شربل بعيني فخر الشعّار

**
مقدمة بقلم شربل بعيني
   قبل ان يصدر ابن بتوراتيج ـ الكورة، الشاعر الغريب زين الحسن ديوانه "طائر الشوق" في 3/10/1987، طلب مني أن أكتب كلمة قصيرة على غلافه الأخير، فكتبت:
   "مثلما يعتصر العطّار أزهار الورد والياسمين ليستخرج منها عطراً منعشاً، تتفنن الصبايا في سكبه على أعناقهن وأجسادهن.
   هكذا أيضاً يعتصر الشاعر الغريب زين الحسن قلبه، ليستخرج منه أجمل ما خطته الأنامل من قصائد وحِكَم.
   ولكي لا تكون مخادعاً مع نفسك، أنصحك بأن لا تندهش أو تستحسن، أو تفضّل قصيدة على أخرى في "طائر الشوق" هذا، لأن شعر زين الحسن مسكوب من عينيه، ومصقول بين يديه، ليشعّ على الورق كحبّات ماسيّة نادرة، ما أن يقع عليها بصرك حتى يتملكك شعور باقتنائها.
   أدبنا المهجري في أستراليا ترقّب بفارغ صبر صدور "طائر الشوق"، ليتشاوف قليلاً على أدبنا المقيم، لأن هذا الديوان، بالاضافة الى قصائده الرائعة، يحتضن بين دفتيه وطنية مناضل شريف، وحكمة شيخ جليل، وخبرة شاعر كبير أبى إلا أن يهب سنيّ حياته للقراء".
   وفي العام نفسه، أي 1987، أقامت رابطة إحياء التراث العربي ندوة تكريمية له، فطلبت مني المشاركة بقصيدة زجلية، فما كان مني إلا أن جمعت فيها شعري بشعره، بطريقة جعلت الجمهور يصفّق طوال الوقت.
   وقبل أن تقرأوا القصيدة أود أن ألفتكم الى أن الأبيات المنشورة بالأزرق، هي للشاعر زين الحسن:
ـ1ـ
مِحْتَارْ شُو رَحْ قَولْ يَا شَعْبِي الْكَرِيمْ
تَ الرّابْطَه إِشْكُرْ عَ هَـ الْفِكْر الْعَظِيمْ
شْبِعْنَا حَسَدْ مِنْ بَعضْنَا وْكِتْرِة حَكِي
وْرَدَّاتْ فَوْق حْرُوفْهَا الطَّبْع اللَّئِيمْ
وِكْبَارْنَا الْـ بِنْيُوا مَجِدْ هَـ الْمَمْلَكِه
عَمْ يِنْتِهُوا.. لاَ مِينْ قِشِعْ لاَ مِينْ دِرِي
لاَ.. لاَ.. يَا شَعْبِي.. بَلَّش التّكْرِيمْ
ـ2ـ
التّكْرِيمْ وَاجِبْ.. وِالْحَبَايِبْ كَرّمُوكْ
يَا زَيْنْ.. كلّ النَّاسْ صَارُوا يَعْرفُوكْ
شِعْرَكْ قَرِيب كْتِيرْ عَ قْلُوب الْبَشَرْ
وْإِسْمَكْ غَرِيبْ.. وْلَيْشْ حَتَّى يِنْعَتُوكْ؟!
لا الشّمْسْ بَدَّا نَعْت.. حَتَّى وْلا الْقَمَرْ
وِالْكَوَاكِبْ صَعْبْ تِقْنِيهَا الْمُلُوكْ
شَاعِرْ إنِتْ.. وِالشِّعِرْ زِيَّنْتُو بْصُوَرْ
بِأْسَفْ إِذَا بِالشِّعِرْ بَدُّنْ يِمْدَحُوكْ
شَاعِرْ إِنِتْ.. خِلْقَانْ عَ فَرْشِةْ كِبَرْ
غَيْرَكْ إِذَا بْأَلْقَابْ عَمّ بِيفَنّصُوا
زَيْن الْحَسَنْ.. يَا زَيْن.. وِرْتِه مِنْ أَبُوكْ
ـ3ـ
عَ طُولْ.. يَا زَيْن الْحَسَنْ.. عَ طُولْ
بِقْعُدْ لَحَالِي بْصِيرْ إِتْذَكَّرْ
كِيفْ جِيتْ مَاشِي وِالطَّبِيعَه سْيُولْ
تْبِلَّلْتْ حَتَّى صَاحْبَكْ يِكْبَرْ
لا تْخَافْ.. عَارِفْ لِلصَّدَاقَه أْصُولْ
مَا مْنِمْلِكَا تَ الإِيدْ تِتْمَسْمَرْ
عَارِفْ بِأَنَّكْ بِالْوَفَا مَجْبُولْ
وْبَعْدَكْ شَبَابْ.. وِيْسْأَلُوا التَّارِيخْ
انْ شَفْلُنْ شِي مَرَّه شَاعِر مْخَتْيَرْ؟
ـ4ـ
دِنْيِةْ مَصَالِحْ.. مَا مْنَعْرِفْ مِينْهَا
عَمْ تِلْعَب بْإِنْسَانْهَا شْيَاطِينْهَا
بْتِبْرُمْ.. بْتِبْرُمْ.. تَا تْلاَقِي صَاحْبَكْ
تَارِي الصّحْبِه الْيَوْمْ نَكْرِتْ دِينْهَا
وِبْدَالْ مَا تِرْتَاحْ حَدُّو.. بْيِتْعِبَكْ
وْبِتْصِيرْ تِكْفُرْ بِالدِّنِي وْتِكْوِينْهَا
خَيَّك رْفِيقَكْ.. مَا ضْرُورِي يِقْرَبَكْ
يَا زَيْنْ.. وَعِّي هَـ الْخَلِيقَه وْقِلّهَا:
