شربل بعيني: قصيدة غنّتها القصائد

 



   عرفناه هزاراً غريداً، نفحة عربية متوقدة جريئة، ونغمة شعرية صافية فريدة.
   عرفناه نورساً أليفاً، وقلباً كبيراً محباً لأصدقائه، وفياً لهم، يعانقهم بالكلمة الطيّبة، ويحثّهم على الخير والعطاء.
   فالشاعر الحقيقي مرتبط بمجتمعه كالسمكة التي لا تستطيع الانفصال عن ماء محيطها. وهو الذي يعيش إنسانيته في شعره، ويعيش شعره في إنسانيته. يكتب ليعبّر عمّا هو خالد على مرّ الزمان. يعطي ويعطي ولا يرجو مكافأة إلا إسعاد الناس والفوز بتقديرهم ومحبتهم.
   "شربل بعيني" شاعر حقيقي، موهوب، أصيل، صوت حق مجلجل. ملأ دنيا المهجر، وشغل الناس كباراً وصغاراً. زرع في كل روض زهراً حلواً. عطّر أجواءنا بمسك أريجه وعنبره. له باع طويل بالشعر والنثر. كتب وأعطى الغربة بسخاء. ترجم آلام الشعب العربي وآماله، وطالب بحقوقه بجرأة نادرة.
   حبّه العميق لوطنه الجريح "لبنان"، وإخلاصه للعروبة وللإنسانية جمعاء، تجسدا في عطاءات قيّمة لا حصر لها. شعره فيه من المعاناة الشيء الكثير، إذ أنه تفهّم الوضع الراهن بعقل نيّر وفكر نافذ ومضوعية.
   "شربل بعيني"، إبن قرية "مجدليا" الواقعة شرقي "طرابلس" في شمالي لبنان، الغافية على رابية هادئة حالمة، يحيط بها السحر والجمال من كل حدب وصوب. فتنته بروعة طبيعتها، وسبته بحقولها الغنّاء وخمائلها الفيحاء، المتماوجة بغنج ودلال. تعلّق قلبه بأماسيها الساهرة، حيث الطرب والمرح، حيث الدبكات الشعبية تحت أقدام الصبايا والشباب، تضرب الأرض بقوّة ونشاط، والأيدي متشابكة، والقلوب مزغردة، وسنا ضوء قمر جميل يلوح في الأفق، يبتسم من بعيد، مشاركاً أهل القرية فرحتهم.
   أصغى شربل بكل جوارحه إلى خرير جداول "مجدليا"، وإلى زقزقة عصافيرها المتنقلة بين كرومها الواسعة، تنقر بمناقيرها عناقيدها الذهبية اليانعة، فتترنّح سكرانة والبهجة تغمرها.
   إستيقظ على صياح ديكتها، وشدو حساسينها، وتغريد بلابلها، وهي تعزف أجمل الألحان، ليستقبل فجرها الضاحك بموسيقى تطربه، وعشق صوت الناي الآتي من المروج البعيدة، فامتلأت نفسه بالحب والرضى.
   في هذا الجو اللطيف الهادىء، تيقظت مشاعر "شربل بعيني" الدفينة، وأرهفت أحاسيسه، وتدفّقت شاعريته. تعلّم من ألأرز الشامخ الصمود والاباء، ومن شعب "مجدليا" الطيّب الجد والعطاء.
   غادر "مجدليا" وهو شاب طري العود، في العشرين من عمره "1971"، متوجهاً الى استراليا مرغماً، مطارداً من قبل أعداء الحق، وشياطين البشر الملعونة، تاركاً أعز ما يملك.. أحبّته، غوالي عمره، أرزه، وداره الطيّبة التي أحبّها وهو طفل صغير، حاملاً في شرايينه، كنزاً ثميناً، مداداً أخضر، لم تستطع أجهزة الأمن وقوات الدنيا أن تحتجزه: إنه الشعر.
   وكانت دمعة!، دمعة حزينة، كأنها مُزقةٌ من قلب حطمته لحظات مشؤومة سوداء، وقذفته امواج الحياة العاتية الى عالم بعيد مجهول لتغيير مجرى حياته. فانهمرت دموعه، وفاضت أسىً، فإذا الغربة اشد مرارة، وفراق طويل تفجر الماً وحنيناً:
يا غربة الإيام الطويله
حكيلُن ع اللي صار
مع دمعات العينين الخجوله
اللي تجمّدت ع خدود الطفوله
وما غسّلت آثار بعادُن
.. وقالولي: تعبنا تعب
والعمر ابتلى
ومن عرق صلاواتنا شرب
كتاب الصلا
...
والأم اللي بكيت عَلينا
وخبّينا صورها بعينينا
مأكد ع طول غيابنا نسيتنا
وماتت بقلبا الطاهر محبتنا
   فالشاعر غريب إلا من نبضات قلبه. همسات دفينة في أعماقه. آمال وأحلام تنعقد حول أهدابه، رتّلها لنا زجليات حلوة خالدة، تدعونا للتمرّد.. تقودنا الى المراعي الخضراء، وتحملنا الى أرض الفرح والجمال.
   هذه العاطفة المهجرية الصادقة المتأججة في قصيدة "الغربة الطويلة"، والصور الواقعية الحيّة المتدفقة، والألفاظ المشحونة بالمعاناة والألم، صاغها الشاعر بقالب جديد، حديث، ومبتكر في الشعر العامي.. يحرّكها الشعور الوطني والانساني، ليرسم من خلالها صورة واضحة لوطنه الجريح، ولما اقترفته السياسة الأثيمة بحق شعب آمن، شرّدته وعرّضته للقهر والحرمان والعذاب والتسيّب.
   هذه النظرة العميقة الواعية الشاملة الى الانسان والوطن والسياسة والمجتمع، إنما تدل على نضج الرؤية الشعرية عند الشاعر.. زاد من شفافيتها الواقع المؤلم، والتجارب التي عاشها. لقد عزّ عليه وطنه الجريح لبنان، الذي كان قبلة الانظار، مربع الصبا، ملهم الأحلام والحب، وموقظ الذكريات.. كيف أضحى الآن بؤرة للفساد، يتفاعل فيها الدمار والموت. 
   وآلمه ما حلّ بالأمة العربية من شرذمة وتفكك، وهي التي كانت على مدى قرون منارة للهدى، ومركزاً للإشعاع الفكري والحضاري، نهل منها الغرب زمناً طويلاً. كيف أصبحت في وقتنا الحاضر؟!.. يد الغدر تلهو بها، وتنهشها أنياب الذئاب الجائعة:
كنتو فخر
كنتو فخر
شو اللي حصل حتى انقلبتو عار
من بعد ما عشتو دهر
تمشوا وتحت إجريكن يفرّخ زهر
وع راسكن مرفوع تاج الغار
   لم تقدر المسافات البعيدة أن تخمد جذوة الحب الكبير الذي يكنّه الشاعر لوطنه "لبنان"، ولأبنائه، وللأرزة. وكان لهم نصيب كبير في شعره. وها هو يتغنّى بأمجاد "لبنان" بهذه الأبيات الجميلة المتفرقة:
"لبنان نجمه ضاويه بالشرق"
"لبنان لوحه ملوّنه بمِية لون"
"سكّروا بوجّو بْواب الكون"
"ومن خشب أرزاتنا الحلوين
مشّى مراكب نور للتكوين"
   صور غنيّة، حيّة، بديعة، تلامس الواقع. استخدم فيها الوصف الحسي، نستطيع، من خلالها، أن نلمس سرعة الخاطر عند الشاعر، وسلامة فكره، وحسن إدراكه، وسعة اطلاعه، وبراعته في انتخاب الألفاظ الموحية المشحونة بمدلولات تترك واءها آلاف الظلال، أو بالأحرى، غابة مكثّفة من ألأفكار، يستعيد القارىء بها أمجاد "لبنان" العريق، وشريط الماضي السحيق، منذ أيام "قدموس"، حتى العصر الأموي، مروراً بعد "الملك سليمان"، واستخدامه لخشب "أرز لبنان" المشهورفي بناء هيكله، وصولاً الى وقتنا الحاضر. هذا الإيجاز الموحي السريع في تعابير حيّة، تضجّ بالحركة، إنما يدل على خصوبة مخيّلة الشاعر وطبيعته، وقدرته على استحضار الصور الواقعيّة بعفوية تمرّ مرّ الخاطر، استمدها من تأملاته في الطبيعة، وبريشة الفنان المبدع أضاف عليها من ذاته ذاتاً، ومن عاطفته الحادة عاطفة، ومن حبّه الكبير لوطنه حباً، أحيا كلماته، ونفخ الحياة في القمر والشمس.
   ولع شربل بعيني بالتجسيد، يتركنا أمام لوحة تامة، تضجّ فيها الحياة كشخصيته، بما فيها من زخم وقوة، وتشعّ في ثناياها إيقاعات موسيقية متلونة، في عمل تام متكامل، يجمعها وحدة الموضوع والمنطق الفني.. "فشربل بعيني" شاعر مفكّر وفنان ملهم:
"وأوّل ما باس
القمر صخورك
متل الإلماس
شعشعلك نورك"
"والشمس ركعت
ع راس التلّه
وللسما رفعت
إيديها تصلّي"
   ما أروع هذه اللوحة!.. صور في كؤوس جديدة. فلقد شبّه الشاعر، في الصورة الأولى، القمر كإنسان عاشق ولهان بالطهر، بصخور "لبنان" الأبية الحرة الصامدة.. وأول قبلة طبعها كانت على وجنتيها الورديتين السمحتين.
   وشبّه في الصورة الثانية، على وجه الاستعارة المكنية أيضاً، الشمس، بالقديسة التي تنازلت عن عرشها في كبد السماء، فلم تجد أقدس من "جبل لبنان" مكاناً للعبادة، فسجدت على صخوره، كأنها على مذبح الرب، خاشعة مبتهلة ضارعة رافعة يديها الطاهرتين الى الباري تعالى، لينقذ "لبنان" الحبيب من ويلاته، ويعيد إليه مجده وعراقته وحريّته، ويشفع بإنسانه.
   هذه اللوحة الرائعة الدالة على اعتزاز الشاعر بأرضه وتقديسه لها، اختلط فيها الجمال بالقداسة، والحقيقة بالسحر، ولا عجب في ذلك، إذ مَن لا يستهويه لبنان؟!.
   قال "فولفيو رويتر" وهو مؤلف وشاعر ومصور عالمي: 
"وما عصفت "بلبنان" رياح إلا وكانت خارجية، تزول ويبقى "لبنان" وطناً واجب الوجود. واحة حريّة في محيطه، وصلة حضارية بين الشرق والغرب.
   اجتاز الصعاب، وتغلّب على المحن، برهن أنه جدير بالبقاء، فاستقطب اهتمام العالم بضرورة وجوده الذي يتحدى الزوال، مؤكداً ذاته يوماً بعد يوم. وطن كان مهد الحضارات يوم كان الجهل سيداً على انحاء كثيرة من المعمورة".
إلى أن يقول: 
"ويبقى "لبنان" سيداً حراً مستقلاً له شخصيته المميزة ودوره الرائد. وطن شعاره الأرز الخالد".
   جال "فولفيو" في الأرض، فاستوقفه "لبنان" وراح يلتقط فيه رؤىً لا تحصى، وهل غير "لبنان" يعنى بتبادلى السلع، ويصدّر الفكر كما يصدّر الرجال الى أطراف الأرض، ليزرعوها خلقاً وإبداعاً؟.. هم المغتربون المقيمون في بال وطنٍ مقيمٍ في قلوبهم، يفونه بعض حقّه كلما دعاهم.
   لقد استهوى "لبنان" الغرباء، فكم بالحري شاعرنا، فتى الأرز الملهم، الوفي لتلك الأرض اللبنانية العريقة، التي ترعرع تحت سمائها، وتنسّم هواءها الطلق، وتدفّأ بحنان أشعتها، وشبع من خيراتها، ومتّع نظره بسحر طبيعتها وجمالها.. وما زالت رائحة الصعتر البري تعطّر أنفه، وطعم تفاحه البلدي اللذيذ في فمه، وأشجار الأرز الشامخة والشيح والسنديان والشربين والصنوبر تعانق تربة مخيلته.. فليس كثيراً عليه أن يخلّد وطنه بقصائد رائعة، ستكون صدى وعربون حب ووفاء لأرض "لبنان" المعطاء.
   هكذا هي حياة العظماء تأبى أن تكون لذاتها، وإنما لبلادها أولاً وللعالم ثانياً. لقد نذر "شربل بعيني" روحه قلماً يعربياً تستقي منه الأجيال الصاعدة، ويطمح دائماً وأبداً الى التجديد، فكان ابن عصره، اجمل ما فيه إيمانه القوي بإلهه، وثقته بنفسه. حبّه لأخيه الإنسان صبغ شعره بالتفاؤل، حتى في أشد مراحل الألم:
"مأكّد وطن رح ينوَلَد
من بطن ع طول الأبد
بيحبل ببلدان"
"وسألوه يا هالقلب مين بتحب
بعد الوطن لبنان.. بعد الرب؟"
"وآخرتها شو؟
وبعدنا بلبنان مننحني لفلان
ومنألّه فليتان
وندور بمدارو
الإنسان.. ألله أوجدو إنسان
تا يعبدو هوّي
وحدو إله الحب والقوِّه"
   هذه الحكمة الفلسفية تؤكّد أن الله خلق الانسان وكرّمه وميّزه عن جميع الكائنات الحيّة، ليعيش حراً كريماً، لا ليعيش ذليلاً مستعبداً، فجلّ هم الشاعر: الانسان "ولبنان".. ويتجلّى ذلك في "رباعياته 1983" المعمّدة بالالم والصلاة والدموع لما حلّ "بلبنان" القلب الحر.
   هذا القلق الذي يعجّ في حبل وريده وشرايينه، إنما هو قلق الشعراء والمفكرين والعظماء الذين يحملون هموم أمتهم وصليب آلامها، فهم الذين يسهرون الليالي، ويذوبون كالشمع ليبثّوا الوعي والهداية في النفوس.. وها والدي المرحوم "حنا الطبّاع" يشيد بهم، وبعطائهم الانساني فيقول:
أليس حين ينام الناس أجمعهم
يبقى المتيّم والنجمات سهرانا
نحن الذين أناروا الدرب واحترقوا
كالشمع، والناس ما رقّت لبلوانا
إنّا وهبنا الورى لحناً وقافيةً
لتسعد الناس في الدنيا وتنسانا
كل الخطايا خطايا الناس نغفرها
فهل غفرتم لنا أدنى خطايانا؟
   هذه هي حياة الشعراء والادباء والفنانين، تضحية وبذل وعطاء من أجل الآخرين. وبالرغم من القلق والاضطراب اللذين نلمحهما أحياناً في حنايا شعر "شربل بعيني" نرى أن روحه القوية هي المسيطرة عليه. وقد يكون قلقه ناجماً عن حب الشاعر ونهمه للمعرفة، واستكشاف مغزى الوجود، وبحثه الدائم عن الحقيقة، واستنكاره للواقع اللا إنساني، وحلمه الملحاح لتغيير هذا الواقع.. ذهب الى هذا في كلمة نثرية توّج بها بعض دواوينه:
"لقد سخّرت مالي في خدمة حرفي، وجنّدت حرفي في خدمة الانسانية، فساعدني يا رب كي أمتلك الحقيقة".
   ونجد هذا بشكل خاص في كتبه "مجانين 1976" "وألله ونقطة زيت 1988" "ومناجاة علي 1991".. ويعتبر ديوان "مجانين" من أهم ما كتب "شربل بعيني" في الشعر العامي، وهو صوت حق مدوٍ، يصب غضبه وحنقه على زعماء السياسة وتجار الدين والطائفية، ورغم لومه الشديد لأبناء وطنه الذين انساقوا وراء المفاهيم المغلوطة، ومشاركتهم المشبوهة بما حلّ بالأمة العربية من تدهور، إلا أن إيمانه القوي بربه وبشعبه الذي لا بد ان يصحو، يوماً، من سباته، ويدب فيه الوعي.. منحه دفقات من الأمل والتفاؤل، كما أن ديوان "ألله ونقطة زيت" يعتبر من أجرأ الكتب الشعرية، فضح، من خلاله، تجار الدين ولصوص الهيكل، وكان المنطلق الى شهرته، لروحانيته وسموّه وترفّعه عن الأرضيات، ولما فيه من نقد اجتماعي واعٍ، لاذع، ومصلح، وايمان حقيقي بأن إله الكون إله محبة شاملة لا تتجزأ، فهو للجميع. تناول فيه، بأسلوبه الواضح السلس، مواضيع شتّى، بعمق وشمول وموضوعية. وبعفوية صادقة راح يبث الوعي في الشعب البسيط، ويستنكر اعتناقه للمفاهيم والبدع الدينية، التي استعبدته وهدرت كرامته. أما "مناجاة علي" فهو قمة النضوج النفسي والفني عند الشاعر، وانطلاقه الأوسع في رحاب الانسانية كما سنرى.
   "شربل بعيني" شاعر حكيم، عجنته الحياة، يرنو دائماً الى السماء، الى خالق هذا الكون بتناقضاته وأسراره. قال الجاهل في قلبه: "ليس من إله".. وما يليق بالانسان وعزّته.. ومنتهى التعقّل هو المحافظة على هذا التوتر بين العقل والوجود، فيسمو بنا الى الآفاق العليا، الى رب السموات والارض، وفي هذا إذكاء لشعلة الوعي، ليظلّ ساعياً، أبداً، وراء الفهم والمعرفة والحقيقة.
   في قصيدته "خطايا" يناجي ربه بأسلوب حواري شيّق ممتع، صوره تتدفّق بحيوية، يعتمد فيها على الايقاع السريع الموجز.
   طريقته الغنائية المبتكرة هذه، وتلقائية التعبير، وخصوبة المعاني، تركت تأثيراً قوياً في نفوسنا.. ومما سهّل على الشاعر مهمته في طرح أفكاره، إكثاره من الجمل الانشائية (تارة بالأمر وتارة بالنهي، وطوراً بالاستفهام والتعجّب).. أعطى شعره هيبة وسطوة وفخامة، لعب الشاعر فيها دوراً قيادياً:
إشيا كتيره مخبّى بقلبي
بطردها وبترجع ليّي
جاوبني.. دخلك يا ربي
هالهفوات اللي نسيناها
وبطيبة قلب عملناها
هيدي رح تحسبها خْطيّه؟".
   بالطبع، "يا شربل.. رح يحسبها خطيّه".. فعند ربنا لا يوجد "هذا قلبه طيّب أو غير طيّب"، فكلنا ولدنا بالخطيئة: "الكل زاغ وفسد وأعوزه مجد الله"، فجسد الانسان ضعيف، معرّض للخطيئة، مصارعته ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية، ولأجل هذا أرسل الله ابنه الوحيد، فبذل دمه من أجل غفران الخطايا. إذا لم نعترف بخطايانا ونتب عنها لا غفران لنا، فأبونا السماوي ينصرنا على الخطيئة بتقوية روحنا على جسدنا، يوماً بعد يوم، عندما يرى تصميماً فعلياً منّا على التوبة الصادقة ورفض الإثم ومجابهة قوى الشر الموجودة فينا. فالانسان العتيق الفاسد في داخلنا من الدّ أعدائنا، فعداوتنا لأنفسنا أشد خطراً من عداوة الكون الخارجي المحيط بنا، فالنفس الانسانية أغلى ما في الوجود، وعلينا ان نسعى لخلاصها، إذ: "ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟".
   آلام الغربة وقساوتها زادت من رهافة حس الشاعر، فهو شاعر وفيلسوف معا، يبحث بعمق قضايا الانسان ومصيره وما بعد الموت، وقد كان لويلات الحرب في وطنه "لبنان" أثر كبير في شعره، ولكن هذا لم يثنه عن اهتمامه بقضايا الأمة العربية والانسانية جمعاء، فانطلق من مبدأ "الانسان والحرية"، وكما ان جرحه الدفين ينزف ألماً وغضباً وثورة، كذلك قلبه ينبض جمالاً ورقة وحباً، ويكشف النقاب عن الجمال "فالله جميل ويحب الجمال"، اذا تناولنا دواوينه الغزلية مثل: "مراهقة 1968"، "مشّي معي 1982" و"معزوفة حب 1989"، نرى أن رؤية الشاعر للجمال ترتقي شيئاً فشيئاً، وتتدرّج بدءاً من جمال الحبيبة والطبيعة، متجاوزاً النظرة الحسيّة السادية، الى نظرة أعمق، ليغوص في مكامن الجمال وكنوزه الحقيقية، ويبحث عنه في الله، الخير الأقصى في الانسانية، والمعاملة الطيبة، فالعدالة جمال، والأخلاق جمال، والحق والحريّة جمال.. ففي ديوان "مراهقة" كانت رؤيته للجمال حسيّة مادية، تتصف بالمجون، وما يعذره في ذلك النمو الفيزيولوجي الطبيعي للإنسان في مرحلة المراهقة، أضف الى ذلك براءة نفسه، وصفاء قلبه، وعفويّة حبّه الريفي الصريح:
"شو مزعّلك إنتي القمر
إنتي السحر فيكي انسحر
ليلى إذا بكيتي بعد
عم هدّدك.. قيس انتحر!"
   تشبيه الحبيبة بالقمر والسحر، صورة مألوفة عادية، إلى أن يقول:
صدرك جبل عالي
وأنا التلجات
عم دوب بليالي 
هنا وآهات
حنّي على حالي"
   "صدرك جبل عالي" صورة مألوفة أيضاً، أما قوله "وأنا التلجات.. عم دوب" فصورة مبتكرة لم يسبقه إليها أحد.. رغم أنها تنطوي على الكثير من عبثية ومجون المراهقة. المرحلة هذه لم تدم طويلاً، فالأحداث التي مرّت بوطنه وبأمته، جعلته يركّز على ما هو أسمى وأعمق. صحيح أن الشاعر عاد الى الغزل في "معزوفة حب 1989"، وكأنه يثبت أن عشق الشعراء لا ينتهي، وتعلّقهم بالجمال مستمر، ولكنه في "معزوفته" هذه ارتقى بالحبيبة من عالم الجسد الى عالم الجسد والروح معاً.. وآه من الهوى ومن تقلباته، فتارة يحوّل شاعرنا ناسكاً متعبداً، وطوراً عاشقاً إباحياً، في قصائده تصريح الى تطور المرأة وانفلاتها، شيئاً فشيئاً، من عرف التقاليد العربية المحافظة:
"إيدك بإيدو.. عيب، شو صابك؟
متل الشهور بيمرقوا حبابك
انكنتي السنه.. روزنامتك أوهام
انكنتي الزهر.. عمر الزهر ايام
وناطر خريف وبرد ع بوابك"
   إلا أنه في مكان آخر ينقذ المرأة من كونها دمية يلهو بها الشعراء، فلا يرون إلا قدّها الميّاس، وشعرها السوّاح، وعينيها الساحرتين، ويرفع من شأنها، لتشاركه آلام الوطن وهمومه:
حبيتك يا بنت بلادي
بكل عْذابك..
بالكدمات اللي تركوها فوق زنودك
فوق الصدر البعدو أطهر
من كل الكتب القريوها
حبيتك تا صرتي العرس
المش رح إرضى يفارق بالي.."
   إذن.. فنظرة "شربل بعيني" الى المرأة متقلبة، لا استقرار فيها، ومن قراءتنا لقصائده الغزلية نستطيع أن نستشف فقدان الشاعر لحب عميق ترك في نفسه أثراً كبيراً، ويحلم دائماً باسترجاع حبّه الضائع، ولكن، آه من قسوة الايام، التي لا ترحم أحداً من لظاها. إنه القدر اللعين الذي فرّق بينه وبين الحبيبة.
   من خلال تجارب "شربل بعيني" الشخصية، ومن خضّم الأحداث التي مرّت "بلبنان"، والظروف الصعبة التي يمر بها عصرنا الراهن، أبدعت ريشته هذا المنحى الجديد في الشعر العامي، متحدياً بذلك الشرعية التي أثقلت كاهله زمناً طويلاً، مؤثراً اللغة الزجلية في التعبير عن معاناته.. أراد مخاطبة الشعب بلغته اليومية، مكيّفاً مفردات لبنانية بعثها من جديد لتخدم موضوعه، فجاءت عفوية، معبّرة، مموسقة، متناغمة، تلامس قلوبنا، ولم يعد الزجل، عند "شربل" محصوراً في نطاق ضيّق، فلقد أخضعه لجميع المجالات، وبحث فيه مختلف القضايا المصيرية، وتطرّق إلى شتّى الموضوعات، تماماً، كما أراده الاستاذ "فؤاد نمّور": 
"لِمَ لا يكون الزجل شعراً؟.. لِمَ لا يكون شعراً غنائياً؟.. وفيه ما في الشعر الغنائي من مدح وهجاء وغزل ورثاء وترجمة لمشاعر بل ومعاناة؟".
   وتعتبر العامية اللبنانية، التي كتب بها زجلياته، أقرب العاميات الى الفصحى، وهي أقدر على ملامسة القلب وتحريك المشاعر والاحاسيس، محبّبة للنفس، وأوسع مجالاً لطرح القضايا المعاصرة، نظراً لضخامة الأحداث التي يمر بها العالم.
   تتميّز زجليات "شربل بعيني" بالأصالة والعفوية في التعبير، والصدق في الاداء، وتعكس لنا الحياة بما فيها من متناقضات وأسرار وعجائب كمرآة صافية، لها ثوب الحقيقة دون تعاظم او تساهل، منبعها هموم وقلق الانسان العصري، فهي عطاء يتساقط كالخبز من عصارة روحه، لتقتات منه النفوس الجائعة الى الحق والعدل والمساواة والحرية والجمال.. يكتب ويكتب ولا يبالي بما يوجهّه إليه الصيادون من اتهامات لعدم اكتراثه بالصناعة والصياغة والوزن في بعض الأحيان، لأنه يؤمن بما يقدّم، متوخياً البساطة والسهولة في التعبير والاداء. قال "جون كوكتو":
"الكتابة ليست سجّادة فارسية يسير فوقها الكاتب، والكاتب يشبه ذلك الوعل البري كلما طارده الصيادون كتب أفضل".
   ويقول في مكان آخر:
"الفن ليس طريقة معقّدة لقول أشياء بسيطة، بل طريقة بسيطة لقول أشياء معقّدة".
   لا شك أن "شربل بعيني" قد يكون اهتدى الى هذه النواحي، وأدرك أن كل جديد يولّد العدائية، والمسألة تحتاج الى وقت، وهو شاعر مجيد له تجربة طويلة في الشعر، كتب القصائد الخليلية الموزونة، وخاض معركة الشعر الحديث وبرع فيه، وربما نتج هذا عن هم الشاعر في توصيل كلمته، بأقصى ما يمكن من السرعة، إلى الآخرين، إلى جميع طبقات الشعب. وشغله الشاغل، الطبقة الكادحة المظلومة، التي هي بأمسّ الحاجة الى الوعي في زمن ضاعت فيه الحقوق، وهدرت كرامة الانسان، واختلطت المفاهيم، فعلا صوته مجلجلاً، ليفجّر عطاءاتها، ويثبّت دعائم مسيرتها النضالية ضد الظلم والعبودية. هذه الطبقة لم يتوفّر لها نصيب كبير من الثقافة والتعليم، ولاسيّما في المهجر، حيث لا يوجد الكثير من العرب المثقفين، الذين يتقنون اللغة العربية، ويلمّون بتعقيداتها اللغوية، وخاصة الناشئة منها.
   "فشربل بعيني" شاعر مجدد تصادمي، من أصحاب المواقف الفكرية والوطنية والسياسية والاجتماعية الجريئة، يهدف الى تطهير النفس البشرية من شرورها.. فشن حملة شعواء ضد المتزمتين الدجالين المرائين، الذين استغلوا الشعب المسكين وهضموا حقوقه ـ وهو واحد من هذا الشعب ـ لذلك لم يسلموا من حمم بركانه اللاهبة، فكان لهم بالمرصاد، يحرّض شعبه على الثورة وعدم الاستكانة والاستسلام، وعلى ضفاف نهر أحزانه نبتت كلمته رقراقة، عذبة، صافية، رواها بدموعه، فنمت وأورقت أغصان شعره، وأزهرت براعمها النديّة إيماناً حقاً طيباً وبلسماً لوجع القلوب.. ويتمنى من الجميع أن يقرأوا شعره بإمعان، وأن يفهموه جيّداً، ليجنبهم ما كابده من آلام الحياة وسياطها اللاذعة:
"قريت شعري.. بحب إنّك تفهمو
وترجع تعيد قرايتو من جديد
جروحات عمري.. صعب تا يتبلسموا
وبيوت.. مفروشه شقا وتنهيد"
   من هذا المنطلق، أتحفنا "شربل بعيني" بهذه الظاهرة الشعرية الحديثة في الشعر العامي، لتكون القاسم لجميع فئات الشعب، لها نظام فني متكامل موحّد، حافظ على تماسك بنيانها وحضورها الشعري، وهنا يكمن إبداع الشاعر، الذي ما زال متمسكاً بكتابة هذا النوع من القصائد الزجلية، حتى هذه اللحظة، ونأمل أن يتحقق حلم الشاعر، وتحظى مدرسته الشعرية بالاهتمام اللائق.. وفي الحقيقة لو ولدت هذه الظاهرة الفنية في غير هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الأدب العربي، لكانت أخذت مكانها اللائق بشكل أسرع، وأصبح لها أتباع كثيرون.. وها هي الشاعرة الأسترالية "آن فيربيرن" تصرّح في جريدة "البيرق، العدد 619، 2 آذار 1993" بما يلي:
"إن شربل بعيني أحد الشعراء العرب في المهجر الذين يحاولون جاهدين إرساء قواعد جديدة لأدب مهجري، وإن المسألة بحاجة الى وقت، وربما أخذت صحابة جيلين أو أكثر، حتى تكتمل مصالحها، والعبور تم من خلال انتقاء هؤلاء للموضوعات الاسترالية الى جانب تعلقهم بتراثهم، والكتابة حولها".
