوون على أن حفل توزيع جائزة شربل بعيني لعام 2016 كان من أنجح الحفلات الادبية، وأن روح الغائب الحاضر الدكتور عصام جدّاد مؤسس الجائزة كانت ترفرف بمحبتها وعطفها وتقديرها في مكان الاحتفال، خاصة أثناء القاء كلمة معهد الأبجدية في مدينة جبيل اللبنانية.

ألف مبروك للجميع، والى يوبيل الجائزة الفضي في العام المقبل 1992 ـ 2017.

الفايس بوك 2016

**

شربل بعيني بأقلامهم


   ليس مبالغة اذا قلنا ان الشاعر شربل بعيني يعد احد الشعراء والادباء البارزين في هذه البلاد الاسترالية العظيمة، لانه بات على كل شفه ولسان من خلال قصائده الفصحى والعامية المنشورة في الصحف العربية المهجرية هنا وصحف لبنان والوطن العربي.

    وكذلك مؤلفاته العديدة وحضوره الدائم في المناسبات والحفلات التي لا تخلو من صوته ابداً، مما جعل الأقلام تكتب عن نشاطاته نقداً ومديحاً، وشربل هو الصوت الداوي من اجل الانعتاق من العبودية والاستزلام .

   وتقديرا ً للأدب والادباء قرر الاستاذ كلارك بعيني ان يجمع المقالات التي كتبت عن شربل في سلسلة من الكتب تحمل عنوان (شربل بعيني بأقلامهم)، وقد صدر الجزء الاول العام الفائت، ومنذ أسبوعين أصدر الجزء الثاني الذي يحوي مقابلات صحفية وكتابات لعدد من الاكاديمين والادباء والشعراء والنقاد وفي طليعتهم الدكتورة المفكرة الاديبة سمر العطار وقنصل لبنان العام في ملبورن الاستاذ مصطفى مصطفى والاساتذة الشاعر نعيم خوري وفؤاد نمور وبطرس عنداري وميشال حديد وشرقي مسلماني وحسام شعبو وكامل المر وسواهم . .. هنيئا ً للاستاذ كلارك بعيني على مشروعه الأدبي تخليد الشاعر شربل بعيني ورفاق مسيرته الأدبية مع تمنياتنا للشاعر بعيني دوام العطاء والتوفيق ولا يغرب عن بالنا ان شربل مدعو لاكثر من مهرجان ادبي في عدة دول عربية فحق له علينا بأن نشد على أياديه . الى الامام.

النهار العدد ٥٦٢ / ٢٢ / ١٠ / ١٩٨٧

**

شربل بعيني بأقلامهم

سجل يخلد الشعراء والادباء في استراليا وبلدان الانتشار


    أهدانا الاستاذ كلارك بعيني مشكوراً كتابه الثالث بعنوان (شربل بعيني بأقلامهم) الذي يحتوي على مجموعة مقالات ادبية تحتوي النشاطات الفكرية الجمة للشاعر المهجري البارز الاستاذ شربل بعيني الذي أصبحت سيرته العطرة على كل شفّة ولسان من خلال مؤلفاته وحضوره الدائم في تقديم حفلات النجوم والأعمال المسرحية التي يخرجها ويقدمها في معهد سيدة لبنان الذي كان احد مؤسسيه وايضاً كتاباته التي تحمل العناوين التالية: قذائف ورد في جريدة النهار، وستوب في صدى لبنان ومن خزانة شربل بعيني في صوت المغترب. اضافة الى كتاباته الدائمة له وعنه في الصحف المهجرية بشكل خاص وصحف لبنانية وعربية بشكل عام، ناهيك عن المؤلفات الخاصة به والتي تصدر عنه.. الى المهرجانات والندوات الشعرية والادبية التي شارك ويشارك بها سواءً في استراليا او الوطن العربي وأهمها مهرجان المربد العربي العالمي الشهير في بغداد. وشاعرنا العزيز يكتب وينشر دون أية غاية مادية لانه يؤمن بان الادب للأدب والشعر للشعر والحياة لابناء الحياة، وهو يوزع جميع مؤلفاته هدايا مجانية، همه ان تبقى راية الادب العربي خالدة مخلدة في الأفئدة والقلوب، ومحفورة في عقول المؤمنين الأنقياء بالعروبة النقية.

   مغفورة جميع خطاياك يا شربل وانت اصلا ً مغمور بالإيمان من رأسك حتى أخمص قدميك .. ليأتي الاستاذ كلارك بالنيابة عن ادباء وشعراء العروبة الصحيحة اينما كانوا وتواجدوا وعنا جميعا ً حافظا ً الجميل بتخليده لهذا الادب الرائع من خلال التوثيق والنشر بهذه السلسلة الهامة التي تعتبر مرجعا ً لكل باحث عن النشاطات الفكرية والادبية العربية في هذه القارة الاسترالية العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات.

   ومن الكتّاب البارزين الذين وردات دراساتهم في هذا الكتاب الجديد مفتي استراليا ونيوزيلنده الشيخ الامام تاج الدين الهلالي وسيادة المطران عبدو خليفه مطران الطائفة المارونيه لدى استراليا ونيوزيلنده والاساتذة الشعراء والادباء والاعلامين نعيم خوري وبطرس عنداري وعصمت الايوبي وحاد الحاج وشوقي مسلماني واكرم برجس المغوّش ونبيل طنوس وسواهم.

    نتمنى دائما ً للشاعر النبيل شربل بعيني كل الخير ومزيدا ً من العطاء والى الاستاذ الاديب كلارك بعيني كل المحبة والتقدير على نشاطه المميز وان يحقق ما يصبو اليه في حفظ تراث الشاعر بعيني لانه تراث جامع للشعراء والادباء العرب في استراليا العظيمة والوطن العربي وبلدان الانتشار .

النهار / العدد / ٥٦٢ / ٢٦ أيار / ١٩٨٨ 

**

شربل بعيني 

كما يراه الادباء والشعراء


 اصدر الاديب كلارك بعيني الجزء الرابع من سلسلة كتب (شربل بعيني بأقلامهم) الذي يحتوي على مجموعة مقالات لأدباء وشعراء من استراليا والوطن العربي . ولنلقي الضوء على هذا الجزء نستعرض بعض ما قيل عن الشاعر الاديب شربل بعيني. 

وتفضل ابن جبلنا الاشم وابن السويداء الاستاذ الاديب نعمان حرب مؤرخ وراعي الأدب المهجري وناشر (سلسلة قبسات من الادب المهجري) قائلاً: لم يكن الشاعر الرفيق شربل بعيني ابن لبنان البار الا واحداً من تلك البلابل المغردة التي حطت باجنحتها الأرجوانية على أغصان شجرة العروبة الشامخة في المغارس الأجنبية. يزفرون ويتألمون وترى اوراق هذه الشجرة تتساقط الواحدة تلو الاخرى على ارض ممزقة تئن من جروحها وتندب ابناءها المتخاصمين المتباعدين.

 وقال الدكتور الاديب والشاعر المعروف الاستاذ عصام حداد مؤسس ومدير عام معهد الأبجدية في جبيل/ لبنان، ومؤسس جائزة شربل بعيني: لعل شربل بعيني من القلة من الناس الذين يمدون للحال إسلاكهم من قلب لقلب. ويضيف: وكم أصابتني قصيدته المربدية عندما تحدث عن غربته وقهره واحتراقه ولكن هذه الغربة وهذا القهر وهذا الاحتراق كونت منه شاعرا ً يحس آلام الآخرين. 

   وكتب الاديب العربي السوري محمد زهير الباشا في مجلة الثقافة السورية : الاخطل الصغير وشربل بعيني وكل من عشق الجمال وما زال واهل القلم والوتر واللون يذوقون الحب ويتذوقونه مرتين.. مرتين. 

   اما الأب الدكتور الشاعر العراقي يوسف سعيد فقال: شربل بعيني يبقى المدماك الحجر الذي رفضه البناؤون فأصبح رأس الزاوية العازف على قيثارته وقصائده ليريح شعبا ً حذفه الوطن الى السواحل البعيدة. ويستطرد: اكتب ففي شعرك عزاء تقطف ثماره من فردوس الروح. 

   وتكرمت الشاعرة تريز رعد في ملحق البيرق البيروتية:

 الى شربل بعيني..

أحببتك لانك جريء

ما اروعك

يا شاعري  !

وتفضلت الدكتورة الاديبة ارنستين خوري وكتبت: شربل بعيني رائد من رواد الشعر الحديث، لا يتقيد بالأوزان التقليدية ولا بوحدة القوافي، يعتمد في النظم على حسه المرهف وأذنه الموسيقية وخياله المبدع، شعره سلسلة إيقاعات تتنوع بتنوع الانفعال.

وتكرم الشاعر مفيد نبزو والاديب محفوض جروّج ابناء مدينة محرّده، عروسة العاصي السورية فقالا: كل من يسافر على أمواج الشاعر المهجري شربل بعيني لا بد ان يلمح هذه القضايا التي شغلت حيزا ً كبيرا ً في شعره . ففي سفينته الشعرية مرساة بانتظار شاطئ الوطن وحمامة بانتظار السلام للوطن ووردة تنتظر لحظة زفافها للحب. 

    نكتفي بهذه الشهادات لهؤلاء الادباء والشعراء الكبار الذين خصوا بتحياتهم الاستاذ الشاعر شربل بعيني الذي يعتبر بحق من اركان الادب المهجري كما قال الاستاذ كامل المر: انا اعتبر الشاعر شربل بعيني من أجرأ شعراء العربية في المهجر والوطن في زمننا الحاضر.    ختاما ً نشد على يدي الاديب كلارك بعيني على إنجازه الأدبي الذي يخلد به الادباء والشعراء الذين حيوا الشاعر شربل بعيني على نشاطه الدائم والمميز. 

البيرق / العدد / ١٤٤ / ١٢ / ٥ / ١٩٨٩

**

شاعر المحبة 

شربل بعيني


  بالمحبة وحدها ينتصر الانسان على ذاته متى كان متسامحا ً خلوقاً. ومن يجمع بين الاثنين كان حظنا به كبيراً كما قال القائد المعلم الشهيد الخالد كمال جنبلاط في تأبين الرئيس الخالد جمال عبد الناصر.

   ولعل آخر نتاجات شاعر المحبة شربل بعيني ديوانه (أحباب) الذي جاء إعلاناً صريحاً لمحبة شربل بعيني الذي اقترن قولا ً وفعلا ً وممارسة بالحب النقي مؤكدا ً على قول فيسلوف الانسانية جبران خليل جبران: العمل يكون باطلا ً وبلا ثمر إن لم يقترن بالمحبة.