الإِخْوِه صَدَاقَه.. مْشَبْشَبِه بِسْنِينْهَا
ـ5ـ
عَيْبْ نِبْقَى هَيْكْ بِالْعَتْمِه
وِالنُّورْ عَمْ بِيئِنّْ بِالْقِنْدِيلْ
أَعْدَاءْنَا: الإِنْسَانْ وِالْكِلْمِه!!
وِصْحَابْنَا: التِّزْوِيرْ وِالتِّدْجِيلْ!!
وِبْإِيدْنَا.. عَمْ نِخْنُقْ النَّسْمِه
وِبْقَلِبْنَا.. مِنْشَجِّعْ التِّقْتِيلْ
عَيْب تِبْقَى الْحَرْبْ مِرْتِسْمِه
عَ وْجُوهْنَا.. وِالدَّمّْ عَمْ بِيسِيلْ
عَيْبْ نِطْفِي تْشِرْقُطْ النِّجْمِه
وْعَيْب نِتْرُكْ هَـ الْوَطَنْ طَابِه
بْمَلْعَب سْيَاسَاتْ قَالْ وْقِيلْ!!
ـ6ـ
يَا شَاعِر الْوَاقِفْ عَ بَاب الْغَدّْ
وْمَا كِنْتْ عَنْ خِدْمِةْ وَطَنْ تِرْتَدّْ
مِتْلَكْ أَنَا "نَاطِرْ أَمَلْ مَدْفُونْ"
الْحَرْب اللَّعِينِه يِنْوِضِعْلاَ حَدّْ
مِتْلَكْ أَنَا "نَاطِرْ شَعبْ مَرْهُونْ"
يْفِكّ الرِّهَان.. وْيِبْتِدِي عَنْ جَدّْ
"نَاطِر رْجَال الْعَدلْ وِالْقَانُونْ
مَا يْضَيّعُونَا بَيْن جَزْر وْمَدّْ
نَاطِرْ تَا يِرْجَعْ أَحْمِدْ وْمَارُونْ
وْفَاطْمِه وْجُورْجِيتْ يِتْآخُوا
قَبلْ مَا صَرْح الْوَطَنْ يِنْهَدّْ"
ـ7ـ
إِذَا لُبْنَانْ مَا دَاوَى عَلِيلُو
وْفِئَات الشَّعْبْ غَنِّتْلُو عَ لَيْلُو
وْإِذَا مَا الْبَدْر رَحْ يِرْجَعْ عَ لَيْلُو
صَعْب يَا زَيْنْ يِتْرِكْنَا الضَّبَابْ
ـ8ـ
إِنْت الْـ قِلْت وِالْكِلْمَاتْ صَفُّوا
مَتَلْ مَضْرُوبْ.. كِلّ مَا الشِّعِرْ صَفُّوا
يَا دِلّ الشَّاعِر الْمَقْفُولْ صَفُّو
عَ لَوْحِةْ صَنِعْتُو بْيِبْكِي الْكِتَابْ
ـ9ـ
وْوَقَتْ مَا جَفِنْ شِعْرَكْ عَازْ مِيلُو
مِنِ الْغَبْرَه اللِّي بِقْيِتْ عَ زْمِيلُو
صَرَخْتْ: اللِّي بْيِشْمَخْ عَ زَمِيلُو
جَرِيمِه يْرَافِق رْجَال الأَدَبْ
ـ10ـ
افْتَكْرُوا الشِّعِرْ هَـ الْـ كِمّ وَزْن وْقَافِيِه
وِبْحُورْ.. عَ شْطُوطَا الْمَرَاكِبْ رَاسْيِه
الأَشْعَارْ.. لَوْ مَا جَدَّدِتْ بُنْيَانْهَا
وْدَمْجِتْ بُحُورَا الْـ عَ الشَّفَقْ مِتْرَامْيِه
كَانِتْ بْيُوتْ الشِّعِرْ مِنْ أَوْزَانْهَا
قِرْفِتْ.. وْصَاحِتْ وَيِنْهُنْ شِعَّارْنَا
الشِّعِرْ وَاقِفْ.. وِالْخَلِيقَه مَاشْيِه؟!
ـ11ـ
إِنْت الشِّعِرْ.. خَلِّيكْ يَا شَاعِرْ عَنِيدْ
عَارِفْ أَنَا بْهَـالْحَرْبْ جَفْنَكْ مَا غِفِي
وِصَّيْتْ إِبْنَكْ مِنْ كَلامَكْ يِسْتِفِيدْ
وْمَا خِفْتْ تِتْقَلَّبْ عَ جَمْر الْعَاطِفِه
"قِلِتْلُو: يَا ابْنِي أَنَا فِكْرِي شَرِيدْ
خَلِّصْ بِلادَكْ بِالظُّرُوف الْمُجْحِفِه
مَا دَامْ فِيِّي دَمّ يِمْشِي بِالْوَرِيدْ
لا بِسْكُتْ.. وْلا بِلْجُم بْكَفِّي الْيَرَاعْ
وْلا بِعْتِرفْ يَا ابْنِي بْأُخُوِّه مْزَيِّفِه"
ـ12ـ
كلّ النَّاسْ شِعْرَكْ حَافْظِينُو
تَا صَفَّى الْقَلْبْ يِشْكِي مِنْ أَنِينُو
يَا زَيْنْ.. الْغَايِب الْـ مَا بَانْ سِنُّو
عَ حِمْل مْصِيبْتُو أَللَّـه يْعِينُو
إِنْت الْـ قِلْتْ وِالْغِيَّابْ جَنُّوا:
"يَا إِخْوَانِي الْـ وَطَنْكُنْ تَارْكِينُو
أَوَّلْ شَرْعْ لِلإِنْسَانْ سَنُّو
بِأَحْرُفْ نُورْ صَوَّرْهَا بْيَمِينُو
مَعِي جَايِبِلْكُنْ تِذْكَارْ مِنُّو
هَدِيِّه مِنْ غْصُون الأَرْز فِيهَا
عَطِفْ لُبْنَان وِشْعُورُو وْحَنِينُو"
ـ13ـ
يَا زَيْنْ.. الشَّعبْ قِللِّي شُو حَصَلُّو
تَا بَاعْ الأَرْضْ وِتْسَوَّدْ سِجِلُّو
وْبِشِعْرَكْ قِلْتْ: يَا بْلادِي.. تْصَدَّعْ
كيَانِكْ.. وِالسِّلمْ ضَيَّعْ مَحَلُّو
وْبِشِعْرَكْ قِلْت: أَرْزِي مَا بْيِرْكَعْ