   ومن هنا نرى ان مهمة الشاعر صعبة وشائكة، لا يستطيع القيام بها إلا الشاعر الموهوب، المطبوع على الشعر، المتمرّس، الواسع الاطلاع والمعرفة.. وهي ظاهرة جديرة بالدراسة، سواء من قبل الباحثين الدارسين، أو الشعراء أنفسهم، لمواكبة تطوّرها واستيعابه، شرط أن ينبع هذا كله من صميم طبيعتها، خوفاً من إطلاق الأحكام الجائرة بحقّها، فنجني على أنفسنا وعليها، إذ لا يصح أن نحكم عليها من خلال فكرة، أو انطباع خاص في ذهننا، ناتج عن تصوّر مسبق، وهذا ما أكّده الشاعر "فؤاد نعمان الخوري" في مقال نشرته صحيفة "النهار، العدد 787، 4 شباط 1993":
"أن يحمل الناقد إيديولوجيا مسبقة في الشعر، فيقيس عليها كتابات الآخرين، إن في ذلك لبعضاً من ظلم وتحيّز".
   وربما أراد الشاعر في قفزته الجديدة هذه أن يكون ذلك الطير الذي يغرّد على الأغصان، متنقلاً من فنن الى آخر، حراً طليقاً دون أن يحدّه قيد، ينغّم هواجع قلبه بعفوية وبداهة، ويرى في الصنعة والصناعة والإسراف فيهما تكلفاً يغرق شعره في الغموض والتعقيد وسهولة التركيب. فكم نحن مدينون لشاعر الغربة الطويلة لابتكاره هذه السمفونية الشعبية الجديدة، التي أضافت نكهة فريدة الى ملكوت الشعر العامي، وأنعشته من الجمود.
   سمفونيته نداء من الأعماق، منطلقها القاعدة الجماهيرية، تشكل عالماً خاصاً موحداً، متكاملاً في ألوانه، ونغماته، ورعشات أوتاره، ومفرداته، وتولّد أوزانه، وإيقاعاته، الموسيقية. ويبدو أن علاقة الشاعر باللغة علاقة حميمة، استطاع أن يوفّق بين كلماته والنغم الداخلي، هذا الخرير الدفين في داخله، ليحدّد الشكل السمفوني النهائي للقصيدة، وهذا ما يثبت أن بإمكاننا أن نولّد من الفن الشعري أشكالاً لا حصر لها، هياكلها الغنائية متنوعة. شرط أن يكون مموسق الإيقاع غنائياً. وهكذا نرى في الشعر العامي، كما في الشعر العربي التقليدي، ظهرت اتجاهات متعددة، وكثرت المدارس، وانتقلت الى المغتربات بغية الحفاظ على التراث، وقد ساهم "شربل بعيني" في تطوير هذا الفن الزجلي، فأحبه الناس، وحفظوا شعره، لسموّه، وانسانيته، وعفويته، والتصاقه بحياتهم اليومية والروحية، ووجدوا فيه ترجمة وجدانية صادقة لأحاسيسهم ومعاناتهم.
   سمفونيته لحظات انعتاق وحرية، ونتيجة حتميّة للبيئة المحيطة به، أتت من جراح الريف الشمالي اللبناني، التي ما زالت تنزف حتى الآن.. خرجت من أكواخ الفقراء، البسطاء، المساكين والمظلومين، لتشاركهم آلامهم وأفراحهم، وأتراحهم، خبزهم وشرابهم وطعامهم، ولتبقى على صلة بوجدانهم. كما اتخذت أبعاداً انسانية مثالية يتولاها العقل.. هي احلام مجنونة يرافقها نحيب متواصل: تحلم بالفجر الطالع من سواد ليل لا يفيق، واحلام الشعراء، دائماً وأبداً، نارية، لا تخمد ولا تنتهي. ومن يدري فقد تصبح يوماً واقعاً. وبهذا المعنى كتب "الدكتور جميل الدويهي" في صحيفة "النهار، العدد 779، 3 كانون الاول 1992".
"إن ما يعتبر جنوناً ذات يوم، فقد يصير قانوناً للعالم في يوم آخر".
   ولقد تطرّق الشاعر في ديوانه "رباعيات" الى هذا الموضوع، فسخر من أولئك الذين يطلقون الأحكام العشوائية بحق ألأدباء والشعراء الحقيقيين، ناهيكم عن التطبيل والتزمير والدعايات الزائفة للإنتاج التافه:
كل البيألّف كلمتين زغار
صفّى بهالغربه أديب كبير
أما الأديب الكلمتو من نار
مجنون.. رح يبقى ع طول زْغير
   فحملة الحق دائماً قلائل، وهم مجانين في نظر الأغلبية، وما أقدس جنونهم!.. فإذا كانوا عقلاء سموا وترفعوا عن ألأرضيات، وإذا كانوا "مختلين" سموا بالروحيات عن الأرضيات الى الآفاق العليا، مع العلم انهم شربوا من كأس واحدة، هي المحبة، وخوّلهم ضميرهم الحي بأن يكونوا دعاة حق وخير وسلام، ورسلاً يحملون نعوشهم على اكتافهم، ومشاعل الحرية تلوح في آفاقهم لتضيء دروب الانسانية.
   وقد نعثر عند "شربل بعيني" على قصائد ليست بالجودة التي تعوّدنا عليها، والسبب يعود الى اهماله التنقيح حيناً، وعدم اكتراثه بالصياغة أحياناً، شأنه، في ذلك، شأن جميع الشعراء الكبار. إلا أن أغلبية قصائده متماسكة البنيان، تمتاز بانسانيتها العميقة، ولفظتها الموحية، وبوحها الموسيقي المترف. وغالباً ما تأتي قافيته مرتاحة على وسائد من العشب الأخضر. وهذه حقيقة لا تخفى على أي قارىء لزجليات "شربل بعيني"، الغنية بالصور والألوان والمعاني، إذ أنه شاعر يتقن فن الكلمة وأسرارها، يتحدث بالشعر، ولا نعرف إذا الشعر نظمه أم هو نظم الشعر!؟.
   قال أديبنا العملاق "جبران خليل جبران":
 "ابناء لبناني هم الشعراء الذين يسكبون ارواحهم في كؤوس جديدة، شعراء الفطرة الذين ينشدون العتابا والمعنى والزجل".
   فالتفاوت في الأعمال الأدبية والفنية، من حيث الجودة، وارد عند أعظم الشعراء والادباء والفنانين، فالشاعر إنسان عادي، قد يكتب أحياناً، وهو في حالة إرهاق، فلا تأتي قصيدته ناضجة، كبقية قصائده، وليس له جلد على تنقيحها، ، كما أنه لا يملك عصا سحرية، كما يظن بعض النقّاد والقراء. ليجترح العجائب، فمن يشبّه الشاعر بالآلهة لفي ضلال عظيم، ومن منا لم يرَ في عطاء المشاهير من شعرائنا ورداً يتدلى على أكتاف بعض الأشواك؟ وهذا برأيي أجمل ما في نتاج المبدعين، لأننا لولا القبح، لما عرفنا أسرار الجمال.. ولولا الغث لضاعت قيمة الثمين هباء، فلنأخذ مثلاً من شعرائنا العرب "عمر أبي ريشة" و"نزار قبّاني" اللذين فرضا وجودهما الشعري على العالم العربي، أو قل: العالم أجمع. قد نقرأ لهما أعمالاً أقل من عاية، كما أنهما لم يوفّقا بكثير من قصائدهما، وهذا شيء طبيعي، وان كنا نؤمن بتنقية وتنقيح الشعر، لأهميتهما في عملية إنجاح القصيدة. ولقد فطن "ابن الرومي" الى هذه الناحية عندما عاب عليه بعض النقاد شعره، وادرك ان يد الخالق هي التي أبدعت هذا العالم العجيب، المملوء بالمتناقضات والمفارقات، وهو القادر على تهذيبه وتنميته:
"قولا لمن عاب شعر مادحه
أما ترى كيف رُكّب الشجر؟
رُكّب فيه اللحاء والخشب
اليابس والشوك بين الثمر
وكان أولى بأن يهذّب ما
يخلق رب الأرباب لا البشر"
   فمن الاخطاء التي يقع به نقّاد اليوم، حكمهم على الشاعر من خلال عمل واحد او عملين، فينفونه الى "سيبيريا"، ويرمونه بمقالع الحجارة، وفي هذا منتهى الخطورة، لأن النقد البناء ينبغي ان يكون على نتاج الشاعر كله.
   فلنجتهد لنقدم الأفضل لبناء الانسانية، ولنعمل بجد ومثابرة ووعي وانفتاح، فنحن لا ينقصنا شعراء وأدباء، بالقدر الذي ينقصنا فيه شعراء مجتهدون عاملون، وأقولها بفخر واعتزاز: لم يسبق أحد "شربل بعيني" في اجتهاده وعطائه وإخلاصه. إنه الشاعر الانساني المجتهد، شاعر الشعب والاجيال الصاعدة، براعم المستقبل، فخطوته في تبنّي الجيل الجديد، ليضعه على عاتق المسؤولية التي يتطلبها عصرنا الحاضر، لا تقدّر بثمن، فلقد ضحّى بوقته وجهده وماله، فنال محبة الناس وتقديرهم واحترامهم.
   هذه الانطلاقة الجديدة، أعتبرها ثورة شعرية، شكلاً ومضموناً، لما أحدثه الشاعر من تطوّر زمني في الشعر العامي، وبعثه لمفردات لبنانية جديدة، مؤمناً بتطوّر اللغة مدى الحياة، لتتعايش معها. حلّق "شربل بعيني" في عالم الإبداع، لا من حيث خروجه عن الخط التقليدي في الشعر العامي وأوزانه، ولا لأنه بنى هيكلاً خاصاً به، متفرداً عن غيره، وساكباً عليه من روحه، ولا لتكون بصمته شخصية فحسب، بل لبراعته في بعث الشعر العامي من جديد، وطريقة عرضه المتناسقة، المبتكرة لموضوعه، بتلقائية وعذوبة وسلاسة، خالعاً عليه من رونقه رونقاً، ومن سر فنه المبدع جاذبية، ومن فيض خاطره الملهم وخياله المجنّح الوثّاب نكهة جديدة، لتتماوج فيه جميع الألوان، وتتألّق بثناياه ألالفاظ، وتتدفّق الصور في كؤوس واقعية بديعة مشرقة، تفيض حركة وحيوية، وتتآلف في خط نفسي منسجم، يرافقه نغم موسيقي جميل، يبشّر وقع أقدامه بالخير والفرح والسلام، وتتصاعد الرؤى حلقات ودوائر، وتتكيّف وتتطوّر لترتقي صعداً إلى الآفاق العليا السامية، فترتوي من كؤوس الغيوم المشبعة بحبّات المطر، وتتبدد الغيوم، وتشرق الشمس من جديد، فتتألق الأحرف بوهج حنانها، متناغمة، متراقصة ومغتسلة بشلالات أشعتها الذهبية، لتفيض عبقاً يملأ الدنيا، ويشكّل، بعقده الفريد، قوس قزح بديعاً، يشق صدر السماء، ينشد ترنيمة الانتصار والحرية، ويحمل للإنسان في طياته ثوبه النقي أحلى الأماني، ويدعوه للمحبة والتوحّد والوفاق:
"إنتْ وأنا المنخلّص الأجيال
من ظلم شتتنا بـ هالغربه
والهم فوق صدورنا أحمال
والنار تاكل قلبك وقلبي
إنتْ وأنا لبلادنا رسمال
وكنوزنا حبّات هالتربه
الما بتنشرى يا صاحبي بالمال
ولا بتنهدى بمغلّف وعلبه
ولا يوم رضيت ينقبر دجّال
جوّاتها.. ولا استقبلت كذبه
يللا سوا تا نحقّق الآمال
ونمسح غشاوة حقدُن الملعون
ونفلح ونزرع أرضنا.. محبّه".
   تمكّن "شربل بعيني" في وثبته الجبّارة هذه، أن ينقل الشعر العامي من الخاص الى العام، ويوقظ فيه نبضات انسانية خيّرة، فحوّله، بعد أن كان قفراً، الى واحة خضراء وارفة الظلال، تنمو تحت أفيائها لمعات فكرية مشعّة، مشحونة بشرارات الحق والعدالة والحرية، وتتفجّر في باطنها ينابيع حيّة، تقصدها العصافير الزائرة، لتغرف من دسم ثمارها وتروي ظمأها.
   في هذا المنحى من الشعر، (خلق) "شربل بعيني" الكون من جديد، باحثاً في كلّ أوجهه، في قضاياه المصيرية، في تقلبات حياته المدنية والدينية، وفي أوطانه وإنسانه، مضرماً ناراً آكلة في عاداته البالية، وأفكاره المسوسة، وأوثانه الصامتة، ومقتحماً أغلال النفس البشرية بعقل نيّر، وفكر ثاقب، وحس سليم، ليغيّر ما علق في الأذهان من أوهام وأباطيل، ومعادياً الأيدي المجرمة التي تعرقل سير شعب ينشد الحرية والكرامة.
   كم نحن بحاجة، في عصرنا هذا،  الى شعراء ثوريين، إقتحاميين وجريئين، أمثال "شربل بعيني" يكشفون الأقنعة عن الوجوه المخبّأة وراء ألف وألف قناع، يوقظون النفوس النائمة الملتوية، يزلزلون الضمائر المباعة المخدرة، يقرعون أجراس العودة الى الرشد والتعقّل، ويفضحون ألاعيب الزعماء والعملاء ورجال الدين المزيفين:
"رجال الدين ل عنّا جْناس
بقولا، وقلتا، وبرجع عيد
زرعوا الفرقه بين الناس
ووعدوا الناس بعمر جديد"
   "شربل بعيني" شاعر ثائر، شهيد الكلمة الحقّة، يرفع صوته عالياً، يمشي في ظلّ الموت، دون أن يأبه به:
"عارف أنا عم أكتب بشعري
نْهايتي.. ونْهايتي استشهاد
وعم إسرق الايام من عمري
وايام عمري كلّها أمجاد
ما همني لو يطعنوا صدري
وما همني لو صار جسمي رْماد
البيهمني ما ينفتح قبري
إلا ببلادي.. وينكتب فوقو:
مات.. تا يفدي شعب وبْلاد".
   ما أعظم هذا الشعور المقدّس، المشبع بحب الوطن، رغبته ملحّة، صقلتها تجارب الحياة، لهدم وردم المفاسد والمظالم، وقلع الأفكار العفنة من رؤوس اصحابها. يصب جام غضبه على تجار الكلمة والدين والانسانية، ليغرس المحبّة، محبة الوطن والجمال والحرية والحق، في النفوس البريئة. "فشربل بعيني" شاعر عدائي لجميع المفاهيم المغلوطة. شاعر جريء، يقول الحق ويمشي، كالأسد الهصور، يرتعد منه الغشّ والفجور.. جرأته نادرة فاضحة:
"لا تزعل دخلك يا رب
كتار بهالدنيي مجانين
بيدقّوا جراسُن عن كذب
لشخص مفبرك من جفصين
وجفصينو عم يرشح زيت
وبيتحوّل ديرك "بيت"
ونسوان تبخّر للدين.."
   وما نفع الشعر إذا لم يحدث تغييراً في داخلنا، ويوقظ ضمائرنا من سباتها العميق؟.. ما نفعه إذا لم يعادِ أفكارنا البالية الرجعية ويحاربها؟ ألم يقل "جين أوسكو":
"كل أدب جديد هو عدائي. العدائية تمتزج بالأصالة، وهي تُقلق ما اعتاد عليه الانسان من أفكار".
   ألم يقل "نزار قبّاني" أيضاً:
"ما قيمة القصائد إذا لم تترك وراءها حرائق وناراً ودخاناً؟".
   وبالطبع فهو لم يقصد نار "نيرون" الطاغية، التي أحرقت "روما"، وانما قصد النار التي يضرمها الشعراء في همجية غابة نفوسنا.. النار المقدسة المطهّرة، ذات الوهج الأخضر، الذي يبعث الأمل والتفاؤل والدخان الأزرق الذي يبلسم جراحنا، وصدق الشاعر "أنسي الحاج" حين قال:
"عند كل زيارة شاعر يتغيّر العالم قليلاً أم كثيراً".
   لقد أدرك "شربل بعيني" ببصيرة نافذة أن عيوبنا الداخلية هي أساس عيوب المجتمع، وهزيمة الانسان والوطن.. فعرضها لنا بأمانة وإخلاص وموضوعية، وشخّص أمراض المجتمع، كما يشخّص الطبيب الروحي أمراض النفس، فلا بدّ لكل ظاهرة، قبل معالجتها وإيجاد الحلول لها، من تشخيصها. ومن هذا المنطلق أشار الشاعر الى جميع امراض المجتمع وآفاته، وبكلمات مبكية مضحكة في آن واحد، ساخراً من ضعف الانسان أمام المادة، ومن انهيار علاقاته الانسانية، ولكي يصل غايته، ولج الميدانين الاجتماعي والسياسي بشكل موسّع، حتى نكاد نجد في زجلياته جواباً لكل سؤال، ونجح نجاحاً باهراً، خاصة باستخدامه أسلوبَيْ الحوار والسؤال، اللذين ضمّنهما أيضاً عنصرَيْ التشويق والمفاجأة، كما لم يسبقه احد قط في عمق تحليله وبلورته للمفاهيم، واجلاء الحقائق بموضوعية وعمق نظرته للأمور وشموليتها.. ولم يكتفِ بعرضها فقط، وإنما قدّم لنا الحلول بطريقة ايجابية مؤثرة، تشحذ نفوسنا لتحوّل الكلمة الى طاقة مادية فعّالة كالسيف المصقول.. كما أشار الى ما وصل اليه الانسان الحالي من تشرذم وحب ذات وانانية وكبرياء وسيطرة "أناه" ـ وألف آه من الأنا ـ التي اذا استشرت في النفوس، فكلنا، لا محال، عبيد!.
   لقد كان "شربل بعيني" ثورة اصلاحية ضد جميع الاوضاع والاساليب الأدبية والاجتماعية والخلقية والسياسية والاقتصادية الموبؤة: فسلّط سيفه على رقاب الادعياء، ولاسيّما تجار الكلمة، أولئك الذين يؤمل منهم ان يكونوا قادة للفكر لا للمكر، ففضح سوء تعاملهم مع بعضهم البعض، وانهيار أخلاقياتهم في مجتمع مهجري غربي، يتطلّب منا التكاتف والتضامن لإثبات هويتنا الثقافية والادبية، بدلاً من أن تتأصّل هذه الامراض في نفوس حاملي رسالة الادب السامية، وهنا الطامة الكبرى: "فإذا فسد الملح فبماذا يملّح؟ والبيت الواحد إذا انقسم على نفسه لا يثبت".
   وعبّر عن هذا بقصيدة مدح بها الشاعر العراقي "عبد الوهاب البياتي"، وتهجّم على نخاسيّ الكلمة، الذين اتخذوا من الادب سلعة وتجارة:
"الإخدوا الأدب دكّان
لترويج أقوالُن
بيطالبوا بأوزان
وما بيوزنوا حالًن
بيفكروا الانسان
مربوط بخيالُن
بينجرّ كيف ما كان
تا يزقّف قبالُن".
   فالشاعر وضع مبضع الجرّاح على الجرح، مؤكداً ان الأخلاق هي الأساس.. وكم نفتقر في أيّامنا هذه الى الاخلاق!، وهل يبنى صرح الأمة بدون أخلاق؟ رحم الله "أحمد شوقي" القائل:
فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
   صدقت يا شاعر الغربة الطويلة، فجميع الأزمات الموجودة في العالم، من اجتماعية واقتصادية وسياسية وادبية مردّها الفساد وانعدام الديمقراطية والابتعاد عن الله وقلّة الاخلاق وفقدان الانسان لمعنى الحياة الحقيقي وانجرافه وراء اللهو والمادة والانانية والطمع والشهوة.. هذا النمط الحياتي الجنوني، الذي أوصل الانسان الى شفير الهاوية، الى الضياع والفراغ، وساهم في هلاكه، وتشويه من حوله، وعدم قدرته على العيش بسلام.
   فكلنا يدرك بأن من العسير جداً أن يلتقي الأفراد على مفهوم واحد للحياة، فاختلاف وجهات النظر شيء طبيعي، يشجع على الحوار والمناقشة، ويفسح المجال لتوقّد الفكر والإفصاح عنه، ناهيك بتحريضه على المنافسة، فالتنافس بين أهل الفكر ليس عيباً، بل إذكاء للقرائح وإثارة للنقد، فإذا جاء النقد بنّاءً، مخلصاً، حضارياً، منفتحاً، حفظ أدبنا من التدهور، إذ أنه أصل الحياة.
   مَن منّا يعترض على النقد الموضوعي؟ بالطبع لا أحد.
   لقد جرى حديث بين الشيطان وإيفان في رواية "الإخوة كرامازوف" للقصصي العظيم "دوستويفسكي" فقال الشيطان لإيفان: "يجب أن تشك وتجحد، فبدون الشك والجحود لا نقد، وبدون النقد كيف ننقّح ونهذّب؟ إذا توارى النقد لم يبقَ إلا "أوصانا" وهذا لا يكفي. يجب أن نضع التقريظ والنقد في كفتيّ الميزان، ومع ذلك فما أنا الذي اخترعت النقد. لست أنا تيس الخطيئة.. يجب أن أنتقد لأن النقد أصل الحياة" الرؤوس 278.
   فالنقد ضرورة ملحة، ولكن ما نعترض عليه: مدية الجزّار. فباسم النقد والحرية ننهال على الادباء والشعراء بالتجريح والتشهير الشخصي، ومردّ ذلك غاية في نفس يعقوب، بينما النقد يكون للأعمال وليس للأشخاص.. والناقد الحقيقي هو الناقد المطبوع منذ ولادته على النقد، ويملك ذوقاً وحساً نقديين سليمين، فلا أطنان من الكتب تصنع منه ناقداً، ولا الجامعات تخرّج نقاداً، إلا أن الناقد الموهوب تصقله المعرفة والمطالعة، فهو كالمرشد الأمين والراعي المخلص، الذي يقود خرافه بمحبة وأمانة، يدور بهم من مرعى الى مرعى، فإن ضلّ أحدهم، ركض وراءه ليعيده الى القطيع.. ولكنه لا يفرض عليه ماذا يأكل.. وماذا يشرب.. فالطبيعة هي التي تعلّمه مسيرة الحياة بتلقائية لا تفسير لها.
   كذلك الشاعر، لا يمشي في تبعية أحد، ولا يُفرَض عليه موضوعه، فله ملء الحرية في اختيار الموضوع الذي يؤمن به، ليغنيّه بعفوية وفرح. قال الناقد "مارون عبّود":
"الأديب هو تلك الشجرة التي يطعن جذعها فتدرّ عصارة يصنع منها السكّر والشراب: إنه يتألّم ليسعد إخوانه، لنتركه يُسمعنا تغريده ونواحه، فالطيور الفصيحة لا تُقترح عليها الأغاريد، وليس في الأدب الرفيع أدب لا يتصل بالحياة، ولكنه يتنوّع بتنوّع الحياة، فما تراه أنت بعيداً عن حياتك، فلقد يكون في صميم قلب غيرك. إن الأديب لا يدل على واجبه، فالحياة التي تضخّ فيه، هي التي توجهه في طريقه لا نحن".
وقال "ملتون" للذين يريدون توجيه الشعراء والأدباء:
"لا تتهم الطبيعة، فإنها قامت بواجبها، وعليك أنت أن تقوم بواجبك".
   الخطأ الفادح الذي يقع به نقّاد اليوم، هو النقد العشوائي، وتعثّرهم بالحرف، وتحليل الكلمة تحليلاً كيميائياً علمياً فلسفياً، فيسقطون، لأنهم يجهلون ما للبيان من أسرار، وان الفهم الروحي هو الذي يحمي ويبني، والناقد الذي يدّعي المعرفة، تقتله "معرفته"!.. فالمقاييس النقدية القديمة التي ما زال يلجأ إليها نقّاد اليوم غير مجدية.. قد نستفيد من بعض جوانبها، ولكنها، على الأغلب، مزاجية الطرح، وبعيدة عن الدراسة المنهجية الواعية.
   كما أن اعتماد النقّاد على النظريات الغربية، وتطبيقها بشكل حرفي تعسّفي بعيد عن طبيعة أدبنا وشعرنا، إجحاف بحقّها، ولاسيّما شعرنا القديم، الذي نحن بأشد الحاجة الى إعادة دراسته بمنهجية تنبع من تربته وذاتيته وطبيعته، لإدراك كنه خصائصه، وتلمّس مواطن الجمال والابداع فيه. وما يصح قوله في الشعر القديم، نقوله أيضاً بالشعر المعاصر، فتطبيق المذاهب الغربية في دراسته، أبعدتنا عن فهمه واستيعابه أشواطاً، وأغرقتنا في التعقيد. كلّنا يؤمن بأن عملية التفاعل الثقافي الهادفة الى تكامل الفكر الإنساني الواحد، ضرورة لا بد منها. صحيح ان كل الأشياء تحل لنا، ولكنها بمعظمها لا توافقنا. وكم من النظريات التي كانت صالحة في الأمس، أثبتت عدم صحّتها اليوم، فالصراع بين القديم والجديد مستمر، والجيل الذي يدعو للتخلّي عن القديم ونبذه، يساوي في مفهومه الجيل الذي لا يعترف بالحداثة، وكلاهما على ضلال.. إذ أن الماضي نبع الحاضر، والحاضر حركة الماضي، ولا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض، لا بالنظريات، ولا بالتأويلات، ولا بثرثرات المدارس الأدبية المختلفة. ففي شعرنا القديم قيم حيّة ثابتة لا تموت. قال "سينتسبوري":
"القديم بدون حديث حجر عثرة، والحديث بدون قديم لا طائل منه".
   فباسم التطور والحضارة نبيع القدس والعروبة، نتمغرب، ونلحق بركاب النظريات الغربية المفسدة، المتعبّدة للعقل والعلم والمادة، البعيدة عن إرادة الخالق لإثبات جبروت المخلوق، المتناسية تماماً أن الانسان ليس سوى ذرّة تراب. ألم يقل الكتاب المقدس:
"أذكر يا إنسان أنك من التراب وإليه تعود".
   ما نفع الحضارة والتكنولوجية ان لم تكونا لخير الانسان وسعادته؟
   بربكم ماذا فعلت حضارة مسرعة الخطى، كحصان جامح أهوج فوضوي، لم تعتمد، في جريها على دراسة متوازنة واعية شاملة كافية؟.. جلبت النقمة للإنسان لا النعمة، وكادت أن تقضي عليه، خاصة بعد أن غرّت الآلة العالم واستعبدته، وعرّضت انسانه للبطالة، وكلنا يعرف ما للبطالة من مساوىء واضرار، جعلت الانسان يحفر قبره بيديه.
   ماذا نفعتنا الحضارة ذات الضمير الميت، الحاملة في جنباتها بذور الشر والفتك والدمار؟
   وهل في اختراع القنابل الذريّة المشعّة، التي عتّمت سماء "هيروشيما ونكازاكي"، ووشمت أبدان ضحاياها بوشم التكنولوجية الهمجية.. تقدّم ورقيّ أم شرّ وسقوط؟
   لقد كرّمنا الله، وميّزنا عن باقي مخلوقاته، بأن خلقنا على صورته ومثاله، وأعطانا عقلاً نيّراً، ونطقاً سليماً، لنتعايش بسلام، لا لتتنازعنا شهوات حيوانية يخجل القلم من تعدادها:
"فتّح يا ضمير
فتّح يا ضمير
الناس اشتاقوا عليك
وع تفتيحة عينيك
ما بيسوى تنام كتير"
   صورة مؤثرة للضمير الميت، يحثّه أن يفيق من خدره، ولا مَن يشعر!.. ومن سمات شعر "شربل بعيني" المميزة، براعته في الوصف، واستحضار الصورة الحيّة، وولعه بالمجاز، فصورته، لها قيمتها الجمالية في التعبير، وفي انتخاب اللفظ وتخصيب المعنى وتناسق الألوان. يلعب في شعره لعبة الرسام الماهر، البارع في مزج ألوان لوحته، وإخراجها في شكلها النهائي، واضحة، مشرقة وزاهية، كأنك أمام واقع حي، وبعيدة عن الغموض، وهذا كله من أسرار فنّه وإبداعه. ومن روائع صوره الشعرية هذه الصورة التي تصف غدر من كان يعتبره حبيباً:
".. لونو أسود متل الليل
اللي ملطّخ بذنوب العار
الشادد ع خصرو زنّار
مغزول بإيدين الويل".
   فالعلم والعقل ما زالا يحبوان نحو فهم لغز الوجود، وأمور كثيرة تحيّر العقل والفكر الإنساني. فالعقل ينفخ، أما المحبة والثقافة الروحية الخاضعتان لتوجيه الإله، المغذيتان العقل لفائدة البشرية، فهما اللتان تبنيان وتثمران.
   باسم المساواة ونشر الثقافة، يعمل الجاهل والمتعلّم جنباً الى جنب في وسائل الاعلام، ويتساوى صوتا الحسون والغراب من حيث الزقزقة، في إذاعاتنا العربية، وتستبدل الضمة كسرة، والكسرة فتحة، دون أية مراعاة لقواعد اللغة العربية.. ما أكثر المتكلمين عن الوفاء للغة الضاد، وما أقل السامعين والمبصرين، وهلمّ جرّاً.
   وباسم الأدب والشعر، نتاجر بالكلمة، وما أكثر مدّعيهما، يخدعون البسطاء، ويبعدونهم عن الحقائق.. بينما الكلمة مقدّسة، أعطيت لمن وهبوا نعمة البصيرة والبصر "في البدء كان الكلمة"، وقال "الإمام علي بن أبي طالب": "الإنسان بأصغريه: لسانه وقلبه".
   مهمة الأدب، أولاً وأخيراً، الانارة والهداية وبث الوعي، ونشر الخير والفضيلة. ألم يقل "الجاحظ": "إن الأدب فضيلة العرب"؟. 
   لقد تنبّه "شربل" الى ما وصل إليه الأدب المهجري من انحطاط نتيجة تصرّفات البعض، وما تولاّنا من الادعاء الكاذب والتشاوف.. فيقول:
"كل واحد صار بالغربه أديب
وأستاذ.. ناقص يحمل بإيدو قضيب
لكن يا حسره بيطلعوا بعد الفحص
جهّال.. صعب كتير تا ينصّوا مْكاتيب".
   كما لا بد لي من التنويه بأن ديوانه "مناجاة علي" المترجم الى الانكليزية والفرنسية والاسبانية والأردية، يعتبر من الكتب القيّمة جداً. انتقل الشاعر من خلاله الى رحاب الانسانية الأوسع أفقاً، ليسجل له تقدير خاص في النفوس، لحسن طويته، ونبل أهدافه.. وأثبت أن ابداع الشاعر لا يقف عند حدّ، إذ لا بد له من الارتقاء والتكيّف والتطوّر.. وربما يكون شاعرنا "البعيني" قد تاثّر بالفلسفة الغربية نوعاً ما، ولكنه لم ينسلخ عن رحم ثقافته الأولى وتراثه.. ومن هنا تظهر أصالة الشاعر. "فشربل بعيني" أصيل في عروبته، وفيّ لأمته، وخير دليل على ذلك مناجاته لشخصية عظيمة "كالإمام علي".
   "الإمام علي" شخصية استقطبت أنظار العالم، وغزت شهرته الآفاق، نظراً لحكمته وفلسفته ونبل أخلاقه ومحتده، ونصرته للحق، وعلمه الغزير، ولبصماته المشعّة في أدبنا العربي خاصة، والعالمي عامة، ولا عجب إذا قلت ان ما من كتاب أفصح من نهج بلاغته.. ولا عجب أيضاً اذا ناجى "شربل بعيني علياً".. وإنما العجب في أن لا يناجيه، خاصة وأن الكثيرين قبله قد كتبوا عنه المجلدات، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الفيلسوف "بولس سلامة" والأديب "جورج جرداق" ووالدي المرحوم "حنا الطبّاع" الذي قال:
"والعلم بعد علي لم يجد رجلاً
من بحره قادراً أن يحمل الدررا
والسيف حين حسام الله فارقه
وهاجه الشوق فجّ الغمد وانكسرا"
   لم تأتِ مناجاة "شربل بعيني" للإمام "علي" من باب التقليد، واقتفاء آثار الآخرين، كما فهمها السطحيون، بل اننا نجد عبقريته وانفراديته جليتان في طريقة عرضه لموضوع تناوله غيره مرات ومرات. ما هم إذا تشابهت الأفكار وتلاقت، المهم ظهور شخصية الشاعر المميّزة في الموضوع الذي تطرّق إليه، ونوعية الكأس التي شربها، وهل أرضى بطرحه الوجدان الأدبي؟ هذا ما رأيناه في شعر "شربل بعيني".
   شخصية "شربل بعيني" في "مناجة علي" هي البارزة الغالبة، تناولها بإطار مختلف، ومن زوايا خاصّة. آمن بما اعتمل في أعماقه من ألم، بغية تحقيق هدف نبيل سامٍ، أراد توضيحه وغرسه في نفوسنا، كأنه يدعونا الى الاقتداء بسيرة المؤمنين الأولين العطرة. وهي دعوة الى الايمان الخالص، الى وحدة الاديان السماوية، وعبادة الإله الواحد الأحد، وأيضاً، الى الرشد والتمسّك بالاخلاق القويمة، في زمن، كثرت فيه المظالم والشرور والمفاسد، وضاعت فيه القيم. قال الاستاذ "عصمت الأيّوبي" في ندوة دعت اليها "رابطة إحياء التراث العربي" حول "مناجاة علي":
"وفي مناجاة علي برهان على سلطان شربل بعيني الشعري، فهو يناجي الغائب الحاضر، يناجي فيه القيم الرفيعة والمُثل العليا. يناجي فيه الايمان والتقوى، الورع والزهد، الأدب والبلاغة، الشجاعة والصبر، العدل والحق، بل قل يناجي فيه الخلافة الضائعة والإسلام المتعثّر، والنبوّة المبتورة، أوَ ليست هذه القيم والمُثُل المتأصلة في علي، هي نفسها القيم والمُثُل التي نحتاج إليها، ونتوق اليها في زمن ديست فيه الانسانية، وهضمت فيه الحقوق".
   موقف "شربل بعيني" في "مناجاة علي" موقف إنساني، وجداني، فلسفي، إذ أنه وجد في التعصّب الديني الأعمى والطائفية البغضاء وثنية لا تغتفر.. قيداً للإنسان وجهالة.. بؤرة شر وتفرقة. "فمناجاة علي" صوت بوق يهدينا الى الصواب، الى عبادة الاله الواحد، الكلي الكمال. يدعونا الى المحبّة الشاملة، الى صبّ جميع الوحدات والجزئيات والتيارات المذهبية البغيضة في بحر الانسانية الأشمل، ويؤكد الشاعر ان الله خلقنا جميعاً لنكوّن عائلة واحدة متساوية في الحقوق والواجبات، يسود بيننا التفاهم والوئام:
بحبّن كلّن..
كلُّن..
كلُّن..
يهود، نصارى وإسلام
بحبُّن كلُّن.. كلّن.. كلُّن
مهما تفرّقنا الايام".
   محبّة الشاعر كبيرة، لا حدود لها، استقاها من مصدرين أساسيين: الأب والأم. فلقد نشأ في ظلّ والديْن كريميْن، طيّبيْن، مؤمنيْن، زرعا في قلبه محبة الناس، ولم ينسَ فضل والده الكبير عليه، فقدّم له طبعة "المناجاة" الانكليزية بكلمات ولا أجمل: 
"إلى روح والدي المرحوم سركيس بعيني الذي علّمني محبّة الناس واحترامهم.. أهدي هذا الكتاب".
   وكان حضن أمه الغالية "بترونلّه" ملجأ له، ومتنفساً لآلامه وهمومه:
"إنتي الفرحه بساعة همي
وضحكاتي كلاّ
وحضنك مملكتي يا أمي
والحاكم ألله
يا صوتي السافر لبعيد
يا غنيّه بليلة عيد
بحبّك.. بحبّك".
   كما انه استمد محبّته من تعاليم سماوية، يفوح عبير بخورها من دير "راهبات العائلة المقدسة المارونيات" في هاريس بارك ـ أستراليا، حيث يمارس مهنة التعليم ، فكبرت محبته وازدادت عمقاً، ولا عجب في ذلك، طالما أنه يؤمن بأقوال راعي الرعاة، "السيد المسيح" رئيس الايمان والسلام والمحبة:
"وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا الى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ـ متى، الاصحاح الخامس، آية 44".
   وطالما أنه يصغي الى ما جاء في رسالة "بولس الرسول" الأولى الى أهل "كورنتوس"، الآية الثالثة:
"وإن أطعمت كل أموالي، وإن سلّمت جسدي حتى أحترق، ولكن ليس لي محبة فلا أنتفع شيئاً".
   فالمحبة لا تسقط أبداً، والايمان بالله هو مصدر شموليتها، وهو الدواء الناجح لمحو الحقد والكراهية من القلوب:
"حاربت الحقد بإيمان
سرقتو من بخّور الدير
وحرقتو وعطّرت الجو"
   حلال هي سرقة "شربل بعيني" للإيمان، فالكتاب المقدّس يقول: "ملكوت الله يغتصب اغتصاباً"، وعلينا أن نسعى جاهدين لامتلاكه، ومن أيام "يوحنا المعمدان" الى الآن "ملكوت الله يغتصب اغتصاباً والغاصبون يختطفونه ـ متى، الاصحاح الحادي عشر، الآية 12". فبالإيمان وحده نستطيع أن نهزم جيشاً عرمرماً، وأن نقول للجبل انتقل من هنا فينتقل.
   "داوود النبي" لم يستطع التغلب على عدوّه العملاق "جولييت" إلا عن طريق إيمانه بربّه، فنرجو من الله أن يثبّت "شربل" في إيمانه، ويثبّتنا جميعاً.
   فلنتأمّل مجازه اللغوي البديع في أبياته الثلاثة تلك، وما فيها من خيال رائع، وتصوير دقيق للأشياء، وربط بعضها ببعض، وإلباس المعنوي ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنوي. ومَنْ أعرف بأسرار البيان من الشاعر؟.
   يقول: "حاربت الحقد بإيمان".. الحقد شيء معنوي، لكن الشاعر جسّده استعارة، وكأنّه يحارب شخصاً مجرماً فاراً من وجه العدالة.
   وفي الصورة الثانية حوّل الإيمان، وهو معنوي، عن طريق الاستعارة أيضاً، إلى جسم محسوس "سرقتو من بخّور الدير"، وكان بإمكانه أن يقول: "تعلّمتو" أو "شمّيتو"، ولكنه أراد السمو بخياله الى نهاية المرتقى، في سحر بيانيّ قلّ نظيره. فكلمة "سرقتو" تنقل لخيالنا صورة تعلّق الشاعر الكبير بالإيمان، لدرجة لا توصف، "وكلصّ" وجد ضالته  المنشودة. انتشله بخفّة ورشاقة، كما تنشل السيوف الأصيلة، ليزيل الحقد عن وجه الكون. وعلاقة المحاربة بالإيمان وثيقة، كيف لا؟ والإيمان سيف المؤمن الروحي، الذي يحارب به قوى الشر والخداع.
   منح الله الشاعر عطايا فطرية سليمة، منها: ربط المعاني، وتوليد بعضها من بعض، الى مدى بعيد، وكم من النقّاد أساؤوا الى الشعراء، وألصقوا بهم التهم، وذلك لعدم معرفتهم بأسرار البيان وفنونه، ولنظرتهم المحدودة في النقد، كونهم يفسّرون الأشياء بحرفيتها، وها أنا بفية الإيضاح الموجز، أستعرض معكم بعض الصور البيانية، والأمثلة الشعرية، المدرجة في كتاب البلاغة الواضحة. قال "المتنبي":
"وزائرتي كأن بها حياء
فليس تزور إلا في الظلام
يضيق الجلد عن نفسي وعنها
فتوسعه بأنواع السقام
أبنتَ الدهر عندي كلّ بنتٍ
فكيف وصلت أنت من الزحام؟".
   "فالمتنبي"، هنا، لا يرى الحمّى الراجعة، كما يراها الأطباء، أثراً لجراثيم تدخل الجسم، فترفع حرارته، وتسبب رعدة وقشعريرة، ويقول في نهاية الأبيات: "أبنت الدهر" ويقصد الحمى، وبنات الدهر تعني شدائده.
   بالطبع، فالدهر ليس عنده نسل، وإنما يقصد بها الويلات، التي حلّت به، فيخاطب الحمى قائلاً: كيف لم يمنعك ازدحام الشدائد عندي من الوصول إلي؟.
   وقد يتظاهر الشاعر بإنكار أسباب حقائق العلم أحياناً، ويتلمّس لها، من خياله، أسباباً، تثبت دعواه الأدبية، وتقوي الغرض الذي ينشده. قال "أبو العلاء المعرّي":
"وما كلفة البدر المنير قديمة
ولكنها في وجهه أثر اللطمِ"
   الكلفة حمرة كدرّة تعلو الوجه، وكلف البدر الذي يظهر في وجهه، ليس ناشئاً عمّا فيه من جبال وقيعان جافّة، كما يقول العلماء، لأن "المعرّي"، كما رأينا رأى سبباً آخر.
   ومن المآخذ التي يوجهها البعض الى الشعراء: المبالغة عند المدح، أو وصف المحبوب، وهذه ظاهرة نجدها في الشعر العربي عامّة، لأن الانسان العربي أكثر انفعالاً وعاطفة من نظيره الغربي، نظراً لعلاقاته الإجتماعية، وروابط الصداقة والعائلة، المتوطدة عندنا، كعرب، أكثر من الفرنجة. ونجد هذه الميزة عند "شربل بعيني"، وبشكل خاص، في ديوان "أحباب 1990"، الذي خصّصه من أجل أحبائه وأصدقائه، وهي برأيي، أجمل ميزة عنده. فالشاعر بطبعه إجتماعي، يحب الناس، يشعر بوجودهم، ويتحسّس آلامهم.. فقصائده الوجدانية الانفعالية، عواملها متعددة. أهمها: عامل القرابة والصداقة عند الشاعر، الذي يدفعه بتلقائية لا خداع فيها، للإشادة بمن ينال إعجابه من الاشخاص، إن كان لمسلكه الحسن، أو لأخلاقه الكريمة، أو لإجادته فناً من الفنون الجميلة، وليحثّه، أكثر فأكثر، على التمسّك بالمثل والفضائل، وتعزيز أواصر الصداقة والأخوّة، وتجميل الحياة، وإكرام الآخرين، وبث السعادة في النفوس.. أوَ ليست هذه مهمة الشاعر الشاعر؟.
   يحثّنا الكتاب المقدّس على أن نكرّم بعضنا بعضاً: 
"أعطوا كرامة لأجل بعضكم بعضاً.. وليكن كلامكم لبعضكم البعض كل ما هو مسرّ.. وما هو صيته حسن للمدح والتشجيع والمحبة.. في هذه افتكروا".
   محبة "شربل بعيني" بلا رياء، تدل على كبر قلبه المفعم بالحب. والشاعر الذي لا يحسن تطبيع العلاقات الاجتماعية شاعر فاشل.. لأن المنعزل عن الناس يطلب شهوته، ليس إلاّ!.
   عالم الشاعر واسع، متشابك الرؤى والأفكار والأخيلة، يختلف عن عالمنا نحن تمام الإختلاف. تارة يقلب المفاهيم بطريقة بارعة، دون أن يخرج عن المعنى الأصلي، وطوراً، كما ذكرت سابقاً، يتظاهر بإنكار أسباب حقائق العلم، ويتلمّس لها من خياله أسباباً تثبت دعواه الشعرية، وتقوّي الغرض الذي ينشده عن طريق المجاز اللغوي، والتشبيه والكناية، وغيرها من ضروب فنون البلاغة، فيصف الممدوح بالكمال والقداسة، ويشبّه المحبوب بالشمس والقمر، ومن يدري، فقد يكون لجأ الى هذا الأسلوب ليضفي على النص رونقاً وجاذبية محبّبة لإمتاع القارىء.. ومَن منا يحاسب الشاعر على مواهبه الفنيّة وحبّه الكبير؟.
   ومن سمات "شربل بعيني"، أنه يتقن لعبة اللغة.. يحسن اختيار الألفاظ ، وإن كان شعره لا يخلو من بعض الهنات، إذ ان الكمال من صفات الباري تعالى لا غير!.. فينتخب عن معرفة وإدراك وعمق وعقلانية أقواها أثراً في نفوس سامعيه وأروعها جمالاً، فتقع في مساقط النفس دلالات بعيدة المدى، خصبة المعنى، موحية، تدعنا نفكّر ونبحث ونتساءل، فلا يختار ألفاظه خبط عشواء، وإنما لكل لفظة صلة بالنفس، من باب الممارسة والمعاناة.. وهذا دليل على سعة اطلاعه وثقافته وتجربته الطويلة في كتابة الشعر.
   لفنّه أسرارٌ.. تشعرنا بروعة صوره، وخصوبة معانيه، وقوّة تأثيرها في نفوسنا، فتجتاحنا المتعة عند قراءتها، ونرى عالماً جديداً يطل علينا، وآفاقاً بعيدة المدى يرسمها لنا، ويصعب علينا، أحياناً، تفسير جمالاتها، أو كيفية استحضارها.. وهنا يكمن سرّ إبداع الشاعر!.
   يصف "شربل بعيني" في المزمور الثاني من "مناجاته" "الإمام علي.. بقديس القديسين"، وربما استنكر البعض قوله هذا، لتطويبه "الامام علي" قديساً، وذلك لعدم إدراكهم بأمور عديدة من جهة، ولجهلنا بأسرار البيان من جهة ثانية، فلقد أعطى الله الانسان قيماً كبيرة جداً، وميّزه عن جميع مخلوقاته الحيّة، بأن خلقه على صورته ومثاله، وجعل كل مَن يؤمن به إيماناً حياً مقدّساً فيه.. ولقد أسموا المؤمنين برسالة "المسيح" قدّيسين في آيات متعددة من الكتاب المقدّس.. ولم يكن هدف الشاعر هنا تحديد منزلة "الامام علي" بين القديسين، بل الدلالة على طهارته وتقواه وحسن سيرته.
   جاء في رسالة "القديس بولس" الثانية إلى أهل "كورنتس"، الاصحاح الأول، ما يلي:
"بولس رسول يسوع المسيح بمشيئته تعالى، وتيمثاوس الأخ إلى كنيسة الله التي في كورنتس، مع القديسين أجمعين الذين في جميع إخائية..".
   وفي مكان آخر من رسالته الأولى الى أهل "كورنتس" الاصحاح الأول، يقول "القديس بولس":
"إلى كنيسة الله التي في كورنتس، المقدسين في المسيح، المدعوين قديسين مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان لهم ولنا".
   وجاء في "القرآن الكريم":
"ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربّهم يرزقون".
   وهل يدخل الجنة غير القديسين؟ 
   ألم يسقط "الإمام" شهيداً للحق وللعدل؟
   إذن، فليس بكثير أن يناديه الشاعر "يا قديس القديسين"، تأكيداً لعظمته، وإتمامه لدينه الحنيف، ولقد قدّمت الآنسة "نجوى عاصي" بحثاً قيّما مستفيضاً عن سيرة "الامام علي"، نشرته جريدة "البيرق" على حلقات، أخرجتها "دار عصام حدّاد ـ جبيل" كتاباً بعنوان "الوهج الإنساني في مناجاة شربل بعيني 1993".
   جاء في المزمور الأول:
"يا مكمّل حالك بحالك
يا سر وحافظ أسرار
من فلسفتك.. من أقوالك
شعّت شمس وطلع نْهار"
   قد يفهم البعض من عبارة "يا مكمّل حالك بحالك" أن الشاعر نسب إلى "الامام علي" الكمال الكليّ، أي "الألوهية"، وهذا ناتج عن فهمهم الحرفي للنصّ الشعري. فعبارته تلك تبرز دهشة الشاعر الكبرى من الصفات الحميدة التي حبا الله بها "الامام علي". وقل، أو بالأحرى، ندر وجودها في شخص واحد على الإطلاق، واستعمال الكناية من هذا النوع، ورد كثيراً في شعرنا العربي.
   "من فلسفتك".. هكذا قال "شربل"!.. فأنكر عليه البعض قوله، إذ أن "الإمام" بنظرهم ليس فيلسوفاً، وبرأيي لا يوجد إنسان خالياً من الفلسفة. كما أن لقب فيلسوف غير مقتصر على الذين قدّموا بحوثاً فلسفية، فلكل إنسان فلسفته في الحياة، تتفاوت من حيث العمق وسلامة التفكير، بين شخص وآخر، حتى الأطفال لهم فلسفتهم، وها هو "طاغور" في كتابه "القمر الفتي" يصف عبقرية هذا المخلوق الصغير بهذه الكلمات:
"فهو فيلسوف وحكيم معاً، يتلبّس الطفولة في الظاهر، وفي الداخل ينطق بما لا ينطق به أكبر المفكرين، وهو طوراً شاعر كبير، تختلج نفسه بأعمق الأحاسيس وأعذبها".
   الفهم الروحي، البعيد المدى، للنصوص الشعرية، هو الذي يحييها، ويبعدنا عن الضلال وإطلاق الأحكام العشوائية بحق الشعراء، وقد هوجم بعضهم بسبب نقاط قوّتهم الابداعية، التي لم يستوعبها بعض النقّاد، تماماً، كما حصل مع شاعرنا "شربل بعيني".
   كيف نجرّد "الامام علي" من الفلسفة، وحياته التي عاشها فلسفة ولا أعظم؟.. هذا إذا تناسينا حِكَمه التي تلمذت الآفاق، وكتاباته التي انحنت البلاغة والفصاحة أمام بلاغتها وفصاحتها.. أضف الى ذلك سننه وتشريعه العادل.
   يقول "شربل بعيني" في المزمور العاشر: "تشرّف فيهن نسل الرب"، والرب، كما نعلم، قوة روحية، أي أنه روح وليس جسداً، لكن الشاعر في "نسل الرب" استخدم كناية رمزية عن رعايا الله، المؤمنين به، وكيف يصح أن يقال عنهم في الكتاب المقدّس "أولاد الله"؟ إذن، فالعلاقة هنا، روحية مئة في المئة، وها هو "القديس يوحنا" يقول في إنجيله، الاصحاح الاول، عدد 12ـ13:
"وأمّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه.. الذين ولدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله".
   خذ، مثلاً على ذلك، قولنا لفلان من الناس: جدّك الشيطان بعينه. هل يعني هذا أن الشيطان إنسان، وله نسل؟ بالطيع لا.. ولكننا ألبسنا المعنوي صورة المحسوس، كناية رمزية عن سلوك هذا الشخص الشرير، وأعماله المشينة.
   من أسباب بلاغة الكناية انها تلبس المعاني المحسوسات.. وهذه، بدون أدنى شك، خاصة مهمة من خواص الفنون الجميلة. تماماً، كقول "المعرّي" في السيف:
"سليل النار دقّ ورقّ حتى
كأنّ أباه أورثه السلالا"
   ويعني بهذا: أن السيف الذي هو وليد النار، قد رقّ جسمه كولد مسلول ورث السل عن أبيه.
   ومن الصور المجازية، قول الله تعالى: "إن الأبرار لَفي نعيم".. النعيم لا يحلّ فيه الانسان، لأنه معنى من المعاني، وإنما يحلّ في مكانه. فاستعمال "النعيم" في "مكانه" مجاز.. أطلق الحال وأريد المحل.. ونطلق عليه "المجاز المرسل"، وهو الكلمة التي تستعمل في غير معناها الأصلي، لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من ارادة المعنى.
   البلاغة، قبل كل شيء، بحر واسع، وفن من الفنون، يعتمد على صفاء الاستعداد الفطري، ودقّة إدراك الجمال وتذوّقه، وتبيين الفروق الخفية الدقيقة بين صنوف الأساليب، والذوق الفني يصقل دائماً بالتمرّن والكتابة والقراءة المستمرة.
   القارىء لزجليات "شربل بعيني" يطل على مدينة جديدة، ترفرف فوقها حمامة سلام، مشرقة الاطلالة، تنبض بالحياة، لها عين ساهرة لا تنام، وقلب متيقّظ لا يهدأ، إنها ثورة حقيقية، حرثت أرضها يدان سمراوتان قويتان، وبذرتها قمحاً سليماً، فاكتست بيادرها بالسنابل الذهبية الممتلئة الناضجة، التي لوّحت بشرتها شمس الحق والحرية.
   لزجلياته عالم فني خاص.. بيانٌ ساحرٌ.. وقعٌ مموسق يشنّف الآذان. عرض جديد متفرّد يمتّع النفس، يحرّك الوجدان، ويبعث الأمل.. فتشعر وأنت تقرأها بالحبور والأمان، كونها تنبع من ضمير حي لا يتعثّر، ومن نفس أبيّة هدّارة كالبحر، لاهبة كالسيف، مؤمنة كالحق، لا تعرف المواربة ولا المحاباة، ترنو ببصرها الى السماء.
   طريقة "شربل بعيني" الجديدة في الشعر العاميّ، استوقفتني.. قرأتها مرات ومرات، لما فيها من سلاسة وعذوبة وعمق وجرأة، وجدتها ينبوعاً متدفقاً، لا ينضب من العطاء الانساني المثمر، شاملة جامعة، ترفد مختلف الفنون بديمومة من الادب والشعر والعلم والفلسفة، ومما رفع من مقام زجلياته رحابة صدرها المفعمة بالخير والمحبّة، وعدم تطرّقها أو انحيازها لجهة معيّنة، فمهما اختلفت القضايا التي طرحها وسيطرحها الشاعر، تبقى في جوهرها الحقيقي تمثّل قضية واحدة ألا وهي "الانسان".
   زجليات "شربل بعيني" أشجار أرز تتحدّى، معطّرة بالمُرّ واللبنان، صامدة كصخور "لبنان"، حزينة متمردة "كبيروت"، جريئة عربية جداً، ناصعة كثلج "صنين"، غنية دسمة كأشجار الزيتون، صافية كزرقة السماء، طاهرة دافئة كالشمس، عاشقة جميلة كالقمر، متدفّقة عذبة كالنهر، متفائلة مضيئة كالفجر، خيّرة منعشة كالمطر، تفيض محبة وحقاً وجمالاً.
   إن شعراً لا يقدّم لنا عطاء إنسانياً بناء مثمراً، ولا يمدّنا بغيومه، لينقلنا الى عالم الأمل والفرح، ويخلق منا انساناً جديداً لحياة جديدة، لن يتمكّن من السير. هو جسد بلا روح، ورقة شاحبة صفراء، لا حياة فيها. فالشعر الشعر هو الذي يسمو الى الآفاق العليا، يستهدف غرضاً نبيلاً، ويلتزم بقضايا الإنسان.
القصائد
   قبل الانتقال الى قصائد الشعراء، التي أهدوها "لشربل بعيني" أود أن أرسل تحيّاتي الى قناديلنا الخضراء، في الوطن والمهجر، من أدباء وشعراء وفنانين وصحفيين، والى كل من ساهم ببناء نهضتنا الادبية في الوطن الثاني "أستراليا".
   أولئك الذين نشروا الضوء في عتمات نفوسنا، وبفضل أناملهم الربيعية، أزهرت براعم آمالنا، لتملأ الدنيا عبقاً، عطراً، حنيناً، حقاً، صموداً وشوقاً للوطن الأم.
   أولئك الذين زرعوا الوعي والحب في نفوسنا، الثورة الحقيقية، المعول الباني، سيف الحريّة، الانقياء، الأبرياء هم.. بموتهم تموت أمة، يمثّلون رقيّها وتقدمها.
   واعجبي من جاليتي العربية في المهجر!، تتقهقر الى الوراء، تتهافت على مجالس اللهو والرقص والغناء في ظروف صعبة تعيشها أمتها، فتهرب من واقعها الى واقع أمرّ.
   ارقصوا وغنّوا، أبناء جاليتي، ولكن بوعي واتزان، ولا تنسوا ان لولا الادباء والشعراء لما كان هناك رقص أو غناء، فالجمهور الواعي يساهم في ازدهار الأدب والشعر، وله الدور الأول بالتشجيع المادي والمعنوي.
   أفيقوا يا بني أمتي، ولنكن عائلة واحدة، نعمل معاً المستحيل لرفع شأن أمتنا في الوطن والمهجر. فالرقص والغناء متعتان جسديتان نافعتان لقليلنا، أما الكلمة الطيبة، فغذاء روحي نافع لكثيرنا. ولا أنسى أبداً كلمة الاستاذ "ايلي ناصيف" يوم توزيع "جائزة جبران 1992"على مستحقيها، وكيف اعتلى التواضعَ منبراً ليقول:
"أنا لست أديباً، ولست شاعراً، ولكنني أتذوق الادب والشعر، وسأظلّ أعمل على مساندتهما الى آخر نقطة من دمي".
   كما لا أنسى قول شاعرنا "نعيم خوري" السديد:
"وان ندرك أيضاً، ان لكل واحد منا دوراً ورسالة، وعليه أن يقبل على دوره بمحبة وانفتاح، ويؤدي رسالته بأمانة وإيمان.. ولا يمكن لواحد أن يلغي غيره، لأن محاولة إلغاء الآخرين عملية باطلة. والباطل زهوق، هذه الساعة وكل ساعة وحتى قيام الساعة".
   فالعمل الفردي لا يثمر في هذا الحقل، ولا يجدي نفعاً، فلا بد من التكاتف والتضامن، لأن اليد الواحدة لا تستطيع التصفيق. ويؤكد على هذه الناحية الاستاذ "كامل المر" في كلمة قالها أثناء تقييمه لكتاب "على ضفاف الكارثة" لصاحبه الاستاذ "عصمت الأيّوبي":
"فجر من نور الفكر يتفتق من حروف "على ضفاف الكارثة"، وقديماً قيل: في البدء كان الكلمة.. ولا شك ان هذه الكلمات مع أخوات لها في المهجر، ستشكل بدء عصر مسؤول محوره الانسان".
   بالرغم من ازدياد اعباء الحياة، والصعوبات المعيشية في المهجر.. وبالرغم من هذا الجو الرمادي المكفهر، وآلام الغربة وهمومها، التي تصلب أدباءنا وشعراءنا على جلجلة الايام.. وبالرغم من بخلنا بتشجيعهم واكرامهم، ومبادلتهم الكلمة الطيبة بكلمة أطيب، نجد أن قناديلنا الخضراء يشقون، يتألقون، يتحدّون الزمن، يفرشون دروبنا بالورد والياسمين، ويزرعون البسمة على شفاهنا.
   إنني أرفع رأسي عالياً بهم، وأفتخر بعطائهم الثمين، فهم الأكفاء، الذين شقوا طريقهم في قلب الصخر، وقدّموا لنا كنوزاً فكرية وفنيّة لا تقدّر بثمن.. ولنتذكر دائماً ما أوصانا به أديبنا الكبير "أمين الريحاني":
"قبل كل شيء، وبعد كل شيء، كفكفوا دموعكم، كفكفوا دموعكم، فالشمس لا تزال لكم، والقمر لا يزال رفيقكم، والربيع لا يخونكم".
   وخير دليل على عدم خيانة الربيع لهم هذه القصائد التي اخترناها من بين مئات القصائد التي أهدوها لشاعر أهدانا سنيّ عمره، إذ من غير الممكن نشر مئات القصائد في كتاب واحد.
***********
الشاعر أحمد الياسري 
العراق