   أجل لقد عودنا شربل بعيني من خلال كتاباته الشعرية والادبية وأعماله المسرحية ان نحب ونبتعد عن الحقد والكراهية لاننا اخوة واحباب في الانسانية والله محبة فحيا في ديوانه (أحباب) سفير الوطن والانسانية سفير لبنان الواحد الموحد الدكتور الاديب لطيف ابو الحسن، سفير الادب والشعر والكلمة الحرة الذي تصدى لصغار النفوس الذين أرادوا لبنان كنتوناً طائفياً، ولان الجبل لا يمكن الا ان يكون جبلا ً شاهقا ً يعانق السماء، ويحاكي النجوم دائما وابداً، خاطب شاعر المحبة شربل بعيني سفير لبنان الدكتور الخلوق لطيف ابو الحسن سفير الثقافة والمقاومة والحرية سفير لينان الامير فخرالدين مؤسس لبنان الحديث والعروبة الصحية مغرداً:

بحبك بحبك ليش تا خبّي 

لولاك قصت جانحي الغربه 

اسمك بقلبي كبير 

يا (بو الحسن)  رح طير 

حامل جبل لبنان بقلبي 

ويستطرد قائلا ً : 

انت ممثل ارضي وشعبي 

انت البي العم تحمينا 

يا سفير بلادي الغربه 

لولاك بتمحي اسامينا 

يا لطيف اللطفك نهر 

وحسنك زينة بالاوطان 

زرعت محبة خلف البحر 

كبرت .. واستورد لبنان 

   كثيرة هي القصائد التي كتبها شاعر المحبة شربل بعيني للشعراء والادباء ورجال الدين منهم المطران عبدو خليفه وعبد الوهاب البياتي ومحمد زهير الباشا وتوفيق يوسف عواد ونجوم الغناء الذين قدم لهم ولهن حفلاتهم منهم ملحم بركات وجوليا بطرس وباسكال صقر وعايده شلهوب والفنانة الطفلة ريما الياس التي غنت له قصيدة (أمي) وهل أعظم من الأم سيدة الكون بأسره:

بدي قلك كلمه زغيره 

بحبك .. بحبك 

يا عيوني من عيون الغيره 

خبيني بقلبك 

انتي الفرحة بساعة همي 

وضحكاتي كلا 

وحضنك مملكتي يا أمي 

والحاكم الله 

يا صوتي المسافر لبعيد 

يا غنيه بليلة عيد 

بحبك .. بحبك 

مين غيرك صيريني حكايه 

مين غيرك قولي؟

وبشرني بالمجد الجايي 

يزهر بحقولي 

لمن فوق شفافي بيمرق 

اسمك .. شمس العمر بتشرق 

وبقول : بحبك

   ونحن نقول نحبك ونحبك وننحني امام عظمة الوالدة العظيمة والأمهات الصالحات كما أحببتهن يا شاعر المحبة.  

النهار/ العدد 655/7/6 /1990

**

شربل بعيني .. إلى المربد

   غادر سيدني متوجهاً الى بغداد الشاعر المهجري المعروف شربل بعيني ملبيا ً دعوة وزارة الثقافة والإرشاد القومي للمشاركة في المهرجان الشعري والأدبي الكبير الذي يقام سنويا ً في مدينة بغداد العراقية والمعروف بمهرجان المربد، الذي يشارك به ابرز شعراء وأدباء العروبة أمثال الاساتذة نزار قباني ومحمود درويش والدكتورة سعاد الصباح وسواهم. 

   وكان في وداع شاعرنا العشرات من الشعراء والادباء والفنانين والاهل والأقارب والاصدقاء وطلابه وطالباته من معهد سيدة لبنان الذين تمنوا لشاعر الغربة الطويلة النجاح والتوفيق، وتمنوا عليه رباطة الجأش لرفع سمعة الجالية العربية في استراليا والتعريف بالمهاجرين الذين ابتعدوا عن أوطانهم الأم جسدياً فقط، ولا زالوا بقلوبهم وعقولهم في مرابع الطفولة رغم تعلقهم بوطنهم الجديد، اي استراليا العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وموطن الحرية والديمقراطية واحترام الموطنة وحقوق الانسان.

   يذكر ان العديد قد كتبوا واقاموا المجالس واللقاءات الثقافية والفكرية وقيمّوا باعتزاز هذه الرحلة الأدبية الهامة للشاعر شربل بعيني كونه اول شاعر عربي من القارة الاسترالية كان قد تلقى دعوة ادارة المربد ووزارة الثقافية العراقية وايضا ً دعوات ادبية مماثلة مثل مهرجان يوسف الخال الشعري في بيروت، منهم الاستاذة الدكتورة سمر العطر ونعيم خوري وبطرس عنداري وفؤاد نمور وجاد الحاج وجوزيف ابو ملحم واكرم برجس المغوّش وعصمت الايوبي وشوقي مسلماني وجورج منصور وسليمان الفهد وكامل المر وزين الحسن وعصام ملكي وسواهم من الناشطين في الحقول الثقافية والفنية والادبية.

   كلمة اخيرة.. نتمنى للشاعر المعطاء شربل بعيني دوام النجاح والتوفيق والتألق وعودة ميمونة في القريب العاجل لاستلام جائزة جبران السنوية التي نحضرها له تكريما ً لابداعاته وهو من صممها وأسسها، وسأستلمها عن راعي الادب المهجري الاديب الكبير نعمان حرب بصفتي امين سر وسكرتير رابطة احياء التراث العربي وأحد مؤسيسها كما انني كنت جسر التواصل بين الرابطة وأدباء وشعراء استراليا والاديب حرب، وأدباء وشعراء العروبة في الوطن وبلدان الانتشار حيث سيسلمنا اول جائزة سعادة سفير لبنان لدى استراليا ونيوزلنده الدكتور الاديب لطيف ابو الحسن باحتفال مركزي كبير وحاشد.

النهار : العدد ٥٦٧ / ٢٦ / ١٩٨٧

**

المرأة في شعر شربل بعيني

عن دار الثقافة للطباعة والنشر صدر ديوان ( رباعيات ) للشاعر الاديب شربل بعيني بطبعة ثانية وحلة جديدة . والديوان يتألف من ١٣٠ صفحة ويحتوي على قصائد وطنية باللهجة العامية الجميلة والمعبرة وكل قصيدة تتشاوف على اختها حيث استشرف ونبه وقرع جرس الإنذار شاعر الغربة الطويلة مستدركا ً مأساة شعبنا وعما يجول في داخله من حب للوطن وسخط على الحكام الأزلام الذين لا يتورعون عن احراق الوطن من اجل كراسي مأجورة باليه وهو يقول : بيتخانقوا الجيران كرمال الزعيم الباع الكرامة والشهامة والضمير وخلا قلوب طفال بيت ع الحصير تذوق طعم الحقد وتعيش بجحيم .. وينتقد بشدة دواعش العار على مختلفدتسمياتهم وهم الذين سيسوا السماء وعاثوا في الارض فسادا ً : الدين للديان مش للناس حاجي بقاع النار تسكب زيت لا بينفعك جامع ولا قداس واكبر ضغينة بالقلب خبيت .. كما ويدعو الشاعر بعيني ابناء جلدته للاعتماد على النفس ورفض الانتاج الاجنبي وتشجيع وشراء ما تنتجه الأيادي العاملة في الوطن فيطرح الصوت عاليا ً : فضّل زوان بلادك .. ونقيَه ولا تشتري القمح الصليبي بقرش معقول لما بتطبخوا تلاقيه مزغول .. حباتو رياء وغش .. ولم ولن يتوقف شاعرنا العزيز عن ثورته عند هذا الحد بل يتعداه الى فضح السماسره الذين تاجروا ويتاجرون بالارزة فيعلو صوت الحق في قوله : يا أرزة هانوكي كثير ناس نصابين ما عندن ضمير رفعوا لواكي كذب قدام البشر وذبحوا طفالك غدر بقلب السرير .. والشاعر بعيني اذ يبدع في رباعياته عير ان الحظ يعاكسه ولا يؤاتيه في بعضها الآخر بالحسنى وخاصة عندما لا يرى في بعض النساء الا الوجه القبيح ونكرانها للجميل بغير وجه حق فيعيدها الى ( أسطورة آدم وحواء ) وشجرة المعرفة اذ يقول : أعزب اذا بتضل أحسنلك ما عاد فيك تأمن لحرمه عطيها القلب .. بتنق من بخلك وبتتركك وبتنكر النعمه . . ونلاحظ هنا ان شاعر الغربة لا يرى في الوطن الا شجرة الأرز . واذا كانت الارزه رمز الوطن فإن لشجرة الزيتون قدسيتها من غير نسيانها . كما انه من غير المنطق ان يشن حملة شعواء على الناس من بني جنسه وان كنا نرى الظلم الذي وقع على شاعرنا من البعض فدفعوه الى الهجره والاغتراب لذلك فلا نرى مبررا ً لهذه العدمية في النظر الى الناس كل الناس حيث يصرخ من فرقه قائلا ً : قرفان من حالي أنا قرفان وما عدت آمن بالدني لإنسان صرت شوف الناس كلا ذياب الآدمي فيهن مثل شيطان .. حقا ً ان الشاعر بعيني تلوع من الأزلام في الوطن وخذله البعض ممن مد اياديهم اليهم لذلك لا يمكن ان نحاكم الاستاذ شربل على ما كتب كما المح الى ذلك احد الزملاء ولكنها التفاتة نقد من موقع الاخوة والصداقة آملين ان يتجنب شاعرنا العزيز في المستقبل مثل هذه الرحمة والخلود لروح الشهيد البطل الغالي ورفاقه الشهداء الابطال والمتوفين المرحومين الابرار الى الخلود انا لله وانا اليه راجعون الاسف أكرم برجس المغوش وال المغوش سيدني / استراليا وجبلنا الاشمه الهفوات تصويبا ً لمسيرته الأدبية الرائدة والارتقاء بها الى ما فيه كل الفخر لجالية عربية أسترالية احبها وأحبته رغم قلة قليلة تسبح على شبر ماء في مستنقع آسن مثير للجدل. 

البيرق : العدد / ١٩ / ٥/ ١٢ / ١٩٨٦

**

الشاعر المتألق شربل بعيني

يبدو ان الاديب كلارك بعيني مصر على جمع ما كتب ويكتب عن الشاعر المتألق شربل بعيني حيث اصدر الجزء الرابع من سلسلة شربل بعيني بأقلامهم الذي يحتوي على عدد من مقالات لأدباء وشعراء وكتاب واعلاميين من استراليا والدول العربية وبلدان الانتشار .. وربما سائل يسأل :لماذا شربل بعيني؟ ولماذا كل هذه الكتابات الكثيرة والمؤلفات العديدة عن شعره وأدبه مثلا ً؟

   أسئلة عديدة ومتنوعة والجواب ان القول القائل ان المقولة (ملأ الدنيا وشغل الناس) انطبقت عليه ايضا ً وقد أصابت الاستاذ شربل لان حضوره الطاغي بقصائده الشعبيه والنثريه والفصحى باتت على كل شفّة ولسان ولا عجب عندما نستعرض ونعدد بعضا ً من النشاطات الأدبية والجوائز التقديرية والمؤلفات الشعرية والادبية والنقدية والقصصية والمسرحية التي ألفها والتي كتبت عنه ومنها:

ـ دراسة الاديب العربي السوري المعروف محمد زهير الباشا بعنوان: شربل بعيني  ملاح يبحث عن الله. 

ـ دراسة الاستاذ كامل المر بعنوان مشوار مع شربل بعيني

ـ جائزة الادب العربي عام ١٩٨٥ 

ـ مهرجان المربد الدولي العربي الثامن في بغداد بدعوةً من وزارة الثقافة العراقية

ـ جائزة جبران خليل جبران 

ـ تكريم سعادة سفير الجمهورية اللبنانية لدى استراليا ونيوزلنده الدكتور الاكاديمي الاديب لطيف ابو الحسن بحضور السلك الدبلوماسي العربي وراهبات العائلة المقدسة واعضاء رابطة احياء التراث العربي والنادي العربي في كانبرا وشخصيات ادبية.

ـ قصائده المترجمة الى الانكليزية التي قامت بترجمتها الشاعرة الاسترالية المعروفة آن فيربيرن.