وْنُسُور الْجَوّ رَكْعِتْ عَ مْطَلُّو
"وْبِلادِي الْـ حَوَّلُوكِي لْبُوزْ مَدْفَعْ
وْعَلَيْكِي تْآمَرُوا حَتَّى يْذِلُّوا
الأَرْز اللِّي عَلَى جْبَالِكْ تْرَبَّعْ
قَبِلْ آدَمْ مَا كَوْكَبْنَا وِصِلُّو"
ـ14ـ
بِغُرْبِتْنَا.. الْقَصَايِدْ عَاجْنِينَا
بِدَمْعِةْ أمّْ خَافِتْ عَ جَنِينَا
تَا صَارْ الشِّعِرْ فَايِتْ عَ جُنَيْنَه
صُوَرْهَا زَهْر.. وِحْرُوفَا ترَابْ
ـ15ـ
وَطَنَّا انْهَدّْ.. كِيفْ بَدّنَا نْرِدُّو
وْتُرَاب الْحِقدْ عَ الْخَايِن نْرِدُّو
نْدَهْلَكْ صَوْتْ لِوْلادَكْ.. انْ رَدُّوا
بِيكُونْ الشَّعْب صَالِي لِلدّيَابْ
ـ16ـ
وَطَنَّا ضَاعْ بِشْمَالُو وْيَمِينُو
يَا مِين يْرِدّ أَمْجَادُو يَا مِينُو
مَا دَام الْحَاكِم بْيِحْلُفْ يَمِينُو
بِـ عَهْدُو الدَّمّ يُوصَلْ لِلرِّكَبْ
ـ17ـ
كْتَبْت الشِّعِرْ.. يَا زَيْنْ.. يِرْحَمْ مَيْمِتَكْ
يَللِّي عَ حُبّ النَّاسْ عِرْفِتْ رَبِّتَكْ
اللِّي بْيِطْعَنُوا بِالضَّهْر.. مَا بْعِدُّنْ بَشَرْ
وْإِنْت الْخَلِيقَه عَ الشَّهَامِه حَسْدِتَكْ
وْنِشْفُوا دْمُوعَكْ يَوْم مَا شِفْت الْخَطَرْ
حَايِمْ عَ أَرْض الْـ مِنْ حَنَانَا سِقْيِتَكْ
مَهْمَا انْكَتَبْ أَشْعَارْ وِانْرَسْمِتْ صُوَرْ
بِتْضَلّْ أَشْعَارَكْ فَرِيدِه بْرِيشتَكْ
مَا دَمْعِت الْعِينَيْن.. أَوْ حَنّ الْحَجَرْ
إِلاَّ بْكِلْمِه صَادْقَه وْفِعْلاَ عَظِيمْ
وْصَادِقْ يَا زَيْن كْتِيرْ إِنْت بْكِلْمِتَكْ.
   وذات يوم وبينما هو ذاهب الى بيته في أحد باصات سيدني، فاجأته ذبحة قلبية، أدخلته المستشفى، فخاف أن يموت في غربته، ويدفن في تراب ليس بترابه. وعندما سمح له الأطباء بالذهاب إلى بيته، دعاني لاجتماع هام، فأرعبتني لهجته الصارمة، واستحلافه لي بأن لا أتأخّر. وما أن ولجت عتبة الدار، حتى ركض نحوي، وهو يصيح ويتطلع بأبنائه:
ـ إذا لم تنفذوا وصيتي فشربل بعيني سينفذها.
فقلت له والدهشة تعلو محياي:
ـ عن أية وصية تتكلّم؟
ـ إذا مت هنا، عليك أنت قبل أبنائي، أن تنقل جثماني الى قريتي "بتوراتيج".. أفهمت؟
ـ ومن قال لك أنك ستموت؟
ـ أنا قلت إذا.. هل تعدني بتنفيذ وضيتي؟
ـ أجل.. ولكنك لن تموت..
   فالتفت الى أبنائه وقال:
ـ هل تعدوني أنتم بما وعدني به صديقي شربل؟
فطأطأوا رؤوسهم وهم يتمتمون:
ـ أكيد.. أكيد.. لا سمح الله.
   وفجأة، وبدون سابق إنذار، قرر العودة الى لبنان، فاتصل بي مودعاً، وحشرجة حلقه تشوّه كلامه، وقال:
ـ قد تكون آخر مرة أسمع بها صوتك.. الوداع يا حبيبي شربل.
فصحت بأعلى صوتي:
ـ لا تقل الوداع.. قل الى اللقاء.
ـ أتمنى ذلك..
   وما أن انقطعت المكالمة، حتى أجهشت بالبكاء، وأدركت أنه يودعني الوداع الأخير، وأنه ذاهب الى قريته لتنفيذ وصيته الأليمة بنفسه.
   وبعد أسابيع قليلة، وصلني خبر وفاته، فبدلاً من أن أبكي عليه، رحت أصفّق له طويلاً، وأهنئه على كتابة قدره بنفسه، وكأنه يعلم أن ساعة رحيله عن هذه الفانية قد حان، فحمل ترابه البشري من غربة بعيدة ليعيده الى تراب قريته الوادعة بتوراتيج، التي حضنته بحنو الأم، ولسان حالها يردد:
ـ نم قرير العين يا شاعري، فأنت حي ما دامت الكلمات حيّة.
   رحمك الله يا صديقي الكبير زين الحسن، وها هي كلماتك التي زينت بها غربتي، تنشر من جديد، لتثبت أنك حي الى الابد، وأنك خالد بأشعارك، وأن قلوبنا ما زالت تنبض بمحبتك.
**
ابن العز
ألقيت في ندوة حول أدب شربل بعيني