دروبنا تقتلُ
وخطونا القاتلُ
نمشي على صخرة
كأننا معول
نبدأ من فاصل
لينتهي فاصل
نحملُ آمالنا
فيُرهق المحْملُ
نعيش في وحشةٍ
يغلي بِنَا مرجلُ
تسحقنا ارجلٌ
تتبعها أرجلُ
لاشيء إلا أنا
وانت يا شربلُ
وغربةٌ مرّةٌ
سكّرها حنظلُ
إياك ان تنحني
فينحني السنبلُ
فلو هوت حبة
سيفرح المنجلُ
**
الشاعر اسحق العشي 
سيدني

ـ1ـ
شربلٌ.. قد قال في مدح الإمامِ
من حروف الشعر، من حلو الكلامِ
فانتقى الالفاظ من اصفى صفاءٍ
وابتنى الابيات من فيض الغمام
فالكلام الحلو من نحت جميل
شربل أعطاه نفحاً من عصامي
ـ2ـ
لعلي قد جشا كل العظام
كان مصباح الليالي للأنام
نهجه السامي تراث من نبي
أنقذ الاسلام من ايدي الخصام
حارب الكفار والاعداء طراً
لم يهادن او يدار في النظام
دك اسوار الظلام المر يوماً
وانبرى للدين يدعو في اعتصام
قد جلوت النور في نثر وشعر
مثلما الكتّاب عاماً بعد عام
يرسلون الضوء من نهج ودين
فيه يحلو الحق كي تكسو عظامي
شربل.. غنّ ولا تفزع لحبٍ
غنِّ صبحاً أو بأجناح الظلام
من علي خذ بياناً او كلاماً
بعده إروِ الحكايا بانتظام
وارفع الهام التي فيها علو
سوف تحيا في وئام او سلام
ربنا الهادي الى درب الاماني
سوف يعطيك الهدى مثل الوسام
فاروِ للأجيال اخلاقاً وذكراً
لعلي المرتضى رمز العظامِ
ـ3ـ
شربل.. ناجيت ايماناً وطهراً
في كلام جاء صدقاً من قطامي
فالرواسي سوف تبقى في الأعالي
والمواضي الحمر أشفار الحسامِ
قد مضى شعب واجيال طوال
صورة الايمان ظلّت في التمامِ
معشرٌ من اهل بيت المصطفى لم
يخطئوا او يرتموا طول الدوام
ـ4ـ
قد حكيت الحق في اصفى امام
نلت اعجاباً بافكار جسامِ
شاعر الاجيال من نبع المعاني
في مواويل الهوى يروي الظوامي
شربل.. قد أيقظ الانسان شعرٌ
كالندى إذ حل في طيف المنام
لا تلمني ان شعري جاء حراً
قد عشقت الفكر في حد الدوام
وطلبت المجد في مدح علي
فتسامى الشعر وامتدت سهامي
وشربت الحب صرفا من امام
فكره السامي مدى الايام سامِ
فاهنأنْ يا شربل في مدح حقٍّ
فزت في دنياك في أحلى وسامِ
ودخلتَ البابَ من مدخل صدقٍ
مؤمناً في الحقّ.. في ذاك المقامِ
فتحيّاتي على شعرٍ رقيقٍ
يملأ الآفاقَ من وحي الكرامِ
ـ5ـ
قد شدوت اللحن تيّاهاً بشعرٍ
فسرت الحان انغام الحمامِ
والبنان البيض هزّت خيط عود
والصدى قد راح يشدو من هيامِ
فحياة الشاعر الانسان فكرٌ
يملأ الدنيا بأزهار المسامي
**
الشيخ أسد عاصي 
لبنان

ـ1ـ
شعرك من وحي الديّان
دفقة نور "ونفحة صُور"..
من لحنو رقّ الصوّان
وشنّف آذانو المعمور
نبرة شربل.. هالإنسان
ما فيها كذب ولا زور
ـ2ـ
فيك اجتمعت كل الناس
زهر مكلّل فوق الراس
شعرك عابق بالاحساس
أسمى من ريحان وآس
كلماتك در وإلماس
وشمعه بكنيسه ونبراس
ـ3ـ
مزمورك.. مزمور الربّ
يا شربل.. خمره بعنقود
هيدا اللي ضاعْ وما انضبّ
وفلّت من نهدة داؤد
تخبّى بالغيم الما انصبّ
وشعشع برق.. وصاح رعود
ـ4ـ
زبدة حق ونقطة زات
مضغتها عقول وأفكار
منها بالفهم تغدّات
معنى وأسرار وأنوار
جسمك، يا شربل، لو مات
بيطلع أعشاب وأزهار
ـ5ـ
يا شربل.. انت وجدان
قلبك ابيض متل الفل
واحد في صورة إنسان
لكن فيك لمحت الكل
شعرك إيمان وغفران
وما في بقلبك حبّة غلّ
ـ6ـ
الماضي أخبار وأنفاس
بيحلم يحكي من شفافك
قلب الحق، ورب الناس
بدّو يجمّل أوصافك
وبيعطيك الربّ الكاس
يوم الحشر.. بإنصافك
ـ7ـ
نجوى القلب وصوت النفس
فوق الوعي وبعد الحسّ
شفت "بعيني" خلف الهمس
بسمة بدر وغرّة شمس
وشيخ بيلبس بدلة قسّ
ومن قرآني بيلقي الدرس
ـ8ـ
عمق الفكره وضّحتا
بقشر اللفظه واللهجه
والمعاني لبّستا
أحلى ألوان وبهجه
بروح المنطق دعّمتا
وبعد المنطق.. بالحجّه
ـ9ـ
بحبّ اللهجه تطربني
بالفصحى العربيّه
لكن شربل حبّبني
بهيدي اللهجه المحكيه
صاد المعنى العاجبني
من بحر النورانيّه
ـ10ـ
غنّى البلبل.. صحّاني
صوتو من عالم تاني
لحنو مغنى ربّاني
تَراتيل.. ومشّاني
لما سمعتو.. وناجاني
صار إنجيلو قرآني
ـ11ـ
علي.. كلمه مشلوحه
نجوم وأفلاك وأنوار
بتتمرجح بالمرجوحه
فيها.. وبترقص أقمار
ودورة شمس المجروحه
بتعطي بالتحريك نهار
ـ12ـ
علي.. كلمه عم تدمع
من جدول عيسى بتنبع
صورة صليبو أربع
ومريم من تحتو بتركع
بتبكي والكون بيسمع
ومن شكواها بيتوجّع
ـ13ـ
علي.. كلمة حزن وصبر
فيها تشبّح معنى السر
شق الغيب بعين الفكر
وصار الغيب بعينو جهر
ردّ الشمس وشقّ البدر
لكن نكروا.. وقالوا: سحر
ـ14ـ
لمعة سيفو قبلة نور
مرسومه بشفاف الشمس
ونهج البلاغه دستور
علم الغدّ وأمس الأمس
مهما طمّس أهل الزور
بيتوهّج من تحت الطمس
ـ15ـ
ضربة عيسى عَ خدّو
حنّطها الربّ بصبرو
وبأحمد حقّق بعدو
وأخد بعلي ثأرو
مهما بأوصافو عدّوا
الخابي ما بتحصر بحرو
ـ16ـ
نقطة زيت بزيتونه
ونخله في عجوة بلحه
ونون الكاف المكنونه
قبل المسره والفتحه
لولا "الهوّ" والدينونه
ما في سطر ولا صفحه
ـ17ـ
نقطة فيض الملكوت
صفار البيضة قبل النقف
ودفقة أنوار اللاهوت
قبل الكرمه.. خمرة صِرف
وضرب الرابع بالتالوت
تنعشر وجه بردّة طرف
ـ18ـ
صفر الواحد هالجاري
يوحنّا بنهرو تعمّد
ومن عيسى سرّو الساري
فيه الغايه والمقصد
مطلق جوهر الباري
بصورة ناسوت تجسّد
ـ19ـ
إقرع إقرع يا ناقوس
صوت الحقّ بدقاتك
بلكي بيفيق الناموس
وبيصحى من رناتك
ونفوس تكعنش بنفوس
وتتبع ممشى خطواتك
ـ20ـ
كم سقراط.. وكم مسيح
صاغ الحق بكلماتو
ماتوا من قتل وتجريح
وعند الخالق ما ماتوا
لسان الدهر بصوت الريح
ردّد عنهم نبراتو
ـ21ـ
أنا يا شربل إنسان
بهتف بالانسانيه
بودّي تجتمع الأديان
باقه في مزهريّه
بوذي ويهودي إخوان
وإسلام ومسيحيه
ـ22ـ
أللـه واحد.. جزّأناه
أللـه مش سبعه تماني
قطّعناه وخرّطناه
متل الحلوى بصواني
عفوك يا ربي.. غوثاه
بهالتجّار الدياني
ـ23ـ
علي سنّي بمحمّد
وأنا علوي بعلي
وعيسى من خلفو صعّد
وموسى وهارون بْوالي
قلبي بالكل توحّد
وحالك يا شربل حالي
ـ24ـ
يا مهدي.. الغيبه طالت
حلاّ هالرجعه حلاّ
جمّع هالفكرو فالت
وصرّح للناس وقللاّ:
معبودي واحد ثابت
وأنا هالرسل كلاّ
ـ25ـ
هوني بيتفاجأ هالحب
نبي اعتبرو وحداني
بيتعجّب كيف كره وسبّ
محبوبو بشخصو التاني
الما توحّد قلبو بالحبّ
قلبو ناري وشيطاني
ـ26ـ
هيدا حبي وتعبيري
وتمجيدي مع تعطيري
رسمتك لوحه بتفكيري
بسمة فجر بتصويري
بتستاهل مني.. وغيري
حبّي وحبّو.. وتقديري
**
الشاعر أسعد سعيد 
لبنان

شربل.. يا عود مألّه الدوزان
فجّرت نبع العاطفه بعيني
شعرك زرع أفراح بالأحزان
شعرك بقلبي.. شعرك بعيني
للزهر مرج وللعطر خزّان
بينطلق من شربل بعيني
ولولا بيحطّوا للشعر ميزان
الدنيّي بعينِه.. وشربل بعينِه
ـ2ـ
نغمة طير.. ورفّ جناح
بين الهاتف والدّينه
لكن قلبي ما بيرتاح
تا شوف شربل بعيني
**
الشاعر ألبير حرب 
لبنان

الشاعر شربل بعيني
بيرسم بريشة الابداع
عصافير الصباح..
من هيك كلماتو ما بيوقفو..
بيضلّو راكعين عم يصلّو.
انت ومارق حدّو،
حافظ ع سكوتك وتحفّا..
يمكن صوت دعساتك يخزّق أحلامو.
إذا بينملو صبيعو..
بيجمد الدم بحروف الكلمه
وبتصير تمثال.
وحدو براس القلم بينكوز بالتراب..
تَ يوعّي اخوتنا لبعدُن نايمين.
بيعمّر بحروفو كنايس للصلا..
فيهن كل كلمه جرن معموديه.
استاذ شربل..
عَ آخر سطر من عطائك الفكري..
لا تحط نقطة النهاية
حطّ فاصله وبس..
تَ نضلّ ناطرين الدهشه لبعد ما كتبتا..
مع شكري ومحبتي.
**
الشاعر ألبير وهبة 
سيدني

بين الثريا والثرى
بدر يشع بخافقي
ما همّه شيب الأسى
فالشيب سحرٌ يرتقي
يا شاعراً ملأ الدنى
تعلو كروح البيرق
تبقى "بعيني" ملهماً
حلواً  كنور المشرق
**
الشاعر الياس قدّور
سوريا

شعرك خلاّني مفتون
يا "بعيني" وفتّحلي عيون
متلك.. لو في عنا تنيْن
بِـ سوريا أو لبنان
ودينين فتحنا وعنيْن
ما احتجنا غصون الزيتون
ولا تبخّرنا بهالبلدان
**
الدكتور الياس خليل 
لبنان

ـ1ـ
يا شربل بعيني إنت قربي
متل قرب الروح للإنسان
عندك وطن عايش بهالغربه
وعندك.. بِـ عينيي شفت لبنان
ـ2ـ
يا شربل إنت محنك
رح يبقى بعيني فنك
ومهما تطول المسافات
مش ممكن إبعد عنك
ـ3ـ
يا شربل قلبك انسان
بينبض بشعور الفنان
بتستاهل وسام الارز
لأنك أرزة لبنان
ـ4ـ
بعرف شربل البعيني
رجّح بالشعر العينه
بعيشو بقلبي ليل نهار
وبشوفو نظره بعيني
ـ5ـ
يا شربل إبن بعيني
العينه بترجّح عينه
صوّرت بعينك بيروت
طلعت صورتها بعيني
ـ6ـ
يا شربل عيدك عيدي
وإبداعك كلمه جديده
ميلادك ميلاد الشعر
وعمرك أجمل قصيده
ـ7ـ
تسلم يا رمز الشعار
شربل والنسبه بعيني
مهما جد ومهما صار
بتبقى بقلبي وبعيني
ـ8ـ
يا شربل فجرك هادي
ونشاطك فوق العادي
أعمالك مجد التاريخ
وجبينك أرز بلادي
**
الجنرال آميل أبو حمد 
لبنان

يا شربل إبن بعيني
إسمك ساطع ع الميلين
انتَ مش بس بعيني
انت بعينيي التنتين
**
البروفسور آميل شدياق 
سيدني

مَـــا حَقَّـــقَ اليُوبيـــلُ فـــي دُنْيَــــا الفُنُــــونْ
أَغْنَـــى تُـرَاثـــاً تَـزْدَهـــي فيــــهِ القُـــــرُونْ
أَعْطَيْـــتَ فـــي الشِّـــعْـرِ كُنُــــوزاً لِلثَّــــرَى
يَبْقَـــى شَــــذَاهَـا عَابِقــــاً بَيْـــنَ الغُصُــــونْ
يَـــا شَــــاعِـراً أَغْنَــــى القَوَافــــي بِالمُنَــــى
دَعْ عَنْــــكَ كَابُــوسَ الضَّنَــا عَتْـــمَ الظُّنُــونْ
لا تَتْـــــرُكِ الحُسَّـــــادَ تَجْتَـــــازُ الغِـــــــوَى
قَلْـــــبُ الحَسُـــــودِ شُــــعْـلَةٌ فيهَـــا أَتُـــــونْ
يَــــــا رَائِـــــــداً أَتْحَفْـــــــتَ دَاراً خَالِـــــــداً
بِالشِّـــعْـرِ وَالنَّثْـــــرِ وَفـــي كُـــلِّ الشُّـــؤُونْ
أَدْهَشْــــــتَ كُتَّابــــــاً بِشِــــــعْـرٍ خَالِـــــــــدٍ
حَلَّقْـــتَ فَـــوْقَ الغَيْــــمِ أَطْلَقْــــتَ المتُــــونْ
يَـا مَـنْ سَــكَبْـتَ العِطْــرَ فـي حَـرْفِ الهُـدَى
بِالفِكْـــــرِ وَالأَشْــــعَـارِ جَنَّنْــــتَ الجُنُـــــونْ
كَالَنَّجْــــمِ تَخْتَــالُ وَفــي عَــــرْضِ السَّــــمَـا
فَانْعَــــمْ بِمَجْــــدٍ خَالِــــدٍ يَسْــــبي العُيُـــــونْ
**
الشاعر أنطوان برصونا 
ملبورن

ـ1ـ
يا شاعر الغربه ولياليها
الوحدو بدر شعرك مضوّيها
"لفلو" ألله يبعّدو والسوّ
عن جاليتنا وعن أهاليها
بأمسيتك يللي الأرض والجو
والناس داخوا بمعانيها
كان لي الشرف إلقي قصيده لو
كانوا ظروفي بيسمحوا فيها
ـ2ـ
ومن قبل ما شرّفتنا عرفتك
شاعر غني بكنوز معرفتك
ومتل ما عرفتك ذكي وحسّاس
بأمسيتك قمّة شعر شفتك
عالجت بشعرك هموم الناس
وغير الدرر ما مر عا شفتك
تا سكرتنا من دون خمره وكاس
ودوّبتنا عا جمر عاطفتك
ـ3ـ
ومن بعد ما حلّقت بهجومك
عا ناس ظلمونا بمفهومك
بيبلقلك التعظيم والتقدير
عا هالحكي ما في حدا يلومك
حلّق بجنحين الثقافه وطير
عا جو يعرف قيمة نجومك
يا شربل بعيني العطيت كتير
من شعرك ومن جوهر علومك
ـ4ـ
اسمك الغالي بأربع حروفو
خلاّ ينابيع الوحي يطوفوا
منقدسو تا الصعب أمرو يهون
ومنكرّمو وقديس منشوفو
"الشين" شعلة موهبه وفنون
"والراء" راية مجد بصفوفو
"والباء" بركه من جرن ميرون
"واللام" لبنان المفدّى ضلّ
حاضر باسمو وعالج ظروفو
**
الشاعر أنطوان سعادة 
لبنان

ـ1ـ
الألفين وتمانه عَ غربه جيت
وبقيت بعيني غربة بعيني
لكن بهالرحله قبل ما مشيت
قررت بالغربه الحبايب شوف
وشوف غربة شربل بعيني
ـ2ـ
شربل انت ندر الشمع والزيت
ميله محبّه وزنبق بميله
يغربتي دشّرت عيله وبيت
و"بغربتك" بتشوفني العيله
ـ3ـ
شربل لغربتنا عملنا حساب
وشاشتك سمّيتها غربي
غربي بتجرح دمعة الغيّاب
وغربي بتمسح دمعة الغربي
**
الشاعر أنطوان قزي 
سيدني

ـ1ـ
هنيّال يللي ربّتو إمّو
وزر الورد.. ع طول بيشمّو
ولمّن كبر بيغافل النسمات
وصار الشعر ينشال من دمّو
ـ2ـ
كلمات تنده ع المدى وتصيح
وشموع من درب القمر بتزيح
وشاعر بكفّو كمشة مراجيح
خلّى الحبايب هون يلتمّوا
ـ3ـ
عم شوف فوقي نجمتين زغار
وشربل بعيني آخدُن مشوار
النجمه الأولى هديتو زنّار
والتانيه تفتّش على تمّو
ـ4ـ
متل الصبيّه من الحلا جايي
مقابيلها نجوم السما مرايه
شافها.. وصاروا سوا حكايه
ونام القمر زعلان من سمّو
ـ5ـ
حيران ماشي والزهر مشلوح
وشربل بأشواك الورد مجروح
لما صرخ: يا رب وين بروح
قلّو الصدى: من هون يا عمّو
**
الشاعر أنطون أنطون 
سيدني

ـ1ـ
بيِحكي الكلمِه بْمِيِّةْ لَوْن
وِبْيِزرعْها بِجْنَيْنِه
وْما بْيِعْجِبْنِي بْسِيدنِي هَوْن
إِلاّ شربل البعيني
ـ2ـ
حلوه كتير يا سمرا بعيني
باقة زهر من يدّك بعيني
وعندي حظ معْ شربل بعيني
بيكشف ع الحروف الـ بالكتاب
**
الاستاذ أنور حرب 
سيدني

ـ1ـ
أخي شربل..
كلمتك في أبعادها
أسمى من الأصفر الرنّان،
أو من لون الفضّة.
كلمتك متحرّرة من روزنامة الزمان،
قد تتمثّل بربع قرن أو نصفه،
لكنّها لن تتعلّب في عيدٍ،
أو تتحجّم في مناسبة.
شربلنا..
يوبيلك والجمال توأم في عالـم الكلمة.
وأنت،
أنت رسّامٌ بالكلمات،
وشاعر بالألوان.
هنيئاً لليوبيل بكلمة اسمها شربل بعيني.
هنيئاً لشربل بعيني بكلمة خطبته
دون أن تتزوّجه،
فظلّ الحبّ بينهما جسر عبور
بين البعد والجمال.
ـ2ـ
بعينه يطرّز القوافي..
وبعيني يسجن الصداقة.
كان أول الذين أطلقوا المدرسة الشعرية في أستراليا،
وله فضل كبير في هذا المضمار.
بعينه أو بعيني الحب والجمال.. لست أدري!
كل ما أدريه انه الشاعر المحب شربل بعيني.
**
الدكتور أنيس مرسي
مصر

ينبوع شعرٍ لا يجفّ فينضبُ
يشدو به قلبٌ كبيرٌ طيِّبُ
قرض المعاني في إطارٍ محكمٍ
بالصدقِ والإيمانِ فَهْوَ مذهّبُ
قد طار في دنيا الحقيقة مؤمناً
لـم يثنِهِ لومٌ حقودٌ غاضبُ
الحبّ مبدأه يدين بدينه
والحقّ في جنبيهِ دوماً مَذْهَبُ
ناجى عليّاً في قصيدٍ مشرقٍ
يحويه سفرٌ في المديح مبوّبُ
جمع البلاغة حكمةً وفصاحةً
يشفى بها القلبُ السقيمُ المتعبُ
أعطى الكثيرَ بروحه وفؤادهِ
فالكلّ ينهلُ من نداه ويشربُ
أدعوك ربي أن يظلّ مؤيّداً
تشدو (بشربلها) القلوبُ وتطربُ.
**
الدكتور إياد قحوش 
سوريا