 وغيرها من من نشاطات ادبية واجتماعية ودعوات فكرية الى لبنان وسوريه والأردن وكندا وفينزويلا وسواها .. ناهيك عن مؤلفاته الشعرية العديدة التي ألفها بالاضافة عن المؤلفات التي صدرت عنه وما زالت له ولغيره والى نشره وطباعته مجددا ً البيت في ساحة عرنوس للمؤلفة الدكتورة الاديبة سمر العطار، وكي لا ننسى مقالات نقدية جمعها لعميد الصحافة العربية الاستاذ الراحل بطرس عنداري.

 والحق يقال ان ما قام ويقوم به الاستاذ شربل بعيني من اعمال ادبية اشبه ما يكون بخلية نحل ووزارة بأكملها .. وهو يؤلف ويكتب وينتج والمؤلفات الشعرية والمسرحية كل صدق وأمانة ومن جيبه الخاص له ولغيره ويوزع كل نتاحاته مجانا ً سواء ً في استراليا او جميع الدول والعربية والعالم ويعتبر كل ما قدمه ويقدمه بكل فخر رسالة وأمانة لحفظ تراثنا العربي لانه الادب الحقيقي المرموق الذي حمله في قلبه وهو على مقاعد الدراسة في بلدته الوديعة مجدليا في الشمال اللبناني والتي هجرها قسرا ً الى استراليا العظيمة ولم يتركها ولو للحظة واحدة ليعود اليها بمؤلفاته القيمة وهو يردد قول الشاعر العربي :  

بلادي وان جارت عليّ عزيزة 

واهلي وان ظنوا علي ّ كرام 

 نعم سواء فهموا شربل ام لم يفهموه فهو يحمل في قلبه براءة الأطفال المعهودة بابتسامته التي يتغلب بها على عظائم الامور.

صدى لبنان / العدد ٦٤٦ / ١٦ / ٥ / ١٩٨٩ 

**

مقدمة كتاب شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات

   

   علم 1993، وعلى الصفحة الأولى من مجلة الثقافة السورية، أعلن الأديب السوري نعمان حرب أن شربل بعيني هو شاعر العصر في المغتربات، دون أن يخاف لومة لائم، أو مقصّ ناقد. ولماذا يخاف وهو أحد أهم الأدباء السوريين، وناشر سلسلة "قبسات من الأدب المهجري"، التي سلطت الأضواء على العديد من الشعراء والأدباء في كافة المغتربات.

   وكان، رحمه الله، يمنّي النفس بإصدار "قبسة" عن شربل بعيني، وقد ذكر هذا في معظم رسائله، وأعلن عنها في الصفحة الأخيرة من الكتاب الذي أصدره عن الشاعر جورج شدياق من فنزويلا، ولكن ظروفاً قاهرة حالت دون ذلك.

   صحيح أن الكتاب الذي كان يعده مع الأديب السوري الكبير محمد زهير الباشا قد رأى النور عام 1988 تحت عنوان: شربل بعيني ملاّح يبحث عن الله، ولكن اسمه لم يذكر فيه كمؤلف، وهذا يعني أن الباشا هو من ألفه، ونال عليه تكريماً تاريخياً رائعاً ما زالت أصداؤه تتردد على ألسنتنا جميعاً.

   في أحد مقالاتي بجريدة "الهيرالد"، ذكرت أنني مزمع على تنفيذ رغبة صديق العائلة ابن السويداء وجبل العرب الأشم فقيدنا الأديب نعمان حرب، وأنني سأقوم بمهمة أصدار الجزء 11 من سلسلة "قبسات من الأدب المهجري" عن شربل بعيني نيابة عنه، ولكن أنّى لي ذلك، وكل ما لديّ بعض مقالات كان قد نشرها في "الثقافة" السورية، لا تكفي فصلاً يتيماً في الكتاب.

   هناك أمل واحد فقط، ألا وهو رسائله الكثيرة لشربل، فاتصلت بشاعر العصر، وطلبت منه السماح لي بالاطلاع على رسائل نعمان، فوافق دون تردد، شرط أن أحذف منها أشياء خاصة، كان يطلعه عليها ناشر القبسات. فأحسست أن باب الفرج قد فتح أمامي على مصراعيه.

   ولكي أعرف كيف يبني نعمان حجارة قبساته، رحت أراجعها كلها، فوجدتها تحتوي على مقدمة لأديب يختاره، يتبعها "بتمهيد" له، ثم ينشر قصائد الشاعر في معظم الصفحات.

   كتابي هذا سيكون مختلفاً تماماً، إذ أن نعمان حرب هو من كتبه من الغلاف الى الغلاف، باستثناء مقدمتي، أما قصائد الشاعر شربل بعيني التي تغنّى بها نعمان فلا داعي لنشرها إذ أن بإمكانكم قراءتها، هي وغيرها، عبر الانترنت بمجرد وضع اسم "شربل بعيني" في محرك البحث "غوغل".

   هناك شيء هام أحب أن أخبركم عنه، وهو أنني تركت جميع الأسماء التي ذكرها نعمان حرب دون أن أحذف اسماً واحداً منها، كما كان يحلو للبعض أن يفعل، خاصة عندما يمر اسمي أمامه، فأكون بذلك قد أعطيت درساً أخلاقياً في حفظ التاريخ دون تشويه او حقد. هكذا كان وهكذا يجب أن تراه العين، وتتنعّم به الأجيال.

   في احدى رسائله عام 1986، ذكر نعمان انني كنت "واسطة خير" بينه وبين شربل، ولولاي لما تعرّف الأدب المقيم على الأدب الاغترابي كما ترون الآن، ولولا كرم شربل بعيني الحاتمي الذي كان يدفع أجور البريد الباهظة في أستراليا وفي سوريا أيضاً من أجل أن يتمّ التلقّح الأدبي على أكمل وجه، لما خصصت "الثقافة السورية" مئات الصفحات لنشر أدبنا والتحدث عنه.. وهذا ما لمّح إليه نعمان في فقرات كثيرة، طالبني شربل بحذفها، ولم أبقِ منها إلا تلميحات قليلة.

   كما أنني متّنت هذا التواصل الأدبي والاعلامي والانساني عندما كنت سكرتيراً لرابطة إحياء التراث العربي في أستراليا، واستلمت نيابة عن نعمان جائزة جبران خليل جبران العالمية التي منحته اياها الرابطة عام 1987، إضافة الى شربل بعيني وانجال عون ود. سمر العطّار. وقد قام بتسليم الجوائز، يومذاك، سعادة سفير لبنان الدكتور لطيف أبو الحسن.

   والجدير بالذكر أن شربل بعيني هو من أوجد وصمّم جائزة جبران التي ما زالت تمنح حتى الآن، وأعطاها العصر الذهبي.

   وها أنا أطلعكم على فقرات من رسالة بعثها لي نعمان بتاريخ 6/12/1987، لتدركوا صحة ما أقول:

   "عزيزي أكرم، حفظك الله..

   كنت أخبرتك في رسالة سابقة، بأن أنباء المؤتمر السادس لدراسات الشرق الأوسط سوف تنشر، وفي بريد هذه الرسالة تجد "الثقافة" قد صدّرت الرسالة باسمك، وعلى صفحتها الأولى، ومثل هذا النشر لا يتيّسر إلا لكبار الكتّاب، وللمواضيع الهامة، وموضوع المؤتمر مهم، لاسيما وانه جرى في سبيل القضايا العربية، لذلك وضع في المقدمة. 

   كما انه يهمني ويهم "المجلة" نشر كل ما يدور في أستراليا من ندوات أدبية وعربية ووطنية، فلا تبخل علي بقصاصات "النهار" الغراء وغيرها، وان الذين يهتمون بخدمة الادب والفكر، أمثالكم، لا يحسبون حساب النفقات مهما بلغت. وفي العدد الذي سبق نشرت مقال الكاتب الكبير جان بشارة في الصفحة الاولى، وهو من جملة المواضيع التي بعثت الي بها في السابق مشكوراً، وسوف أراجع بقية المواد المرسلة من قبلك في الماضي، ومواضيعها عامة لا تتأثّر بالزمن.

   وأعلمك بأنني أنجزت دراستي في كتاب ضخم يقارب الـ 500 صفحة عن الدكتور عبداللطيف اليونس ـ الارجنتين، وأعلنت في نهايته بأن هناك مؤلف سيصدر عن الشاعر شربل بعيني، وسأحققه ان شاء الله، لأنني أشعر بحب عميق للأخ شربل، وبعاطفة حميمية تشدني إليه".

     ولمن لا يعرف من هو نعمان حرب أقول:

ـ ولد في قرية المجيمر(السويداء) عام 1917.

ـ لم يتمكن من متابعة دراسته الثانوية لأسباب مادية. اذ لم يكن في السويداء الا الدراسة الاعدادية.

ـ عين معلماً ابتدائياً في ملاك التربية بالسويداء عام 1938، ومديراً لمدرستي سهوة الخضر وميماس. ثم نقل إلى ديوان محافظة السويداء برتبة منشئ رئيسي عام 1940. ثم نقل الى العدلية بالسويداء وتقاعد من الوظيفة عام 1967 برتبة رئيس دائرة.

ـ أصدر وشقيقه المرحوم نجيب حرب جريدة (الجبل) منذ عام 1942 حتى عام 1959. وشارك بالتحرير الدكتور امين حرب والاستاذ سلمان جابر ومجموعة من ادباء الجبل الكبار.

قام بجولة عام 1979 في فنزويلا والبرازيل والتقى أدباءهما وأقام معهم صلات ودية وحصل على نتاجهم الأدبي.

ـ عضو جمعية البحوث والدراسات.

ـ رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء.

ـ أصدر مجموعة كتيبات بعنوان "ابطال منسيون".

ـ أسماء بعض مؤلفاته الأدبية منشورة على الغلاف.

   فإليك يا نعمان حرب، يا صديق والدي الغالي برجس المغوّش الذي أتيت على ذكره مراراً في رسائلك، أهدي هذا الكتاب، وأنا على يقين تام من أنك راضٍ عنه، وأنك في عليائك تشاركنا فرحة اصداره ورقياً وإلكترونياً، كيف لا، وقد تمكنا بعونه تعالى من حفظ رسائلك من الضياع في غربة لا ترحم.

**

يا غوار المهجر 

جدد غوار الوطن


   بشغف نقرأ ما يكتبه الاديب والشاعر الاعلامي الاستاذ البير كرم مدير مكتب صحيفة صوت المغترب في ولاية فيكتوريا (ملبورن) التي يملكها ويرأس تحريرها الاستاذ الصديق جان اسعد سمعان وشقيقه الاستاذ ميشال سمعان تحت اسم غوار، حيث نجد بان ما يدبجه قلمه الفكاهي وتعليقاته اللاذعه وهي تعيد ذاكرتنا الى (غوار الطوشه) من خلال هذه الزاوية الساخرة والجميلة التي تزين الجريدة وتنفس عنها الأحمال الثقيلة التي تحتل صفحاتها من اخبار سياسية واجتماعية ومواضيع متنوعة، وقصائد لشاعر الغربة الطويلة شربل بعيني وخاصة قصيدته (لعنة الله علينا) وكأني بأحد القراء المحافظين جداً، لولا (غوار) وزاويته المرحة لرد على شربل وقال له: لعنة الله عليك وحدك!

ولتعرفوا ماذا أقصد سأنقل إليكم بعض تعليقات (غوّار) المرحة عن شربل بعيني:

سأله القارىء جميل من ملبورن:

ـ ماذا يكتب الشاعر شربل بعيني بهذه الأيام يا غوّار؟

فأجاب غوّار:

ـ يؤلف قصيدة حربية عن صمود العرب.