ـ1ـ
يسعد مساكن يا رسل لبنان
يسعد مسا الخيّات والإخوان
يسعد مساكن وين ما كنتو
يا زهور دوّخ عطرها نيسان
إنتو الأدب والشعر زيّنتو
معبد خلودو الشامخ البنيان
انتو دماغ الناس ديّنتو
من بحر عبر الدهر كنتو فيه
انتو الجزر والمد والطوفان
ـ2ـ
ويا رابطة.. البالشعر مهتمّه
وبالتراث.. وسمعة الأمّه
منبرك منحوت من ياقوت
وحولو رجال الفكر ملتمّه
وشاعر أنا، والشعر عندي قوت
للروح، للوجدان، للذمّه
وشربل صديق الروح يا بيروت
ومن واجبي شارك بتكريمو
وإهدي الوطن من فكرتو شمّه
ـ3ـ
يا إبن العز.. ياما النسر علاّ
وحدودك ما قدر جنحو وصلاّ
يا ناطح في النجوم الأزهريّه
ومجالك فسحة المعمور كلاّ
يا إبن الموهبه والعبقريّه
الوحي عنّك بِعمرو ما تخلّى
يا إبن الفكر والأسره الغنيّه
بمناقب شاف حالو المجد فيها
وعلى بابك ركع إجلال صلّى
ـ4ـ
شو بخبّرك عن سر وسواسي
البيشدني صوبك بإحساسي
يا بيت شاعر منبرو نبراس
لعشّاق شعرو النادر الماسي
شاعر تحدّى النار والمتراس
وما خاف من أصنام وكراسي
تا صار مشعل في عيون الناس
وثورة حقد ع الظلم والظلاّم
وأوّل ما لعبت خمرتو براسي
ـ5ـ
شاعر ترك ضيعه وهجر وادي
مردانها بالروح جوّادي
من بو علي ورشعين مع جوعيت
عطيت مروج الفكر زوّاده
متلك يا شربل في حماها ربيت
وخزنت من خيراتها زياده
وكرمالها لأقصى المهاجر جيت
حامل بقلبي جهنّم الأحداث
وحامل بعيني دمعة بلادي
سيدني 1986
**
إخوه أنا وانت