ـ1ـ
يا شعر خلي بالشعر عيني
تنقل من جنينه على جنينه
شربل قطف عنقود وجدانو
من كرم الله والعنب زيني
وصارالحلم يدلف ع حيطانو
حكايات رجّح مجدها العينه
ووقف بوج الموت انسانو
تا صار شعرو ع العمر دينه
شربك بعيني الشعر خيطانو
وما انفك الا بشربل بعيني
ـ2ـ
الحروف بتقلك الك: لبيك
يا شاعر الشعار والأشعار
زهرالشعر إنتي يا شربل بيك
وطالع ع شباك العتم والنار
ـ3ـ
يا شربل الكلمات مشتاقه
تعطيك من أزهارها باقه
الموهبه العندك يا شربل بيك
أكتر من المعقول خلاقه
ـ4ـ
وينك..؟ أنا سمعان
صوتك.. أنا ويني؟
متلك أنا هربان..
ودخلت ع جنينه
شفتك ربيع .. وكان
نهر الحلا بعينيك
ونهر البكي بعيني
يا شربل بعيني
**
الاعلامي بادرو الحجة
سيدني

ـ1ـ
ان تكتب عن شربل بعيني 
انه لأنجاز صعب ولذيذ، 
ان تدخل عالمه المليء بالشعر 
والأدب 
والفكر ،
انها لمغامرة شاقة وجميلة.
ـ2ـ
شربل سركيس بعيني
ترك وطن الأرز مرغماً
وهو في ريعان الشباب،
فصنع من غربته صرحاً إعلامياً 
وثقافياً عالياً 
ليحضن تحت جناحيه 
باقة من رجال الأدب والشعر في المهجر.
ـ3ـ
انه رسول للكلمة 
ومعلم للأجيال، 
وصفوه منذ صغره بالنابغة.  
انه شاعر وأديب صنع من حياته صومعة لا تشبه احداً.
ـ4ـ
اصدر اكثر من ستين كتابأً من الأدب والشعر 
ترجم بعضها الى عدة لغات... 
وكتب عنه الادباء والشعراء أكثر من أربعين كتاباً.
ـ5ـ
من مدينتي الأثرية مدينة الحرف جبيل
وبالتحديد من معهد الأبجدية
انطلقت جائزة شربل بعيني السنوية
منذ 28 عاماً
لتكرم وجوهاً لامعة من أبناء الجالية،
وباقي الدول.
ـ6ـ
علّقت على صدره 
وعلى جدران منزله 
عشرات الميداليات والأوسمة 
تكريما لمشواره الطويل ولعطائه المستمر.
ـ7ـ
في عيد شفيعي
وشفيعه قديس لبنان والعالم شربل مخلوف
احببت ان اعايده بهذه الكلمات النابعة من القلب، 
متمنياً له مزيداً من التألق والعطاء والصحة 
وأن يبقى متربعاً على عرش الكلمة،
ـ8ـ
فيا شاعرنا الحبيب
اني افتخر بك 
وأعتز بصداقتك .....
 وكل عيد وانت بألف خير. 
**
الشاعر بسّام حرب 
لبنان

يا شربل بعيني بحمى الغربه
عم حسّ إنّو الموطن بقربي
الغربه جمال الصوت والصوره
وشربل بعيني صورة الغربه
**
المفتي تاج الدين الهلالي 
مصر

ـ1ـ
بدأت مقالي مستعيذاً مبسملا
وأحمد ربّي رغبةً وتوسّلا
ومنّي صلاةٌ مع سلامٍ لأحمدَ
رسولاً من الرحمن للخلق أُرسلا
فهذا قريض للطويل مقلّداً
فعولن مفاعيلن ومرّتين تكمّلا
توخّيتُ أمراً لـم يكن من سجيّتي
ولست له قبلاً أرى متأهّلا
ولست لبحر الشعر أدري سباحة
ولكنني دخلته متطفّلا
وإني لدى النقّاد أرجو قبولها
على نقصها ولا أبالي بمن قَلا
لأن كريم القوم يستر عيبَها
وذا حسدٍ إن لـم يجده تقوّلا
فقد جئت في شوق حنينٍ وهمّةٍ
على أملٍ كي أحيّي شربلا
ـ2ـ
إنّ ذا يومٌ سعيد
هلا يا أحبّةَ عيني
إن ذا يومُ الوفاء
لك يا شربل بعيني
إن هنّأك الجمعُ مرّه
لأهنّأنَّكَ مرّتينِ.
**
الشاعر جان رعد 
لبنان

ـ1ـ
يا شربل.. في بشر عن سوء نيّه
بكسر وفتح لعبوا بالهويّه
الـ فَتَحْهَا قال شاعر مجدليّا
الـ كسرها قال شاعر مجدليِّه
ـ2ـ
في بنت مراهقه كتابك وجدها
بقلبك عايشه.. وشعرَك عبدها
الصبيّه الـ حبّت الروح وجسدها
ما بدها ناس خلقاني لعددها
ما بتفرق التوبه من الْخطيِّه
ـ3ـ
جمال الحبّ من أللـه وجمالو
وكمال الكون من ضلع اللي شالو
ما بين الغنج والسحر ودلالو
في عندك حبّ مستعبد لحالو
وفي عندك حبّ عبد الجاذبيّه
ـ4ـ
يا شربل.. إنت في قلبي ولساني
زمانك طفل.. يا سابق زماني
المحبّه بذمّة الشاعر أمانه
لا إنت بعصر عايز قيس تاني
ولا بعازه لخوتا عامريّه
ـ5ـ
بتاني كتاب تفكيرك تخلّى
عن الـ صلاّ.. وما عارف ليش صلاّ
بنقطة زيت.. شعب الـ شاف أللـه
لأللـه بقول: شو خالق حياللّـه
يا رزق أللـه ع عصر الجاهليّه
ـ6ـ
رجعت وشفت لَكْ كتاب تالت
بقلبو شي ألف مجنون فالت
مجانين الدني حكيت وقالت:
أمـم من كبر حظّ العلم زالت
قبل ما يزول حرف الأبجديّه
ـ7ـ
وكتاب الرابع: الغربه الطويله
الهدف من هالمهمّه المستحيله
بشعرك ثور.. والثوره فضيله
الوطن شمشون والحاكـم دليله
وشعب مقصوص بمقص الضحيّه
**
الدكتور جميل الدويهي 
سيدني

ـ1ـ
مروا على عطش الابواب وارتجلوا
نهراً وعاصفةً بالارض تنتقلُ
في دمعة القمح قد نامت بيادرنا
وبيدر الحزن في اعماقنا جبلُ
مروا، سيولد لبنان بأحرفكم
ويفضح الشعر ما قالوا وما فعلوا
للأرض قولوا: اذا تنهار دولتنا
فليس تبقى على ارجائها دولُ
ان الصغير اذا لانت ملامسه
ففي اظفاره البركان يشتعل
ومن يكون بباب الغيم ملعبه
يظل يركع في ابوابه الاجل
اغمضت عيني على لبنان لا فزعاً
اكن يوماً، ولا باليأس انشغل
فانتم الرعد والنار التي انبلجت
من البراكين لما انجب الازل
وانتم البحر لا تغفو سواحله
وعنده السحب البيضاء تغتسل
اقول شعراً: انا طفل بساحتكم
وفوق اعينكم كالظل ارتحل
الملم الزهر عن اثوابكم خجلاً
حتى يزهّر فيَّ الشعر والزجل
من لي بأهلي؟ وانتم اهل موهبتي
من لي بحرف اليه الشمس تبتهل؟
تصيّد الفجر بالأقلام شاعركم
ففي الشقائق من شريانه قبلُ
ولوّن الحقل عصفوراً وأطلقه
حتّى استفاق على أنغامه الرسلُ
هذا الأبيّ الّذي يمناه جدوله
هذا النبيّ الذي أقواله عملُ
يا "شاعر الغربة السوداء" من حجر
خلقت سحراً، وفاضت عندك الجملُ
اعطيك خبزاً اذا اعطيتني رجلاً
فيه المكارم والاخلاق والمثل
فداك نحن إذا نابتك نائبة
فبالسيوف رجال الشعر تكتحل
تعبت ارفع اوجاعي على كتفي
وقد يموت على اوجاعه الرجل
قلبي هناك لدى عصفورة شردت
قلبي هناك مع الالاف يحتفل
يا لعبة الموت  ما ادراك ما بلدي؟
غمامة عبرت بالشرق تنهمل
ربابة وقعت في كف عاشقة
فأثمر الوتر المحموم والغزل
لو يصلبون على المسمار جبهته
يعود منتصراً في قلبه الامل
لو حولوه متاريساً واعمدة
يظل يصبر من جرح ويحتمل
من قال مات؟ يصير النعش قنبلة
ومدفعاً بصراخ الدم ينجبل
سلوا السفير عن الايدي التي بذرت
قمحاً بنهر من الاجساد يتصل
سلوا السفير.. ففي اعماقه خبر
عن الذين على اعتابهم قتلوا
يا صاحب الامر لو كلفت معصية
فقل بربك ماذا تفعل الملل؟
ألست انت تحب الله مرتضياً
وبالمسيح لديك الفخر والمثل؟
أليس احمد او عيسى على غضب
وكل رب على اقوامنا هبل؟
اذا نريد لديك الصدق نعرفه
صدق البطولة إذ لا يكذب البطل
فلو تمثّل فيك الناس لارتعدت
كفّ الاذى وتلاشى الحقد والدجل
فالقول عندك اسياف مرصعة
والحلم بالادب المرموق مكتمل
واللطف والحسن لو مرّرت ظلهم
على الكواكب طاش البدر والزحل
في ليلة الشعر بعت النهر اغنيتي
وجئت اسأل عمن في الحمى نزلوا
من يوسف الحسن؟ هذا الطهر موسمه
وكلمكرمة في الكون يشتمل
لو مرت الشمس في ابوابه ركعت
تولّهاً وبدا في وجهها الخجل
يعرج الورد.. يغفو عند عتبته
وتسجد الكتب البيضاء والمقل
يا صاحب الدار لو قصّرت يعذرني
اني تضيق على افكاري السبل
فأنتم الشعر، من برق هياكله
وكل حاسدة للبرق تنخذل
ماذا يقولون؟ هذا خبز دمعتنا
وملحنا بعروق الدم ينفعل
هذا هو الشعر بالزلزال نكتبه
لأمره الغيم والأنسام تمتثل
يمر في مدن سود فيهدمها
لكي يخبّر عن اصحابه الطلل
هذا هو شعرنا.. من ليس يعجبه
فألف شكر إذا يرضى ويعتزل
ـ2ـ
دويهي أنا ما بنكر المعروف
إخلاص كلّو شربل بعيني
حالي بشربل كل ساعه بشوف
وبيشوف حالو شربل "بعيني"..
**
الشاعر جميل داغر 
سيدني

ـ1ـ
شعرك يا شربل نادر وجودو
بالاغتراب، وفايحه ورودو
اسمك "بعيني" وبالقلب بالذات
وبتدل ع الاخلاص وبنودو
ألله عطاك وبحبح الوزنات
وكلّك وفا وما خنت بعهودو
وعبّى دهب تفكيرك الخزنات
تا كسرت طوق الوزن وجمودو
وعاشق التراث بفضل بو الهمّات
بأجمل دراري مرصّع عقودو
وصار الشعر يعتزّ بالحفلات
والمكتبات يقدرو وجودو
ـ2ـ
قلبك يا شربل ترجم النغمات
متل الوتر لو حن ع عودو
البسمه اللطيفه وخفّة الدمّات
بتشكر عطا الرحمان ع جهودو
يا مقدّر رفاقك بالمهمات
تا يتّبتو الأقدام ويسودو
ويا مساعد بلادك بالملمات
موحّد أماني الشعب بصمودو
ومهما تجيب وتخلق الإمّات
صعبه بمتلك عبقري يجودو
ونحنا الرفعنا الشعر بالحزّات
وكنّا سلاح الفكر وجنودو
بدنا نضل نقاوم الهزّات
حتى الوطن تتكسّر قيودو
وألله يقدّرنا لوفا الدينات
للجاهدو تا يحطمو الاوثان
ونشجع اللي هاجرو يعودو
**
الشاعر جو صعب 
سيدني

قصدت محبّ تا شوفو بعيني
وصوب الصدر تا تضمّو بعيني
إبن الأصل يا شربل بعيني
أديب ومَرْجَع رجال الأدب
**
الشاعر النقيب جورج ابو انطون 
لبنان

ـ1ـ
يا شربل بعيني، ويا عيني
الدنيي بعينه،، وانت بعينه
شربل التقوى: شربل القدّيس
وشربل الكلمة: شربل بعيني
ـ2ـ
يا شربل الْـ من كلمتك ما بينشبع
المبدا الغني من نبع ايمانك نبع
رسمي جنب رسمك طبعتو ع الكتاب
متل ما اسمك على قلبي انطبع
ـ3ـ
شربل.. عم يصدح فنك
وبرسم الكلمه محنك
رمحي حتى يشك منيح
لازم سنو عا مسنك
ـ4ـ
يا شربل انت الايمان
وحامل بالشهره بعيني
نحنا صرنا بـ لبنان
وبعدك ساكن بـ عيني
ـ5ـ
بيروت خلقت للحلا مرايات
بكل قلب وعين صورتها
شربل كتبها للوفا آيات
مجدي عطاها صدق نغمتها
تحت البحر غرقت سبع مرّات
ورجعت سبع مرّات هيبتها
ـ6ـ
شربل عايدني بهالعيد
وقَلّـي بعمرَك الله يزيـد
رح إطلبلـو مـن رَبّـي
اللـي عَـلَّمنـا لـ محَبّـي
يزيد بعمرو عمر جديد
**
الشاعر جورج منصور 
سيدني

ـ1ـ
شربل.. سمحلي بكلمتين زغار
اهمس بإدنك، ع الهدا، وحاكيك
وبدل الزنابق والورد والغار
من النوع يللي بتعبدو.. إهديك
من الشعر.. يللي مسلمك أسرار
مجبور آخد منك وإعطيك
انجربت إغدي وقطّف الأفكار
معبّى السلال وراجع بلاقيك
يا فكر ما بيرتاح ليل نهار
عشقت التعب تا تريّح الشعّار
ع هالمروّه.. ربّنا يقويك
ـ2ـ
تا تكون شعلة ذوق.. شعلة نور
ع الارض ربي من السما بعتَك
إسمَك.. بيعني كتير للجمهور
وفي ناس ع اسمك مبايعتك
إسم شربل.. بالوحي مغمور
مجبور اشهد بعد ما سمعتك
شربل بصومعتو حرق بخور
وانت الشعر بخّور صومعتك
ـ3ـ
من "مجدليا".. وجوها الصافي
طليت.. لوحة شعر شفّافه
انت وعصافيرها رفقَه
قدّيش كنتو تترغلوا قوافي
قلبك ملان بالحب والشفقه
وهمك توعي الفايق الغافي
وبتضل انسانيتك دفقَه
ع الشعر.. ع الإلهام.. منضافه
**
الشاعر جوزيف الهاشم "زغلول الدامور"  
لبنان

يا شربل الـ بالفكر عم تبقى
بحفلة وداع منطلب نشوفك
منحب نقشع بيننا حبقه
ما بينّكر بالكون معروفك
يا طبقة الـ ما فوقها طبقه
نحنا بسيدني كلنا ضيوفك
ومنريدك بحفلة وداع تكون
ضيفنا تا تكمل الحلقه
**
الشاعر جوزيف عقيقي 
سيدني

يا مجدليا.. رفرفي وطيري
عليكي مصاقب التوب الحريري
عجينك طالع الريحه ذكيه
بعتي للغرب من ارضك خميره
خرق شربل جدار الجاذبيه
وسبق ابن المقفع والحريري
ولو انو ما تكون الابجديه
اخترعها شربل بمده قصيره
**
الشاعر جوزيف موسى 
لبنان

عا غربتك يا شربل بناديك
ولا ازعجك قصدي ولا الهيك
قريت القصيده ال انت فيها كنت
من كل روحك عم تحاكي البنت
بهنيك عا شعرك الراقي وانت
بهني شعر روح الطفوله فيك
**
الشاعر حسن كوثراني 
لبنان

سحر العين قبال العين
ويا بعيني الصوره بعيني
بغمّض عين بفتّح عين
بعيني بشوف البعيني
**
الشاعر حسين ضاوي 
سيدني

يا شربل بعيني انحنتلك روس
وصوتك بقلب المجتمع ناقوس
الضاوي بيقلك يا ابو الهمات
سلط عا عنق الحاسدينك موس
الاسمك حذف واحد محب الذات
صاحب ضمير بينشرى بفلوس
لا شك عندو مية شلش خوات
ومطرح ما عم تدعس ضروري يبوس
الخلف بشرعي بالدني ما مات
لكن بيموت الخلف الديوس
وكلمه اخيره بدون خود وهات
المنحوس عا قول المتل منحوس
ولو علقولو عا القفا فانوس
**
الشاعر حنا الشالوحي 
سيدني

ـ1ـ
يا شربل بعيني زغر سنّك
بيشهد بأنّك بالوعي معجون
بتمدح جميع الناس لكنّك
بتحارب العم يكسرو القانون
رمز المحبّه منعرفك إنّك
ولمجلّة الغربه قلب وعيون
البيكون آخد جايزه منّك
بالمجتمع شربل ضروري يكون
ـ2ـ
لشربل بعيني يا بشر قولوا
إنّو بغرامو تشرّف الإنسان
وحنا الشالوحي سامع طبولو
الْـ دقّاتها بترقّص الهجران
ـ3ـ
يا شربل بقلك بتلتَيْني
قلال اللي عرفوا وينك وويني
بحب الصداقه القايمه ع اصول
توفي بقلب المجتمع دينه
الانسان هللي بالوفا مجبول
بينقال عنّو ألف يا عيني
وحنا الشالوحي للملا بيقول
مش كل مين حامل اسم شربل
بينقال عنّو شربل بعيني
**
المهندس حميد عوّاد
كندا

عزيزي شربل، 
أنت مرج زهور 
جذب بعطره الفوّاح كوكبة من النحل 
والفراشات الوافدة من آفاق بعيدة. 
كما أنّك منارة إغترابيّة
هدت سفن الهائمين في بحورالهجرة
إلى شاطئ "الغربة" المضياف
والرؤوم كصدر الأمّ
والتي جعلتها ملتقى لأدباء  المهجر 
ومنبراً للجهر بلواعجهم 
وحنينهم للوطن الأمّ 
وللبوح بامتنانهم 
ووفائهم لبلدان الضيافة التي تبنّتهم. 
نشاطاتك 
وغلّاتك الثقافيّة والاجتماعيّة 
لا تعدّ ولا تحصى. 
 أثبتّ أنّك أديب بديع التصوير 
وبليغ التعبير 
ورائد حصيف 
وخطيب مفوّه 
شنّفت الآذان 
وأطربتها 
بخطبك وقصائدك. 
لذا تقاطبت المؤسّسات الإغترابيّة لتكريمك
كعربون تقدير لمواهبك المنوّعة 
ولدورك المحوريّ في تحفيز القرائح الأدبيّة المهجريّة 
ومدّ جسور التواصل مع الوطن الأمّ. 
هنيئاً لك التكريم الجديد 
الذي بادر إليه تجمّع الوطنيين الاستراليين العرب 
ليحكّ جوهرتك الأدبيّة 
ويخلب الأنظار بلمعان تألّقها. 
رعاك الله 
ومدّك بالعافية والقوّة 
كي تثابر على تزخيم رسالتك النبيلة. 
**
الشاعر رمزي نخل
سيدني

ـ1ـ
عجبتني.. عجبتني كتير
أقوى منها ما بيصير
فيها ملاّح وفقير
"وزهير الباشا" القدير
والشام الـ غزلت حرير
وقالتلو: يا شربل طير
بعدو الطاغوت الحقير
عم يتلاعب بالمصير
قدّملك عصا التحرير
وقلّك اضرب هالأشرار
بركي بتوعّي الضمير
ـ2ـ
عجبني كتاب "الملاّح"
الـ عم بيفتّش ع ربّو
ما أكترهن هالصلاّح
ولا مرّه أللـه حبّوا
يمكن "زهير" الإصلاح
"الثوره" خبّاها بعبّو
وقدّمها لشربل وراح
يضوّيلو طرقات الحب
بركي منمشي ع دربو
**
الشاعر روبير خوري 
لبنان

ـ1ـ
محلاك يا عطر الصداقه تضلّ
شالح عبـيرك عا محبّيـنك
ومحلاك يا شربل بعين الكلّ
كومة محبّه .. ورافـع جبينك
ـ2ـ
ويرحم ترابك يا عصام حداد
الفاعل بدرب المعرفي وباقي
كنت بحيـاتك خـيرة الروّاد
وجهدك عطانـا مجتمع راقي
ـ2ـ
واليوم ... ذكراك القلب مـلاّ
من بعد ما قنديل عمرك ناص
وتركتـنا.. وصرت بحما الله
سامي مكمّل دربك بإخلاص
ـ3ـ
التكريم حتى يضل عنّـا مجد
غربل يا غربال الصدف غربل
ومتل الندي النازل عا زر الورد
نزلت عليي جـايزة شربـل
ـ4ـ
كرّمت ناس كتير ... وتكرّمت
من نـاس أثّر لطفهم فـيي
واليوم جـايزة شربل تسلمت
من بهيه ... الغـاليي عليـي
ـ5ـ
الحملت لنا من سيدني أجمل سلام
من شربل ومن جميل ومن عصام
ولو ما تكوني بتستحقي هاللقب
ما كان سمّوكي سفـيره للسلام
ـ6ـ
يا شربل بعيني، يا غالي كتير
بتكريمنـا .. انتعشت مشاعرنـا
تا جمعتنا في لاك فضل كبير
الله يديمـك يـا حبيب الكـل
تـا تضلّ بالتكريم غامرنا...
**
الشاعر روبير نجّار 
سيدني

ـ1ـ
يا بعيني فيك الأشعار
طول الوقت بتتغنّى
بيقلّك روبير نجّار
قلال اللي متلك عنّا
ـ2ـ
بحرك يا شربل بيطوف
بالقدره حلّقت صفوف
عندك بالغربه منشوف
بلاد.. اللي فيها كنّا
ـ3ـ
عرفتك يا شربل من شباب الراقيه
عندك من الالهام أكبر ساقيه
يا ريت حدك بيت بقدر اشتري
وبجيرتك قضّي السنين الباقيه
ـ4ـ
يا شربل بعيني.. عم تهز الدني
خلّي الطبيعه قبال شعرك تنحني
معروف انك عبقري وعقلك رزين
والعبقريه في حماك مصوّنه
ـ5ـ
أمير الشعر.. يا شربل بعيني
أنت الـ ساكن بقلبي وبعيني
لازم نلتقي مرّه بـ عيني
ونشرب كاس متلو ما انشرب
ـ6ـ
شربل.. لَوْ حدا زارو ع بيتو
بيضحّي بمهجتو لضيفو، وعبايتو
يا "بو أنطون" لَوْ زرعك عبيتو
ما زالو هيك في عندك شياب
ـ7ـ
يا شربل بعيني العظيم الشان
كلامك دهب منّو فرق عمله
مش بس بدّك عا الصدر نيشان
نياشين بدّك انت بالجمله
**
الشاعر روميو عويس 
سيدني

تلفنت يا شوقي .. وانا ما صْفَنت
جاوبتك: عْلى الراس سؤالك
يارفيق بحقوق البشر آمنت
ونشر الثقافه والوعي مجالك
ومطرح ما في مظلوم عَنّو حزنت
متل لكأنّو الظلم عا عيالك
مرّه جديده .. هالمسا برهنت
الاخلاص ابنك.. والوفا خالك
عا قد مقدرتي الحكي دوزنت
كرمال لبعيني.. وكرمالك
ياشربل.. بنات الشعر جنَّنت
تلال القصايد.. ملعَب حجالك
وانت؟؟ ما بتقول مينك انت..
ولا بتسجد مقابيل تمثالك
وما بتدّعي انّك الشعر عجَنت
وبتْعَلِّق نياشين لَـ حالك
انت شعرك بالدهب ما وْزَنت
نحنا منعرِف كَمّ رسمالك
انت شاعر وقت ما تكوّنت
موزون شعرك.. والمدى خيالك
وشيخ التواضع والوفا يرهنت
بسيرتك.. وبكل افعالك
لا الوطن خنت.. ولا صداقه خنت
ولا في حدا يْغَبِّر على ديالك
بشعرك فرضت وجودك وبيّنت
وتكَرّمِت من فَوق اعمالك
انت ساحات الادب لوِّنت
بكتبك.. بوقفاتك.. بأقوالك
خمسين سنه .. تاج الشعر زِيَّنت
وبَعدو بذات النور مشعالك
ولما كتاب "مراهقه" عنونت؟
قال القلم.. للادب: نيّالك
ومراهقه عا ايدها تمرَّنت
وبعدو هواها معمشق بشالك
مراهقه لقلمك لوصفا رهنت
شاخت.. وبَعدا مراهقه ببالك
كان الربيع!.. سكرت وتشيطنت
وللهوى شرَّعت عرزالك..
وشاب شَعرَك.. قَلب؟ ما تشرنت
كبر العمر ما غَيَّر حوالك..
قلبك حِلي من كِتر ما تحلونت
وريقا الحلو بعدو بيحلالك
بيوبيلها الخمسين.. شاهد كنت
عيد الهنا.. لباكورة طفالك
ليوبيلها.. كل الدهب خزَّنت
تعيش ميّة عام بدْلالك..
من القلب بدعيلك: الف مبروك
ويوبيل ماسي تشْهَدو قبالك
ويضَل يدفق شعر شلاّلك
**
الشاعر ريمون خميس 
سيدني

ـ1ـ
يا شربل الْـ خلّيت حرف الضاد
من أرض سيدني يزور كل الكون
يمكن تنبّوا عنّك الأجداد
وقدموس تاني تنطلق من هون
ـ2ـ
معروف عنّك شاعر.. لسانك
غنّى وغرّد أجمل الأشعار
لا تخاف يا شربل على حصانك
عالي بسيدني كتير باب الدار
**
الشاعر زين الحسن 
لبنان

ـ1ـ
شربل صديقي.. والصداقه حدودها
نفحة عبير زهورها وورودها
وشربل بعيني.. بعين ربّ القافيه
شعلة ذكا فرضت عليه وجودها
بصياغة الكلمه
الـ بتضل محترمه
بالنظم والإبداع
الـ بيردني لحلمي
الـ بيولّد الإشعاع
وبيلوّن الظلمه
لأجيال.. مش بعدا عليها خافيه
نكهة شعر شربل وطيبة جودها
ـ2ـ
شربل صديقي.. والصداقه بجلّها
خصوصي إذا كانت وفا عَ حلّها
وشربل بعيني.. بعين عشّاق الوفا
هوّي الوفا.. وهوّي الشهامه كلّها
صادق بإيمانو
طاهر بوجدانو
ملهم بإحساسو
مخلص لإخوانو
وبينشرب كاسو
ومهما علي شانو
بيضلّ قلبو يحن عَ ليالي الصفا
الـ بتردّ نفسو الطيّبه لمحلّها
ـ3ـ
شربل صديقي.. وقد ما يطول النوى
بيني وبينو تنيننا منبقى سوا
وشربل بعيني.. بعين زين العابدين
شاعر مثالي حر عالي المستوى
ما بينحني هامو
وبيضلّ بمقامو
وفي صومعة روحو
من فيض إلهامو
ومن صرخة جروحو
في وجه حكّامو
بتاخد نصيبك من خلود الملهمين
وبتكبر بعملاق خفّاق اللوا
**
الاستاذ سامي مظلوم 
ملبورن

الحب عهدو بينك وبيني
باقي عطر فوّاح بجنينه
يا شاعر الإبداع.. شو بكافيك
كبيره عليّي كتير هـ الدّينه؟
كل ما حملت معزوفتك رح قول:
يا ربّ خلّي شربل بعيني
**
الشاعر سايد مخايل 
سيدني