وسأله القارىء ميشال مطانيوس من ملبورن:

ـ ما رأيك بمواقف زعماء لبنان وحكام الشرق الأوسط يا غوّار؟

فأجاب:

ـ كما قال شاعر الغربة الطويلة الاستاذ شربل بعيني:

لا تصدقوا الأخبار كلاّ كذب

نحنا الدفعنا دمّنا بهالحرب

مات منّا ألوف خلف ألوف

وع ضهرنا اصطلحوا دياب الشعب

وسأله القارىء مارون من ملبورن:

ـ ما هي الكتب التي تحتفظ بها في مكتبتك الخاصة يا غوار؟

فأجاب:

ـ أكبر مجموعة لشاعر الغربة الطويلة الاستاذ شربل بعيني.

وسألته القارئة عايدة من سيدني:

ـ كيف حال صاحبك شاعر الغربة الطويلة الاستاذ شربل بعيني يا غوّار؟

فأجاب:

ـ أنت أقرب مني اتصلي به على رقم الطوارىء.

وسألته القارئة سلوى من سيدني:

ـ بمناسبة عيد الأب ما هي أجمل هدية وصلتك يا غوار؟

فأجاب:

ـ كتاب جديد بعنوان: شربل بعيني بأقلامهم.

وسأله القارىء يوسف السماك من سيدني:

ـ من هو شاعرك المفضّل في أستراليا يا غوّار؟

فأجاب:

ـ للحقيقة والانصاف عندي ألله فوق وشاعر الغربة الطويلة على الارض.

وسأله القارىء حنا من سيدني:

ـ ماذا يعمل شاعر الغربة الطويلة الاستاذ شربل بعيني في هذه الأيام يا غوار؟

فأجاب:

ـ انه يؤلف قصيدة عنوانها: الدم اللبناني مباح باسم العروبة.

وسأله القارىء ياسر من سيدني:

ـ هل قرأت كتاب ألله ونقطة زيت لشاعر الغربة الطويلة الاستاذ شربل بعيني، وماذا أعجبك به يا غوّار؟

ؤي فأجاب:

ـ انه أسطورة وخليفة النبي جبران، وأجمل ما قال:

قريت التوره والانجيل 

والآيات البالقرآن

لقيتك كفّه ما بتميل

مهما يحتال الانسان

هذا قليل من كثير، فتعليقات غوار عن شربل بعيني لو جمعت لكونت كتاباً بحد ذاتها، إذ أنه كان من أكثر الذين تناوله القراء بأسئلتهم في تلك الزاوية المرحة.

   فغوار المهضوم غدا رمز الجريدة وابتسامتها التي تداعب القراء من كل الاتجاهات السياسية والاجتماعية مما اثار شاعرية شربل بعيني فقال:

 كلما عقلي جن وطار 

بلاقي عقلي مع غوار 

هوّي الْعَم يرسم ضحكتنا 

ويرجّعنا ولاد زغار 

   فمزيدا ً يا غوار (ملبورن) من النقد اللاذع والفكاهة التي تنفض عن غربتنا الطويلة همومنا الكثيرة لنضحك ونفرح معا ً من خلال زاويتك المسلية المتنوعة والتي تدور حول القارة الاسترالية العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وتنبش ما كان مدفونا ً فيها وعلق بها من اخبار سارة ومفرحة وانت تضع النقاط على الحروف بطريقة سلسة تقيم الحق فيها ونزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً.

  نعم بالابتسامة وحدها ينتصر المرء على عظائم الامور.

جريدة صوت المغترب / العدد ٩٠٥ / ٢/ ١٠ / ١٩٨٦

**

شربل بعيني بأقلامهم

  

   منذ ان وطأت اقدام الشاعر الشاب شربل بعيني هذه الديار الاسترالية العظيمة وهو كالنبع الفوار المعطاء في نشر قصائده في الصحف العربية الصادرة في سيدني والدول العربية وبلدان الانتشار ومنها العامية ومنها الفصحى حتى أشعل ثورة ادبية كبرى جعلت شعراء وادباء وكتاب الجالية العربية في استراليا يستنهضون الهمم ويتناولون شعره ومنهم من يثني عليه ومنهم من ينتقد محاولين الوصول بكتاباتهم الى الأفضل اللهم الذين لا يريدون الخير الا لأنفسهم بينما شربل يستقبل النقد باجمل منه حيث يشكرهم ويؤكد على الاستاذ كلارك بعيني بان لا يغيب احد . وقد حظيت هذه الثورة الأدبية باهتمام كبير لدى الاستاذ كلاك بعيني حيث جمع جميع ما قيل وكتب عن الاستاذ شربل وبوبها وأصدرها في كتاب بعنوان شربل بعيني بأقلامهم  على أمل ان يضع الكتاب الثاني والثالث حتى إتمام الرسالة التي يصبو اليها لحفظ تراث ابنه عمه شربل والادباء والشعراء والكتاب العرب الذين كتبوا وانتقدوا على السواء . حقاً انه لعمل هام ذلك لانه عرف بالأدباء والكتاب العرب في استراليا والدول العربية والأجنبية الذين ساهموا بكتاباتهم وتنالوهم لأدب وشعر شربل بعيني. ولا شك ان هذا الكتاب وما سيصدر من مسلسل عنه سيكون مصدر عون لكل باحث في المستقبل عن شربل بعيني او في مدى تطور الحركة الأدبية في هذه البلاد الاسترالية العظيمة . كلمة اخيرة شكرًا للاستاذ الاديب كلارك بعيني على هذا النشاط المميز وبتحيتنا له نحيي الشاعر شربل بعيني والاساتذة الادباء والشعراء والكتاب العرب الذين زينوا هذا المؤلف .

صوت المغترب / العدد ٩٠٥ / ٢٠ / ١٠ / ١٩٨٦

**

مهرجان النجمة جوليا بطرس غناء والتزام وطني وخلقي وإنساني


   السبت الفائت لبى الآلاف دعوة لجنة اصدقاء النجمة الحسناء جوليا بطرس ونحن من اعضاء اللجنة وكنت اجريت مقابلة صحفية معها لحضور مهرجانها الاول والأخير في القاعة الأولومبية (سبورت سنتر هومبوش) في سيدني/استراليا. حيث قام بالتعريف والترحيب وتقديم فقرات البرنامج الشاعر شربل بعيني بنفحات من أشعاره الجميلة والمعبرة ثم عزفت فرقة المايسترو أميل يواكيم بعض المعزوفات وغنى على التوالي الفنانة لورا حاتم والمطرب الشعبي واكيم نجيم.    وبعد استراحة تحدث الاعلامي طوني سعد مرحبا ً باسم لجنة الأصدقاء بالنجمة الضيفة جوليا بطرس وشقيقها الملحن زياد بطرس وشكرهما على تلبية الدعوة وحضورهما مهرجان الاغنية العالمي للسلام دون مقابل.

   كما وشكر الجميع على حضورهم وقدم الميكرفون لنجم التعريف الشاعر شربل بعيني الذي حيا النجمة جوليا بطرس بقصيدة من عيون الشعر وسط تصفيق حار، اذ قال:

يَا مَوْطنِي.. اللِّي مْقَدّسِه جْبَالَكْ

وْكِرْمَالْ عَيْنَكْ ضَحِّت رْجَالَكْ

مَهْمَا تْجَرِّحْ صَدْرَك الآلامْ

وْتِكْرُجْ عَ خَدَّكْ دَمْعِة طْفَالَكْ

وْمَهْمَا تْفَارِقْ لَيْلَكْ الأحْلامْ

وْتِتْشَرَّدْ بْهَالْكَايْنِه عْيَالَكْ

صَعْبِه خَيَالَكْ تِمْحَشُو الأَيَّامْ

وْهِيِّي الْـ غَنِّتْ عُمرْ "بِخْيَالَكْ"

وِجْنُوبَكْ اللِّي نَدْهِتُو بِكْلامْ

وْقَالِتْ: حَبِيبِي.. قِلْت: نِيَّالَكْ

تَا تْشِعّْ "شَمْس الْحَقّ" وِالإِلْهَامْ

حِمْلِتْ بِـ إِسْم الشَّعْب مِشْعَالَكْ

وْأَعْلامْ مِنْ كلّ الدِّنِي.. وْإِعْلامْ

وِقْفِتْ بِـ سِيدْنِي تْوَسِّعْ مْجَالَكْ

وْبَسْمِه حَزِينِه بْتِمّهَا بِتْنَامْ

يَا الْـ كِنْتْ ضِحْك وْكَيْفْ رِسْمَالَكْ

"بَسْمِه حَزِينِه" فَجّرِتْ أَنْغَامْ

وَقْت اللِّي صَرْخِتْ أُوفْ مُوَّالَكْ

صَارِتْ بِبَعْضَا تْكَبِّشْ الأَعْلامْ

يَا مَوْطنِي.. تَا يْحَيّكُوا شَالَكْ

صَرْخَه جْنُوبِيِّه بْوَجِهْ حُكَّامْ

بَعْدُنْ مَا عِرْفُوا يْرَيّحُوا بَالَكْ

صَرْخَه جْنُوبِيِّه بْوَجِهْ ظُلاَّمْ

مَنْعُوا صَلِيبَكْ يِغْمُر هْلالَكْ

صَرْخَه جْنُوبِيِّه لْشَعبْ مِنْضَامْ

وْرَغْم الظُّلمْ وِالْمَوْت غَنَّالَكْ

غْنَانِي انْسَرْقِتْ مِنْ هَدِيلْ حْمَامْ

مِنْ جُولْيَا بُطْرُسْ.. حَبِيبِتْنَا

الْـ ضَوِّتْ حَيَاتَا شْمُوعْ كِرْمَالَك

   ووسط تصفيق الجمهور أطلت الفنانة جوليا بطرس التي رهنت حياتها للفن الوطني الصحيح البعيد عن الابتذال، فاعطتنا اجمل الأغنيات مثل: يا شعبي.. ومنسأل.. ايها الصامتون.. وغابت شمس الحق.

 وبدأت بالغناء تارة من أغنياتها الخاصة وتارة أخرى من أغنيات السيدة فيروز، وخاصة (راجعه) مع عزف منفرد لشقيقها زياد. كما وشاركت فرقة أرز لبنان بقيادة مؤسسها الاستاذ أيلي عاقوري بعدة لوحات فنية رائعة وخاصة مع أغنيتها الشهيرة التي تقول فيها: 

غابت شمس الحق 

وصار الفجر غروب 

وصدر الشرق انشق 

وتسكرت الدروب 

بنرفض نحن نموت 

قولولن رح نبقى 

أرضك والبيوت 

والشعب العن يشقى 

هو إلنا يا جنوب 

يا حبيبي يا جنوب 

حيث انتشى الجميع بصوت النجمة جوليا بطرس وشقيقها الملحن الناجح زياد بطرس على انتقاء الكلمات الملتزمة بالأرض وكرامة الشعب والمواطن.

النهار/ العدد ٥٩٣ / ٢/ ٦/ ١٩٨٨

**

الوهج الإنساني في "مناجاة" شربل بعيني للكاتبة نجوى عاصي

 

أهدتنا مشكورة الكاتبة والفنانة نجوى عاصي كتابها "الوهج الإنساني مناجاة شربل بعيني" وهو الثالث بعد أعمالها المسرحية "الحق على مين" و"الصرخة".

  ويعتبر الكتاب الذي صدر عن دار الدكتور عصام حداد للتأليف والطباعة والنشر في مدينة جبيل/لبنان من الدراسات الهامة عن "مناجاة الامام علي بن ابي طالب" حيث ينقسم الكتاب الى عدة فصول: 

ـ المناجى.. سيرته، أدبه، فلسفته .