ـ1ـ
يا شربل.. بإسم الشعر والموهبه
اللي حملتها بوجدانك الحر الأبي
بِدْعيك حتى تكمّل الرحله معي
ع درب وحده.. مش دروب مشعّبه
ـ2ـ
إخوه أنا وانتَ بقاموس الوعي
ومشعل هدايه لكل متفلسف غبي
ضايع بدنيا اللاشعور ومدّعي
إنو خليفة ابن مريم والنبي
ـ3ـ
وتا نرّجعو إنسان كامل ألمعي
ونحبّبو بأرضو الحنونه الطيّبه
لحقني على درب الهدى نجد السعي
ونرفع طموحاتو لأسمى مرتبه
ـ4ـ
ويا جاليتنا الطيبه لا تقطعي
حبل الرجا، من شعب ع الفطره ربي
القرآن ما بيقول: يا عايشه اخلعي
رقبة ابن جورجيت، أو بيت اخربي
ـ5ـ
ولا حلّل الانجيل قتلي ومصرعي
ولا قال يا مائير من دمو اشربي
ومن مقلعك شحفه وحجر من مقلعي
منرجع نعمّر بيت لبنان الجديد
ومنبدل المدفع بفكر ومكتبه
**
الشعر عصفور

ـ1ـ
كان الشعر عصفور مقصوص الجناح
وأفكار ما إلها وجود بهالوجود
وأوراق تدريها العواصف والرياح
في كون ما لو لا مساحه ولا حدود
لما بضيعة "مجدليا" طفل صاح:
أللـه أكبر ع السلاسل والقيود
وفيّق شبح أجيال، والكابوس زاح
عن شعب مؤمن بالعطا ومخلص ودود
وما لحق وجه الضو للملاّح لاح
حتى وقف مارد بوجه العاصفه
وجنّح بروحو لصوب مملكة الخلود
ـ2ـ
ويا يقظة البحّار.. يا ملاّح راد
يبحر ورا المجهول يبحث عن إله
في كون غارق بالظلم والاضطهاد
أبعد من حدود الأنا وأبعد مداه
وبلّش يبث الروح في قلب الجماد
ويحرق شموع العمر ع مدبح هداه
حتى يوعّي شعب.. ويحرر بلاد
من أخطبوط الطائفيّه ومن بلاه
ويا ما عطَيت المعرفه والفكر زاد
من روح أسمى من الكواكب والنجوم
ومن قلب أرفع من محيطك مستواه
ـ3ـ
ولمّا اكتشف عندك "زهير" الموهبه
وعرفك اديب وملهم وشاعر كبير
عمّم تراثك ع المحيط اليعربي
تا يعالج بشعرَك جرح.. سرّو خطير
وانت بالايمان والطبع الأبي
قدت السفينه وكنت ربّانا القدير
حتّى وصلت لَشط أسمى مرتبه
ويا مشبّع مروج القوافي بالعبير
جدّد بشعرك مجد جبران النبي
تا يشوف حالو فيك لبنان القيَم
ويعتز فيك الأرز يا حر الضمير
ـ4ـ
ومتل ما الباشا طريقك عبّدو
وقلّك تفضّل قوم يا ملاح روح
خوض بمجاهل كون.. واللي بتعبدو
فتّش عليه بتوجدو بين الجروح
الـ عم ينزفوا بقلوب ناس استُعْبِدوا
من قبل قوم.. بسرّهم للكون بوح
بركي عن دروب الضلال بيبعدوا
وبيبدلوا الوجه الردي بوجه الصبوح
وبيرجعوا بعد الكفر بيمجّدوا
الربّ الإله اللي خلقنا كلنا 
بحرفين "كاف ونون" من طينه وروح
ـ5ـ
وشو ما حكي عنّك "زهير" العبقري
يا "شربل بعيني".. وشو ما "زين" قال
بتضل وحدك في يقين الجوهري
خزنه ملانه كنوز والمتلك قلال
ملاّح.. دم التضحيه بجسمك سِري
وحب التطور قادك لأبعد مجال 
لا مدّعي.. ولا معتدي.. ولا مفتري
ولا دخلت ع قلوب البشر بالاحتيال
ويا عندليب الشعر ع الغصن الطري
عطّر بنسمات الخلود جوانحك
ورتّل نشيد الحب تا يوعى الجمال
ـ6ـ
ويا "زهير" الحر يا مشعال نور
كشّح دياجير الليالي الظالمه
ومنو شلح بسمة ضيا لخلف البحور
نوّر بها دروب الحياة المبهمه
يا خالد بروحك على مرّ الدهور
يا مكرّم بنثرك قريحه ملهمه
يا شكسبير الشعر.. يا فوحة عطور
يا سيف قاطع للايادي المجرمه
يا ابجدية شعبنا الحر الغيور
يا اعتزاز الضاد في روّادها
في إلك منّا المكرمه بالمكرمه
ـ7ـ
يا "زهير" الشعر لوحات وصور
ونفحات عطرية من زهور الربيع
فيها السحر.. فيها السمو المبتكر
فيها الشفافيه وسنا الذوق الرفيع
نسمة طيب دافعها السحر
مهما خيالي طاف بالجو الوسيع
وجمّع قوافي الشعر من خاص الدرر
وصبّها في قالب النثر البديع
تا قول كلمه فيك مع غضّ النظر
بهالالتفاته عْلى أدبنا المهجري
وتكريم "شربل".. انت كرّمت الجميع
يوم محمد زهير الباشا 1989
**
ألله ونقطة زيت