ـ1ـ
بهالجايزه يا شربل لـ بيفوز
بتنزل ع إسمو من المجد هاله
متل اللي فجأه بيحصل عْلى كنوز
وبيصير قادر يقطف الغالي
وبيصير إسمو بالشعر مبروز
لكن إذا ما بيحمل رساله
وما بيقدر محبة الناس يحوز
مهما ع إسمو نشقع نياشين
بيضل إسمو مكسّر  وبالي
ـ2ـ
يعني  القصيده بدها  أخلاق
تا تقدر تدفّي قوافيها
ويكون شاعر بالحكي ذوّاق
بيعرف الكلمه كيف يحكيها
شاعر بيحكي شعر للعشاق
وبينمّق الكلمه ومعانيها
ومن ميل تاني بعالم الأشواق
بيغدر مرا بأسمى أمانيها
وبيشوف حالو بالشعر عملاق
بس البشر بتشوف إنّو زغير
حتى اللي حبّا فيه يئذيها
ـ3ـ
وإنت شاعر للبشر معروف
بكلمة الحرّه.. والنفس حرّه
مهما عليك تبدلت الظروف
الشاعر الـ جوّا بينضح  لبرا
قلبك على وهج الحرف ملهوف
حتى القصيده تضل مخضرّه
ومطرح ما شك البعض فيك سيوف
ضمّدت جرحك بالوفا ومشيت
وصار الشعر ع الجرح يتمرّى
ـ4ـ
يا شاعر لـ من أول الأيام
عالي وبعدك عم بتتعلّى
متل المرا الـ بتكون من أحلام
بكبر العمر بتضل  تتحلّى
يا شاعر اللي بكلمتك رسّام
سلاسل دهب منها بتتدلّى
كنت انت وبعدك لقدّام
وكل اللي منّك بالشعر بيغار
ضلّك ع حكيو ضحاك وتسلّى
**
الاستاذ سركيس كرم 
سيدني

شربل يا استاذ الكل
شعرك من احلى جنينه
الغربه انزرعت ورد وفل
بفضلك يا إبنْ بعيني
**
الشاعر سليم يوسف 
سيدني

يا بعيني.. إنت بعيني
حمّلت العالم دينه
لولا تباروا أهل الشعر
بترجّح انت العينه
**
الشاعر سليمان طراد 
لبنان

شعرك بيخلّي الروح ترقص ضو
متل الشتي العم ترقص غصونو
نهرك غريب بيطلع على الجو
وبقلب الله يفجر عيونو
مدري خلقت نحّات كلمه.. أو
هيك النوابغ دوم بيكونو
شربل بشوفك بحر من دون نو
وما في بحر بتكذّبو عيونو
**
الشاعر سمعان زعيتر 
سيدني

ـ1ـ
شعرك حلو
مجانين.. سمّيتو
عَ إسمهن هنّي
اللي دمّروا الجنّه
شعرك كتير كتير حبيتو
وبتحب تعرف ليش؟
رح خبرك.. من يوم ما قريتو
عرفتك بحبر الدمع خطيتو
مجانين.. ع إسمن
ع اسم هاك الجان
الما عندهن إيمان
قريتو عشيّه ونمنت
والصبح لمّن قمت
حسيت يا شربل.. معي
نام ع صدري ووعي
لبنان..
ـ2ـ
مجانين عنّن قلت..
هالدمروا
وما عمروا
ووجّن بلون الزفت
شياطين هودي وقلبن محجّر
زرعوا بقلب لبنان هالخنجر
حرقوا تلج صنين
وارزنا الاخضر
رحمتُن كتير كتير
سمّيتن "مجانين".
ـ3ـ
انت لبناني اصيل
ريشتك حره متل قلبك
وقلبك متل قلبي عليل
ومن هيك تا بحبّك
ومتلك بحب يعود
لبنان..
كلّو حبق وورود
كلّو شذا رياحين
تا يكبر الايمان
بقلوب هالعميان
الـ سمّيتن "مجانين".
**
الشاعر سمير نخول 
سيدني

ـ1ـ
عبلى عا راسي وعيني
عا شعرك عم تتمختر
وصرخة شربل البعيني
بحبو اكتر من عنتر
ـ2ـ
شعرك يا شربل معروف
نبيد معتّق بقناني
وسميّك شربل مخلوف
شربو بعد القربانه
ـ3ـ
الانسان الْـ عندو إيمان
بيشلح عن صدور العنّه
خيك يا شربل مرجان
عم ينحت خد الجنّه
ـ4ـ
يا شربل بعرف عنك
دايخ من خمرة فنك
وكل ما شاعر صوبك طل
عم ياخد بركي منك
**
الشاعر شوقي مسلماني 
سيدني

ـ1ـ
المدى..
هُوَ خطوُكَ
تَتَفتَّحُ في المسافةِ البراعمُ
كُلُّ عَينٍ تَتَّسِعُ
وَكُلُّ فَمٍ يُغَنِّي..
ـ2ـ
تَقُولُ:
يَا بَحْرُ اتَّسِعْ أَيْضاً..
لِلْمَعاوِلِ شَرَاراَتٌ
للشَّجَرِ نَسَائِمُ..
وَللبَحْر قُدْسِيَّةٌ..
أجراسٌ، أطفالٌ،
فَرَحٌ
وَمَلائِكَةٌ
لِلْجُموع أَلاَّ يُمْسِكَها فَردٌ
لِلفردِ أَلاَّ تَطْغَى عَلَيْه الْجَماعة.
ـ3ـ
تقولُ:
كوني رفيقتي يا سماء
يا صوتُ كُنِّي
يا حُلمُ احْلمْنِي!
ـ4ـ
معاً نحنُ
عُصفور ذهب
وناي قصب
هَداهد
وبحيرات زرق
صنيعُكَ
هو يدُ الأحلام
ضحكةُ الزمان
لمعانُ الشهب
في الليل العالي
هرجُ البحر ومرجُه
.. وحكمتُه الرصينة.
فيك تغرّد البلابلُ
وترعى الغزلان النسائم
ـ5ـ
أقطف الأحلام
وأملأ سلّتَك ضحكاً..
ـ6ـ
أيُّ عمرٍ
معاً!!
**
الشاعر طوني الهاشم 
سيدني

ـ1ـ
عنك يا شربل عم يبعدني
شغلي.. بزياره بحب توعدني
بقلّك ع وزن الشعر والألحان
لا شك إنو "غربتك" أوطان
للهاجرو من الشرق ع سيدني
ـ2ـ
يا شربل بعيني تا الله يعين
الشرقي ما هوّي عندكم غربي
المجد لمجدليا.. يا تنّورين
النقطه ببحر ما إسمها شربه
صرنا لكلام الصدق مشتاقين
ما في ضحك عا الدقن "بالغربه".
**
الشاعر طوني بزعوني 
سيدني

ـ1ـ
الشاعِر شَربل بعيني
صوره مبَروَزْها بعَيني
بشِعرو من جَنِّةْ رضوان
خالق ع الأرض جنَينِه
ـ2ـ
ع الغربِه جيت من زمان
وأرز الرب عملتو دِين
وبقلبي مصَوَّر لبنان
بمجدلَيا في محبّين
**
الشاعر طوني حنا 
سيدني

ـ1ـ
الدنيا بالطول وبالعرض
شربل عاطيها بدايه
ما كانت وقفت عالارض
لو ما بايدو مهدّايه
ـ2ـ
شربل عا دمي بيمون
بعيني هوي وكلو عيون
ببال الدنيا لوما يكون
منها ما شفت كفايه
ـ3ـ
بسدني قيمه للشعار
عامل هوي ليل نهار
بالغربه متلو ما صار
بيخدم عا الرايح جايي
ـ4ـ
بخدمة شربل شدوا الحيل
يمكن هوي نجم سهيل
ما بيفزع يمشي بالليل
عندو خلقه مضوّايي
**
الشاعر طوني رزق 
سيدني

ـ1ـ
كل ما يا شربل دمعتك تعصر
وع رسم ماضي تكتب المحضر
بتنحت الريشه بغربتك عنوان
شربل كتب تاريخ بالمهجر
ـ2ـ
تطلعت ع الصوره شفت إنسان
عيونو حلم.. صوتو صدى مليان
شفت السما ب الشوق محروره
نزلت تا حتى تبوّس الصوره
وتاخد البركه من قمر لبنان
**
الشاعر عادل جمال الدين 
سيدني

الغربه محطّه الناس فيها بتستريح
وعنها أنا ما بقول إنّي أجنبي
يا شربل المشهور بكلام الصريح
عادل جمال الدين بيعدَّك نبي
**
الشاعر عادل خدّاج 
لبنان

ـ1ـ
كل ما وقف ع المنبر الفنّان
مفروض يترك مطرحو مليان
وشاعر يروّض لعبة التفكير
وتكون كلماتو دهب رنّان
كتابك يا دكتورة وفي التصوير
لشربل بعيني والوفا عنوان
يا مصر "يا بهيه" شو غنّوا كتير
نا إسمها صفّى بكل مْكان
وعنّا بهيه الذوق والتقدير
من أرض صغبين المجد والعز
حملت على الغربه مجد لبنان
ـ2ـ
 مرّه دخلت بالشعر ع جنينه
بلشت إقرا وقول يا عيني
الكلمه بقيمة لمعة الإلماس
وكلمه حلاها رجّح العينه
وكلمه بسيطه بقمة الإحساس
وكلمه حنونه بتطرب الدينه
وكلمه متل خمرة أبو النوّاس
بتسكر وعم تضرب أنا ويني
لمين هالأشعار سألوا الناس
من قبل ما ذكروا الإسم.. وعرفت
هيدي قصايد شربل بعيني
ـ3ـ
المعهد خلق للأبجديه حرف
تأثّر بنخبه معيّنه الحدّاد
و"عصامنا" رب النحو والصرف
تخلّد بفكرو بكل دار وناد
وليش يا دوله تغضي الطرف
وما تساعدينا برحمة الأجداد
معهد إجا مش للطبخ والصرف
معهد علم علّم حرف قدموس
وللأبجديه رجّع الأمجاد
**
الشاعر عبد الفتّاح حمدي 
مصر

(الشين).. شراره بتندلع من قلب مؤمن
بالخالق الرب الكريم.. وللكل محسن
(والرّيه).. ربيع الحب في الكلمه تجسّد
بنفحة صفا، والحرف يشهد
(والبيه).. بقولها وبأكّد دَه الشّب أبدع
وبوصفو للحقّ، خلاّ الحق يخشع
(واللام).. لولا الملامه لقلت: شربل مجنون في شعرو
وجنونو أصلو.. جنونو حبّو
والحبّ أعطى (الديوان) سحرو
وانكنت يوم (الجامعه) ما قدرتش أكون
وحيي نجمك يا شربل.. لم يهون
الحب في قلوبنا تجاهك
والمعنى في شعرك دَه جاهك
يا رب، دايماً، نعمتو يديمها عليك
ويملا أسماعنا بكلامك.. وبيك
ويزيد في نورو جوّا قلبك
وملايكتو تقلّك: يا سعدك
وزيّ شعرَك (بالمناجاة) ما تجمّل
يا ريتني إقدر أحاكي وناجي مار شربل..
**
الأب عبّود جبرايل
لبنان

ـ1ـ
كل المجد ليّا
ويضحك جبين العز
تنده مجدليا
شربل يا عينيّا
شامخ شموخ الأرز
ـ2ـ
كان الشعر خبز الدفا
ومطحون قمحو جرار
ب بيوتنا ربي الوفا
ربينا ع مدرسة الصفا
من يوم كنا زغار
ـ3ـ
وزغار نرسم عالرمل
مشوار
مشوار مشغول من شوق وبكي
ونزيّح التذكار
ت نلم الشمل
ونكلل بيوت الشعر
بالغار
ـ4ـ
"وشربل" كبر
وكبرت ب قلبو مطارح التذكار
"زاروب الكنيسة"
"جورة بصل"
"والدار"
ويتمرجح المشوار
بين "تل الدهب"
"ونوفل" "وعازار"
"وخيمة المختار"
"وحقلة كرم"
"ضهرة الفوار"
ويتنهد الختيار
بعدا ببالو غصة الختيار
ـ5ـ
وشربل هجر
حامل ب عبو خبار
معرض صور
عن ضيعتو اللي حبها
دفتر زهر
أشعار
ألّف ب سيدني ضيعتو
عرّف بحالو
قال
وجي انا
كسرة عتابا جبهتي
بحار
مشغول من حبر وورق
وزنار
خصري
روزنا
موشح
معتٌق
ع وزن خمار
ومجدليا تندهك
وينك يا ابنا البار؟
ـ6ـ
وقفتني
احكي شعر
ب حضرة الشعار
اسمن ع جايزتك
ورد وقمار
واقف انا عم اندهك
وينك تعا
توج مجالس شعرنا بالغار
فخري أنا
اني ابن ضيعة مجد
من اسمها وتاريخها بيغار
حتى الشعر
حتى الوقت
حتى المجد بيغار
بفرح انا لما صليبي
يبارك الزوار
مية مسا عالحاضرين
والغايبين
عزرن معن
ما أصعبو
حزن الوقت
لو جار
ـ7ـ
مية مسا عالحاضرين
والغايبين
وبسأل يا رب العالمين
تبارك بلدنا
وتفلش أمانك عالدني
ويبقى الشعر
تاج الممالك والوقت
صامد لدهر الداهرين
أمين
**
الشاعر عصام ملكي 
سيدني

ـ1ـ
يا مجدليا كبارنا قالو:
شربل بعيني وين تمثالو؟
شاعر قدير وجبلتو إلهام
بغير العطا ما بينشغل بالو
بفكرو ما عندو ربع ساعه صيام
مجلّة "الغربه" جامعه غلالو
مليون مرّه بقول: عزّو دام
حروف الهجا عم ينسمو رجالو
عا طول كانت فشختو لقدّام
وشهدت إلو عا الأرض أعمالو
وبمجدليا "بتسأل الإيام":
تمثال شربل وين؟ قولي وين؟
وبعدو الجواب محيّر قبالو
ـ2ـ
يا مجدليا بقول وبتنـّي
بشربل بعيني ألف تتهني
إسمك رفع بالمغترب تا صار
عا كل منبر للدني يغنّي
إبنك بسيدني متل نور ونار
وجودو بكل مواقفو تبنـّي
للجهد عندو كل استمرار
ومنـّي أنا عم زيدها منـّي
بيدير غيرو.. وصعب تا يندار
شعرو بليغ وطابعو فنـّي
عندو نثر.. عندو دني أشعار
هنيّال قلبك ألف مرّه فيه
ترانزيت بدّو يروح عا الجنّه
**
الشاعر عصمت الأيّوبي 
سيدني

ـ1ـ
قلبي يسابق في الكلام لساني
للشكر والتعبير عن عرفاني
يتنافسان على اداء مشاعري
لكن.. هما في القصد متفقان
شكراً لكم.. شكراً جزيلاً مفعماً
بالحب والتقدير والإيمانِ
أولمتمُ للحرف خير وليمة
وغمرتموه بأطيب الألوان
لا بالطعام ولا الشراب ونحوه
لا بالذبائح أو بنحر الضانِ
لكن بما أظهرتمُ من غيرة
ورعاية رسمية وتفانِ
من أجل "إحياء التراث" ودعمنا
دعماً سنحفظه على الأزمانِ
شرف لنا أنّا دعينا ههنا
ووسام تقدير رفيع الشانِ
أكرم بكم سفراء من بلدانكم
وبلادكم يا سادتي بلداني
مثلتمُ أوطانكم بأمانة
وأصالة من شيمة العربانِ
ورفعتمُ اسم العروبة عالياً
في كل أرض زرتمُ ومكانِ
بمآثر ومكارم وفضائل
يتندر القاصي بها والدّاني
أوحى بها رؤساؤكم وملوككم
وبها تعوّذتم كحرز أمانِ
مستلهمات من مناهل عذبةٍ
في البرّ والأخلاق والإحسانِ
الله يحفظ ودّكم ويديمكم
كأصابع الكفين تتحدانِ
الضّادُ تفرحُ أن يكرّم شاعرٌ
فيكرّم الإنسانُ بالإنسانِ
ما "شربل" إلا فتى أحلامنا
حمل الرسالةَ داخل الوجدانِ
كبراعم الزهر النديّ يصونها
ويصوغها في أجمل الألحانِ
فتذوب حيناً رقةً ولطافةً
وتثورُ، حين يثورُ، كالبركانِ
والضّاد أنتم أهلها وحماتها
والضّادُ أشرف لهجة ولسانِ
إن تحفظوها تحفظوا أمجادكم
من عنصر التفتيت والذوبانِ
ألله شرّفها وعلّى قدرَها
فاختصّها بكتابة القرآنِ
يا من يرى عقد الأخوة مبرماً
هذا النهار بسلكه الفتّانِ
كيف الاشقاء الكرام تحلّقوا
كالشهب حول شقيقهم لبنانِ
يعطوننا درساً بليغاً قيّماً
في الاتحاد وقوّة البنيانِ
إنّا وإن كنا ملوك بلاغة
وفصاحة ومنابرٍ وبيانِ
فالعين تحت جبينها مهما علتْ
والرّوس لا تعلو على التيجانِ
ـ2ـ
ما بين "مجدليا" وبين "الشّامِ"
دربٌ يشقّ على ذوي الإقدامِ
دربٌ عليه الموتُ يرقص فاجراً
ويحفّ بالأخطار والألغامِ
ومزنّر بحواجزٍ وبنادقٍ
وعليه تجري أبشع الأفلامِ
لا يستطيع الحرّ أن يجتازه
حتى ولو بالسحر والأحلامِ
حفرته آلات السياسة باطلاً
لتهونَ قسمتنا إلى أقسامِ
فإذا البلاد هياكل عظميةٌ
وإذا الشعوب تساسُ كالأنعامِ
بئس الحدود تحدّ من آمالنا
وتزجّنا في شقوةٍ وخصامِ
وتقولوا: كونوا كلّ شبر دولةً
ودويلة قزماً من الأقزامِ
وتخيّروا إسماً لكل دويلةٍ
وتخيّروا علماً من الأعلامِ
لهفي على وطن تقوّض مجده
لمّا استبد به هوى الحكّامِ
لن.. وإن جعلوا السياسة آلةً
للفصل بين لحومنا وعظامِ
ليفرّقوا بين الشقيق وشقّه
وليبتروا الوسطى عن الإبهامِ
فليعلموا أن الحدود وإن علتْ
لا تحجبُ الإفهامَ عن إفهامِ
كل الحواجز والمدافع ميتةٌ
لمّا تثورُ مجامرُ الأقلامِ
هذا هو "الباشا" وهذا "شربلٌ"
قد حطّما أسطورة الأصنامِ
وتجاوزا كلّ السدود بكلمةٍ
عبرت بدون كوابح وزمامِ
وتحدّت "القانون" دون مهابةٍ
لا من رقيبٍ صدّها ولجانِ
مثل الغمامة في السماء تحدّرت
حيث ألأنامُ على أشد هيامِ
فسقت وعادت حرّة وطليقةً
تزهو بأحلى حلّة وسلامِ
وعليها حاشية: فهمنا قصدكم
ولكم تحيّاتي ومسك ختامِ
هل يفتح الحكّام يوماً عينهم
فيميّزوا بين حمائمٍ وهيامِ
إن كان من سبب يفرّق بيننا
ويجرّنا لتقاتلٍ وصدامِ
فهناك ألف وسيلةٍ أخويّةٍ
للعيش إخواناً بكلّ وئامِ
فإلى متى "الملاّحُ" يبحث جاهداً
عن ربّه في زحمة الأوهامِ
فمتى وجدنا الله كان خلاصنا
وخلاصنا يعني خلاصَ "الشّامِ".
ـ3ـ
سمّاك ملاحاً لأن الملح عنوان الحقيقه
ولأنك الملاّح يا "شربل" قد نلت الوثيقه
ووثيقة "الباشا" إذا تحظى وتعطى للخليقه
فنتيجة البحث العميق وبعد أحكام دقيقه
وحيال إبحار وغوص في الخضمّات العميقه
حيث المحار وحيث مكامن الدرر الأنيقه
ـ4ـ
سمّاك ملاحاً.. وهذا ألإسم يختصر العذاب
وكذا فقد أبحرت تمخر من عباب الى عباب
وتصارع الأنواء لا تعباً تحس ولا تهاب
وبكفّك المجذاف يلطم تارة خد السحاب
ويغوص في الأعماق طوراً مثل لحن من رباب
وتعود كالعملاق قد غنم الحقيقة ثم آب
ـ5ـ
سمّاك ملاحاً لأنك ما سئمت من الجهاد
وظللت تبحر دون خوف من بلاد في بلاد
وتثور في وجه المظالم والتعصّب والفساد
تدعو الى وطن عزيز سيّد حرّ القياد
ويكون فيه الدين مجلبة لتوحيد العباد
لا أن يكون الدين أسلوباً لفسخ الاتحاد
وخزعبلات لا تزيد الناس إلا إبتعاد
فالناس من كل الطوائف والملل
في الاصل كانوا من تراب
ولسوف نرجع للتراب
لا زاد للإنسان إلا ما يقدّم من عمل..
ـ6ـ
سمّاك ملاّحاً لأنك قد كسرت الخابية
وكشفت عن خمر وخلّ في حنايا الجالية
وجعلت تنتقد المساوىء والأمور البالية
وتحرّك الإحساس بالشيم الكرام العاليه
وتقول: يا قوم انبذوا كل الضغائن والفتن
وتوحّدوا وتكاتفوا نقوَ على كل المحن
كونوا على قدر التحدي والمآسي والصعاب
أنتم هنا لبنان في المنفى ودنيا الاغتراب
كونوا جميعاً للوطن
كونوا على طول الزمن
أو تدفعوا ثمن التمزق بينكم أغلى ثمن.
ـ7ـ
فهل الذي سمّاك ملاّحاً يفتّش عن إله؟
هل كان إلا ذلك الملاّح مثلك في أناه؟
فهو الذي ضجّ الإله ببحثه ليلاً نهارا
وهو الذي ما انفكّ يلهث جاهداً سراً جهارا
فكلاكما الملاّح يبحث عن إله في مكان
ما فيه لله أثر
إلا تلاشى واندثر
لا تيأسا فالله ينتظر التحرّر والخلاص
قد ضاق ذرعاً بالبشر
واستاء من ظلم البشر
ومن حماقات البشر
حتى بنفسه قد كفر
والبعض قال قد انتحر
ملاّح.. لا تيأس إذا ما طال بحثك والسفر
فابحث لعلّك في النهاية مدرك بعض الوطر
واصبر فإن نتيجة الصبر الجميل هي الظفر
**
الدكتور علي بزّي 
سيدني

ستّين صرنا والعمر مشوار
وتشرين لوّح بالتلج خصلاتنا
والقمح ع البيدر غمار غمار
غلّة سنين الخير من كرماتنا
ونبيذنا تعتّق بقلب جرار
خوابي انسقت كل يوم من دماتنا
ولمّن يا شربل لعبت الأقدار
وغاب الوليف ومطّرت غيماتنا
ثار النبيذ وفجّر الفخّار
وكسّر قيود الحب من ديّاتنا
وتاري اللي حبّوا كلهن تجار
طمعوا بكم حجره من جنيناتنا
إرجع يا شربل فجّر الأشعار
تا نسمّع العالم صدى كلماتنا
**
الشاعر عماد الحج 
سيدني

شربل.. بعين الكلّ
متل الفلّ
شعرو عطر، شعرو وحي وإلهام
فوق الحرير الأطلسي بينام
ومتل القمر بيطلّ
معروف إنّو "شاعر الغربه"
فكرتو.. ولا يوم مِنْورْبِه
كل ما شلح أبيات عَ الطاير
بيصير عقل المستمع حاير
من النّوم فيّق شعرنا الغافي
مرهمو شافي
بأللـه ونقطة زيت
وشوش السكّيت
بملاّح.. عم يبحث عَ أللـه وين؟
محمد الباشا قال: يخزي العين
"الحاج" يا شربل بشعرك داخ
أحلى مناخ
و"بستوبّ" كلماتك
فيها شرح ذاتك
بمعارك الأشرار لا تنزج
خلّيك للكلمه اللطيفه محجّ
**
الشاعر غسان شديد 
لبنان

ما زال عن لبنان فكرك منتدب
كفّي الرسالة ويا سما الله كتبي
بقلّة ادب نفيوك عززت الأدب
وبالفكر راسك صار أوسع مكتبه
**
النحّات فؤاد الورهاني 
سوريا

يا شربل ع غياب كبار
الكانو اصحابك بالذات
بعزّي الكل كبار زغار
والحاصل سنة حياة
اليد اللي بتترك اثار
هي معنا بكل الأوقات
والمارد كفى المشوار
وخلّف صوتو والكلمات
معناتو بموتة نزار
بقلك بوجودك ما مات
**
الشاعر فؤاد نعمان الخوري 
سيدني

ـ1ـ
زنبق مجدليّا، السنه، حملان
صارت جنينه تخبّر جنينه
شاعر مجدليّا صبي جهلان
غنّو، تا يكبر شربل بعيني:
يا بيّاع العنب والعنبيّه
قولو لأمّي، وقولو لَبيّي
سرقوني الغجر،
من تحت خيمة مجدليّه
ـ2ـ
ومين قال: بيروحو الغجر؟ مين قال؟
.. وشاعر نسي تاريخ ميلادو
لا سهول حفظت دعستو، ولا جبال،
جوّال، مطرح ما الحلم قادو..
رفيقو بهالرحله الطويله، خيال،
والذكريات الغافيّه زادو،
وعا كلّ تلّه يطلع بموّال،
وبسرير بالو ينيّم ولادو:
يا بيّاع العنب والعنبيّه
قولو لأمي، وقولو لبيّي
قتلني الضجر
واللغات الأجنبيّه!
ـ3ـ
كانت تجي سوزان البعيني
تقلاّ عيون الشعر: يا عيني
ترشرش ع (بحويتا) القوافي، نبيد،
من تـمّ جرّه، ما لِها دَيْنِه
من بعيد بلمح صوتها، من بعيد،
واقف حكم، بين المدى وبيني
سوزان! عم ألّف كتاب جديد
وموعود من شعرك بِـ حلويَنِه،
وغنّي معي بهالعيد:
يا بيّاع العنب والعنبيّه
قولوا لأمي، وقولوا لَبيي
مشتاق الشجر
للطيور العسليِّه!
ـ4ـ
بآخر "مجدليا" في حاجز نار
فرّق ع المفارق فزع أزرق
وجايي أنا، يا طرابلس، مشوار:
ليش المدينه هيك عم تغرق؟
يقلّي الأفندي: مروق! ما إمرق..
وخيال شاعر طل ع المفرق
وغنّي على المفرق:
يا بيّاع العنب والعنبيه
قولو لأمي، وقولو لبيي،
ولنّو شي حجر،
ع الأيادي الأجنبيه
ـ5ـ
.. وبالعيد شو بهديك يا شربل؟
يا ريت بعدي بهاك الحفافي،
بجبلك معي غربال، تا تغربل
وما يضلّ إلاّ قمحك الصافي
ـ6ـ
شربل لا تنسى: انت من لبنان
دمّك، شلوشك، سكرتك كلاّ
واللي بيضيّع نجمة الأوطان
ما فيه يستهدي على ألله!
ـ7ـ
لا بَيْك، لا باشا، انت ل بنيت
قصر الندي، ومشوّب تفيّا
إسمك ندهني، حملت حالي وجيت،
وشربل بـ "عيني" يا مجدليّا
**
الشاعر فيكتور ميرزا 
لبنان