ـ إمام العباقرة وعباقرة الامام

ـ الانسانية في شعر شربل بعيني 

ـ شربل بعيني

ـ الشعر رسالة 

ـ المناجاة موضوعنا الأساسي 

ـ مزامير مختارة من مناجاة علي باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والاسبانية.

وقد ترجم "مناجاة علي" الى الانكليزية الاساتذة ناجي مراد وايلي شعنين وجو اليموني. والى الفرنسية الاستاذ  عبد الله خضر والى الاسبانية الاستاذ ابراهيم سعد. والى الاوردية الاستاذ شبير بلكرامي.

   ويمكننا القول بعد مطالعتنا لهذه الدراسة القيمة عن سر مناجاة شربل بعيني التي جاءت في وقت تشهد صحة مقولات الامام علي في أقواله وحكمه "ما حاججت عاقلا ً إلا وغلبته وما حاججت جاهلا ً إلا وغلبني" وايضا ً "من زرع العدوان حصد الخسران" و"من قعد به العقل قام به الجهل" و"يا أهل الغرور ما الهجكم بدار خيرها زهيد وشرها عتيد، ونعيمها مسلوب، عزيزها منكوب، ومسالحها محروب، ومالكها مملوك، وتراثها متروك.

   واخيرا ً نحيي الاساتذة شربل بعيني ونجوى عاصي ونعيم خوري وفؤاد نمور وإبراهيم سعد وناجي مراد وإيلي شعنين وجو اليموني وعبد الله خضر على جهودهم المميزة .  

النهار / العدد / ٨١٨ / ٩/ ٩ / ١٩٩٣

**

شربل بعيني 

الرقم الذي لا ينتهي


   صدر حديثاً للشاعر المعروف شربل بعيني ديوانان جديدان "وإلحق اذا فيك تلحق ماشاء الله": مناجاة علي  بالإنكليزية ترجمة الاساتذة ناجي مراد وجوزيف يمّوني والياس شعنين. والثاني (قصائد ريفية)، كتب مقدمته الشاعر الاستاذ شوقي مسلماني تحت عنوان "نعود الى شربل عندما نفتقد الشرفاء". وعلى الغلاف كتب الشاعر الكبير المعطاء الاستاذ نعيم خوري:

"أما الشاعر شربل بعيني فلا ينافس، لأنه بلغ مستوى فرض المنافسة على الآخرين. ولا يتشاوف لأنه ليس فارغاً. خزانته تضجّ بالثروة، ويداه أبداً مفتوحة، لتعطي لا لتأخذ. إنه كالسنابل الملأى التي تنحني بتواضع، بينما السنابل الفارغات رؤوسهنّ شوامخ.

يلغي ذاته أولاً من يحاول إلغاء الغير، "كالنار تأكل بعضها إن لـم تجد ما تأكله”.

كل نكرات الأرض لا يمكنها أن تتجاوز المعرفة، وكلّ آلات الزمن الساقط لا تستطيع أن تشكّل حيزاً واحداً في مساحة الحياة الممتدة على مدى الألق الفكري.

ومن الآن إلى نهاية النهايات سيبقى الشعر صوت الحبّ، وسيبقى الأدب ضمير الكون، وليس كثيراً على شربل بعيني أن يبقى صلة الوصل بين الحبّ والكون".

   نعم كان شربل بعيني الصادق الامين لمسيرته الأدبية الرائعة كما عبر الاستاذ الصديق العزيز شوقي مسلماني والشاعر الكبير الاستاذ الصديق نعيم خوري وأقول ايضا ً بدوري ان شربل بعيني رفض رفضا ً تاما ً الصفقات المذهبية العنصرية المشبوهه وهو اصلا ً هجّر من مسقط رأسه بلدة مجدليا الغالية على قلبه مع أهله لانه ولد للحياة الحرة الكريمة التي تليق به ولا تليق للعبيد وتجار الدم من اجل كراسٍ مستأجرة من الاستعمار لذبح الشرفاء والأحرار. لذلك اختار شربل بعيني الحر الحرية الصحيحة في استراليا العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وبقي على خطه الأدبي النضالي شاعرا ً مميزا ً وأديبا ً مرموقا ً ولم ينس وطنه لبنان فخر الدين الحرية ومسقط رأسه مجدليا حيث وهب دارته للبلدية ليقام فيها متحف شربل سركيس بعيني الثقافي، كما حول دارته في سيدني الى ملتقى ومضافة للأدباء والشعراء والسفراء ورجال الدين الذين لله محبة لان الاوطان تبنى بالمحبة والعلم والثقافة الصحيحة وهذا هو شربل بعيني.. شربل المحبة. ومن قصائده الرائعة هذه القصيدة المعبرة الجميلة التي يخاطب بها غلمان المكر والغدر والعنصرية ودواعش العار على اختلاف تسمياتهم بعنوان خبثاء:

 تعالوا إليّ يا جميع الخبثاء 

لاريحكم من خبثكم 

من لوثة النذالة التي تجتاح قلوبكم السكرانة 

بخمر الحسد والضغينة 

تعالوا إليَّ لارينكم نملة تجني مؤونة 

ونحلة تفرز عسلا ً 

بعد ان ارضعتها الزهرة رحيق بتلتها 

تعالوا إليّ فحضني واسع وبالي طويل 

ولكن الشاعر رغم (الحساد) الكثر ورغم (الغيوم الدكناء واللعنة العظمى) يقول في رعشة حب  :

لم أكن ادري ان للحب رعشة كهذه!

 شكرًا.. ففضلك عليّ وبعض آثار 

ليلة واحدة مقمرة صافية كصفاء وجهك 

كانت كفيلة بارجاعي الى الضياع 

كم هو حلو الضياع معك 

ولذته كم تفوق لذة الخمرة المعتقة 

وانا اعاقرها 

لم أكن ادري 

فشكرا ً على كل هذا 

وخصوصا ً أمسية نيسان الوردية فان أنساها. 

طوبى لك يا شربل لانك بلغت الرقم الذي لا ينتهي اطيب السلام .

النهار/العدد/ ٧٨١ /١٧ /١٢/ ١٩٩٢

**

الافتتاح الرسمي لمعهد سيدة لبنان في تظاهرة كبرى رسمية وشعبية


   تم يوم الجمعة الفائت الافتتاح الرسمي الكبير لمعهد راهبات العائلة المقدسة (سيدة لبنان) في ضاحية هاريس بارك/سيدني/استراليا في اكبر تظاهرة حيث عبر الحضور الرسمي والشعبي عن فرحهم العظيم بهذا الصرح التربوي الذي يضم الاف التلاميذ الذين يتعلمون اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية الى جانب جميع المواد في مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية وهم يرددون: 

العلم يرفع بيوتا ً لا عماد لها 

والجهل يهدم بيوت العز والكرم 

وبحضور رئيس وزراء استراليا السيد بول كيتنغ وممثل رئيس ولاية نيو ساوث ويلز (سيدني) النائب الفيدرالي السيد فيليب رادوك وسعادة قنصل لبنان العام الاستاذ سليمان الراسي وسيادة المطران يوسف حتي راعي الطائفة المارونية . والأب بولس نزهة ممثلا ً المطران جورج رياشي راعي طائفة الروم الملكيين الكاثوليك  ورئيسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت كونستانس الباشا والراهبات المحترمات ورجال دين ودنيا والإعلام الاسترالي والعربي حيث تمثلت النهار بعضو هيئة التحرير أكرم برجس المغوّش وفاعاليات لبنانية وعربية واهالي التلاميذ. 

بداية افتتح الاحتفال رئيس الرابطة المارونية القاضي الاستاذ انطوان الراهب بكلمة قيمة ورحب برئيس الوزراء والضيوف الرسمين خاصة وعموم الحضور وقرأ رسالة سفير لبنان لدى استراليا ونيوزلنده الدكتور لطيف ابو الُحسن الذي حال عدم حضوره بسبب وجوده في جاكرتا/اندونيسيا لانه يمثل لبنان في مؤتمر عدم الانحياز. ومن ثم الوقوف للنشيدين الاسترالي واللبناني. تلاه عرض لاكثر من الف تلميذ وتلميذة وهم يحملون الاعلام الاسترالية واللبنانية ويرددون نشيد المدرسة باللغة العربية الذي وضعه الاستاذ المدرَس الشاعر شربل بعيني منذ ١١ عاما ً ليتماشى مع اللحن الإنكليزي والنشيد يقول: 

مِثْلَ بَدْرٍ فِي عُلاهْ

مِثْلَ نَجْمٍ إِسْطَعِي

فَبِكِ حُبُّ الإِلَهْ

وَمَناهِلُ الْوَعِي

فَطِيرِي

وَصِيري

آمالَ جِيلْ

إِسْمُكِ يَنْبُوعُ الإيمانْ

إِسْمَ الْعَذْراءِ تَحْمِلينَ:

سَيِّدَةُ لُبْنانْ.

ـ2ـ

كَمْ نُحِبُّكِ مَدْرَسَه

لِعائِلَه مُقَدَّسَه

لِشَعْبَيْنِ

عَظِيمَيْنِ

فِي بِلادٍ مُؤْنِسَه

فَطِيرِي

وَصِيري

آمالَ جِيلْ

إِسْمُكِ يَنْبُوعُ الإيمانْ

إِسْمَ الْعَذْراءِ تَحْمِلينَ:

سَيِّدَةُ لُبْنانْ

**

أجل كما قال شاعرنا ونهل الطلاب من مناهل المعهد العلوم المختلفة . ثم بدأت عميدة المعهد الاخت الجليلة كونستانس الباشا كلمتها القيمة مرحبة بالضيوف الرسمين ورجال الدين واهالي التلاميذ ًوالاعلامين وأكدت بقولها (عندما تكون الإرادة يكون النجاح) حيث قوطعت مرارا ً بالتصفيق الحاد. وتحدث مدير الثانوية الاستاذ شارل ملكون فحيا الضيوف وشكر الادارة التي كان لها الفضل الاول والكبير باشادة هذا الصرح التربوي العظيم. تلاه الطالب المتفوق ريمون طوني الدريبي فقال: نشهد اليوم تحقيق الإرادة لهذا الصرح العلمي الكبير . وتكلمت الراهبة المربية مارلين شديد بالإنابة عن الرئيسة العامة لراهبات عبري في لبنان الراهبة الرئيسة جيبلبرت فارس التي كانت تود حضور هذا الاحتفال الهام والمميز ولكن ظروف عملها حال دون ذلك فقدمت تهانيها ومباركتها باشادة هذا الصرح العلمي والتربوي الرائع . وخلال الاستراحة قدمت فرقة الدبكة التابعة لمدرسة الراهبات لوحات فنية فلكولورية مع اغنيات السيدة الكبيرة فيروز من تصميم وإشراف المدرَسه ماري صافي . بعد ذلك ألقي المطران يوسف حتي كلمة قيمة لاقت استحسان الحضور وقدم شكره لرئيس وزراء استراليا السيد بول كيتنغ لرعايته هذا الصرح التربوي العظيم ونحن في استراليا العظيمة وخلص الى القول : ضاحكا ً بشكر الله لانه لبى صلواتنا ولم تمطر علينا فضحك الجميع وصفقوا طويلا ً . كما تحدث عدة طلاب وطالبات باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية شاكرين رئيسة الراهبات والراهبات والمدرسين والمدرسات على تضحياتهم من اجل هذه النهضة العلمية . ومسك الختام تحدث رئيس الوزراء فأشاد بالجالية اللبنانية والعربية ودورها العظيم في بناء استراليا العظيمة وتمنى لراهبات العائلة المقدسة كل الخير والتقدم والى مزيد من بناء المدارس والمعاهد التربوية . ومع نهاية الكلمات تناول الضيوف والحضور الضيافة التي اشرف عليها الشيف الاستاذ طوني سعد ورافقوا الرئيس كيتنغ والضيوف الرسمين وراهبات العائلة المقدسة والهيئة التعليمية بتفقد أقسام المعهد وهم يثنون على الادارة بفضل رئيسة الراهبات الجليلة كونستانس الباشا والراهبات اللواتي حوّلن الحلم الى حقيقة. كما نقل الاعلامي الاستاذ طوني سعد وقائع الاحتفال الى إذاعة تو اي اي الحكومية القسم العربي وتلا رسالة سفير لبنان لدى استراليا ونيو زلنده الدكتور لطيف ابو الحسن الذي حالت ظروف حضوره بسبب وجوده في جاكرتا / اندونيسيا ممثلا ً لبنان بمؤتمر عدم الانحياز . مبروك لراهبات العائلة المقدسة هذا الصرح العلمي العظيم لان بالعلم والمحبة تبني الاوطان حياكن وحياكم الله وآدمكن وادامكم ذخرا ً للانسانية ولغة الضاد في هذه الديار الاستراليه العظيمة وأينما كُنْتُمْ وتواجدتم .