ـ1ـ
مع شربل وأللـه ونقطة زيت
وكم حرف شَوْقعْهُن فكر مجبور
منهن يعمّر للحقيقه بيت
تا يرد شعب من العتم للنور
ـ2ـ
خطوه وخطوه خلف منّو مشيت
تا شوف شو تأثيرها حروفو
وكلما ع لفـّة كوع عنّو قفيت
موت الركض تا إلحقو وشوفو
ـ3ـ
لوين بعدو متوْهَر المسكين
ع درب بالاشواك مزروعه
تخمين مش عارف بعد تخمين
بتفنى الدني وفي ناس ما بتوعى
ـ4ـ
ويا شربل الكلّك وفا وشعور
وقلبك جبل مجبول بالإحساس
قبلك أنا يا ما حرقت بخّور
وما قدرت قوّم إعوجاج الناس
ـ5ـ
وليش عم تتعذّب وتشقى
تا تصلّح الما تصلّح بعمرو
خلّي البشر ع حالها تبقى
وتروك أللـه الحاكم بأمرو
**
خلوة العمر مع شربل بعيني

ـ1ـ
بعد غروب الشمس بقليل، 
دفعني الشوق 
وحملني الحنين 
إلى معبد الفكر، 
ومنبر الشعر، 
ومسرح الخيال.
ـ2ـ
في القاعة الفسيحة 
المعدة لاستقبال الضيوف والزوار، 
وبحضور الصديق الحميم 
والصحافي النزيه الاستاذ رفيق غنّوم، 
رئيس تحرير صوت المغترب الغراء، 
ولفيف من عشاق الشعر والادب، 
من آل بعيني 
والاصدقاء الكرام، 
جلسنا على بساط من ربيع الفكر، 
نستشق عبير القوافي، 
ونرشف من رحيقها حتى الثمالة.
ـ3ـ
كلمة حق 
لا بد إلا أن أقولها بصراحة مجرّدة 
عن الشاعر شربل بعيني 
بعد استحصالي على مجموعة 
من تحفه الشعرية النادرة، 
أذكر منها: 
وريقات من دفتر الغربة، 
كيف أينعت السنابل، 
الغربة الطويلة، 
قلبي وطن 
وأخيراً دياب الشعب.. 
وبعد دراستي لتلك المجموعة القيّمة، 
وغوصي في مجاهل محيطاته 
البعيدة المرامي، 
واكتشافي الاسلوب 
الذي يطل به على جاليتنا الكريمة 
في بلاد الاغتراب، 
باتت لديّ قناعتي الذاتية 
بأن الطريق الذي شقّه 
وعبّده بنفسه الشاعر بعيني للشعر 
وللأجيال القادمة، 
لم يشقّه شاعر من قبله.
ـ4ـ
فالشاعر بعيني 
هو السيّد لكلمته 
وحريّته، 
وثقته بنفسه لا تحد بوزن، 
ولا توصف بحجم، 
وكلمته التي يعبّر بها عن إحساسه 
وشعوره 
هي في نظره الدواء الشافي 
لداء يشكو منه، 
وحبه لوطنه 
ولشعبه الحر الموحد 
يسمو فوق كل متطلبات وجوده.
ـ5ـ
له إرادة فولاذية، 
ولكنه غير مستبد برأيه، 
إذا وجد من يقنعه عن طريق العقل 
والمعرفة، 
لا عن طريق الجهل والاستبداد. 
لطيف مع محدثيه، 
يعمل بكل طاقاته 
لبناء مدرسته الأدبية الشعرية، 
ليحول الغالبية من شعبه 
إلى شعراء وفلاسفة وعباقرة.
ـ6ـ
لذلك تراه يتفلسف في شعره، 
ويرتكب الأخطاء والأغلاط عمداً، 
فتارة يخلط بحور الشعر 
في بعضها البعض، 
ويجيز ما لا يجاز، 
ويغوص في أعماق محيطاتها، 
ليكتشف المناجم، 
ويخرج اللآليء الفريدة، 
ليصهرها أفكاراً جديدة، 
ومشاعر صادقة، 
وصوراً حيّة، 
وسيوفاً قاطعة، 
وحراباً دامية، 
وأعاصير تجرف الأقنعة 
عن الوجوه المزيفة 
العميلة 
المتآمرة 
على شعبه ووطنه وتراثه، 
وديمومة بقائه حراً 
عزيزاً 
مستقلاً في معتقده 
وعلى أرضه 
في بوتقة رائعته الشعرية الجديدة: 
دياب الشعب.
ـ7ـ
وهنا أقف معجباً 
فاسحاً المجال لنفسي 
لدراسة هذه التحفة الشعرية، 
لإعطائها حقّها من التقدير والاهتمام، 
تاركاً لزملائي الشعراء، 
ولاخواني الأدباء 
أن يعطوا رأيهم 
في معجزة الزميل 
الشاعر شربل بعيني الشعرية:
"دياب الشعب".
ـ8ـ
وبكل تواضع، 
أقدم اعتذاري للشاعر بعيني، 
وللقارىء الكريم، 
عن عجزي في كتابة النثر 
لأنني شاعر، 
والشعر موهبة 
وعطاء إلهي. 
وشكري لمن يقبل اعتذاري.
صوت المغترب، العدد 884، 8 أيار 1986
**
راسخ الايمان