ـ1ـ
يا جبيل إنتي للمجد قجّه
وتاريخ عامل بالدني ضجّه
عطيتي الدني حجّة حضاره ونور
إنتي الحضاره وحرفك الحجّه
وعن شطّك الجوّات سبع بحور
حرفك ما خلاّ بحر أو لجّه
والحرف منّك والشعر مسرور
ولحد هلّق بعدها الموجات
بتكتب شعر والشط بيهجّي
ـ2ـ
جبيل الغنيّه حروفها فرجه
وقيمه بكل الكون مندرجه
وانتو يا بيت حداد بالإجماع
طلعنو المجد كلّو بغرد درجه
دكتور عصام الفكر والإبداع
بفن الأدب والشعر جوهرجي
غافي بصفحات الكتب إبداع
ومزهّره بصفحاتها مرجه
الحدّلد صاحب كار إسمو شاع
بدقّ الحديد وكان بهْورجي
لكن ع وهج الحرف والإشعاع
لا قرّب ولا كان يسترجي
وانتو يا بيت حدّاد عين كفاع
للأبجديه معهد عملتو
ومن كار للتاني تنقلّتو
صغتو حروف جبيل وصقلتو
الحدّاد باقي بهالدني حدّاد
وحدّاد عين كفاع جوهرجي
ـ3ـ 
.. وشربل بعيني كتابك جنينه
بقرا سطر وبقول يا عيني
كتبتو بماء التبر مش بالحبر
الإبداع فيه مرجّح العينه
في ناس عنّا بيغرقوا بـ شبر
ميي.. الحكي ما بينك وبيني
البيحب يغرق بالدهب والتبر
يقرا لبهيّه بو حمد لمّا
بتكتب دهب عن شربل بعيني
ـ4ـ
تشرّف زجل لبنان والخالق حمد
لمّا تعرّف ع بهيّه بو حمد
ولو ما تعرّف ع الجماعه الطيّبين
أمثالك.. المنبر الشعري ما صمد
انتي عطيتي الشعر من روحك حنين
وبركان عاطفتك تجاهو ما خمد
وع المقلب التاني أخدتي المبدعين
وبأرض سيدني المنبر عليكي اعتمد
بذوقك الراقي اليوم صرنا مؤمنين
القربان عنّا بينصمد بكنيستو
وذوقك مع القربان عنّا بينصمد
**
الشاعر لطيف مخايل 
سيدني

ـ1ـ
في تنين شربل ع الدني زادوا حلا
وما بين الله والبشر كانوا صِلا
شربل بعيني للبلاغة والأدب
وقديس شربل للعجايب والصلا
ـ2ـ
يا بعيني بشعرك معروف
فروخ الجان معقلها
الحروف بشعرك منشوف
متل الدره بتصقلها
ـ3ـ
من بعد مدحك شعر متنبّي الشهير
مفروض من شعرك يا شربل نستنير
مُش بس يا شربل ب"عيني" بقشعك
في لك بقلبي مكان يا شربل كبير
ـ4ـ
جبيل العيون بينظروا عليها
شربل بعيني نور عينيها
عن شطها حرف الفينيقي طار
وصّل على سيدني ورجع ليها
ـ5ـ
يا شربل بـ شعرك جود
ورش علينا ورد وفل
مش بس بعيني موجود
موجود بعينين الكل
ـ6ـ
لو جينا الشعّار نقيس
بتطلع أول بالتأسيس
بحبك يا شربل من حيث
إسمك ع إسم القديس
ـ7ـ
يا شربل انت شاعر قبل جيلي
بنشر الشعر بعتبرك دليلي
نحنا طفال بالأشعار كنّا
وانت قاطع دروب المستحيله
متلك ما التقى انسان عنّا
لدعم الحرف والكلمه الجميله
قلام الفكر كتبت قبل منّا
شربل للمهمات التقيله
وعنّو خبّرت أحمد وحنا
وإذا ما كتبت بتطلع بخيله
وعّى الأرز ع صوت المعنى
وصوبو يا قلوب الناس ميلي
وبموقع غربتو يا ما حضنّا
حضنة شمس لزهور الخميله
بغربة شربل منقشع وطنّا
ووطنّا بغيبتو غربه طويله
**
الشاعر مارون طراد 
سيدني

بتدلق يا شربل شعر صافي منوحي
خالد على مرّ الزمن ما بينمحي
مع كل طلّه في إلك موقف عظيم
شاعر خيالي وإرتجالي ومسرحي
**
الشاعر ميلاد نقولا 
ملبورن

هدية كتبك حبيتا يسلم إيْدَيْكْ
مْلايِكْةِ الشعر تقلك: شربل لبّيْك
نِسْرَكْ حلَّقْ بالعالي عالي وبعيد
الله يديمك يا "بعيني" وتْضَلَّكْ هَيْك
حبَّيْت كتابك عبلى ... قالولَكْ ليْك :
هيدا لْعُمْرَكْ مش لايِقْ ... شوف حوالَيْك
كل النسوان بتعشق كلمات الحب
وحوا بتقلك أهلا ... وتكرم عينيك
**
السفير ماهر الخير 
لبنان

دائماً الشعراء الأصليون
يصهلون في فضاءات الزمن
كالجياد الأصيلة...
ينقشون في الأرض خطى الورد والنار...
يغيرون
يبدّلون
يصنعون التاريخ...
تماماً كما كتبتَ
ونقشتَ
وأسَّستَ للشعر اللبناني
في أستراليا...
وكانت الأسطورة إسمها: شربل بعيني
**
الشاعر محفوض جرّوج 
سوريا

شربل بعيني..
فارس الكلمات،
يلعب بها حتى تصير أشجاراً وارفة .
هو الآتي على زغب النسائم ..
مد أعناق براعمه أزهاراً
تعطي من أفواه الزهر توهجاً
يستجلي المدى بقلب
لا يعرف إلا نبضات الحرية.
يرتدي عالماً منسوجاً من غزل الندى،
يخرج من أول الفجر نجماً،
نسمةً رخيّة العبور ..
يعدو إلى حيث يهتز في جسده
ينبوعاً لا يرى
يبدأ ..
كما تبدأ الحياة صباحاً،
يتأبطّ حلماً عزيزاً عليه
لـم يكن خائفاً، متهيباً من مشقة النضال
من مفاوز الدروب ..
بل مارداً جباراً..
كبيرة أحلامه
يمد جسر العبور إلى الشفق
يتفتّح مزهواً،
مثلما يفعل كل العاشقين ..
يزرع على وجهه ابتسامة،
يغني الفجر دوماً
يشق طريقاً لمن يولدون
يرصّعه بالنجوم،
ينسج الريح شراعاً
والأماني زورقاً ..
الشمس في قلبه وحنجرته ..
يبدد الظلام..
يفتح الأبواب السحرية
تحدوه رغبة عارمة إلى غاية واضحة
شدت يداه خيوط مجلة (الغربة)
يجدّ السير ليجتاز الغدَ
مسرعاً بها في طرقات العمر ..
زرع اسمها نخلة في تربة الأدب
شيّد لها معقلاً في الأعالي
ارتفعت دوحة وارفة
مدت لنا بالثمار
تفتحت وردة حمراء نديّة في واحة خضراء
نبعاً رائقاً وسط الصحراء
تجذب أسراب الفراشات الملونة
غيمةً ماطرة في كبد السماء
تبش وتبتسم
تسيح حين يعطش التراب بوافر العطاء
لن تجف الينابيع
ما دامت هناك للشتاء فصول
ها هي ما نسجته يداك تكبر
حتى لكأنها تبدو تهم بالركض
تحمل غيماً من الكلمات
تسكبها..
فتجري فوق القلوب الصلدة
كحركة النسغ في عروق الشجرة
فتخضرّ القلوب فرحةً
وتتفتق سنابل جذوتها
حقل من أقحوان
(الغربة) وردة في يديه
قبّلها في الخد ألف مرّة فما اكتفى
أحبّها حتى بلغت منازل العشّاق
نجمة تتلألأ في الظلمات
منزلاً من خيوط الضياء
قنديلاً يجلس الناس في ضوئه
تفتحت شوارع روحي لها ..
أخي شربل ..
أعمالك حقول من الزهر
تلمع تحت الشمس
مكانك في قلبي دفقة من نبع الحب
وصداقة حميمة تشدني إليك من سنين
يا ساحب الحرف من مقل الكلمات
فلا البريد ولا التلغراف
يقدران على إغاثة تحيّة الشوق لك
يا شربل بعيني .
**
الشاعر محمد جاهين بدوي 
مصر

ـ1ـ
ما هذي الروعةُ يا شربـــلْ
يا وَتَرِي الأشجى والأجملْ
نَجْـــــواكَ فَرَاشَاتٌ وَلْهَــى
تَتَهَــادَى كالنبـــع السلســلْ
وتهيم ترومُ مباهــــــجــها
من عذبِ القبلة والمنهــــلْ
ليلاكَ قصيـــدةُ أشــــــواقٍ
تغريـــني بالهدب المسبـــلْ
تدعو ذي الفتنــــة نائـــمـــة
وتميــطُ غلائـــلها الهلــهـــلْ
وتقول لشفتـــيّ فـــــــؤادي
والكأْسُ بيــدهـــا يتبـــتَّــــلْ
يدعــوكَ تقــــــدّم يا حـــبّي
هَـــيَّا نَرْشُــفْهَــا وتَــوَكَّـــــلْ
ارشـــفْــهَا نارًا تتلــــــظَّــى
فالعفَّـــةُ تَقْضــي أنْ تَفْـعَــــلْ
فالعمــرُ قصيــــرٌ يا شــرْبـِـلْ
يقفــــوهُ كابُــــــــوسٌ أطــــولْ
والحكمة تقضي أن تفعــــــــلْ
الحكمة تقضي أن تفعــــــــلْ
ـ2ـ
وَشِرْبِـلْ بِعِيــنِي
يُرَقْرِقُ في الحُبِّ أصْفَى مَـعِيــنِ
وَيَغْزِلُ أحْلَى بُرُودِ التَّحَـايَـا
لِحُــورِي وَعِيـــنِي
فَيَا بِنْـتَ شِعْرِي
أَعِيــنِي
وَلاَ تَخْـذُلِيــنِي
وَلاَ تَــخْدَعِيــنِي
وَصُـبِّي كُـؤُوسَ القَرِيــض
سُــلاَفًــا
لِـخِـلِّيَ شِـرْبِـلْ بِعِــينِي
مُـعِيــنِـي
عَلَى العِشْقِ يَضْــرَى بِقَلْـبِي
فَـأَكْـرِمْ بِـهِ مِنْ مُـعِيـــنِي
وَنَـاغِي اللّـحُــونَ فُـتُـونًـا
نَــدًى رَقْرِقِيــنِي
شَـذًى أَسْمِــعِيــنِي
فَشِـرْبِــلْ بِعِيــنِي
جَـدِيرٌ جَـدِيـرٌ
بِحُــورِي وَعِيــنِي!
ـ3ـ
بكل محبة قلبي تسربلْ
فإني بِحُلّة فضلك
أزهو وأرفلْ
وشوقي إليك
- نديمَ رؤايَ- 
بباحة قلبي جدولْ
يرقرقُ عشقًا
بِهِ صِرْتُ أثملْ
ورشفةُ كاسي
ورَنّة لحني المرتّلْ
”حبيبيَ شربِلْ”
”حبيبيَ شربِلْ”
محبتي الأبقى 
**
الشاعر محمد مكاري 
كانبرا

ـ1ـ
شربل .. بعيني كون
متلك أنا شلال
الشعر اللي دكّ حصون
الصوت اللي هدّ جبال
بقلبُه غصن زيتون
بإيدُه رمح ونبال
شِعرُه كرم وغصون
منه يعبّوا غلال
شعْره عِلمْ وفنون
بيعلّم الأجيال
إن صادف الحسّون
يرنّم مَعُه موال
وحِلوه بأحلى عيون
يغزللا شِعرُه شال
بكل الحَلى مفتون
وشِعر الحلى مرسال
متل الطِفلْ محزون
شوقُه لإمّه طال
عاشق بعشق جنون
تراب وسهلْ وجبال
شربل .. بعيني كون
متلك أنا شلاّل
هادر بليل سكون
يبكي كفانا دم
يصرخ كفانا قتال
ـ2ـ
شعرك، يا شربل، رائع
من قلب الثوره طالع
وصوتك عَ الظلم وعّ القهر
نازل متل الزوابع
شعرك حكمه وعمق وفكر
وإحساس بقلبك نابع
وكلمة حق وصدق وطهر
بتكشف زيف الـ بيخادع
شعرك سيف بوجّ الكفر
يدافع عن حقّي الضايع
بيحكي عَ الظلم وعَ الغدر
وعن عصر الكذب الشايِع
وحاكم صلّى.. بقلبو الكفر
يتاجر بالشعب الجايع
بيحكي الضهر.. بينسى العصر
وعودو.. للشعب الطايع
خلاّ الأرض الحلوه نهر
دم.. وخوف ومواقِع
وهوّي ذاتو تاجر عهر
وأصناف من الموانع
وهوّي ذاتو دافع سعر
لقنّاص براس الشارع
حتّى الحرب تضلاّ تكرّ
وهوّي يجني المنافع
والشعب اللي صرلو دهر
الإيمان بقلبو ينازع
عايش قهر وغدر وفقر
وهم وغمّ ومفاجع
لكن طبع الشعب الحرّ
مش ممكن يبقى راكع
خيّي شربل ضلّك حرّ
بشعرك.. تالشرّ ينازع
**
الأديب محمد زهير الباشا
سوريا

ـ1ـ
يا شربل بعيني
ستبقى بلسماً مراً رغم وعورة الطريق.
أتحنو عليك قلوب الورى
إذا دمع عينيك يوماً جرى؟
ـ2ـ
يا شاعر الأحرار..
الشعب ما قتلوه
لكنهم صلبوه
وعلى مذابح الحرية نحروه
داسوه
أسروه
شردوه
وفي بنوك التبريد
حفظوا دمه ليوم غير بعيد
وساحاتهم شهدت أنهم سحلوه وأخرسوه
والجلادون وحدهم استأجروه..
ـ3ـ
يا مدينة الرب
لك الفؤاد والحب
فالكل جبان
مختبىء وراء الجدران
فالقتال بمن حضر
والفوز لمن زمجر وأرعد..
ـ4ـ
لم يصرخ أحد.. فقد كمموا الأفواه
وفي البرية موسم حصاد
للمثل والقيم والشمائل
ينخرها الفساد بعد الفساد
أنقذنا يا رب العباد
من ظلم أبنائك السماسرة الكبار..
ـ5ـ
من سلم القدس بعدك يا صلاح..
أبالمفاوضات؟: نعم
أبطاولات الحوار؟: نعم
أبحضور الشيطان الأكبر؟: ألف نعم ونعم
والخراف الضالة ترتع وتسرح
والعيون مطفأة والجفون تتقرّح
ما نفع الصراخ والعويل
في عصر التهويل.. والتدجين
والرماح اعتادت.. وعوّدوها على أنغام التزمير
ورقصات التطبيل
وانتصر الزيف على السيف بالرعاية والعناية
وفي غرف الدروايش.. سبحانك أللهم!
يا منقذ العباد.. وأنت المراد
ـ6ـ
من بعدك: وا أيوباه
سلموا مفاتيح مدينة الرب
من أجل لمحة من شفة..
فلماذا الحرب ونحن دعاة سلام
والاستسلام كذب وبهتان
والحياة سجال..
والأصفر الرنان
على جبين الدهر مضمّخ بالخذلان
فيا غدر الزمان
كانت شمساً منيرة سوداء
ـ7ـ
انتحار ذاتي للنخوة يا وطني
وكنت الضحية
هم جنودك الأشاوس
باسمك أذلوا
وعلى رسمك الأجوف أطلوا
وأداروا حرب داحس والغبراء
والنشامى دفنوا في حفرة الجبناء.. يا للهول!
فزعيق العصافير والجنادب
حلقة مفرغة من رحيق الحرية
متخمة بما استلهم من بدائع برلين الشرقية
لا يخشى الغربان ولا فرقعات النعيق
ومهرجان الانتصار على شعب مغلوب على أمره
ينام على أمل الصحوة
ويسهر على تلفاز السهوة
فلا مجيب
فالدرب صعب مخيف
لم يطرح بعد الوساوس
ولم يقهر غرف الدسائس
وأنشد لا بأس مع الحياة.
ـ8ـ
يا شاعر ألحرار
يا شربل بعيني
لن يكون ولن يعود صلاح.. أو شبه صلاح
أو رمزه، أو ظله، أو صوته
نحن أوهى من خيوط العنكبوت
من المحيط الهادر إلى سوليدير بيروت
السيوف سحبت من أغمادها
ونسجت معادنها من ذهب وفضة
وبيارق مشرعة تعلق في زوايا القصور
نياشين وأوسمة على نبض الصدور
وليلاً تنام القبيلة مطمئنة لطلاب السلطة
وتستمر القبضة دهورا مع دهور.
ليس من مات فاستراح بميت
إنما الميت ميت الاحياء
ـ9ـ
قصيدتك يا شاعر الأحرار 
يا شربل بعيني
حرّكت فيّ المواجع
ومتى هدأت المواجع؟
ففي كل يوم فواجع
وفي الصدر دموع وآهات ملء الحناجر.. وزفرات
والصب تفضحه جفونه
وسوى الروم خلفك روم
فعلى أي جانبيك تميل
عدو اليوم والأمس والغد
وراءه ووسطه أعداء
وفي صفوفنا منه إخوة وأشقاء وأصدقاء
فلتحرق غزة ولتدمر لبنان
فالاثم واحد بعد الهزيمة
فالهزيمة انتصار
والقتل إبادة واندحار
فما هزمتنا سوى الترهات والأباطيل
منذ أصحاب الفيل
وتكفينا الأنفاق
فقد ارتعدت رموز النفاق
وعش وحيداً يا وطني
فالمواطن اليوم يفضّل أن يكون مصمم أزياء
من أن يكون محصوراً بغمر ماء
في حمام ولا أحلى
فهندسة القصيدة لا تطعم لقمة
وقد تلد على صاحبها نقمة إثر نقمة
متى يبيع الشاعر نتاجه في سوق السقائين.
ـ10ـ
يا شربل بعيني..
يا شاعر الأحرار
رددنا على حسن نية
يا أهلا بالمعارك
وهنيئاً لمن يشارك
وجاء النصر إلهاماً ووحياً وسنداً
وتشوهت حلقات التاريخ
وبات الحاضر منبوذاً
والماضي حاقداً
والغد ـ ويل لنا منه ـ مسموماً بعقل الأعاجيب
وعلى الله يتوكّل الدجالون
المسبحون بحمده حين استجابوا:
وقال أصيحابي الفرار أو الردى
فقلت هما أمران أحلاهما مرّ
وللشعب اختياره وحريّة مواقفه
فكان الردى والتهلكة لأفراده
وللمدافعين عن حرق الوطن: الفرار
حتى لا يحقق العدو أهدافه
ما لي أكتم حباً قد برى جسدي
وتدعي حب سيف الدولة الأمم
والله ليس غافلاً عما يفعل الظالمون
ـ11ـ
يا شقيق الروح.. 
يا شاعر الأحرار
التفاهمات في السلة والسلة لا قعر لها ولا حبال ترفعها
المصالحات هي العليا وهي العلة
لا تدري منها الكثرة ولا القلة
والسبب واضح: هذه أو تلك الكتلة
والحوارات في مناورات بمعالجات هادئة
وأجواء المصالحة تذلل العقبات
وقد تم توظيف الايجابيات بتحصين الجبهة الداخلية
لا تقل عين الرمانة
فالقلوب ملآنة
وهم أصحاب الفطنة
وضد إذكاء الفتنة
والاتفاق بالحبر بدعة
وبالالوان خدعة
إن المواقف نصر بلا هزيمة
منسوجة على الجباه
هل أدرك الأحرار هذه المقولات
أنا لم أدرك شيئاً مما ورد في سلة التفاهمات والتجاذبات
وهنيئاً لمن استغبى.
ـ12ـ
يا شاعر الأحرار
البخور ثم البخور..
أجواء ساحرة من الفطور الى السحور
بأجنحته المواتية وأثمانه الواقية
وبها وحدها نستطيع شراء بقعة مقدسة
في أوغندا أو في تخوم الأمازون
ويستمر الهواء المصفى الملون
يسعف أصحاب القصور
من لوثة في الصدور
ومن حسن حظ هذا الشعب
أنه فقد احساسا بالشم
فما كل ما يعمله وينسجه
ويقتات به ويرتديه أصحاب القصور
لا يعلن عنه إلا في باريس ولندن وروما ولوس أنجلوس
فموازين القوى مصطلح ينفذه هؤلاء حرصاً على التراث.
ـ13ـ
وا أيوباه.. ويا صلاحاه
نم قرير العين، لو صحوت لرأيت ثم رأيت
قبائل متناثرة
وأسراً متناحرة
وإيديولوجيات ماكرة
ومواقف ساحرة
فلمعت الأقوال
وغابت عنا الأفعال.
الحدود ضريبة مستدامة
الاستقواء على العامة
تزوير وغش ورشاوى
سلاحهم يباع مع السماسرة في سوق النخاسة
الأمة في غيبوبة.. وإلا اتهموا فلانا بالهرطقة
وفلانا بالزندقة
ليبقى السلم الأهلي استفزازاً لمن لم يداهن ويداجن
وهبط ليل الاستسلام هازئا بالحاضر والمصير
وفي غفلة من هذا الزمن
وضعت عقول المفكرين في أنبوبة اختبار
فكيف أجرؤ على أن أدعو صلاحاً من مثواه
وبجواره عماد الزنكي وياسين الهاشمي وعبد الرحمن
 الشهيد
فصبراً آل ياسر.. صبراً فما نيل الخلود بمستطاع
وكانت على مر العصور الكذبة البيضاء
بأن طارق بن زياد ألقى خطبته العصماء
ولا يعرف من العربية سوى سجود السهو
وادعوا احراق السفن مفخرة مع الزهو
وأنا لا أعرف من المعارك سوى الزحف المقدس!
فيا شربل بعيني
ستبقى قصيدتك بنفحاتها المؤرقة
أملاً في كلماتك المحلقة
مركزة على أن أمن الدولة من أمن الشعب
والعكس غير صحيح في سجل التكافل والمثلثات اليعربية
التائهة في بيداء وتصحر وتيه
مهيأة رموز انتصار للأجيال القادمة.. 
وربنا يستر..
**
الاديب محمود شباط 
لبنان

ـ1ـ
كبير يا شربل.. سليل رجال
بـْنـُبـْلـَكْ كلامك جَسّدَكْ صوره وقال:
إبن البعيني بيؤمر جنون المشيب
يقبل بوصفو ثلوج عَ روس الجبال
وحال إبن شباط من حالك قريب
بيجود كل ما بْـيَضّ من شَعْرو خصال
من شموخو صْعاب ما إلها نصيب
ولا نالت الستين من خصب الغلال
ومتلك عَ "عيحا" ناطر رجوعو بلهيب
شاعل بقلبو سنين وليالي طـْوال
و عَ "مجدليا" عودتك رَيْتا تجيب
معها الأمان لموطني الغالي الحبيب
وترجع بمركب مبحر برزق الحلال
ـ2ـ
يـسعِدْ صباحكْ لَو طِلِعْ عـندَكْ صَباح
ويِـسْعِـد مَسَاكْ نـْـكَانْ فِـي عـنْدَكْ مَسَا
الْعمْر الطّويل يْـكون مَقْـرُون بْـنَجَاح
وما تْطُول قَـلْب الطَـيِّـبْ مْواج الأسَى
ولا تْعَاكِسْ شْراعَـكْ أعَاصِير الرِّياحْ
وفي مَجْـدْلَـيَّـا نْـشُوفْ مَـرْكَـبْكُنْ رَسَا
وتْـضْوِي بْـمُحِيطْ الـبَـيْتْ أنْـوَار الفَلاح
مَحْمُود قَـلْـبُو جَـنْـبْ شَـرْبِـلْ عَ الدَّوَام
لْـمْـتْـلَـكْ صَديقْ الصْدقْ صَـعْـبِه يْـنْـتَـسى
**
الشاعر مخايل عيد القزي 
سيدني

شربل إسم معروف بِ كل الدني
منو مشعشع عالدني نورو السني
ومار شربل فيك دوم بيعتني
حتى تضل مفرفح وعيشك هني
ومني إلك رده زغيره مدوّزنه
تا يسمعوها الناس من باني وبني
بغربتك صوّرت لبنان الحبيب
ومين متلك بالوطن عم يعتني
**
الدكتور مروان كسّاب 
سيدني

ـ1ـ
حاير بأيّا حبر بكتبلك
والحبر قبلو انت.. مش قبلك
قلت لازم اعصر الغيمات
ومن دمعها السكران اسكبلك
وإكتب إلك بدموعها آيات
ويغرف صفاها من صفا نبلك
لكن قلت يمكن هالخيالات
من دون قصد الهموم تجلبلك
رجعت تقزّت الحلم بالذات
لقيتو حبال الشمس ناصبلك
وعملك مرايي لكل المرايات
ورايح بنات الشعر يخطبلك
عتبت عالحلم ببعض كلمات
وقلت طالما الرب كاتبلك
شربل بعيني بخزنتك خزنات
وحبرك دهب مش عايز نجبلك
ـ2ـ
"مشّي معي" بديوانك الأحلام
سكروا عا كاس الشعر وغرامو
ومن ثورتك عالوزن والأحكام
الخيل انطلق من عقدة لجامو
ثوره بإسم الشعر والإلهام
تالصمت يحكي ونسمع كلامو
ثوره من الأوجاع والآلام
بوجه اللي ظلموا وعالظلم نامو
يا شاعر الغربه بكل مقام
شعرك الأرز بيحمل وسامو
سقيت الحروف دموع  تا الأقلام
رفعوا لشربل مجد أعلامو
كسرت الوزن تا تقول للظلاّم
الظالم فريسة جوع إجرامو
وبيضلّ فيي خبّر الايام
عن شعرك وشلال إلهامو
الأوزان للشاعر نهر أوهام
قاطع طريق السهل قدّامو
وزن الشعر للشعر استسلام
متل البيسلّم بالوغى حسامو
وزن الشعر صوره عن الأرقام
لا تضيّعوا الشاعر بأرقامو
وزن الشعر عالشاعريي حرام
وغبن الحنين الساجنو حرامو
متل اللي رايح يعبد الأصنام
بعصر انتهى من كل أصنامو
ـ3ـ
بهنيك وبهنّي المواهب فيك
الغذيّتها من قبل ما تغذّيك
وواقف على شاطي العمر عطشان
ناطر شي غيمه دموعها تسقيك
شعرك دفق جوهر بلا ميزان
الأوزان صفني غافيه بواديك
عندك صور عا مدبح الوجدان
احترقت تا تهدي حبابك وتهديك
طرّزتها بالسحر.. بالألوان
تا كل ما مرقت على محبيك
لازم يقولوا عن وفا وايمان
سبحان الله النعمتو عاطيك
يا مخرطش الأحقاد بالنسيان
ومسمرت آهاتك على ماضيك
ومن غربتك عم تطلق الانسان
عا سقسقة الِدموع  بسواقيك
"مشي معي" يا نعم هالعنوان
يا شاعر الما في حدا يمشّيك
"مشّي معي" الأرزات والوديان
ومروج خضرا مزنره روابيك
وكنت ناوي عود عا لبنان
ومشور عا زورق بحرك وشاطيك
لكن عندما قريت هالديوان
قلت ما في لزوم للمشوار
لبنان يا شربل بشوفو فيك
**
السفير مصطفى مصطفى 
لبنان

ـ1ـ
ما ناسي الآخ وحياتك ما ناسي
وما بنسى الحب ممزوج بكياسه
أكيد مقدّر ظروفي لأنّك
مجرّب مرورة حقّ عبّاها بكاسي
قدر.. من غير ما يسأل كأنّك
بحلم بتنرجم والرجم قاسي
قريت فلاش خطّطو بفنّك
دخل بالقلب.. خفّفلي المآسي
دعيت الرب عن نفسي وعنّك
بعزّة مركزو يزيل التعاسه
تا يبقى العيد من صوبي ومنّك
يا شربل.. يغمر الأرض بْقداسه
لأنّي هون كل الخلق أهلي
بحيث الناس، كل الناسي، ناسي
ـ2ـ
سمعت شعرك قلت: يا عيني
متل الورد مزروع بجينه
مأكّد كلامك مستواه كبير
ما دام إسمك: شربل بعيني
ـ3ـ
أربع مرّات كتابك
قريتو قدّام صحابك
واحد قللي شو صابك
الشعر وضعتو بمحرابك
ردّيت ولشربل قلت:
يرحم بطن اللي جابك
**
الشاعر مفيد نبزو 
سوريا