النهار / الخميس / ١٠ / ٩ / ١٩٩٢

**

لقاء مع الشاعر شربل بعيني:

 أدبنا المهجري يعيش احلى أيامه. 

 لا شيء يدعوني الى التفاؤل ونحن نتذابح ونتحارب ونتلذذ كالقرود بلعق دمائنا.

 السجل الذهبي للأدب نعمان حرب إعتبره أهم مصدر أدبي في العام ١٩٨٧.

    تجيء كلمات الشاعر الصادق مع نفسه ومع الآخرين كالرصاصة التي تخرج من بيت النار لتصيب الهدف. لان الشاعر الواقعي يجسد الحقيقه بشعره في الأفراح والأتراح والمناسبات القومية والوطنية والاجتماعية.

   واحد من هؤلاء الشعراء المهجريين هو الاستاذ شربل بعيني الاديب والشاعر والكاتب والمخرج والمؤلف المسرحي الذي ملأ الزمن الاسترالي بقصائده الجياشة التي تحكي تاريخ الإباء العربي والإنساني بصورة شمولية.

   كثيرون هم الذين كتبوا عن الشاعر بعيني نقداً ومديحا ً ولكن بقي الشاعر كالوردة الندية المتفتحة دائما ً في ربيع دائم.

   وآخر دواوينه الشعرية وليس الاخير كان ديوانه (كيف أينعت السنابل) الذي قدمته الدكتورة الاكاديمية الاديبة المعروفة الاستاذة سمر العطار باحلى الكلمات وأسمى المعاني حيث وصفت بمقدمتها معاناة الشعراء والادباء في وطننا العربي الكبير عن الاضطهاد الذي لاقوه ويلاقونه جراء كلماتهم وقصائدهم الحرة التي لا يبخرون فيها لتجار الدماء واصحاب كراسي الزندقة والكفر بالإنسان والوطن.

    كما وكتبت الراهبة الاديبة ارنستين خوري على غلاف الديوان (شربل بعيني هو رائد من رواد الشعر الحديث).

    ولنتعرف أكثر على ديوانه الجديد وأنشطته الأدبية والثقافية وهو حركة دائمة لا تهدأ كان لنا هذا الحوار الذي أجراه الزميل أكرم برجس المغوَش لصالح جريدة النهار العربية الاستراليه ومجلة وجريدة الثقافة السورية:

س: ديوانكم الجديد (كيف أينعت السنابل) كتبت مقدمته الدكتورة المفكرة سمر العطار بشكل سيرة ذاتية عن شخصك الكريم دون التطرق الى قصائد الديوان مثلما درجت عليه العادة في المقدمات.. فما تفسيركم لذلك؟

ج: بداية أشكرك اخي أكرم على مرافقتك لي والحركة الأدبية في استراليا ورفدها الى راعي الادب المهجري الاستاذ الكبير نعمان حرب الذي تشرَفنا بمعرفته عن طريقك ونشاطك وانت الاعلامي الصادق وسكرتير رابطة احياء التراث العربي واحد مؤسيسها.

    وعودة لسؤالك، أولا ً: الدكتورة الاكاديمية الاديبة الكبيرة سمر العطار تكره الروتين والسير على طرقات أدبية تآكلتها مع الزمن نعال أدبائنا . لذلك فاجأت القراء مشكورة بسيرة الشاعر الذاتية بأسلوب شيق على حد تعبير الاديب العربي السوري الكبير ابن السويداء الاستاذ نعمان حرب. لتكشف لهم عن العوامل الاجتماعية التي أدت الى كتابة مثل هذه القصائد.

   ثانيا ً: هناك العديد من ابناء الجاليات الإثنية المختلفة يكتبون سيرتهم الذاتية ومعاناتهم في غربتهم وتشرف الحكومة على إصدارها، باستثناء الجالية العربية التي تفتقر في استراليا العظيمة الى هذا النوع من الادب الحي الملتصق التصاقا ً حميما ً في حياة الانسان عبر التاريخ.

س: لماذا انت على عداوة مثلا ً مع أوزان الخليل الشعرية؟ 

ج: أنا لست على عداوة معها، فلقد كتبت بها العديد من القصائد، ولكنني لا استسيغها خاصة وان القارىء لم يعد يتقبلها كما كان في اوائل هذا القرن، لهذا نرى ان معظم الشعراء (المقروئين) قد أشاحوا بوجههم عنها. ناهيك ما للغربة من تأثير على الشاعر، فجميع الذين هاجروا أو بالأحرى أُجبروا على ترك أوطانهم ساروا عكس التيار الأدبي بغية إثبات وجودهم ولفت أنظار أولئك المنفوخين أدبيا ً المتربعين على كراسي غرورهم والمتجاهلين كليا ً لكل ما يسمى (بأدب المهاجر).

س: ولكن هناك من يعتني بأدب المهجر ويقدم التضحيات الجسام؟ 

ج : تقصد الأستاذ الاديب نعمان حرب. أسمع يا أخي: نعمان حرب مع حفظ الألقاب هو مثلنا تماماً، يسير بعكس التيار، ولو لم يكن غريبا ً في وطنه لما فكر بإصدار (قبسات من الادب المجري) التي توّجها أخيراً بسجل ذهبي عن أدبائنا في البرازيل وفنزويلا وغيرهم، واعتبره أهم إصدار في العام ١٩٨٧.

    كما لا يسعني الا ان اذكر وبكثير من الامتنان نشاط الاستاذ مدحة عكاش ناشر ورئيس تحرير مجلة الثقافة السورية باصداريها الأسبوعي والشهري في هذا السبيل ايضاً، والتي يحرر بها ادباء كبار مثل نعمان حرب ومحمد زهير الباشا ورفاقهم الكرام، واكرر شكري لكم اخي أكرم على تفاعلكم وتواصلكم الثقافي والأدبي والاجتماعي بمد جسور التواصل الحضاري مع هؤلاء الكبار، فلقد وعدني العملاق الغالي محمد زهير الباشا بإصدار دراسة عن أدبي بعنوان (شربل بعيني ملاح يبحث عن الله)، كما وعدني العملاق الثاني نعمان حرب بضمي الى قبساته الأدبية تحت عنوان (شربل بعيني شاعر العصر في المغتربات).

   كما وإنني احيي الثقافة السورية التي شرّعت ابوابها لاحتضان ادباء المهجر حيث قال ناشرها الاستاذ مدحة عكاش في ديوانه يا ليل:

 يطول ليلي من شوقي فأحسبني 

كأن ليلي لا يرجى له أمدُ

   وكأنه بذلك يصور حالة كل إنسان مغترب يترقب ساعة الرجوع بفارغ الصبر.

س: قصائد كثيرة فيها جرأة وصراحة تدل على قوة دون اكتراث وخوف الا من الله والحق والضمير وهذا هو الشاعر والاديب الحقيقي بنظرنا ونظر كل حر شريف. وقصيدتك (لعنة الله علينا) أحدثت موجة من السخط لدى البعض..

ج: .. وموجة من الارتياح لدى البعض.

س: هناك من يقول أن اللعنة لا تجوز..

ج: تجوز.. تجوز.. فنحن الان "كتينة" مترامية الأطراف، توقف عندها "الاتحاد" ليسد جوعه، فوجدها عقيمة فارغة لا تحمل ثمرا ً، فلعنها كما لعن السيد المسيح "تينته"

س: وهل ينطبق برأيك هذا القول على الجميع؟ 

ج: أجل.. فقياداتنا  مثلا ً التي بها وثقنا ولمنجزاتها هللنا، نراها وفي طرفة عين تنقلب على بعضها البعض وتبدأ بالتصفيات، ويبدأ ضياعنا من جديد والعمل على إيجاد البديل.

هذه الأشياء لا يمكن ان تبشر بالخير، وهي بالطبع تدمي قلوبنا.

س: الا تعتقد بانك متشائم جداً؟ 

ج: وهل انت متفائل .. صدقني ان قصة (برج بابل) التوراة سيتناساها التاريخ، متى دوّنت قصة (برج بابلنا).

 لا.. لا شيء يدعوني الى التفاؤل ونحن نتذابح ونتحارب ونتلذذ كالقرود بلعق دمائنا.

س: كيف تقيم الآن أدبنا المهجري؟ 

ج: أدبنا المهجري والحمد لله يعيش احلى أيامه لدرجة اصبحنا معها نشكو من كثرة الندوات الأدبية. وهل انت غريب اخي أكرم عن هذه النشاطات الأدبية وانت لولبها؟

آه كم هو جميل ومريح ان يشكو المرء من كثرة الندوات الأدبية.

س: لقد شاركتهم بنشاطات معرض الكتاب العربي في استراليا، الذي دعا اليه التجمع الثقافي اللبناني فما تقييمكم لهذا المعرض؟ 

ج: جيد جدا ً ونحن بحاجة ماسة الى مثله كل عام تقريباً لاننا نطلع من خلاله على آخر ما جادت به عقول مفكرينا وادبائنا وشعرائنا في أوطاننا الام.

س: دعتك رابطة احياء التراث العربي للمشاركة بتكريم أمير الشعراء المغفور له احمد شوقي فهل لك ان تطلع القراء على بعض مقاطع من القصيدة التي ستلقيها بالندوة التكريمية؟ 

ج: بدلا ً من ان اطلع القراء على بعض المقاطع أحب ان ادعوهم جميعا ً لحضور تلك الندوة والتلذذ بكلمات وقصائد سيلقيها على مسامعهم نخبة من ادباء الجالية العربية البارزين وهكذا نضرب عدة عصافير بحجر واحد.

  (مقاطعاً) تقصد استاذ شربل بوردة وورود؟ 

 ضاحكا ً ... اكيد .. اكيد اخي أكرم وانا سلاحي الكلمة المعطرة بمحبة الناس كل الناس.

س: وما هي نشاطاتك الأدبية المستقبلة؟ 

ج: كما سبق وذكرت سأشترك في ٥ تموز القادم بندوة حول أمير الشعراء احمد شوقي، كما وانتهيت من إعداد وإخراج مسرحية (فصول من الحرب اللبنانية (التي سيتشترك بتمثيلها ما يزيد على ٣٠٠ طالب وطالبة من تلاميذي في مدرسة سيدة لبنان / هاريس بارك / سيدني والتي ستعرض في ٣ تموز القادم عند الساعة السابعة والنصف في قاعة كنيسة سيدة لبنان.