ـ1ـ
يا شربل بعيني بهالميدان
خليك حدّي راسخ الايمان
ومهما تجن الريح لا تهتم
شو هم جوني من رحى الطوفان 
ـ2ـ
وين الصفا؟ وبعدو وطنّا الأم
اللي كان مصدر نور للانسان
تنعشر سنه وجرحو بينزف دم
من سيف مرسال ورمح عثمان
ـ3ـ
وكيف بدّو شملنا يلتم
وبعد الخطيّه.. يطالنا الغفران
وقوّادنا فقدوا حواسي الشم
ومن فضل أللـه أصبحوا عميان
ـ4ـ
ويا جار، يا بن الخال، يا بن العم
يا رفاق دربي من قديم زمان
صلّو لأللـه تالسلام يعمّ
لبنان كلّو.. والملا كلّو
وجنّات كانت بالأمس لبنان
**
رايح على المربد

ـ1ـ
يا شربل بعيني بهالمشوار
وحياة سر محبّتك يا جار
مش وحدك مسافر على بغداد
اللي مرافقينك بالتمنّي كتار
ـ2ـ
منهم نعيم وكامل وفؤاد
وعصمت وزين العاجز الختيار
والوالده.. وإخوانك الأمجاد
والصّحافه وعصبة الشعّار
ـ3ـ
يا بن مجدليّا الوفي المعتاد
تغازل عروس الشعر ليل نهار
بهالمرحله خلّي الغزل ع حياد
وعالج قضيّة شعب مجدو انهار
ـ4ـ
مش رايح تغنّي بفرح وعياد
ولا رايح تأمّن عروس الدّار
رايح على المربد رسول بلاد
شعبها معلّق مصيرو فيك
يا إبن تربتها الأمين البار
صدى لبنان، العدد 573
**
رياض العبقرية

يا شربل.. من رياض العبقرية
قطفت ورد الذكا والشاعريّه
وعلى قيثارة جروح المعنّى
شعرك طوّر النغمه الشجيه
يا شاعر في إلو التكريم منّا
والتقدير وقلوب الوفيّه
ومتل ما منحترم أرزة وطنّا
فيك منحترم أسمى المواهب
والأخلاق والنفس الرضيّه
صوت المغترب، العدد 882، 24 نيسان 1986
**
شربل بعيني فخر الشعّار

شربل.. يا فخر الشعّار
بلادي فيك بهنّيها
يا إبن تربتها البار
المن روحك عم تعطيها
في عندي منّك تذكار
صوره بقلبي مخبّيها
وكلما اشتقت عليك نهار
وبرنـّلك.. ما بلاقيك
بْشيلا وبطلّع فيها
**
شربل صديقي

ـ1ـ
شربل صديقي.. والصداقه حدودها
نفحة عبير زهورها وورودها
وشربل بعيني.. بعين ربّ القافيه
شعلة ذكا فرضت عليه وجودها
بصياغة الكلمه الـ بتضل محترمه
بالنظم والإبداع الـ بيردني لحلمي
الـ بيولّد الإشعاع وبيلوّن الظلمه
لأجيال.. مش بعدا عليها خافيه
نكهة شعر شربل وطيبة جودها
ـ2ـ
شربل صديقي.. والصداقه بجلّها
خصوصي إذا كانت وفا عَ حلّها
وشربل بعيني.. بعين عشّاق الوفا
هوّي الوفا.. وهوّي الشهامه كلّها
صادق بإيمانو
طاهر بوجدانو
ملهم بإحساسو
مخلص لإخوانو
وبينشرب كاسو
ومهما علي شانو
بيضلّ قلبو يحن عَ ليالي الصفا
الـ بتردّ نفسو الطيّبه لمحلّها
ـ3ـ
شربل صديقي.. وقد ما يطول النوى
بيني وبينو تنيننا منبقى سوا
وشربل بعيني.. بعين زين العابدين
شاعر مثالي حر عالي المستوى
ما بينحني هامو
وبيضلّ بمقامو
وفي صومعة روحو
من فيض إلهامو
ومن صرخة جروحو
في وجه حكّامو
بتاخد نصيبك من خلود الملهمين
وبتكبر بعملاق خفّاق اللوا
صدى لبنان، العدد 668، 17/10/1989
**
صومعة جبران
ألقاها في منزل شربل بعيني يوم تكريم السفير لطيف أبو الحسن والمطران يوسف مرعي