ـ1ـ
سليني يا ابنة العاصي.. سليني
عن الأرزات في الوطن الحزينِ
سليني عن أخ قد راح يشدو
بأشعار التلوّع والحنينِ
رماه الهجر في بلد بعيدٍ
فذاق المرّ من كأس السنينِ
متى ألقاه في وطني واشدو
لقد قرّت برؤيتكم عيوني
أخي، والله، ما أحسست فيه
يمزّقني، ويصفع لي جبيني
فمن لبنان متّ، وذاب عمري
ألم تسمع بأشعاري.. أنيني؟
ومن لبنان جنّ الشعر حتى
سمعت الربّ يبكي من جنوني
ففي لبنان أمنيتي بأنّي
بها أحيا.. بها يرسو سفيني
مسيحيٌّ أنا، الإسلامُ وجهي
ودين الخير، دين الحقّ ديني
فلا تسأل أخي عنّي.. لأنّي
أنا من غصن زيتون وتينِ
أنا في الكرم.. في العنقود رحمي
وأرزك "مجدليا" من جنيني
سليني وارجعي بالردّ عنه
عن الأحوال والخبر اليقينِ
عرفتُهُ شاعراً.. ما كان يوماً
سوى البركان في الحقد الدفينِ
عرفتُهُ شاعراً.. غنَّى فأغنى
وهزَّ الأرضَ في شعرٍ متينِ
فَيَا أَمْواجُ هاتيهِ إِلَيْنا
وإلاَّ أَسرِعي ولَهُ خذيني
عروس الكرم قد تاقت إليهِ
تسائلني، أجاوبُها: دَعيني
أخافُ الشعر يُخجلُني فَهَيّا
أَعيني الشاعرَ المضنى أعيني
ولا تنسَيْ غداً، إِنْ عادَ، غَنِّي
فشاعرُ أُمَّتِي شربل بُعَيْني
ـ2ـ
أشربلُ قد عرفنا اليوم شاعرْ
يذيبُ الحرفَ من وجع المشاعرْ
وينسج حلمه المجدول سحراً
ليزهو في العيون وفي الضمائرْ
عرفنا اليوم حسّوناً جديداً
يحنّ إلى الحدائق والأزاهرْ
فرتِّلْ يا سخيَّ الشِّعر لحناً
فإنَّ الهجر يحرق كالمجامرْ
وزفَّ الحبَّ أمنية الأماني
لأنَّ الفجر في شفتيك ساحرْ
أما أهديتَ للإنسان نوراً
فأمسى النورُ في الدنيا منائرْ؟
أما أهديتَ للإيمان ورداً
وأطياراً تزفّ لنا البشائرْ؟
فأينعت السنابلُ وهي شعرٌ
جميلٌ.. أين عصفورُ البيادرْ؟
أشربلُ.. يا نديَّ الشعر رتِّلْ
على سحر الهوى بصلاةِ شاعرْ
فإن الشعر يخفقُ في ضلوعي
وينشده الفؤادُ من الحناجرْ
فهاتِ الشعرَ فخراً واعتزازاً
وفاخِرْ بالهوى والشِّعر فاخِرْ
أما هاجرتَ من بلد الأماني
ورحتَ تجوب في الدنيا مغامرْ؟
فذقتَ من العذابِ المرِّ مرّاً
وصرتَ ولـم تزلْ في الهجر حائرْ
فهاتِ الشعرَ بالأشواق يهفو
إلى لبنانَ.. أو أمِّ الضفائرْ
وهاتِ الشعرَ أصدقُه حنيناً
فما عَرَفَ الهوى صدقَ المهاجر.
**
الاعلامي ممدوح سكريّه
سيدني

بيوت القصيده أجمل مرايات
عم تعكس الأنوار من ضو القمر
وللمجد ترسم بالدني حكايات
بالشوق عم تشحن غيومو بالمطر
وتزيّن الرمشين بالوردات
وع التاج في نجمات قلقها السهر
الشعر الجميل بيرفع الرايات
عليها إسم "شربلنا" انحفر
اليوم القصايد ع "الفايسبوكات"
كترت، ومجد الشعر، يا حسره، اندثر
شو رأيك يا شربل "بالإنترنات"
رفعت قصيدتنا أم الشعر انقهر؟
**
الأديبة مي طبّاع
سيدني

شربل.. أتينا اليوم نحتفل فرحاً
بفوزك من الشمال والجنوب يا أميرُ
ملأت آفاق مهجرنا أناشيداً
يحفظها في قلبه الصّغيرُ والكبيرُ 
زادك الوفاء لرسالة العرْبِ
هكذا يكون الشاعر الشهم الغيورُ
نشرت الحرف حقّاً عدلاً وجمالاً
فبات الجيل من هديك يستنيرُ
أدبك إن كان نثراً أو شعراً
خميلة غنّاء يفوح منها العبيرُ
يا أمير الشعر غرّد وزدْ
أنت بالإمارة والخلود جديرُ
**
الشاعر نبيل معوّض
لبنان

شربل.. مجدليّا
وعيني يا مولّيا
يا رافع رايتنا
بسلاح محبّتنا
بخبّيك ب عينيّا
**

**
الشاعر نبيل مخايل 
سيدني

ـ1ـ
يا بعيني سبعة وستين
وبعدو فايض إنتاجك
أنشالله للميي وعشرين
بيضلّو ضاوي سراجك
ـ2ـ
يا شربل يسلم راسك
سكرت الناس بإحساسك
نحنا مطرح ما منكون
ع الصافي منشرب كاسك
ـ3ـ
شربل البعيني إنسان
شاعر وبشعرو ماكن
كيف منلاقيك بلبنان
ولبنان بقلبك ساكن
**
الشاعر نديم سابا 
سيدني

ـ1ـ
يا شربل المعروف.. شعرك هالجميل
هديّه تمينه لجيلنا.. ولألف جيل
وكل كلمه قلتها وبتقولها
بتنعش قلوب الناس.. وبتشفي العليل
ـ2ـ
كل كلمه قلتها وبتقولها
ملوّنه.. ومركّبه ع أصولها
جمعت القوافي بعرضها وبطولها
وجمعها ع شعورك وفهمك دليل
ـ3ـ
يا شربل المعروف.. قلبي لَيْك مال
حبّيت مدحك.. ضاق قدّامي المجال
بهنّيك.. متلك رَيْت في عنّا رجال
ويا رَيْت عنّا كم نبيل وكم أصيلْ
ـ4ـ
والـ كان متلك.. كيف بدّنا نعاملو
وكيف بدنا نجهلو.. أو نهملو
نبع القوافي والشعور الحاملو
ما بينقص قدّ ما منّو تشيلْ
ـ5ـ
يا رفيق الشعر.. يا إبن الكرام
بالعطاء وبالكرَم نلت المرام
بقلوبنا.. عندك محبّه وإحترام
ومرافقك حتّى على الدرب الطويل
**
الشاعر نعيم خوري 
سيدني

ـ1ـ
مجنون الْـ نَطَرْنِي وْقالْ: لازِمْ عَرّفَكْ
إنْت الشِّعرْ مِنْ سَطْوِتَكْ آخِدْ لَقَبْ
لا تْقُولْ إِنُّو اللَّقَبْ بَدُّو يْشَرّفَكْ
بِالنَّارْ أَوْ بِالدَّمّ لَو كَانْ انْكَتَبْ
مَسْمُوحْ أَوْ مَمْنُوعْ إِنِّي صَرّفَكْ
إِسْمَكْ يَا شَرْبِلْ صَارْ أَيْقُونِةْ أَدَبْ
ـ2ـ
لمحٌ على الريح، أم شالٌ من الشّهُبِ
يشتاقُ فوحُ دمي سيفاً من اللَّهبِ
يمضي به زمنُ الأحلامِ، يزرعُهُ
شيئاً من الصّوتِ، أو وهماً على السّحُبِ
حسبي من الشّعرِ أني حين يصلبُني
على الزمانِ، يطوف الحبُّ في هُدُبِي
فترقُصُ الأرضُ من حولي، كأنّ بها
رهجاً من الرّعدِ، أو وهجاً من الطَّرَبِ
فيستحيلُ صليبي في الهوى قمراً
وجرحي المزرقُّ منديلاً من العُشُبِ
وفي اغتسالِ الصّدى شفتانِ، أيّهما
تغامزُ المنتهى، يا شعرُ فاستجبِ
مرّت على الشّمسِ أجيالٌ مزرزرةٌ
وخاطرُ الشّمس شلاّلٌ من الذّهبِ
تمشي العواصفُ بركاناً إذا نزفتْ
فيها الجراحُ، وتحكي النّارُ في الكُتُبِ
الرّائدون هنا، والمبدعون هنا
وما تبقّى عناوينٌ بلا أدبِ
عصافيرها في دجى البلورِ زاحلةٌ
هاضت جناحاتها بالرّيش والزّغبِ
تموج في شجر الضوضاء صورتُها
كصورةِ المسخِ، لـم يرحلْ ولـم يَؤبِ
دَرْزُ الحروف كأوهامِ الأُولى دخلوا
مستنقَعَ الموتِ في شعرٍ من الخشَبِ
الرّيحُ تُقلِقُهُ والشمسُ تُحرِقُهُ
كتافِهٍ، في لهاثِ الغيمِ منسرِبِ
ثوبُ الحرير على ألأفعى، تدنّسُهُ
وبالحريرِ اهترار الذّئبِ لـم يَثِبِ
مرّوا على الأرضِ أشباحاً مزيّفةً
في صفحةِ الضّوءِ، لـم تكبر، ولـم تذُبِ
يستفظعون صدى الماضي ويبهرهم
من الوجوهِ، فقاقيعٌ من الشّغَبِ
كأنهم من لهيب الفكرِ ما اكتنزوا
إلاّ الدّخان، وقالوا: خارِقٌ ونبي
وصدّرونا إلى المجهولِ واخترعوا
للانتشارِ شجيراتٍ من الكَذِبِ
ويصرخ الوعد، كم وشوشتني، وأنا
يا ليلُ صومعتي نهر من الخطبِ
يا أنت.. يا وطني.. ساعي البريد هنا
سئمَتْ أصابعُهُ من رنّةِ التّعَبِ
مرحى طلائعكِ.. استفتي طلائعنا
يا شعلةَ الشّرقِ.. هذا شربلٌ عربي
صبّاً أتى الكونَ، غنّاهُ وأسكرَهُ
وشمخةُ الشّعرِ زلزالٌ من الغضبِ
ليغسل الكون عن كفّيه ثرثرةً
من الدّوارِ، وأفواجاً من الصّخَبِ
جنّيةُ الشّعرِ ربّته على يدِها
وليسَ كالشّعرِ مدعاةً إلى العجبِ
غادٍ إلى قلمٍ، من قلبه، أبداً
يستلُّهُ وجعاً في حومةِ النّوَبِ
يغطّه في نزيف الضّوء منتشياً
والرّعدُ مرتجفٌ، والليلُ في هرَبِ
كلّ السيوفِ نَبَتْ.. إلاّ قصائِدُهُ
فليمتطِ الحقدَ فرسانٌ من القصَبِ
ومجدليّا التي ما زال يحفظها
صوتاً يضيء على أوتار مغتربِ
غداً يعودُ قناديلاً مشرّعةً
ميناؤهُ الحلم، يا لبنان فالتهِبِ
هذا البعيني، حداثته، وطلّتها
من مطرحِ الشّمسِ، ما انهارت ولـم تغبِ
يوبيلُه الفضيّ بالعينين نكتبهُ
حتى يشعَّ غداً يوبيلُهُ الذّهبي
يا ساكن القمر الفضيّ، مدَّ يداً
للأرضِ، وازرع صدى الأحرار، وانكتِبِ
وعداً، يطوف على الدنيال، فإن سألتْ
تجسّد الوعدُ عملاقاً على الهضبِ
نهراً من النارِ، نخب الشعر يشربه
دم الفداء.. فيحيّا ميّت العربِ
**
الاعلامي وليد قصيفي
سيدني

ـ1ـ
.. وبكيت يا "بعيني"، كتير بكيت
وسهرت كل الليل، 
صفحه ورا صفحه قريت
حتى طلوع الفجر..
وحياة أللـه يا شربل
مسا الخميس الماضي، ما غفيت.
ـ2ـ 
رحت صلي، اليوم.. أنا اللي ما صلّيت
ولا ع بيت الرب طلّيت
يمكن من وقت ما تركت البيت،
وحتى ما إكذب عليك..
صليت؟
أو بس بإيدي وميت..
لما ع لبنان، رجعت، وبكيت..
ـ3ـ
مجانين؟
وين ما بتروح، يا شربل، مجانين،
بلبنان، وبالغربه، كلنا مجانين..
الأسد غزا لبنان.. قامت قيامتنا
وصدّام غزا كمان
دوله متل حالتنا؟
ـ4ـ
.. وتشردت الناس، 
وصار في بلبله بعمّان
وطار الحقد،
وعشش الغربان ببلاد غربتنا
وصحافتن، يا شاعري،
نسيت قضيتنا..
قال شو، هيدا رأي جاليتنا
مجانين..
ما بيسايل، لو كانوا بعدن من لبنانز
ـ5ـ
ليش منحبك يا بعيني؟
.. ومين ما بيحب الشمس
سمعت بإنسان، بأيا مكان
ما بيعشق اللمس؟
والشم والضم والهمس؟
وسمعت بإنسان
بأيا مكان..
ما عرف شو الحب؟
شو العاطفه؟
شو السهر؟
شو معنى الوجع بالقلب؟
وسمعت، ع فوقا،
بوطن إسمو لبنان؟
وبعدك بتسأل:
ليش منحبّك يا "بعيني"؟
**
الشاعر يعقوب حنا 
سيدني

ـ1ـ
يا عبيد.. بقلبي وعيني
مرجّح عينه عن عينه
رح فجّر قنبلة الشعر
كرامة شربل البعيني
ـ2ـ
قالوا رجال كتير بيهدّوا
وشربل بعيني ما التقى قدّو
عندو وفا وإخلاص وأمانه
وكتب البلاغه من عهد جدّو
بحبّو أنا رح عيش متفاني
وبودّ قلبي متل ما بودّو
كنت المسا بعبّي الدني غناني
بس بفزع لإبن حدشيت
يفتح شي جبهه تانيه حدّو
**
الشاعر يوسف جبرين 
سيدني

ـ1ـ
شربل بعيني ريشتو بتسرح
وبكل شربه بتزرع جنينه
فلفش الدنيي ما ترك مطرح
غلّ بحواسي تملّك الدينه
بشعرو الرقيق الخاطر بيجرح
وع الشعر بعرف في إلو دينه
لشربل بـ عيني عمّرت مسرح
البيحب يعرف وين بيشوفو
يفتّش ع مسرح شربل بعيني
ـ2ـ
شو بخبّرك يا شربل بعيني
وعقلي بيقلّي ضاع تلتيني
وخط الوعود الْبَيْنَك وبيني
تلّج وبعدو الصوت بالدينه
ولمّا عرفت ع الارض ما بلاقيك
فتّشت عيني لقيتك بعيني
**
الشاعر يوسف صعب 
سيدني

الأدب والشعر جنينه
خلقو بشربل البعيني
وكل ما عمرو صار كبير
بتزغر هالدنيي بعيني
***********
كلمة أخيرة
   
     أخيراً.. أتقدّم بالشكر الجزيل من "رابطة إحياء التراث العربي" في "أستراليا"، التي أشرفت على رعايتي وتوجيهي في مسار أدبي سليم. وأخص بالذكر الاستاذ "كامل المر"، صاحب الكلمة الواعية المتزنة. 
   ولا بد لي من أن أشكر الإعلام المكتوب والمسموع والإلكتروني، وأخص بالذكر جريدة "البيرق ـ المستقبل" لرئيسها الإعلامي المخضرم الاستاذ "جوزيف خوري"، عملاق الصحافة في المغترب الأسترالي لمساندتنا ودعمنا وتشجيعنا في نشر مقاطع عديدة من هذا الكتاب. 
   كما أشكر الشاعر القدير "شربل بعيني" على اهتمامه وتشجيعه وثقته. فشاعرنا "شربل بعيني" شاعر طليعي، ثوري، ملتزم، توّاق الى الجديد. شعره يحمل نبض المستقبل، إلتزم به قضايا الانسان والحريّة. إنه، والحق أقول، عازف ماهر، أجاد العزف على أوتار الحياة، فغنّاها بصدق وجرأة، وترجم مشاعر الإنسان وانفعالاته وصراعه مع الوجود نبضات حيّة، ونفحات خيّرة، فتحت أمامه ابواب المجد والخلود.
   هنيئاً لنا بنتاجك الرائع، يا شاعر الغربة الطويلة، نصف قرن وانت تقاتل وتقاتل على أرض شائكة وعرة.. وبالرغم من الحسّاد والنقّاد والأشباح وقبائل الذات والأنانيات، ما زلت تقاتل. خطواتك مباركة. لقد بدأت مشوارك فكمّله، والله معك، إنك حقاً لسيف مضريّ لا يقهر.



**********
بعض ما قيل في الكتاب


أكبر وسام حصلنا عليه هو الاتصال الهاتفي من الشاعر الكبير نزار قبّاني الذي تربطه معرفة وثيقة بوالدي الشاعر حنا الطبّاع، ويكفيني فخراً قوله عن الكتاب أنه رائع وعميق ويحتوي على دقّة متناهية في الوصف والإعداد والنقد، وأثنى على تسليط الأضواء على العديد من الشعراء في المغتربات والوطن الأم.
الشاعر نزار قبّاني
لندن 1994
**
   صدرت في استراليا دراسة موجزة لشعر الشاعر شربل بعيني، وهو من أبرز الشعراء العرب في المهاجر، بقلم الأديبة المعروفة الآنسة مي طبّاع، المغتربة في أستراليا منذ ست سنوات.
   والأديبة مي خريجة جامعة دمشق، حيث تلقّت علومها فيها، وحازت على اجازة في آداب اللغة العربية بدرجة متفوّقة. وهي تنتمي الى أسرة كريمة مثقفة، ومن بيت عريق في الأدب والعلم، ابنة شاعر معروف هو حنا الطبّاع، مؤسس منتدى عكاظ الأدبي في الساحل السوري، والذي هزّت كلماته الهادرة ضمير الأمة العربية ووجدانها.
   تميّزت المؤلفة بإجادتها في إلقاء الشعر العربي، فكم هزّت مشاعر الجماهير عندما تصعد المنبر، وكم نالت الجوائز التقديرية في محاضراتها المتعددة عن المرأة في المجتمع العربي، وكم قدّمت في البرامج الاذاعية من مساهمات فعّالة في تشجيع الحركة الأدبية في أستراليا، والحفاظ على التراث العربي الأصيل، كما كتب عنها الصحفي جوزف خوري على غلاف الكتاب.
   هذه المقدمة كان لا بد منها، ليعرف القارىء العربي، ولو لمحة موجزة عن هذه الأديبة الكبيرة، التي أصدرت دراستها المتميزة عن شاعر عربي كبير، يغترب في أسنراليا منذ أكثر من أربعين سنة، وقد أصبح من الشعراء العرب البارزين الذين أعادوا سيرة جبران ونعيمة والقروي وفرحات وغيرهم من الرعيل الأدبي الذين رفعوا راية الأدب العربي في كافة انحاء المهاجر، وخلدوا لغة الضاد بكل ما فيها من جمال وفصاحة وبلاغة، وأبرزوا بمآثرهم الحضارة العربية وأصالتها وشموخها.
   شربل بعيني أحد العباقرة العرب في أدبه وعطائه الوفي، ونهجه الجريء، في كل ما يعطيه من نثر وشعر، ومن اخلاص للعروبة والوطن، ومن تقديس للانسانية والمثل العليا.
   والمؤلفة الأديبة مي الطبّاع، ذات باع طويل في دراسة الأدب العربي، وذات نغمة حلوة وصافية عندما تكتب عن أدب وعن أديب، فهي تحيط دراساتها بهالة من اشعاع تقود القارىء الى آخر المطاف، وتسبغ على أسطرها حلة مشرفة وجميلة، تضعها في قوالب أخاذة، وتنسجها من أعماق أعماق البحوث لكبار النابغين في المعرفة والاداب، من عرب واجانب، مما يدل على ثقافة عالية، وعلى مواهب متميزة، وعلى شمولية وافرة في البحوث والدراسات الأدبية في كافة اللغات العربية والاجنبية.
   ان هذه الدراسة المكثّفة التي بلغت مائتين وخمسين صفحة من الحجم الكبير، قد جمعت بين أسطرها وصفحاتها سبعاً وسبعين صفحة كمقدمة للمؤلفة حول كافة الجوانب المضيئة من شعر الشاعر شربل بعيني، ثم أتبعتها بالقصائد لعدد من الشعراء العرب في المهجر الأسترالي، خلّد كل منهم الشاعر البعيني برؤيته، ومن وجهة نظره في ابداعه وعطائه.
    وبعد أن ألمت الكاتبة بأكثر الاتجاهات الأدبية في الشعر المهجري، واسبابها وعواملها المتعددة، والتجارب التي عاشها الأديب في غربته، تنتقل الى وصف الأزمات الموجودة في العالم، من اجتماعية واقتصادية وسياسية وأدبية، وأن مرد هذه الأزمات هو الفساد وانعدام الديموقراطية والابتعاد عن الله، وفقدان الانسان لمعنى الحياة الحقيقي، وتقول ان التنافس بين أهل الفكر ليس عيباً بل إذكاء للقرائح وإثارة للنقد، فإذا جاء النقد بناء مخلصاً، حضارياً منفتحاً، حفظ أدبنا من التدهور، إذ أنه أصل الحياة.
   وتقول الأديبة مي حول النقد الموضوعي: "من منا يعترض على النقد الموضوعي؟ بالطبع لا أحد. لقد جرى الحديث بين الشيطان وإيفان في رواية "الاخوة كرامازوف" للقصصي العظيم دستويفسكي، فقال الشيطان لايفان: يجب أن تشك وتجحد، فبدون الشك والجحود لا نقد، وبدون النقد كيف تنقّح وتهذّب؟ اذا توارى النقد لم يبقَ إلا أوصاف. وهذا لا يكفي، يجب أن نضع التقريظ والنقد في كفتي الميزان، ومع ذلك فما أنا الذي اخترعت النقد، لست أنا تيس الخطيئة. يجب أن انتقد لأن النقد أصل الحياة.
   فالنقد ضرورة ملحة، ولكن ما نعترض عليه مدية الجزار.. فباسم النقد والحرية ننهال على الادباء والشعراء بالتجريح والتشهير الشخصي، ومرد ذلك غاية في نفس يعقوب، بينما النقد يكون للاعمال وليس للاشخاص، والناقد الحقيقي هو الناقد المطبوع منذ ولادته على النقد، ويملك ذوقاً وحساً نقديين سليمين، فلا أطنان الكتب تصنع منه ناقداً، ولا الجامعات تخرّج نقاداً. الا ان الناقد الموهوب تصقله المعرفة والمطالعة، فهو كالمرشد الامين والراعي المخلص، الذي يقود خرافه بمحبة وامانة يدور بهم من مرعى الى مرعى، فإن ضلّ أحدهم ركض وراءه ليعيده الى القطيع، ولكنه لا يفرض عليه ماذا يأكل، وماذا يشرب، فالطبيعة هي التي تعلمه مسيرة الحياة بتلقائية لا تفسير لها.
   كذلك الشاعر، لا يمشي في تبعية أحد، ولا يفرض عليه موضوعه، فله ملء الحرية في اختيار الموضوع الذي يؤمن به، ليضيئه بعفوية وفرح، قال الناقد مارون عبود: الأديب هو تلك الشجرة التي يطعن جذعها فتدر عصارة يصنع منها السكر والشراب، انه يتألم ليسعد اخوانه، لنتركه يسمعنا تغريده ونواحه، فالطيور الفصيحة لا تقترح عليها الأغاريد. وليس في الادب الرفيع أدب لا يتصل بالحياة، ولكنه يتنوّع بتنوّع الحياة. فما تراه أنت بعيداً عن حياتك، فقد يكون في صميم قلب غيرك. ان الاديب لا يدل على واجبه، فالحياة التي تضج فيه، هي التي توجهه في طريقه لا نحن.
   وقال ملتون: الذين يريدون توجيه الشعراء والأدباء لأنهم الطبيعة، فإنها قامت بواجبها وعليك أن تقوم بواجبك.
   الخطر الفادح الذي يقع فيه نقّاد اليوم هو النقد العشوائي، وتعثّرهم بالحرف، وتحليل الكلمة تحليلاً كيمائياً علمياً فلسفياً، فيسقطون لأنهم يجهلون ما للبيان من أسرار.
   كما ان اعتماد النقاد على النظريات الغربية وتطبيقها بشكل حرفي تعسفي، بعيد عن طبيعة أدبنا وشعرنا، إجحاف بحقهما، ولا سيما شعرنا القديم، الذي نحن بأشد الحاجة الى اعادة دراسته بمنهجية تنبع من تربته وذاتية طبيعته، لادراك كنه خصائصه، وتلمس مواطن الجمال والابداع فيه. 
   وما يصح قوله في الشعر القديم نقوله أيضاً بالشعر المعاصر، فتطبيق المذاهب العربية في دراسته، أبعدتنا عن فهمه واستيعابه أشواطاً، وأغرقتنا في التعقيد، كأنه يؤمن بأن عملية التفاعل الثقافي الهادفة الى تكامل الفكر الانساني هي ضرورة لا بد منها.
   فباسم التطور والحضارة نبيع القدس والعروبة، نتمغرب ونلحق بركاب النظريات الغربية المفسدة المتعبدة للعقل والعلم والمادة.
   وتواصل الاديبة الطبّاع معالجة الكثير من قضايا المجتمع، وكيف يجري الانحراف باسم المساواة ونشر الثقافة، وكيف يتاجر المدعون بالكلمة، وكيف تكون رسالة الادب في الانارة والهداية وبث الوعي، ونشر الخير والفضيلة، والتمسك بمكارم الاخلاق، وتكريس المثل العليا في كل مجاري حياتنا.
   وتصف بدقة ورقابة المناهج السليمة التي اتخذها الشاعر شربل بعيني قاعدة لفكره وطرحه وايمانه بالمبادىء الانسانية، كما عرفته الكاتبة، هزاراً غريداً، ونغمة شعرية صافية فريدة. وانه شاعر حقيقي ، موهوب، أصيل، صوت حق مجلجل، ملأ دنيا المهجر، وزرع في كل روض زهراً حلواً، عطّر أجواء المغترب بمسك أريجه وعنبره.
الاديب السوري نعمان حرب
البيرق، العدد 960، 11 ايار 1995، نقلاً عن الثقافة السورية
**
    أهو شاعر ينظم قصيدة أم قصيدة غنّتها القصائد؟
    عرفنا شربل بعيني شاعراً وطنيّاً عاطفيّاً وجدانيّاً غزير العطاء والتأليف والإصدار، كما عرفناه شاعراً يبحث في عطاءاته أدباء ومفكّرون.
   وليست مي طبّاع الأديبة الأولى التي غاصت في نتاج البعيني، وكتبت عنه محلّلة وناشرة لأعماله وللذين كتبوا عنه في مناسبات ودراسات.
   وفي الدراسة الموجزة لشعر شربل بعيني مهّدت الأديبة التي تملك فكراً عميقاً وقلماً شفّافاً لكتابها بوصف الشاعر بعيني: عرفناه هزاراً غريداً، نفحة عربية متوقّدة جريئة.
الاستاذ أنور حرب
التلغراف، 20/6/994
**