س: اكيد المسرحية عن الوضع المأساوي في لبنان؟ 

ج: نعم عن آلام الشعب اللبناني بجميع فئاته دون فرق بين هذا وذاك ولان خلاص الوطن هو الغاية في النهاية.

 س: ولماذا فصول من (الحرب) في استراليا ومع الأطفال بالذات؟ 

ج : انها مشاركة بسيطة في المعاناة من فلذات أكبادنا في مدرسة سيدة لبنان، فلقد أراد هؤلاء الأطفال الذين تتفاعل في قلوبهم الصغيرة محبة اوطانهم، أن يدلوا بدلوهم ويقولوا كلمتهم بصوت واحد أوقفوا الحرب في مسقط راس اهلنا، لاننا بشر واهل، والله محبة.. وهم اي الأطفال خير من قالها لان الانسانية لا تتحزأ كما المحبة.

س: يقال وهذا ما لمسناه حقاً ان مدرسة راهبات العائلة المقدسة المارونيات في هاريس بارك تضم أطفالا ً من جميع الطوائف والأديان والمذاهب؟ 

ج: أجل.. لان راهبات العائلة المقدسة المارونيات بقيادة الراهبة الرئيسة الجليلة كونستانس الباشا يعملن لخير البشرية جمعاء، فالانسان عندهن ابن الله تعالى، خلقه على صورته ومثاله، بغض النظر عن تشعبّات الطريق التي سيسلكها للقاء الوالد العظيم.

س: لنعد السنابل اي ديوانك (كيف أينعت السنابل)، هل هي المرة الاولى التي يزين بها دواوينك صديقنا الفنان ميشال رزق بلوحاته المعبرة الجميلةً؟ 

ج: كلا.. فلقد سبق وإهداني مجموعة رسوم لديواني (رباعيات) الطبعة الثانية . 

س: هناك من يقول بان لغتك الشعرية بسيطة وفايشةً؟ ج: (فايشة؟!) .. بربك بلغّهم بأنني سأظل افوش وافوش وافوش لانني ارفض الغرق مثلهم.

 ثم انني أكتب ليفهم الجميع.. فما نفعي لو كتبت شعر )الأحجيات) وشعبي يتألم في غربته، ووطنه الام يحترق؟!.

 لا.. لن ألجأ الى (التورية) ونحن نذبح  جهارة كل يوم. فالشاعر الذي لا يقدر معايشة زمانه والأزمنة التي تليه لغة وفكراً وجب عليه الاستعفاء من الخدمة والتنازل عن تعويض خدمته وتوزيعه على من يستحقه.

 س: مع نهاية هذه المقابلة الصحفية الشاملة ماذا يود الشاعر الاديب الناقد والكاتب والمؤلف والمخرج المسرحي قوله؟ 

ج : شكرًا جزيلا ً استاذ أكرم على ما تفضلت به وانا أحيّيك على نشاطك المميز، وما أودّ قوله وتكراره دائما ً هو ان نحب بعضنا البعض ونعمل يدا ً واحدة وصفا ً واحدا ً من اجل محاربة تجار الدم والطائفية البغيضة، وأقزام الحرتقات السياسية المبتذلة الذين يحدون من طموحاتنا وتحقيق أحلامنا وأحلام أجيالنا الصاعدة ان كان في هذه البلاد الاسترالية المضيافة العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات او في أوطاننا الام .

النهار ـ العدد ٥٤٥ ـ ٢٥ / ٦ / ١٩٨٧

جريدة الثقافة السورية 1987

**

لقائي مع شربل بعيني

في جريدة النهضة


ـ وين صرنا؟ وليش بلعتنا الدروب

وغبارها محّى أسامينا

ـ الاديب نعمان حرب أغنى المكتبة 

العربية بمؤلفاته القيمة وهو هدية 

ونعمةمن الله للأدباء والابطال المنسين

في الوطن ودول الانتشار . 

ـ طموحي الوحيد هو إثبات وجودي الأدبي وانتشال الادب من مستنقع السياسات المتزمتة.

ـ الجسم يعيش اذا بترت منه بعض أعضائه ولكنه يبقى كسيحا ً مشوها. 

بعد سلسلة المقابلات التي بدأناها بجريدة (النهضة) الواسعة الانتشار والتي يشرف عليها معتمد الحزب 

السوري القومي الاجتماعي الامين الدكتور المفكر حيدر حاج اسماعيل (عبود عبود) ويرأس تحريرها

الاستاذ الاعلامي الاكاديمي جيمس حرب في سيدني/ استراليا والتي توجناها بسلسة مقابلات مع أعلام الشعر والأدب والكلمة كالدكتورة المفكرة سمر العطار، والاستاذ فؤاد نمور، والاديب نعمان حرب وسواهم.

   نلتقي هذا اليوم الشاعر والاديب المعروف الاستاذ شربل بعيني. والاستاذ شربل غني عن التعريف فهو شاعر مرموق وأديب مميّز عرفته صحف ومجلات بيروتية لبنانية عديدة منها (النهار) (الأنباء)

(الأنوار) (البيرق) (الدبور) وسواها بالاضافة الى المنابر الوطنية التي كان يلقي قصائده بها بحماس 

منقطع النظير وهذا ما لمسناه من خلال أرشيفه الزاخر بالمواضيع الشيقة والقصائد الوطنية التي هاجم بها 

تجار الدماء ألمتزعمين على الناس بالقوة والذين دمروا الوطن وخربوه ومنها القصائد التي ألقاها في 

لبنان وهنا في استراليا.

   وللاستاذ بعيني العديد من الدواوين الشعرية المطبوعة وهي (مراهقة)  (قصائد مبعثرة) (مجانين) (الهي جديد عليكم) (مشي معي) (رباعيات) (قصائد ريفية) (من كل ذقن شعرة) (من خزانة شربل بعيني) 

(الغربة الطويلة) بالاضافة الى كتب مدرسية منها (القراءة السهلة) (سامي وهدى) ناهيك عن القصائد التي يلقيها في مناسبات الجالية الأسبوعية بالفصحى العامية التي ينشرها الاعلامي العربي في استراليا وسواها والحق يقال ونحن نتوقع للشاعر الشاب شرب بعيني وهو في عز عطائه ولديه هذا المخزون الأدبي ان يكون له اكبر مكتبة ادبية من نتاجاته وما كتب 

ويكتب عنه وهو من نذر نفسه وماله من أجل رفعة وسؤدد الادب العربي مذ كان في مسقط رأسه مجدليا في الشمال اللبناني الذي هجرها وقلبه فيها بالرغم من انه يحيا في اروع وأجمل بلدان العالم استراليا 

العظيمة المتعددة الحضارات والثقافات وجنة الله على الارض. .

وعلمنا ان كتابا ً سينشر قريبا ً عن نشاطه الأدبي بعنوان (شربل بعيني بأقلامهم) وهو الجزء الاول يعده في ولاية فيكتوريا (ملبورن) الاستاذ كلارك بعيني والكتاب موسوعة تضم مقالات للادباء والشعراء والكتاب والاعلامين الذين تناولوا مسيرة الشاعر بعيني 

إيجابا ً ام سلبا ً.. تحية الديمقراطية ومع كل هذه النشاطات الأدبية.

 والاستاذ شربل بعيني يدّرس في مدرسة ومعهد سيدة لبنان لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في ضاحية هاريس بارك في سيدني ويعمل على إعداد برامجها التعليمية للغة العربية وإيمانا ً من هيئة تحرير (جريدة النهضة) والمشرفين عليها ببعث نهضة فكرية في هذه البلاد الاسترالية العظيمة كان لنا هذا اللقاء الصحفي 

مع الشاعر الاديب الاستاذ شربل بعيني.

أجراه الزميل أكرم برجس المغوّش: 

س: استاذ شربل انت غني عن التعريف ماذا تضيف؟

ج: مواطن لبناني، ولد في العاشر من شباط ١٩٥١ في بلدة مجدليا في الشمال اللبناني وشاء القدر ان يترك 

بلاده قسرا ً في الحادي والعشرين من شهر كانون الاول ١٩٧١.

س: لماذا غادرت مسقط رأسك مجدليا ولبنان وانت في عز عطائك وشبابك؟ 

ج: هناك أسباب عديدة لهجرتي. ولكنني اكتفي بالقول: 

لو ان هناك حرية صحيحة في لبنان الذي نحب كما يتغنى البعض لما هاجر إنسان ابدا ً ولما سدت ابواب الرزق وفرص العمل امام المواطن الفقير ولما عانت العائلة من تشتت بنيها ولما توصلنا الى سفك دماء بعضنا البعض كما هو حاصل الآن .

س: لقد صدر لك في الآونة الاخيرة ديوانان (الغربة الطويلة) و(مجانين) وفيهما ثورة حقيقية على المتزعمين؟

ج: نعم لان المرض الوحيد القاتل الذي تعاني منه بلادي هو مرض (الزعامة الفارغة من محتواها) هذه الزعامة التي لا هم لاربابها وازلامها سوى التسلط واستعباد المواطن والوصول الى غايتها حتى ولو أدى ذلك الى حرق الوطن وسفك دماء بنيه.

وألمؤسف حقاً ً أن نرى الشعب ما زال يدور في فلك هكذا زعامة: 

وين صرنا؟ وليش بلعتنا الدروب!

وغبارها محّى أسامينا ..

وكل عمرا الشمس ساعات الغروب 

تتحمم بمية سواقينا 

وتشع ضحكتها اذا منضحك شعوب 

وتغص بالدمعة لو بكينا 

حرام الدولاب يدور بالمقلوب 

وختيارنا  ينطر على المينا 

كرمال عين الثعلب المغضوب 

العامل ناطور الارض والكرمات 

وبالسر عم يسرق دوالينا.. 

س: وألا تعتقد ان زعماء شرفاء يعملون لفلاح المواطن والوطن؟

ج: اجل .. أجل أنا أعرف تماماً  ان على الأمة إيجاد زعيم حقيقي كي يقود مسيرتها وهذا عين الصواب 

شرط ان ينتهي هذا الزعيم ويعود إنسانا ً عاديا ً مثلي ومثلك تماماً متى سحبت القاعدة الشعبية ثقتها وتأييدها له كما حصل مع زعيم حزب العمال الاسترالي التاريخي غوف ويتلم وفرايزر في استراليا ونيكسون

في امريكا وسواهم..

فعندما قال الشعب: لا.. تلاشوا جميعاً. وهذا ما نريده في بلادنا وليس كما حصل ويحصل اذا مات الزعيم ورثه ابنه وحفيده تلقائيا ً: 

آه يا أختاه لو تدرين كم داء وداء 

ينخر الأجساد يمتص الدماء 

داؤنا أن الجميع أغبياء 

يحسبون المجد يأتي بالوراثه 

أصعب الأمراض في الشرق الوراثة 

فالمضارب تضرب عبر الوراثة 

والقبائل تنقل عبر الوراثه 

والزعامة تنقل عبر الوراثة 

للبنين الاردياء 

والرعاع الجبناء 

و(فدادين الحراثة) 

س: اخي شربل الا تعتقد ان في شعرك بعض التجني؟.. لان هناك زعماء هم قادة شرفاء. وكيف يكون الشعب بدون قائد ومعك كل الحق ببعضهم وليس جميعهم؟ 

س: صدقني أخي أكرم اكيد هناك زعماء شرفاء يعملون للوطن والمواطن بمصداقية وهم أقلية ولكن المتزعمين الفارغين من كل ألقيم يعطلون لهم مسيرتهم المحقة.

وعنهم اقول لقد رحمتهم بعض الشيء وسيأتي بعدي من سيقول أكثر من هذا لان الحرب اللعينة التي ما زلنا نعاني منها قد افرزت تفكيرا ً مغايرا ً للتفكير الذي كان سائدا ً من قبل.