ـ1ـ
يا صومعة جبران منك ع الوجود
شرقط فكر شاعر غني بالموهبه
وجنّح بروحو وخشّ مملكة الخلود
ورجّع لسيدني روح جبران النبي
وبلّش يجمّع من شذا عطر الورود
تا صبّ هيكل أبجديه مرتبه
لشعرو.. لخيالو اللي تمرّد ع القيود
ورغم المخاطر والظروف المرعبه
شن حرب عْلى تلاميذ اليهود
هالتاجروا بدم الضحايا الأبريا
وباعوا وطنهم للعدو الأجنبي
ـ2ـ
ويا سيادة المطران تا يحلا القصيد
والقوافي تفاخر بأصحابها
وبنت الشعر تتمخطر بتوبا الجديد
بندوه تسامى الذوق في أربابها
بهمة سفير بلادنا وجهد العميد
هالمدرسه اللي مشرّعه أبوابها
للنشء حتى يستفيد ويستعيد
مجدو التليد.. تسابقوا كتّابها
للتضحيه والجود بالرأي السديد
تا الجاليه فيهن سما إعجابها
وهالراهبات المن قريب ومن بعيد
حب الوطن حملوه للطالب شعار
ويا فخرنا بهالمدرسه وطلابها
ـ3ـ
ويا سفير الشعب.. يا أوفى سفير
للأرز.. لبلاد المحبه والجمال
يا دفقة الايمان يا حر الضمير
يا معدن النادر.. يا مفخرة الرجال
يا حامل جروحك بهالظرف العسير
تا ترسم لشعبك طريق الإعتدال
وهمك يعود الأمن والشعب الكبير
يقضي بوعيو ع ظروف الاقتتال
ولبنان يرجع عند تقرير المصير
يجمع تحت جنحيه شعبو بكاملو
ويكرم رجالو اللي هنّي كرموه
والعز يغمر أرزتو بهاك الجبال
ـ4ـ
إسمك لطيف.. ويا لطيف ما أروعك
وما ألطفك، ما أعظمك، ما أبدعك
ومنكرمك لما على الخط السليم
منوقف معك، وقلوبنا بتوقف معك
صوت المغترب، العدد 1077، 3/5/1990
**
عتابا

يا شربل ارجع لعرشك ولو عود
وحقّق كل آمالك والوعود
وبأرض الوطن ازرعلك ولو عود
تركو تذكار لرجال الأدب
**
فخر الملهمين

ـ1ـ
يا شربل بعيني.. يا فخر الملهمين
مين اللي عنك قال شاعر بسّ مين
مش إنت شاعر.. إنت صاحب مدرسه
للشعر.. نزلت في سجلّ الخالدين
ـ2ـ
عطيت الشعر إبداع ما بعدو فنا
وعربشت فوق المجد.. هامك ما انحنى
وشوّقتني إمشي على دربك أنا
تا شـمّ من شعرك عبير الياسمين
ـ3ـ
يا بِنْ مجدليّا على الدرب القويم
خلّيك حامل راية الشّعب العظيم
ومهما طريقك طال.. والليل البهيم
يعبس بوجّك.. ضلّ لبناني أمين.
1994
**
لبناني أصيل

ـ1ـ
يا شربل.. درب هالغربه الطويله
شعرك حوّلو لروضه وخميله
وهشيمو فتّح ورود وزنابق
شذاها عطّر مروج الفضيله
ـ2ـ
يا شاعر صف طابق فوق طابق
من درّ القوافي المستحيله
تا شيّد عرش من شعرو يطابق
مناقب ملهم بيفدي بروحو
بلادو وسمعة الأمّه الأصيله
ـ3ـ
يا شربل.. من بحار العبقريه
جمعت عقد القوافي المخمليه
وطلقت الفكر في الجو الخيالي
تا حلّق ع النجوم الأزهريّه
ـ4ـ
وصغت أبيات أغلى من اللآلي
سما فيها الشعر والشاعريه
وبنيت لمجدليّا مجد عالي
شمخ فيه الأرز تا صار ظلّو
حجاب لطلعة الشمس المضيّه
ـ5ـ
يا شربل.. عن كتف هاك الحفافي
اللي شبعانه عبير وعطر صافي
غذّيت القريحة ورحت منها
تنشر ع الملا طيب القوافي
ـ6ـ
وبلاد الـ جيت تحكي الشعر عنها
وتعطي عن حلاها شرح وافي
لو ما كنت عارف شو تمنها
ما خلّدتها بشعرك يا شربل
ولا توّجتها بتقدير كافي
صوت المغترب، العدد 882ـ 24 نيسان 1986
**
محبة

ـ1ـ
إلى صاحب القريحة الفيّاضة، 
والخيال المجنّح، 
والكلمة الساحرة، 
والذوق الرفيع، 
والعين المميزة، 
والشعور الصادق، 
والوفاء النادر، 
والجرأة المتحديّة، 
والوجدان الحي، 
والقلب الذي فطر على الحب 
والعطاء غير المشروط.
ـ2ـ
إلى الرسّام الرائع، 
والنحات المبدع، 
والوطني الغيور، 
الثائر 
المتحرّر 
من قيود الطائفية البغيضة 
والعنصرية المدمرة، 
اللبناني الأصيل، 
والملهم الكبير، 
الشاعر شربل بعيني، 
شاعر الغربة الطويلة، 
أهدي محبتي.
**
يا شربل بعيني

يا شربل بعيني بوجداني
بغير الصدق ما بينطق لساني
تا يعرفوني الناس شرق 
وغرب إني خلقت وبموت لبناني
**