س: ومن هو الزعيم الحقيقي بنظرك استاذ شربل؟ 

ج: هو كل إنسان ينطلق من عامة الشعب ويبني زعامة وطنية تعليمية تثقيفية وعقائدية واضحة، بصرف النظر 

عن نوع العقيدية ورؤيتها المستقبلية وكيفية مماشاتها أو معارضتها لاراء الآخرين. شرط العمل على بناء مجتمع أفضل تتفاعل فيه حرية الانسان، فزعيم 

كهذا لا تنتقل زعامته من إبن لحفيد عبر الوراثة بل تتناقلها الأجيال من خلال طاقات الفرد وعطاءاته.

س: نرجو ان تحدثنا عن مسيرتك الأدبية ومؤلفاتك التي صدر منها وعن بعض المحطات وخاصة مشاغباتك؟ 

ج: (ضاحكاً) يعني بعد كل هذا الكلام المعسول عني اتهمتني بالمشاغب.. سامحك الله اخي أكرم وبرأيك من يدعو الى حرية شعبه مواطنيه يكون مشاغباً.. ومن مشاغابتي على حد قولك صدر لي في لبنان كتابان: الأول (مراهقة) ١٩٦٨ وانا في السابعة عشر من عمري. وبالطبع فقد صورت معاناتي الشخصية في سني مراهقتي وقد أحدث ضجة بسبب إباحيته اللامحدودة حيث قابلت الشاعر الكبير نزار قباني وأهديته إياه وحينها شجعني لاكتب بالفصحى وهكذا كان.

كما أصدرت عام ١٩٧٠ (قصائد مبعثرة عن لبنان والثورة) حيث أجُبرت ان استقل دون إرادة مني أول طائرة متجهة الى استراليا..

ـ مقاطعاً.. يعني اخي شربل كان لديك حس وإستشراف وتوقع لما حدث وسيحدث من حرب وحروب في لبنان وعليه !!!

ـ نعم استاذ أكرم.. واليك ما قلته في تلك القصائد التي اثبتت اليوم توقعاتي عام ١٩٧٠ الى ١٩٨٦:

الخراب يزحف نحو المدينه

يخترق دار الصمت والسكينه 

والطيور الشارده 

في الليالي البارده

 ترتل التراتيل الحزينه 

**

مشانق لنا 

لنا تعدُّ

للرقاب الطريه 

للنفوس الأبيه 

للآراء التي لا تحدُّ 

**

وكالمطرْ 

يتساقط الخطرْ

في بلاد ضائعه 

عارية وجائعه 

وكل من فيها كفرْ

أو هجرْ..

الى ما هنالك من قصائد تنبه المسؤولين قبل فوات الأوان ولا حياة لمن تنادي..

وفي استراليا أصدرت (مجانين) عام ١٩٧٦ حيث عادت وأصدرته (دار الثقافة للطباعة والنشر) بحلة جديدة وقدم له الاستاذ كامل المر بكلمة يشكر عليها 

وفي عام ١٩٨٢ أصدرت (إلهي جديد عليكم) بالفصحى و(مشي معي) بالعامية، وفي عام ١٩٨٣ أصدرت (رباعيات) و(قصائد ريفية) وفي عام ١٩٨٤ أصدرت (من كل ذقن شعرة) وهو مجموعات مقالات كنت قد نشرتها في (مجلة الدبور) في لبنان، أما عام ١٩٨٥ فقد أصدرت (من خزانة شربل بعيني) و (الغربة الطويلة) 

بالاضافة الى العديد من الكتب المدرسية.

ـ وماذا عن الصحف اللبنانية التي تعاملت معها قبل مجيئك الى استراليا؟

ج: لقد نشرت قصائد ومقالات متنوعة 

في جرائد بيروتية عديدة منها (النهار)، (الأنباء)، (الأنوار)، (التلغراف)، (البيرق)، (السينما والعجائب) و(مجلة الدبور) التي داومت عبى الكتابة فيها أسبوعياً لعدة سنوات.

س: يشهد لك القاصي والداني وكل من تعرف عليك وجها ً لوجه او من خلال قصائدك وكتاباتك عبر الاعلام بان الشاعر شربل بعيني عدو الطائفية 

والطائفيين العنصريين وشعارك (الله محبة والوطنية محبة)؟ 

ج: نعم انا عدو الطائفية والطائفيين والعنصريين وشعاري كما تكرمت الله محبة والوطنية محبة هو فخر كبير لي هكذا ولدنا وهكذا نموت.

ومن منا اختار دينه ومذهبه؟ كلنا نسبح باسم الله العظيم المعظم.

هذا شرف كبير لا استحقه وفي نفس الوقت عبء ثقيل يجب تحمّله خاصة عندما سأجبر على دفع ضريبة إنسانيتي وحبي المجرد لله تعالى فأنا (ماروني) من بلدة (مجدليا) الشمالية أولا ً وأخيراً، رغم كوني أتحدّر بالاساس من طائفة الموحدين الدروز (بني معروف) ومن بلدة (مزرعة الشوف) بالذات، كما يشاع عن عائلة البعيني التي تنتسب بقرابة الرحم والدم والجذور.

وحصلت على ( مارونيتي ) يوم بعثت حياً، وسأحافظ عليها حفاظي على إيماني بباقي المعتقدات الدينية لان الأديان السماوية مهما تعددت كناية عن دين واحد وهي في عدة فروع تصب تلقائيا ً في بحر الالوهة التي ترعى بعينها الساهرة جميع الامم بغض النظر عن معتقداتها ومذاهبها الكثيرة: 

عم تسألوني أنت شو دينك

وما بتستحوا

قلب الله بتجرحوا 

الدين مش ملك البشر 

اللعبوا باسمو مثل ما بيلعب قدر 

الدين ملك الله 

يعني العمرو نذر 

وبالحب غازل مشلحو 

بيوصل ل الله 

كيف ما صلى 

س: كان سعادة قنصل لبنان العام في سيدني (السفير حاليا) الاستاذ جان ألفا قد منحك جائزة الأرز الادبية، 

فهل خصصها بشكل خاص لأحد مؤلفاتك ام تكريما ً لمسيرتك الادبية؟ 

ج: جائزة الأرز الادبية التي منحني إياها مشكورا ً السفير الاستاذ جان ألفا كانت جائزة تقديرية لنشاطي الأدبي عبر مراحل حياتي بعد ان اطلع عليه.

س: كثيرون في الوطن العربي لم يعرفوا شيئا ً عن النهضة الادبية في استراليا وكنت قد اطلعت راعي الادب المهجري عن حق وحقيقة الاستاذ نعمان حرب عن هذه النهضة وكتب عنهم وكنت انت في طليعتهم فما رأيك؟ وكيف تقيم مثل هذا العمل الذي دخل في التاريخ؟


ج: قد تكون شهادتي به مجنوحة بعد ان توطدت أواصر الصداقة بيننا.. والفضل الاول في ذلك يعود لك انت اخي أكرم كونك قمت بمد هذه الجسور العظيمة.. ولكن اذا كان لا بد من إعطاء رأيي فأقول: 

إن الاديب الكبير الاستاذ نعمان حرب بالتفاتته الكريمة الى شعراء وأدباء المهاجر قد أغنى المكتبة العربية بكنوز مخبأة أين منها كنوز (الملك سليمان) 

هذه الكنوز كانت بحاجة ماسة الى خبير يصقلها ويعرضها في أسواق الادب العربي وبالطبع فقد أنعم الله 

علينا جميعا ً بالأديب نعمان حرب الذي وضع مؤلفاته القيمة عن ادباء وشعراء عرب في الأرجنتين والبرازيل 

وفنزويلا تحت عنوان (قبسات من الادب المهجري). وبالمناسبة أحب ان أوجه كلمة شكر له باسمي وباسم زملائي في استراليا وانت منهم لاهتمامه بنهضتنا الفكرية على هذه الساحة الاسترالية العظيمة البعيدة جغرافياً القريبة من القلوب.

س: لقد فتحت جريدة ( النهضة ) صفحاتها للأدباء والمفكرين العرب في استراليا فكيف تقيم هذه الخطوة؟ 

ج: الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها ادارة النهضة وتطوعت انت اخي أكرم لها كعادتك واندفاع من اجل الكلمة الحرة تعتبر من أهم الخطوات التي يجب ان تخطوها الجالية الكريمة من أجل بناء نهضة أدبية ثقافية 

رائدة في هذه الديار ولهذا السبب أتقدم من ادارة النهضة ورئيس تحريرها الاستاذ جيمس حرب ومنك بشكري الجزيل.

س: نحن نعلم بأنك كل ما نظمت قصيدة أكانت باللهجة العامية ام الفصحى كنت تنظم غيرها لتتشاوف عليها فما هي أحب قصيدة الى قلبك؟

ج: هيك اخي أكرم دوختني (ضاحكاً) والحقيقة انني أحب جميع قصائدي وسأسمعك بعض المقاطع من قصدتي بعنوان (رايات الوفاق):

هلمي يا حبيبتي نبشر الصغار

بعيدنا الآتي على أجنحة الطيور 

محملا ً بالزينة، مكللا ً بالغار 

ومثقلا ً بأوفنا ودبكة الجمهور 

نحن ريحنـــــــــا (حربهم) 

فليفهم الكبار 

بأننا صممنا ان نحطم (الفجور)

ونعتق البلاد من قماقم الدمار

ونسطع كالانجم في عتمة الديجور 

لاننا أصبحنا يا حبيبتي نمتلك القرار 

ونصدر القرار 

قررنا أن نحاكم (الحكام) في بلادنا 

ونسحق الغرور

قررنا أن نخلص الانسان 

والأديان 

من تناسل الشرور

قررنا أن نثور

قررنا أن نثور 

لم نعد نرضى بان يقسموا البلاد

أثر كل فتنة.. غنائم 

أو أن يقيموا فوق أشلاء الذين استشهدوا ولائم

لم نعد نرضى بأن تزغرد الأعراس في قصورهم

وتنتحب في حينا المآتم 

لم نعد نرضى بأن يعيشوا رغدهم 

والشعب كل الشعب باللقة حالم 

لم نعد نرضى بأن نضمد الجراح 

أو نبتلع المظالم 

أو أن (نبوّس) الذقون 

او نصفق لحاكم

لاننا بعد الفناء والرحيل

نرفض ان نقف فوق القبور.. ونساوم

س: أخر الكلام مسكه عنبر؟

 ج: أحب ان اقول لهم:

ان لبنان لا يمكنه أن يعيش إلا بكامل ابناء شعبه وبجميع مناطقه. فالجسم قد يعيش اذا بترت منه بعض أعضائه ولكنه يبقى كسيحاً مشوهاً طوال حياته وبحاجة الى من يرعاه ويعينه. ولبنان الجسم النشيط الكامل لا يمكن ان نرضاه مشوهاً مراعاة لأطماع هذا ورغبات ذاك. 

وشكرا ً لك اخي أكرم ولجريدة النهضة الغراء على اتاحة هذه الفرصة لي أقول ما قلته أطيب السلام.

..واخيرا ً وليس آخراً ودعنا الاديب الشاعر شربل بعيني وفي بالنا حركة ادبية مستمرة كالبركان المشتعل 

عزة وكبرياء ونحن نتلقى المفاجآت في إصدارته التي لم ولن تتوقف وهل يتوقف النبع الفوار عن رفد الأنهار والبحر والمحيط ابداً. هذا هو شربل بعيني وكفى .

جريدة النهضة/العدد 363/29 أيار عام 1986

**